سيرة المهدي - الجزء 2 الحلقة 33
  • أرسل المسيح الموعود عليه السلام لحافا ورداءا لضيف أقام في بيته
  •  كان المسييح الموعود ع ييستعمل أربعة أقلام للكتابة
  • صلى حضرته صلاة الاستسقاء وأمَّ المولوي محمد أحسن

__

تباسط المسيح الموعود مع أصحابه وحبهم واحترامهم له

433- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مفتي محمد صادق أن المسيح الموعود لم يكن متكلفًا مع أصحابه ونتيجة لذلك كان أصحابه أيضا يتكلمون معه بلا أدنى تكلف مع مراعاتهم للأدب مع حضرته واحترامه. ففي إحدى المرات لما ذهبت للقاء حضرته من لاهور وكان موسم الشتاء ولم يكن معي لحاف أو ما شابهه. فأرسلت إلى حضرته بأني أخشى أن يكون الليل باردًا فأرجو أن ترسل لي ما أتدفأ به من ثوب أو غيره. فأرسل حضرته لحافًا خفيفًا ورداء من الصوف وأرسل معهما رسالة أيضا أن اللحاف هو لمحمود أما الرداء فهو لي، فخذ ما تشاء وإذا أردت فخذ كليهما. فأخذت اللحاف وأرجعت الرداء.

يضيف مفتي محمد صادق ويقول: كان حضرته يرسل لي الطعام من بيته لدى مغادرتي قاديان إلى لاهور. فمرة لما أردت السفر قرب المساء طلب لي حضرته الطعام من بيته. والخادم الذي جاء بالطعام جاء به مكشوفًا غير مغطى. فقال حضرته: كيف سيأخذ مفتي صاحب الطعام بهذا الشكل؟ كان ينبغي أن تأتي بمنديل أيضا ليُصَرَّ فيه الطعام. ثم قال: حسنا، سأدبّر لك شيئا، ثم أخذ بطرف من عمامته وقطعه وربط فيه الطعام.

ومرة أثناء سفره إلى جهلم كان حضرته يشكو من كثرة الحاجة إلى التبول فقال لي: أُعاني من كثرة الحاجة إلى التبول فأتِ بإناء أستخدمه للتبول فيه ليلا. فبحثت عن إبريق  فخاري وأتيت به إلى حضرته، ثم لما استيقظت صباحًا وأردت أن آخذ الإبريق لسكب البول منه منعني وقال لي لن تفعل ذلك بل سأسكبه بنفسي ورغم إصراري لم يقبل حضرته قولي وأخذ الإبريق بيده وسكب البول في مكان مناسب. ولكن عند مناسبة أخرى لما أصررت على سكب البول قبل حضرته طلبي.

أضاف السيد مفتي وقال: لقد أعطاني حضرته مرة ساعتَين وقال: كانتا عندي منذ فترة طويلة ولعل بهما عطل ما فيمكنك أن تصلحهما وتأخذهما لك.

كتابة المسيح الموعود بأقلام القصب، ثم بأقلام المعدن، واقتناص الصحابة الفرص للتبليغ

434- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مفتي محمد صادق أن المسيح الموعود كان يكتب في البدايات بقلم من القصب، وكنت أحتفظ عندي بأربعة أو خمسة أقلام كل حين وذلك حتى لا يضطر حضرته إلى انتظار القلم التالي عندما يفسد الأول لأن ذلك كان يحول دون تسلسل الكتابة. ولكن في أحد أيام العيد أهديت إلى حضرته زوجين من الأقلام المعدنية فأخذهما دون أن يقول شيئا، ولكن بعد يومين أو ثلاثة من عودتي إلى لاهور استلمت من حضرته رسالة قال فيها: كان زوجا الأقلام المعدنية جيدين جدًّا، ومن الآن فصاعدًا سأكتب بهما لذلك أرسلْ لي علبة كاملة من هذا النوع من الأقلام. فأرسلت لحضرته علبة منه، ثم بقيت أقدّم لحضرته هذا النوع من اليراع. ولكن بعد فترة تردّت جودة هذه البضاعة -كما هو معتاد بالنسبة إلى المنتوجات الإنجليزية- فقال لي حضرته: لم يعد هذا القلم يخط جيدًا، وهكذا أخذني قلق شديد من أنني سأُحرم من الثواب في المستقبل فكتبت رسالة إلى صاحب هذه الشركة في إنجلترا أنني كنت أقدّم للمسيح الموعود أقلاما من شركتك ولكن الآن فسدت بضاعتك وأخشى أن حضرته سيترك استخدام هذه الأقلام وهكذا سوف أُحرم من الثواب بسببك. كما كتبت في هذه الرسالة: أوَتعرف من هو المسيح الموعود ؟! ثم ذكرت دعاوى حضرته وبلغته دعوته بشكل جيد. ووصلني بعد فترة ردّه الذي اعتذر فيه إلي وأرسل لي علبةً من اليراع الجيد مجانًا فقدمتها لحضرته وذكرت له أمر رسالتي وردّ صاحب الشركة عليها. لقد تبسّم حضرته ولكن المولوي عبد الكريم –الذي كان موجودًا في ذلك الوقت- قال مبتسمًا: لعلك في رسالتك هذه حاولت الانتقال من موضوع اليراع إلى دعاوى المسيح الموعود على شاكلة انتقال الشاعر من موضوع إلى آخر في أبياته. إلا أنني لا أعتبره على شاكلة ما يجري في الشعر، بل كان الأمر عرَضا.

ضبط المسيح الموعود نفسه عموما وأثناء الصلاة خصوصا، وعدم بكائه في غير صلاة التهجد

435- بسم الله الرحمن الرحيم.حدثني مفتي محمد صادق وقال: صلينا مرة على عهد المسيح الموعود صلاة الاستسقاء التي اشترك فيها حضرته أيضا، ولعل المولوي محمد أحسن هو من أمّ الصلاة. لقد بكى الناس كثيرًا في هذه الصلاة. ولما كان حضرته يتحلى بكمال ضبط النفس فلم أره يبكي، كما أتذكر أن السماء تلبدت بالغيوم وهطلت الأمطار بعد هذه الصلاة سريعًا، بل لعلها نزلت في اليوم نفسه.

Share via
تابعونا على الفايس بوك