التقوى منكم وإليكم

التقوى منكم وإليكم

ردود خاصة

*تعتذر أسرة التقوى للأخ الكريم طاهر شتيح (فرنسا) وذلك لذكر اسمه خطأ محمد شتيح في العدد السابق.

*الأخت ه.ع. (الجزائر) أثنت على المجهودات التي تبذلها أسرة المجلة وأشادت بالخدمات الجليلة التي تقدمها جماعتنا للدين الحنيف، واعترضت على ما نشر في أحد مقالات التقوى في العدد الثامن من المجلد العاشر.

– في الحقيقة قد استفسر بعض قراء التقوى من قبلك حول نفس الموضوع الذي قررنا أن ننشر ردًا مفصلاً في أحد الأعداد المقبلة إن شاء الله.

*الصديق ج.م. (فنلندا) طلب مزيدًا من المعلومات حول معتقدات الجماعة وأعرب عن رغبته في التعرف على بعض الإخوة المسلمين الأحمديين بفنلندا.

– عنوان الجماعة في فنلندا في طريقه إليك حيث ستزود بالمعلومات الكافية. أسرة التقوى على استعداد كامل لتوضيح أي غموض يعترض طريقك.

*الأخ ت.د. (الأردن) لاحظ بعض الأخطاء التقنية على صفحات التقوى الإلكترونية في شبكة المعلومات الدولية.

– نشكرك على اهتمامك وحرصك الشديد من أجل محافظة المجلة على مستواها الرفيع. لقد اتصلنا بخبير الصيانة المسؤول وأحطناه علمًا بهذه الأخطاء، ونرجو أنه خلال زيارتك المقبلة لموقع التقوى الإلكتروني لن تجد خطأ – إن شاء الله.

 

التدخين.. آفة العصر

يدعي المسلم أن القرآن صالح لكل زمان ومكان وأن الله سبحانه وتعالى لم يترك موضوعًا أو أمرًا من الأمور إلا وتكلم عنه وأشبعه بحثًا من جميع جوانبه ولكن عندما يصطدم هذا المسلم بما هو مستجد في حياته يفتي بفتاوى متباينة في الآراء وقد تصل هذه الفتاوى إلى حد التكفير أحيانًا.

ولنأخذ مثالاً على ذلك آفة التدخين التي هي موضوع اليوم. فنحن نجد أن هناك قسمًا من المسلمين ممن حرموا التدخين إلى جانب قسم آخر قال عنه أنه مكروه كراهية وليس محرمًا وهم يختلفون فيما يقدمونه من أسانيد. ويحق لنا أن نتساءل هنا لماذا يوجد هذا التباين وهذا الاختلاف؟

وهل يعي المسلمون أنهم متفقون على أن القرآن الكريم تصلح تعاليمه لكل زمان ومكان وأنه لم يترك موضوعًا أو أمرًا من الأمور إلا وتكلم عنه؟! ولماذا لا تدعم هذه الآراء بنصوص من كتاب الله. فالله تعالى قد سمى كتابه الفرقان أيضًا، لأن تعاليمه تفرق بين الحق والباطل.

إذًا فمن المؤكد أن الله سبحانه وتعالى قد تكلم عن هذا الموضوع في كتابه العزيز بشكل عام ولكنه يحتاج منا إلى تدبر آياته الكريمة على حسب ما أمر الله سبحانه وتعالى به في الآية 30 من سورة ص

كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ .

فأقول إن الله تعالى الذي كان في سابق علمه الغيبي ظهور هذه الآفات الكثيرة وهذا التقدم الحضاري الكبير الذي نراه اليوم وسنراه في الغد.

ولقد عالج سبحانه موضوع التدخين بأسلوب رائع ومدهش فهو العليم بكل صغيرة وكبيرة حدثت وستحدث في المستقبل وهذا ما أوضحه من أول آية من آيات كتابه العزيز بعد سورة الفاتحة مباشرة حيث قال الم هذه الأحرف المقطعة التي فسرها رسول الله ونبه إلى أنها تعني أنا الله العليم من خلال رواية رواها ابن عباس وتبناها ابن كثير رحمه الله وغيره من المفسرين في مقدمة تفسيره.

