وله التفرد في المحامـد كلها

بُشرى لـنا إنا وجدنا مُؤنِسًا

ربّـاً رحيماً كاشِـفَ الغمَّاءِ

.

أُعْطِيْتُ مِنْ إلْفٍ معارف لُـبَّـها

أُنْزِلْتُ مِنْ حِبٍّ بِـدَارِ ضِيَاءِ

.

نَتْلُو ضِيَاءَ الحقّ عند وُضُوحِـهِ

لَسْنَـا بِمُبْتَاعِ الدُّجَى بِبـَرَاءِ

.

نَفسي نأَتْ عن كُلِّ ما هو مُظلِمٌ

فَأَنَخْتُ عند مُنَوّري وَجْنَائـي

.

غَلَبَتْ على نفسي  محبّةُ وجْهِهِ

حتى رميـتُ النّفسَ بالإلغَاءِ

.

لما رأيتُ النّفسَ سدّتْ مُهجتي

ألْقَيتُـها كالميْت في الـبيداء

.

الله كَهْـفُ الأرض والخضراءِ

ربٌّ رحـيمٌ ملجأُ الأشيـاءِ

.

بَرٌّ عَطُوفٌ مأمـنُ الغُـرَماءِ

ذو رحمـةٍ وتـبرُّعٍ وعطـاءِ

.

أحَدٌ قديمٌ قـائمٌ بـوجودهِ

لم يتخذْ ولـداً ولا الشُّركـاءِ

.

وله التفرُّدُ في المحامـد كُلّها

ولهُ عـلاءٌ فـوق كلّ عَـلاَءِ

.

العاقِلُون بِعَالَـميـنَ يَـرَوْنـَهُ

والعـارفون به رأوا أشيــاءِ

.

هذا هو المعبود حقّاً للـورى

فَرْدٌ وحيـدٌ مبـدءُ الأضـواءِ

.

هـذا هو الحِبُّ الـذي آثَرتُهُ

ربُّ الورى عينُ الهُدى مـولائي

.

ندعوه في وقت الكروب تضرُّعا

نرضـى به في شـدّةٍ ورخـاءِ

.

أعطى فما بقيتْ أماني بعدهُ

غَمَرَتْ أيادي الفيض وجهَ رجائي

.

إنا غُمِسـْنا من عِنَـايَةِ ربّـنا

في النّـور بعد تمـزُّق الأهـواءِ

.

إنّ المحبّةَ خُمـِّرَتْ في مُهجـتي

وأرى الوَدادَ يلـُوحُ في أهبائـي

.

إنّي شربتُ كؤوس موت للهدى

فوجدتُ بعد الموت عين بقـائي

.

إنّي أُذِبتُ من الوداد ونــارِهِ

فأرى الغروب يسيل من إهـرائي

.

الدمع يجري كالسيول صبابـَةً

والقلـبُ يُشوَى من خيالٍ لِقـاءِ

.

وأرى الوداد أنار باطنَ باطـني

وأرى التعشّـق لاحَ في سِيمائي

.

الخَلْقُ يبغُون اللذاذةَ في الهـوى

ووجدتُـها في حُـرقَةٍ وصَـلاَءِ

.

الله مقصدُ مُهجتي وأُريـدُه

في كـل رَشحِ القلَمِ والإمـلاءِ

Share via
تابعونا على الفايس بوك