ٱلإسراء وٱلمعراج حادثان منفصلان
  • حادث الإسراء منفصل عن حادث المعراج.
  • إفحام أبي بكر رضي الله عنه يثبت أن حادث الإسراء كان كشفا.
  • استعمل الصحابة كلمة “الإسراء” لحادثين.

__

لقد أشار القرآن الكريم إلى معراجين اثنين، ليدل على أن المعراج المذكور في سورة النجم هو ثاني المعراجين. والحق أن المعراج الأول كان في أوائل البعثة النبوية أو بعده بقليل، وفيه فُرضت الصلوات. فقد نقل ابن جرير في تفسيره حادث المعراج في رواية تقول: «جاءه ثلاثةُ نَفَرٍ قبل أن يوحى إليه.» (البخاري: التوحيد). وتحكي الرواية نفس الأحداث التي وقعت في المعراج، ولكنها لا تذكر ذهاب النبي إلى القدس بل إلى السماء رأسًا، وأخيرًا تذكر حادث فرضية الصلوات. ويتبين من هذا الحديث أن حادث المعراج حصل قبيل مبعث النبي أو لدى بعثته، ومعظم المحققين ذهبوا إلى أن ذلك الحادث لم يقع قبل البعثة بل حصل لدى البعثة، وأن الراوي أخطأ بسبب قرب الزمن. وأنا أيضًا أؤيد رأي هؤلاء المحققين، لأن الصلوات فُرضت في بداية الإسلام، إذ لم تمض سنة واحدة في الإسلام لـم تـكن فـيها الصـلاة، كما أن فرضية الصـــلوات قبل البــعثة أمــر مخالـف للعقل.
وأوجز القول مرة أخرى فأقول: إن الإسراء والمعراج حادثان منفصلان، وأن المعراج تم مرتين كما هو ظاهر من آيات سورة النجم، وكما تؤكد الأحاديث أيضًا، حيث ورد فيها أن أول المعراجين حصل في أوائل البعثة، ويمكن أن نقول إنه في ذلك المعراج نفسه وُضع الأساس للنبوة التشريعية أي التي فيها أحكام وأوامر، حيث فُرضت فيه الصلوات. أما المعراج الثاني فتم في السنة الخامسة بعد البعثة، أو يمكن أن نقول إن المعراج الثاني أيضًا حصل قبل ذلك ولكنه ذُكر في سورة النجم.
وأما الإسراء فهو حادث منفصل تمامًا عن المعراج حيث وقع في السنة الحادية أو الثانية عشرة بعد البعثة حين كانت زوجة النبي السيدة خديجة رضي الله عنها قد تُوفيت، وكان النبي يبيت في بيت أم هانئ بنت أبي طالب، كما هو ثابت من الأحاديث المتواترة والروايات التاريخية.
بعد سرد الأدلة المسجلة في كتب التاريخ أتناول الآن الشهادات الواقعية التي تدل على كون الإسراء والمعراج حادثين منفصلين.

وأما الإسراء فهو حادث منفصل تمامًا عن المعراج حيث وقع في السنة الحادية أو الثانية عشرة بعد البعثة حين كانت زوجة النبي السيدة خديجة رضي الله عنها قد تُوفيت، وكان النبي يبيت في بيت أم هانئ بنت أبي طالب، كما هو ثابت من الأحاديث المتواترة والروايات التاريخية.

الشهادة الأولى– وهي من القرآن الكريم نفسه الذي سجل حادث المعراج في سورة النجم، ولكن دون أي إشارة إلى ذهاب النبي إلى بيت المقدس. وعلى النقيض قد ذكر القرآن في سورة الإسراء صراحةً ذهاب النبي إلى القدس، ولكن دون الإشارة إلى صعوده إلى السماء. مما يوضح جليًّا أن الحادثين منفصلان، ولذلك لم ير القرآن أية حاجة إلى ذكرهما معًا. وإلا أفليس عجيبًا أن يسجل القرآن في المرة الأولى الجزء الأخير من الحادث الواحد، ثم بعد مضيّ ست سنوات يذكر الجزءَ الأول من الحادث نفسه!؟

