سيرة المهدي - الجزء 1 الحلقة 8

سيرة المهدي – الجزء 1 الحلقة 8

مرزا بشير أحمد

  • أحداث حصلت مع أطفال المسيح  عليه السلام
  • بعض من تصرفات وعادات المسيح عليه السلام  الشخصية ومع أولاده
  • إصابة المسيح عليه السلام بالسل لمدة طويلة
  • زواجه الثاني

__

(القسط الثامن)

59. أولاد المسيح الموعود عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: ولد للمسيح الموعود ابنان من زوجته الأولى أعني مرزا سلطان أحمد ومرزا فضل أحمد. كان حضرته لا يزال في مقتبل العمر إذ ولد له مرزا سلطان أحمد. ولد للمسيح الموعود من والدتنا الذرية التالية أسماؤهم: عصمة التي ولدت في 1886 وتوفيت في 1891، بشير أحمد الأول الذي ولد في 1887 وتوفي في 1888. مرزا بشير الدين محمود أحمد الخليفة الثاني الذي ولد في 1889. شوكة التي ولدت 1891 وتوفيت 1892. وهذا العبد المتواضع مرزا بشير أحمد الذي ولد في 1893. مرزا شريف أحمد الذي ولد في 1895. مباركه بيغم التي ولدت في 1897. مبارك أحمد الذي ولد في 1899 وتوفي في 1907. أمة النصير التي ولدت في 1903 وتوفيت في السنة نفسها. أمة الحفيظ بيغم التي ولدت في 1904.

لقد زوّج حضرته أولاده كلهم في حياته ما عدا أمة الحفيظ بيغم التي كان عمرها عند وفاة حضرته ثلاث سنوات فحسب.

60. “انظري ماذا يفعل هذا؟”

بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي وقالت: لما كنتَ طفلا ولعلك تدرس في الصف الثاني، جاء مرة المسيح الموعود من قضاء الحاجة حين كنتَ تقفز على السرير وتقوم ببعض الحركات البهلوانية فلما رأى حضرته ذلك ابتسم وقال: انظري ماذا يفعل هذا؟ ثم قال: درّسيه حتى الماجستير.

أقول: قد تبدو هذه الجملة عادية خرجت بشكل عفوي في الكلام اليومي ولكن إذا أمعنا فيها النظر لاحظنا أنها كانت تحتوي على نبوءتين أو ثلاثة.

61.”يفرك يده بالتراب ثم يغسلها”

بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي، أن المسيح الموعود كان معتادًا على خلع البنطال ولبس الإزار في البيت، كما كان يخلع قميصه أيضا عند النوم.

أقول: كان المسيح الموعود عند تفرغه من قضاء الحاجة يفرك يده بالتراب ثم يغسلها.

62. “إني مولىً لسيدي لا للباذنجان”

بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: كان المسيح الموعود أحيانًا يُسمِع الأطفال حكايات وقصصًا. وكان يكثر من قصةِ حَسَنٍ وسيئ. وملخّصها أن هناك شخصًا سيئًا وآخر حسنًا فيعمل كل واحد كما أراد ولكن في النهاية تكون عاقبة الشخص السيئ سيئًة والحسنِ حسنًة. قالت والدتي: كان يحكي قصة الباذنجان وملخصها أن سيدًا أسهب في مدح الباذنجان أمام مولاه فأكثر المولى أيضا في مدحه، وبعد بضعة أيام ذمَّ السيد الباذنجان فأخذ المولى أيضا يذمّه، فسأله سيده: كنتَ تمدح الباذنجان قبل أيام واليوم بدأت تذمّه، فما هي حقيقة الأمر؟ قال المولى: إنني مولىً لسيدي وليس للباذنجان.

63. قرعة لشراء بندقية

بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: في إحدى المرات أردنا نحن الإخوة الثلاثة شراء بندقية هوائية إلا أننا لم نتفق على نوعيتها. فاقترعنا وطلبنا من والدنا أن يُخرج لنا القرعة، ثم اشترينا النوع الذي خرج في القرعة، واصطدنا بها كثيرا. (كانت هذه البندقية الهوائية من عيار 22 ب.س.أ)

64. بكاء ميان شريف أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: في إحدى المرات أخذْنا نحن أطفال البيت نُزعج ميان شريف أحمد بقولنا له بأن أبانا لا يحبك بل هو يحبّنا، فكان ينـزعج كثيرًا. كان والدنا قد منعنا من إزعاجه ولكننا كنا أطفالا فلم نمتنع إلى أن أخذ ميان شريف أحمد يبكي، وكان كلما بكى خرج من أنفه مخاط كثير. فلما رأى حضرته ذلك قام وأراد أن يضمه إلى صدره حتى يزول عنه هذا الشك، إلا أنه بسبب مخاط أنفِه أخذ يبتعد. كان يظن من تصرفه أنه ربما يعاني من شيء لذلك يبتعد. فأخذ حضرته يجره إليه وهو يحاول الابتعاد عنه، ولما كنا نعرف السبب الحقيقي فبقينا نضحك واقفين بالقرب منهما.

65. “إنني أعمل يا ميان، فلا تزعجني كثيراً”

بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: عندما كنا صغارًا كنا نذهب إلى المسيح الموعود سواء أكان يعمل أم لا ونقول له أعطنا نقودًا يا بابا، فكان يخرج منديله ويفك منه النقود ويعطينا. وإذا أصررنا على شيء أكثر من اللازم كان يقول: إنني أعمل يا ميان، فلا تزعجني كثيرًا.