فسورة البقرة طائفة من المعارف تثبت صدق مدلول الم وفيها نهج تقوى ليحقق تزكية النفوس المؤمنة.

وقد وضع الله سبحانه وتعالى ضمن آيات كتابه العزيز منطلقات كثيرة كي تكون منارات يهتدي بها الإنسان ويكون من المتقين ويعالج بها ما يستجد من الأمور وبذلك يسير على درب العرفان الإلهي ليحصل على القرب والمحبة الإلهية. بدليل قوله تعالى بعد الأحرف الم قوله: ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (البقرة: 3)، وإليكم الآية 220 من نفس سورة البقرة

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ .

فهذه الآية الكريمة وإن كانت تتكلم عن الخمر والميسر بشكل خاص ولكنها شكلت منطلقًا عامًا وهامًّا أيضًا، ويتضح من خلالها الأمور التالية:

  1. يجب أن نعمل العقل ونفكر في كل الأمور قبل الإقدام عليها وننظر إليها نظرة دقيقة وعلمية تمكننا من معرفة مقدار المنافع والمضار فيها.
  2. يجب أن نراعي أوامر الله في الأمور التي يجتمع فيها المنفعة والمضرة ونأخذ المنافع ونتجنب المضار كي لا نرتكب الآثام التي تغضب الله .
  3. إذا غلبت مضار أمر من الأمور التي تؤدي إلى إيذاء الجسد فالأفضل أن نتركه ونبتعد عنه ولو كان فيه منافع قليلة. ولنأخذ الآية 223 من نفس السورة أيضًا وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ
  4. وهذه الآية أيضًا وإن كانت تتكلم عن المحيض بشكل خاص ولكنها شكلت منطلقًا عامًّا يجب العمل عليه ويتلخص هذا المنطلق في الأمور التالية:

أ- يجب على الإنسان المحافظة على سلامة جسده وروحه وعدم إقحام نفسه فيما يسبب له الأذى.

ب-  يجب اختيار أوقاتًا مناسبة للقيام بالأعمال ولو كانت أعمالاً أحلها الله تعالى فالعمل لا يكون عملاً صالحًا إلا إذا كان في زمان ومكان مناسبين.

ج- يجب على المؤمن مراعاة أوامر الله عند الإقدام على أمر ما ولو تعددت الطرق والاختيارات لتنفيذه.

د- يجب على المؤمن إذا توفرت له اختيارات كعمل ما وكانت جميعها ضمن ما أحله الله أن يختار منها ما يجذب محبة الله وقربه ورضوانه.

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل إن الله الذي وهبنا عاطفة المحبة وغيرها من العواطف قد وضع في محكم تنزيله كثيرًا من الصفات التي يحبها ويجب أن يتحلى بها المؤمن ومن هذا الصفات المحسنين

الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (آل عمران: 135)، بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (آل عمران: 77).

وفي المقابل وضع الله سبحانه وتعالى صفات يكره أن يتصف بها عباده ومن هذه الصفات المسرفين يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف: 32) والخائنين وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (الأنفال: 59) والمبذرين

وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (الإسراء: 27-28).