الشهادة الثانية – إن أول شاهد على حادث الإسراء هو أم هانئ حيث بات النبي في بيتها ليلة أُسريَ به. وتقول أم هانئ إن النبي أخبرني بحادث إسرائه إلى بيت المقدس قبل أي شخص آخر، «ثم قام ليخرج، فقلتُ: لا تحدّث هذا الناسَ فيكذّبوك ويؤذوك. فقال: والله لأحدّثنهم، فأخبرَهم» (الخصائص الكبرى ص 279). وهناك سبعة من المحدثين على الأقل الذين نقلوا قول هذا الشاهدِ الأولِ أمِّ هانئ، وبرواية عن أربعة أشخاص مختلفين؛ وكل هذه الروايات إنما تشير إلى ذهابه إلى القدس ثم رجوعه منها. فلو أن النبي كان أخبر أم هانئ عن ذهابه إلى السماء من القدس لتكلمت عن ذلك في مناسبة من المناسبات، ولكنها في كل مرة قالت إن النبي أخبرني بأنه ذهب إلى القدس ورجع منها. مما يؤكد أن حادث إسرائه إلى القدس مختلف عن حادث معراجه إلى السماء.

فهذه الرواية تؤكد أيضًا أن النبي لم يذهب إلى السماء في حادث الإسراء، وإلا لما استطاع أبو بكر تقديم الدليل الذي أفحم المعترضين، لأن نـزول الوحي من السماء ليس أكثر غرابة من صعود أحد إليها وعودته منها.

الشهادة الثالثة – إن من الرواة من يذكر ذهاب النبي إلى السماء مباشرة دون ذهابه إلى القدس، ومنهم من يذكر ذهابه أولا إلى القدس ثم من هناك إلى السماء، ومنهم من قال بذهابه إلى القدس دون أي ذكر لصـــــــــــــــعوده إلى السماء، ولكن عديدًا من الرواة صرحـــــــوا أن النبي رجع من القدس إلى مكـــة المكـــرمة.
والظاهر أن القائلين بصعود النبي إلى السماء رأسًا أيضًا قد شهدوا على كون المعراج حادثًا منفصلاً عن الإسراء، لأن القدس لا تقع في الطريق إلى السماء. وأصحاب هذه الرواية هم أنس ومالك بن صعصعة وأبو ذر. مع العلم أن أبا ذر كان من الصحابة الذين أسلموا في أوائل الدعوة، وكان ممن سمع عن هذا الحادث في أول أمره.
أما الذين قالوا بذهابه إلى القدس دون أي ذكرٍ لصعوده بعد ذلك إلى السماء فقد أكدوا بشهادتهم هذه أيضًا أنه فيما يتعلق بحادث الإسراء فإن النبي لم يذهب فيه إلى السماء، إذ كيف يمكن أن يكون النبي قد صعد في حادث الإسراء إلى السماء وتكلم مع الله وتشرف برؤيته ، ومع ذلك لا يتحدث هؤلاء عن أبرز وقائعه هذه. وأصحاب هذه الشهادة هم أنس وعبد الله بن مسعود، وهذا الأخير أيضًا من السابقين إلى الإسلام، وكان في صحبة النبي على الدوام.
أما أصحاب القول الثالث بأنه ذهب إلى القدس ورجع منها فقد شكّلوا دليلاً واضحًا على أنه لم يتم في الإسراء إلى القدس أي صعود إلى السماء، وإنما أُسريَ به إلى القدس فقط. وأصحاب هذه الرواية هم عبد الله بن مسعود وابن عباس وشداد بن أوس وأم هانئ وعائشة وأم سلمة – رضوان الله عليهم أجمعين. ولقد تحدثت آنفًا عن مقام ابن مسعود، وأما عبد الله بن عباس فهو ابن عم النبي العباس، وهكذا تصير شهادته من القوة بمكان لكونه فردًا من العائلة النبوية. وأما عائشة وأم سلمة فهما من الزوجات المطهرات، وبالتالي كانتا من أفضل الشاهدين على الحادث. وأما أم هانئ فهي التي وقع حادث الإسراء في بيتها والتي حكى لها النبي هذا الحادث قبل أي إنسان آخر. (راجع: البخاري: كتاب الصلاة والمناسك والأنبياء؛ ومسلم: كتاب الإيمان؛ والخصائص الكبرى ص 154 إلى 159 و176 إلى 179؛ والإصابة: باب الكُنى، حرف الذال والعين)
ولا يسع المجال لذكر جميع الروايات في هذا الشأن غير أنني أتناول بعضها فيما يلي:

أولاً– تقول أم هانئ: لما صلّى النبي الصبحَ قال لي: «يا أمَّ هانئ، لقد صليتُ معكم العشاء الآخرة كما رأيتِ بهذا الوادي، ثم جئتُ بيتَ المقدس فصليتُ فيه، ثم صلــــــــيتُ صـــــلاة الغداة معكم الآن كما تَرَين». (الخصائص الكبرى ص 177)

ثانيًا– تروي السيدة عائشة رضى الله عنها: «لما أُسريَ بالنبي إلى المسجد الأقصى أصبح يحدّث الناس بذلك. فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقّوه، وسَعَوا بذلك إلى أبي بكر، فقالوا: هل لك في صاحبك يزعم أنه أُسري به الليلةَ إلى بيت المقدس؟ قال: أَوَ قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لئن قال ذلك لقد صدَق. قالوا: فتُصدِّقه أنه ذهَب الليلةَ إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم، إني لأصدِّقه بما هو أبعد من ذلك: أصدّقه بخبر السماء في غدوة أو روحة.» (المرجع السابق ص 176)
فهذه الرواية تؤكد أيضًا أن النبي لم يذهب إلى السماء في حادث الإسراء، وإلا لما استطاع أبو بكر تقديم الدليل الذي أفحم المعترضين، لأن نـزول الوحي من السماء ليس أكثر غرابة من صعود أحد إليها وعودته منها. فلو كان النبي قد ذهب في الإسراء إلى السماء لرد الكافرون على أبي بكر بأن سيدك يزعم أنه صعد إلى السماء وأنت تتحدث عن نـزول الوحي منها! ولكنهم لم يردّوا عليه بجواب كهذا، مما يبين أن النبي أخبرهم بذهابه إلى القدس فقط ولم يقل لهم إنه صعد إلى السماء أيضًا.

ثالثًا– أما رواية عبد الله بن مسعود فتذكر صلاة النبي بالأنبياء الآخرين في المسجد الأقصى ثم تقول: «ثم انصرفنا فأقبلنا» (المرجع السابق ص 162).