أقول: كان يربط بعض النقود بطرف منديلِ كبير من نوع قماش يدعى “ململ” وكان يخيط الطرف الآخر للمنديل بصدريته أو يربطه في ثقب زرّها. كما أنه كان يربط المفاتيح بإزاره الذي كان يتدلى أحيانًا بسبب ثقلها. تقول والدتي: كان المسيح الموعود يستخدم عمومًا إزارًا حريريًّا وذلك لأنه كان يعاني من كثرة البول لذلك كان يستخدم إزارًا حريريًّا حتى يسهل فتحه ولو كانت به عقدة. أما الإزار القطني فكان ينعقد أحيانًا ويسبب له الأذى.

66. إصابة شديدة للمسيح عليه السلام بالسل

بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي: ذات مرة أصيب بالسل في حياة جدّك وظلّ مصابًا به لستة أشهر وكانت حالته الصحية يُرثى لها لدرجة أنهم يئسوا من حياته. فكان أنْ جاء عمه وجلس عنده وقال: هذه هي حالة الدنيا فلا بد للجميع أن يرحلوا يومًا، فمنهم من يستعجل في المغادرة ومنهم من يتأخر، لذلك لا داعي للخوف من هذه الحالة.

قالت والدتي: كان جدّك يقوم بمعالجته وظلّ يطعمه طيلة ستة أشهر حساءَ عظامِ أرجل الغنم.

أقول: المراد من عمّ المسيح الموعود هنا هو مرزا غلام محيي الدين.

67. حبس السيخ لوالد المسيح وعمه

بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني عمتي – أي أخت مرزا إمام الدين وهي الأخت الصغرى لزوجة عمّنا وأرملة مرزا أحمد بيك هوشيار بوري – أنه ذات مرة حبس السيخُ والدَنا (أي والد الراوي- المترجم) وعمَّنا في قلعة منطقة “بسراوان” وأرادوا قتله.

أقول: كان ذلك في آخر عهد السيخ عندما انتشرت الفوضى في البلاد بعد عهد الراجا رنجيت سنغ، ففي هذه الفترة سمعنا أن السيخ حبسوا جدّنا وأخاه مرزا غلام محيي الدين في قلعة، وسمعنا أنه لما علم أخوهما الأصغر مرزا غلام حيدر بذلك طلب دعمًا من لاهور واستطاع فكّ أسرهما.

أقول: إن قرية “بسراوان” تقع على بعد ميلين ونصف شرق قاديان وكانت بها قلعة قديمة تهدّمت الآن ولم تبق إلا بعض آثارها.

68. خلوة المسيح الموعود

بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي: كنت طفلة صغيرة لما انتقلت وظيفة مير صاحب (أي جدي لأمي) إلى قاديان فتكلم مع عمِّك وتركنا في بيته ثم أتى بعد شهر وأخذنا. كان عمك في تلك الأيام يسكن خارج قاديان ولم يكن يأتي إلى قاديان إلا مرة واحدة في الأسبوع، وأتذكر أنني رأيته.

سألتها: هل رأيت حضرته أيضا في تلك الأيام؟ قالت: كان حضرته أيضا يقيم في هذا البيت إلا أنني لم أره قط. أرتْني والدتي تلك الغرفة التي كان يقيم فيها في تلك الأيام وهي الآن تحت تصرف مرزا سلطان أحمد.

أقول: كان يحب الخلوة منذ البداية لذلك لم تستطع والدتي أن تراه عندها.

سألتُ والدتي: متى كان هذا؟ فقالت: لا أتذكر التاريخ إلا أن ما أذكره هو أنهم قد أحيوا الذكرى الأولى لوفاة جدك لما قدمنا إلى قاديان.

أقول: من هذه المنطلق كان هذا الزمن هو 1877 وكان عمر والدتي حينها بين التاسعة والعاشرة بينما كان عمر المسيح الموعود يتجاوز الأربعين.

(أقول: الآن وعند إعداد الطبعة الثانية لهذا الكتاب حصلنا على تلك الغرفة التي كان يقيم فيها في تلك الأيام، وذلك مقابل غرفة أخرى، وهي في الطابق الثاني ملحقة ببيت المرحوم مرزا سلطان أحمد وتقع قريبًا من المطبخ الحالي لوالدتنا.)

69. الزواج الثاني للمسيح  الموعود عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي وقالت: علِم من الله قبل الزواج مني أن زواجه الثاني سيكون في مدينة دلهي، فذكر ذلك للمولوي محمد حسين البطالوي الذي كان يحتفظ عنده ببيانات الفتيات من فرقة أهل الحديث فذكر له اسم مير ناصر نواب الذي كان وقتها من أهل الحديث وكان على علاقة وطيدة معه. كتب رسالة إلى مير ناصر نواب. لقد رفض مير المحترم هذا العرض في البداية بسبب الفارق في العمر ولكن في النهاية رضي بذلك، فسافر للزواج مني إلى دلهي وكان معه الشيخ حامد علي و”لاله ملاوامل” أيضا. أعلن المولوي نذير حسين النكاح يوم الاثنين في 27 محرم عام 1302 للهجرة، وكان عمري يومها ثمانية عشر عامًا. لقد قدّم للمولوي نذير حسين خمس روبيات وسجادةَ صلاةٍ هديةً بعد النكاح.

أقول: كان عمر المسيح الموعود في هذا الوقت يقارب الخمسين. وأخبرتني والدتي: توفي عمك قبل زواجي بسنة أو سنة ونصف.

أقول: توفي عمي في 1883 وهو الزمن الأخير لنشر البراهين الأحمدية. أما زواج والدتي فقد كان في نوفمبر عام 1884. وعلمت من والدتي أنه تقرر الزواج في يوم الأحد في البداية ولكنه طلب تغييره إلى يوم الاثنين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك