نفسِي الْفِـداءُ لبدرٍ هاشمي عربي

من نظم حضرة مرزا غلام أحمد

نفسِي الْفِـداءُ لبدرٍ هاشمي عربي

وَدادُه قُـربٌ ناهيك عن قُـرَبِ

.

نجَّى الورى مِن كل زور ومعصيةٍ

ومِن فسوق ومن شركٍ ومن تَبَبِ

.

فنوّرتْ ملّـةٌ كانت كمعدومٍضعفًا

ورجمتْ ذراري الجانّ بالشهبِ

.

وزحزحتْ دُخْنًا غشّى على مِللٍ

وساقطتْ لؤلوءًا رَطْبًا على حطبِ

.

ونضّرتْ شَجْرَ ذكر الله في زمنٍ

مَحْلٍ يُميت قلوبَ الناس مِن لعبِ

.

فلاحَ نورٌ على أرض² مكدّرةٍ

حقًّا ومزّقت الأشـرار بالقُضبِ

.

وما بَقَى أثـرٌ مِن ظلمٍ وبدعاتٍ

بنور مُهجـةِ خيرِ العجم والعربِ

.

وكان الـورى بصفاء نيّـاتٍ

مع ربِّهم العـليْ في كلّ منقَلبِ

.

له صَحْبٌ كرام راقَ مِيسمُهمْ

وجلّتْ محاسنهم في البدء والعَقِبِ

.

لهم قلوب كلَيثٍ غيرِ مكتـرثٍ

وفضـلُهم مستبـينٌ غيرُ محتجبِ

.

وقد أَتَتْ منه في تفضيلهم تترَا

من الأحاديث ما يغني من الطلبِ

.

وقد أناروا كمثل الشمس إيمانا

فَإِنْ فخَرنا فما في الفخر مِن كَذِبِ

.

فتعسًا لقوم أنكروا شأن رُتبِهمِ

ولا يرجعون إلى صحفٍ ولا كتبِ

.

ولا خروجَ  لهم من قبرِ جهلاتٍ

ولا خلاصَ لهم مِن أمنَعِ الحجبِ

.

واليوم تسخَر بالأحباب من قومٍ

وتبكِـيَنْ يومَ جدَّ البينُ بالكُربِ

.

ومن يؤثِرَنْ ذنبًا ولم يخشَ ربّه

فلا المـرءُ بل ثـورٌ بلا ذَنَـبِ

.

انظُـرْ معارفنا وانظُـرْ دقائقنا

فعافِ كـرَمًا إن أخللتُ بالأدبِ

.

وأعـانني ربي لتجـديد ملّـتهِ

وإن لم يُعِنْ فمَن ينجو مِن العطبِ

.

وقلتُ مرتجلا ما قلتُ من نظمٍ

وقلمي مستهـلّ القَطر كالسُحبِ

.

وكفى لنا خالقٌ ذو المجد منَّـانٌ

فما لنا في رياض الخـلق مِن أَرَبِ

.

وقد جمع هذا النظم مِن مُلحٍ ومن نُخبٍ

بيُـمنِ سيدِنا ونجـومِه النُـجبِ

.

وإني بأرض قد علَتْ نارُ فتنتها

والفتن تجري عليها جَرْيَ مُنسرِبِ

.

ومن جفاني فلا يرتاع تَبعـتَهُ

بما جفا بل يراه أفضـلَ القُـرُبِ

.

فأصبحتْ مُقْلتي عينينِ ماؤُهما

يجري من الحزن والألم والشَجَبِ

.

أُرجِلتُ ظلمًا وأرضُ حِبِّي بعيدةٌ

فيا ليتني كنت فوق الرحل والقَتَبِ

²  لقد كتب حضرته تحت هذه الكلمة: أي على قلوب. (الناشر)

Share via
تابعونا على الفايس بوك