الشهادة الرابعة: على كون الإسراء غيرَ المعراج هي أن بعض الروايات التي تذكر ذهاب النبي إلى القدس أولاً ثم إلى السماء تذكر أيضًا أنه بعد هبوطه من السماء مرّ بالقدس مرة أخرى عائدًا إلى مكة (الخصائص الكبرى، رواية أنس، ص 154 و155).
إن العاقل يمكن أن يدرك سبب مرور النبي بالقدس وهو في طريقه إلى السماء، لأن الهدف في ذلك أن يصلي في المكان الذي قام أنبياء كثيرون بتبليغ رسالات الله إلى سكانه، ولكن لا يمكن أن يفهم العاقل ضرورة مروره بالقدس وهو عائد إلى مكة بعد هبوطه من السماء! كان الأمر مفهومًا لو كانت هناك في القدس مهمة من المهام لم يستطع القيام بها وقت الذهاب، فيقال: لقد أُتي به مرة أخرى عند العودة لينجز تلك المهمة الباقية، ولكن لم يرد في أي رواية أن النبي قام بأي عمل في القدس لدى العودة! فما الداعي إذًا لتكبد مشقة المرور بالقدس مرة أخرى؟ هل الطريق إلى السماء يمر بالقدس فقط؟ وهل هناك في القدس سلّمٌ إلى السماء حتى يقال أن الله تعالى اضطر للذهاب بالنبي إلى القدس ليَنـزل من هناك بذلك السلم؟ كلا، لا أحد من المسلمين يعتقد بهذا، لأن الصعود إلى السماء لا يتم بالسلالم. فثبت أن ذهابه إلى القدس أولاً – لدى العودة من السماء – ثم مجيئه من القدس إلى مكة أمرٌ غير معقول.
وأرى أن هناك سبيلاً واحدًا فقط لتأويل هذه الرواية وهو أن أنسًا ذكر للناس حادثَ الإسراء إلى القدس وحادثَ المعراج إلى السماء، فاختلط الأمر على بعض الرواة، فظنهما حادثًا واحدًا، ولكنه وعى جيدًا أن أنسًا ذكر – لدى الحديث عن حادث الإسراء – أن النبي ذهب إلى القدس ورجع منها أيضًا، فظن – أي السامع من أنس – أنه في حادث المعراج نـزل من السماء بالقدس، ومن ثم ذهب إلى مكة.
هنا ينشأ سؤال: كيف يمكن أن يقع هذا الخلط كله؟ وجوابه أن كلمة الإسراء تُطلق في اللغة العربية على السير ليلاً سواء كان السير على سطح الأرض أم إلى السماء (الأقرب). ولأن كلتا الحادثتين، أي الإسراء إلى القدس والمعراج إلى السماء، قد وقعتا بالليل فأطلق عليهما الناس لفظَ «الإسراء».

فثبت من هذه الروايات بنوعيها أن الصحابة كانوا يستعملون كلمة «الإسراء» للحادثين. وبسبب هذا الاستعمال وبسبب اشتراك الحادثين في بعض الأسماء والأمور كان من السهل جدًّا أن يخطئ بعض الرواة فيظنوا الحادثين حادثًا واحدًا، مما أدى إلى الخلط بين روايات الحادثين، فظن الذين أتوا بعدهم أن هذه التفاصيل إنما هي لحادث واحد فقط.

كما أن هناك عدة أمور مماثلة وقعت في كلا الحادثين، مثل البراق، ولقائه بالأنبياء، وصلاته بهم، ورؤيته مشاهد من الجنة والجحيم. إذن فهناك تشابهٌ بين الحادثين من حيث الأسماء والأعمال والمشاهد الروحانية العجيبة، مما أدى إلى خلط الحادثين في أذهان بعض الرواة، فظنوهما حادثًا واحدًا وروَوه للآخرين طبقًا لهذا الظن الخاطئ. غير أن ذوي الذاكرة القوية من الرواة عندما تحدثوا عن «المعراج إلى السماء» قالوا: ثم أُسريَ بالنبي من بيته إلى السماء، وعندما تحدثوا عن «الإسراء إلى القدس» اكتفوا بقولهم: أُسري به إلى القدس، ولم يذكروا بعد ذلك شيئًا عن صعوده إلى السماء.
والدليل على إطلاق الصحابة – رضي الله عنهم – كلمةَ «الإسراء» على الحادثين موجودٌ في الأحاديث الشريفة حيث ورد في رواية: «عن أنس بن مالك أن مالِكَ بنَ صَعصَعةَ حدَّثه أن نبيَّ اللهِ حدَّثهم عن ليلة أُسْرِيَ به، قال: بَيْنَا أنا في الحَطيم – وربما قال قتادةُ: في الحِجْرِ – مضطجِعٌ إذ أتاني آتٍ، فجعَل يقول لصاحبه: الأوسَطُ بينَ الثلاثة. قال: فأتاني… فشَقَّ ما بينَ هذه إلى هذه… مِن ثُغْرةِ نَحْرِه إلى شِعْرتِه… فاستخرَجَ قلبي. فأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ مملوءةٍ إيمانا وحِكمة. فغُسِلَ قلبي ثم حُشِيَ ثم أُعِيدَ. ثم أُتِيتُ بدابَةٍ دُونَ البَغْلِ وفوقَ الحِمار… يقَع خَطوُه عند أقصَى طَرْفِه. قال: فحُمِلتُ عليه، فانطَلَقَ بي جبريلُ حتى أَتَى بي السماءَ الدنيا…» (مسند أحمد، مسند الشاميين ج 4 ص 208، البخاري: كتاب المناقب باب المعراج؛ ومسلم: كتاب الإيمان باب الإسراء؛ والخصائص الكبرى ص 165)
وهناك رواية مماثلة عن أنس بأن النبي أُسري به من الكعبة إلى السماء رأسًا (البخاري: التوحــــــــــيد، والخصــــــائص الكبـــــرى ص 153). فيبدو من ظاهر كلمات الروايتين أنهم يتحدثون فيهما عن حادثة الإسراء، ولكن كل الوقائع المذكورة فيهما هي نفس ما حدث في المعراج إلى السماء، ولا ذكر فيهما لذهابه إلى القدس، وإنما ذُكر ذهابه إلى السماء رأسًا. مما يعني أن الصحابة كانوا يستخدمون أحيانًا كلمة «الإسراء» وهم يقصدون بها حادث المعراج. كما نجدهم يستخدمون كلمة الإسراء نفسها وهم يعنون بها ذهابه إلى القدس فقط، وذلك كما حصل في رواية جابر بن عبد الله (البخاري: التفسير؛ ومسلم: الإيمان؛ والخصائص الكبرى ص 157 و158)، وأيضًا كما حصل في رواية شداد بن أوس التي نقلها الطبراني والبيهقي وغيرهما. (المرجع السابق ص 158و159)
فثبت من هذه الروايات بنوعيها أن الصحابة كانوا يستعملون كلمة «الإسراء» للحادثين. وبسبب هذا الاستعمال وبسبب اشتراك الحادثين في بعض الأسماء والأمور كان من السهل جدًّا أن يخطئ بعض الرواة فيظنوا الحادثين حادثًا واحدًا، مما أدى إلى الخلط بين روايات الحادثين، فظن الذين أتوا بعدهم أن هذه التفاصيل إنما هي لحادث واحد فقط.
كما أن النظرة الفاحصة في الروايات تؤكد وجود الخلط فيها. فمثلاً ورد في الروايات التي تذكر ذهابه إلى السماء مرورًا بالقدس أنه لقي في القدس آدمَ وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام، ولكن هذه الروايات نفسها تقول إنه صعد بعد ذلك ورأى هؤلاء الأنبياء في السماوات المختلفة، ولكنه لم يستطع أن يعرفهم! فإذا كان هذان اللقاءان قد حصلا في حادث واحد فكيف وصل هؤلاء إلى السماوات المختلفة قبل النبي ؟ ثم كيف لم يتمكن النبي من معرفتهم وقد رآهم في القدس قبل قليل؟ إن هذا اللغز سيظل غير مفهوم، إلا إذا قلنا إن اللقاءين حصلا في حادثين مختلفَين بينهما فاصل زمني، لذلك لم يستطع النبي أن يعرفهم لدى اللقاء الثاني. إذن فهذه الشهادة الداخلية أيضًا تؤكد أن بعض الرواة خلطوا بين تفاصيل الحادثين المختلفَين.
وإن آراء بعض الأسلاف أيضًا تدعم موقفي هذا حيث ورد: «ذهب كثيرون إلى أن الإسراء وقع مرتين، وجُمع بذلك بين اختلاف الواقع في الأحاديث. وممن اختار هذا القول أبو نصر القشيري وابن العربي والسهيلي.» (الخصائص الكبرى: فوائد في تعداد الإسراء ص 180 و181)

Share via
تابعونا على الفايس بوك