حقيقة  الإمام
  • كل من رأى رؤى صادقة ليس إماماً
  • لا تكفي التقوى والطهارة ليكون المرء إماماً
  • تتنزل الإلهامات أو الرؤى على عامة المؤمنين وتخص كل منهم على حدا
  • لزوم الإيمان بالإمام

__

ليس صحيحًا أن كل من رأى رؤى صادقة أو فُتح له باب من الوحي جاز له أن يختار لنفسه لقب إمام الزمان، بل إن حقيقة الإمام أمر جامع آخر وحالة كاملة تامة أخرى؛ يسمى بسببها إمامًا في السماء. وواضح أن مجرد التقوى والطهارة لا تكفيان ليصبح الإنسان إماما، لأن الله تعالى يقول: وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا فلو كان كل تقي إمامًا، لغدا المؤمنون المتقون كلهم أئمة، وهذا يخالف مفهوم هذه الآية. كذلك لا يمكن لأي ملهَم أو صاحب رؤى صادقة أن يكون إمام الزمان، وذلك بموجب نص القرآن الكريم الذي يبشر عامةَ المؤمنين بقوله تعالى: لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا أي أن المؤمنين ينعمون في معظم الأحيان برؤى صادقة في الحياة الدنيا ويتلقون إلهامات صادقة أيضا.

كما ورد في القرآن الكريم أيضا: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا .. أي أن الذين يؤمنون بالله تعالى ثم يبدون الثبات والاستقامة تتنـزل عليهم الملائكة بإلهامات مبشرة وتُطَمْئن قلوبهم، كما طمأنت أمَّ موسى عن طريق الوحي. ويوضح القرآن الكريم أن مثل هذه الإلهامات أو الرؤى نعمة روحانية لعامة المؤمنين رجالا ونساء، إلا أنها لا تجعلهم في غنى عن الإيمان بإمام الوقت بعد تلقيهم مثل هذه الإلهامات، لأن معظم هذه الإلهامات تتعلق بأمور تخص متلقيها، ولا يُتوخى منها إفاضة العلوم، ولا يقوم على أساسها أي تحدٍّ عظيم، ولا يُعتمد عليها، بل يسبب معظمها العثار في أحيان كثيرة، ولا يكون أحدٌ أبدًا في مأمن من العثار مالم تُسعفه إفاضة العلوم من قبل الإمام. وهناك شهادة على ذلك في صدر الإسلام إذ كان أحد كُتّاب الوحي أحيانًا – بسبب قربه من نور النبوة – يتلقى وحيًا بعض الآيات القرآنية التي كان الإمام (أي النبي ) يريد منه اكتتابها، فزعم في أحد الأيام أنه ليس من فرقٍ بينه وبين النبي إذ أصبح هو الآخر يتلقى إلهاما مماثلا، فأُهلك بسبب هذا الظن كما أُهلك بلعام باعور، وورد في بعض الروايات أن قبره قد لفظه خارجًا.        (من كتاب: ضرورة الإمام)

Share via
تابعونا على الفايس بوك