- فائدة التعدد هو نشر النسل
- نصح حضرته عجوزا متقدما في السن بالزواج
- تحقق قول المسيح الموعود عليه السلام عن نقل طبيب
__
عن حقيقة الرؤيا(1)
383- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني الدكتور مير محمد إسماعيل وقال: بعد التقدم لامتحان الثانوية العامة (البكالوريا) حضرت إلى قاديان، وكان المسيح الموعود كثيرًا ما يسألني: أما رأيت من رؤيا؟ إلى أن رأيت رؤيا فقصصتها عليه وقلت إنني رأيت ورودًا. قال حضرته: تأويلها الهم والغم. وقد صدق تأويل حضرته، إذ رسبتُ في الامتحان في تلك السنة. كذلك كلما همَّ حضرته بأمر ذي بال سأل نساء البيت والأطفال والخادمات أيضا عما إذا كان أحدهم قد رأى أية رؤيا، ثم إذا كان أحدهم قد رأى شيئا كان حضرته يصغي إليه منصتا.
أقول: لم يعد الناس يعترفون بحقيقة الرؤى بسبب وقوعهم تحت تأثير عصر المادية الراهن، وفكرتهم عن الرؤى أنها مجرد نتيجة للعوارض الجسدية. لا شك أن بعض الرؤى تكون نتيجة الأمراض الجسدية، إلا أن هذه حقيقة أزلية أيضا أن الله تعالى يري في الرؤى مشاهد بعض الأمور الحاصلة في المستقبل أو بعض الأمور الغيبية الخفية، وحين تتحقق تلك الأمور في وقتها تضع ختمًا على صدق هذه الرؤى. وإن إنكارها يماثل إنكار المرء للأشياء المحسوسة والمشهودة.
وأضيف وأقول: كان مير محمد إسماعيل ينجح في جميع امتحاناته بعلامات عالية، أما رسوبه في امتحانات الثانوية العامة فكان يرجع إلى أمر آخر وهو أنه في تلك السنة كانت معارضة الهندوس على أوجها بسبب قتل ليكهرام، فكان كثير من الطلاب عرضة لسخط الممتحِنين الهندوس، لا سيما وأن الطلاب كانوا مضطرين إلى كتابة أسمائهم على أوراق الامتحان وقتذاك، مما سهَّل على الممتحن التمييز بين المسلم والهندوسي.
عن الزواج والتعدد
384- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي أنه بوفاة مبارك أحمد ترمّلت «مريم بيغم» التي كان قد عُقد قرانه بها، فأبدى حضرته رغبة في أن تظل هذه البنت في بيتنا، أي من الأحسن أن يتزوج بها أحد الأولاد.
أقول: لقد تزوج بها الخليفة الثاني تحقيقًا لرغبة حضرته هذه.
كما حدثتني والدتي أنه إذا قُدّم لحضرته اقتراح لزواج الأبناء الذكور وقيل له بأن فلانة من الفتيات في مثل عمر فلان من الأبناء وقد يعرض ذلك هذا الابن لمشكلة ما – لأن المرأة تشيخ قبل الرجل، أما الرجل فيستغرق استقامة قواه مدة أطول- فكان حضرته يقول: لا حرج في ذلك، أما إذا شعر أحد الأولاد بحاجة إلى الزواج فيمكن أن يتزوج بأخرى أيضا عندما تتقدم به السن.
كذلك حدثتني والدتي أن حضرته كان يحب أن يعدّد الأحمديون مع مراعاتهم للحدود الإسلامية حتى يزدهر النسل وينمو سريعًا وينتشر.
أقول: لا شك أن الزواج ذريعة مثلى لازدهار النسل، كما أنه يمكن أن تكون هناك فائدة أخرى لهذا الطريق وهي أنه سيتسنى للذين حظوا بصحبة المسيح الموعود أن يربوا أولادًا كثيرين أمامهم، وهو أمر هام جدًّا في مجال الفلاح والرقي القومي. ولكن لا يسع كل من هبّ ودبّ تحقيق شروط العدل الصارمة التي يفرضها الإسلام، ولكن الذي يقدر على ذلك وله حاجة شرعية فليتزوج من أكثر من واحدة حتى تتحقق –بالإضافة إلى المنافع المذكورة- فائدة أخرى وهي أن يُزال بسيرتهم الحسنة ونموذجِهم الصالح سوءُ الظن الذي نشأ عن قضية التعدد عند زمرة النساء في هذا العصر بسبب نموذج سيئ لبعض الناس.
عن ابْنَي حضرته من زواجه الأول
385- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني الحافظ نور محمد من سكان «فيض الله جك» أن المسيح الموعود كان يقول: يصغرني سلطان أحمد (أي ابنه مرزا سلطان أحمد) بـ 16 عاما، وفضل أحمد بـ 20 عاما، وبعد إنجاب فضل أحمد لم تعد لي علاقة مع زوجتي تلك.
عن نصح حضرته للرجل الأرمل بالزواج
386- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني الحافظ نور محمد أن مير حامد شاه السيالكوتي ووالده مير حسام الدين كانا موجودين مرة في قاديان، وذُكر أمام حضرته أن زوجة مير حسام الدين قد توفيت، فقال حضرته: ينبغي لمير صاحب أن يتزوج، بل قال لمير حامد شاه أن يساعد في زواج مير حسام الدين، وكان مير حسام الدين في ذلك الوقت عجوزًا طاعنًا في السن.
يجري الله تعالى على لسان مبعوثيه أمرًا ثم يحققه
387- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني الدكتور سيد عبد الستار شاه أنه قد صدر أمر من المفتش العام للمستشفيات مفاده أنَّ على جميع الأطباء العاملين في المستشفيات الفرعية العمل في المستشفى الرئيس في المحافظة لشهرين سنويًا، حتى يتسنى لهم الاطلاع على التجارب الجديدة والطرق المستحدثة للعلاج. فأخذ الأطباء يذهبون تِباعا لأداء هذه المهمة، وكان دوري موشكًا جدًّا فأصابني اضطراب شديد، إذ كان الانتقال إلى المحافظة مع الأهل والأثاث في كل سنة أمرا شاقا جدا. وخلال تلك الفترة أخذت الإجازة ونزلت قاديان، وعرضت على حضرته الأمر برمته. قال حضرته: لا تقلق، ربما لن يأتي دورك للذهاب إلى هناك. لقد استخدم المسيح الموعود كلمة «ربما»، مع ذلك اطمأننت. ولقد تحقق قول حضرته إذ تلقيت رسالة من المفتش العام للمستشفيات وجاء فيها: تُعفى من هذه المهمة.
أقول: تصدر مثل هذه الأقوال في حالات خاصة، وينبغي ألا يُفهم منها أن كلّ ما يقوله الأنبياء يتحقق على نحو مقالهم، فالأنبياء لا يعلمون الغيب.