والآن وبناء على ما تقدم فلينظر المسلم المدخن عندما يقوم بتدخين السجائر ويصرف الأموال ثمنًا لشراء علب السجائر وليسأل نفسه: هل أعمل عقله وفكر في موضوع التدخين قبل الإقدام عليه؟ أم أنه اتبع الشهوات وأرضى رغبات نفسه؟ وهل نظر نظرة علمية دقيقة في موضوع التدخين وعرف مقدار المنفعة والمضرة به؟

ولنفرض أن التدخين لا يخلو من المنافع فهل أثبت العلم والطب أن التدخين يغلب ضره على نفعه أو العكس (هذا إذا وردت بحقه أيه منفعة)؟! وهل حافظ هذا المسلم على سلامة جسده ولم يسبب له الأذى؟ وهل فعل التدخين فيه شيء من العمل الصالح؟ وهل راعى أوامر الله في تدخينه؟ وهل كان التدخين عملاً يجذب محبة الله أم العكس؟ وليسأل نفسه أيضًا: هل هذا المال الذي اشترى به علب السجائر أنفقه في سبيل الله ومرضاته؟ أم أنه ذهب إسرافًا وتبذيرًا؟ وليتذكر هذا المسلم كم وكم من الآيات دفعنا الله فيها للإنفاق في سبيله والجهاد بالأموال والأنفس.

ورب قائل يقول: إنك تضخم الموضوع لأن علبة الدخان لا يتجاوز سعرها دولارًا واحدًا فماذا يفعل هذا المبلغ البسيط في الإنفاق والإسراف؟

وأنا بدوري أجيبه فأقول إن من ينظر هذه النظرة ينسى أنه في مجتمع إسلامي كامل غلبت عليه روح الجماعة وينسى أيضًا قول رسول الله :

“تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”.

ولو أجرينا عملية حسابية بسيطة سيتضح لنا كم من الأموال تُسرف وتبذر في سبيل الأهواء والشهوات النفسية عندما يدخن المرء. لنفرض أن عدد المدخنين في قطر من الأقطار مائة ألف مدخن (وهذا عدد قليل جدًا مقارنة بالواقع الحقيقي المؤلم). وكان كل واحد من هؤلاء يشتري علبة سجائر واحدة في اليوم وكان ثمنها دولارًا واحدًا. فإن ما ينفق في اليوم تبذيرًا وإسرافًا ثمنًا لعلب الدخان في هذا القطر هو مائة ألف دولار).

ويستطيع المسلمون بهذا المبلغ (في سورية على سبيل المثال) بناء مسجد فخم البناء إذا أنفقوا ثمن علب السجائر خلال يومين فقط وجعلوها لغاية بناء مسجد، ويستبدل هذا الإسراف والتبذير والمضرة بمسجد يذكر فيه اسم الله جل في علاه. وإذا نظر هذا المسلم إلى جميع الأقطار وقاسها بنفس المقياس سيتضح لأعينه حجم تلك المبالغ المخيفة والهائلة التي تصرف يوميًا وتبذر ولا يستفاد منها. ويا ليت الأمر يقف عند هذا الحد حد عدم الاستفادة فقط بل وبالتالي المضرة وغضب الله أيضًا. ولننظر إلى الموضوع من زاوية أخرى:

ألم يخطر في بال هذا المسلم المدخن عندما يرزقه الله أطفالاً أنه يجب أن يكون قدوة وأسوة حسنة لهم في جميع تصرفاته كما كان نبينا الأعظم محمد خير قدوة وأحسن أسوة.

ألم يخطر في باله كيف سيقول لابنه أنه يجب عليك ألا تدخن لأن التدخين مضر بالصحة. ألم يخطر في باله أن يسأله طفله سؤالاً: ولماذا تدخن أنت يا بابا؟ فماذا سيجيب؟ خصوصًا إذا نظر إلى كتاب الله وهو يتلو قوله تعالى

أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (البقرة: 45)، فكيف سيكون موقفه؟!

ومع كل أسف هناك من المسلمين من يقول أنه لا يستطيع أن يترك التدخين أو بمعنى آخر لا يستطيع كبح جماح شهوات نفسه وأهوائها. وينسى بالتالي قول الله

وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأعراف: 180)

فهذه خصوصية من خصوصيات القرآن الكريم ترسم هذا التصوير الفني الذي يبين فيه الله من لا يستعمل ما آتاه خالقه من حواس السمع والبصر والفؤاد لتدبر ما ينزل الله من أجل هدايته إلى خالقه. فشبهه الله سبحانه وتعالى بالأنعام التي لا تعقل من خلال استعمال حواسها بل وتسير في حياتها بأسلوب غريزي وتتبع أهواءها وشهواتها.

ولينظر هذا المسلم الذي يقول أنه لا يستطيع أن يترك التدخين ولا يستطيع كبح نفسه وشهواتها وأهوائها وهو يعلم كم هي مضار التدخين إلى قوله تعالى أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (الجاثية: 24).

فهل نسي هذا المسلم أقوال الله وأوامره وتعاليمه ونصائحه في كتابه العزيز.

وهناك أيضًا من المسلمين من يقول أنه ترك التدخين نهائيًا وبعد أيام من تركه للتدخين يبدأ بانتقاد المدخنين وينصحهم بترك التدخين على أنه أمر بسيط ويحتاج إلى إرادة .. ولكن بعد فترة نجد هذا الناصح وقد عاد إلى تدخينه ونسي جميع ما نصح به وبدأ يضع المبررات الواهية لعودته إلى التدخين. وكأنه لم يقرأ قوله تعالى كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (الصف: 4)، والمقت في اللغة يعني البغض الشديد عن أمر قبيح (محيط المحيط)، إن الله يمقت المؤمن الذي يقول ولا يفعل وما أكثرهم هذه الأيام.

ثم لينظر إلى قوله تعالى في سورة الجمعة الآية 6 وهو يضرب لنا مثلاً عمن يعلم العلم ولا يعمل به

مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ .

فالأسفارهي الكتب المليئة بالعلم والحكمة فماذا يستفيد منها الحمار الذي يحملها. وهل يتغير الحمار عن كونه حمارًا فقط لحمله هذه الكتب؟!

وليسأل المسلم المدخن نفسه ألم يصله من العلم ما يفيد أن في التدخين مضرة كبيرة وألم يثبت الطب الحديث ذلك؟ والأهم من ذلك هل يحاول تطبيق ما وصله من علم صحيح على الصعيد العملي أم أنه قد شمله وصف الله تعالى بالحمار الذي يحمل أسفارا!!..

وبعد الذي عرفناه من كتاب الله وأقوال رسوله بما يتعلق بالتدخين فهل من سبيل لقبول حكومة القرآن المجيد على أنفسنا بكل معنى الكلمة؟

ولا يفوتني هنا أن أذكر مقولة حضرة الإمام المهدي الشهيرة وذلك لما سئل: هل التدخين حرام؟ فأجاب قائلاً: “إنني أرى أنه لو كان التدخين في وقت الرسول لما ارتضاه لصحابته”. في الحقيقة إن إجابة حضرته بالرغم من أنها احتوت على كلمات تبدو ظاهريًا بسيطة ولكنها شاملة وملمة بجميع جوانب موضوع بحثنا.

وفي الختام يجب أن يعلم المسلم المدخن أن القنوط واليأس من صفات أعداء الرسالات السماوية، أما التصميم والإرادة والصبر فهي من سمات المؤمن الحقيقي. وإن أبواب التوبة والاستغفار مفتوحة، ورحمة الله وسعت كل شيء وأن الدعاء المرفق بالعمل الصالح والسعي إلى الخير يحقق المعجزات وإن الله يحب لجوء عباده إليه وليس إلى سواه. ويحب سبحانه وتعالى أن نستعين به على قضاء الحوائج جميعها. وقد أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بالدعاء المتبادل لأن هذه الأدعية تشكل سحابات تستمطر رحمة الله وغفرانه وعونه. وأنا بدوري أسأل الله الغفار والمعين أن يغفر خطايانا وذنوبنا جميعًا. وأن يعين كل من يسعى على ترك آفة التدخين الخطيرة. اللهم آمين.

مساهمة الصديق: يحيى ماجد البري (سوريا)

Share via
تابعونا على الفايس بوك