المكانة العظيمة لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند المسيح الموعود عليه السلام

المكانة العظيمة لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند المسيح الموعود عليه السلام

محمد طاهر نديم

  • عظمة مكانة أهل البيت في نظر المسيح الموعود
  • حب المسيح عليه السلام لعلي  وللحسنين رضي الله عنهم
  • الإساءة إلى الحسين شقاوة وإلحاد

__

يتهـم معـارضو الجماعة الإسـلامية الأحمدية مؤسسَها – بهدف إثارة عامة الناس ضدها وبث الكراهية فيهم – بأنه قد أساء إلى أهل البيت.

إنها تهمة باطلة بل هي تشويه للحقائق، والحق أن مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية كان يكِنُّ لأهل البيت حبًّا واحترامًا عظيمين. وسنعرض فيما يلي بعض المقتبسات من كلامه ، وسيتضح من خلالها مدى حبّه لأهل البيت وعظمة مكانتهم في نظره .

حبه لسيدنا علي ولأهل بيته

يقول حضرته :

“كان تقيًّا نقيًّا مِن الذين هُمْ أحبّ الناس إلى الرحمن، ومِن نخب الجيل وسادات الزمان؛ أسد الله الغالب وفتى الله الحنّان، نديّ الكف طيب الجنان. وكان شجاعا وحيدًا لا يُزايل مركزه في الميدان ولو قابله فوج من أهل العدوان. أنفد العمر بعيش أنكد وبلغ النهاية في زهادة نوع الإنسان. وكان أول الرجال في إعطاء النشب وإماطة الشجب وتفقُّد اليتامى والمساكين والجيران. وكان يجلّي أنواع بسالة في معارك وكان مظهر العجائب في هيجاء السيف والسنان. ومع ذلك كان عذب البيان فصيح اللسان. وكان يدخل بيانُه في جذر القلوب ويجلو به صدأ الأذهان، ويجلي مطلعه بنور البرهان. وكان قادرًا على أنواع الأسلوب، ومن ناضله فيها فاعتذر إليه اعتذار المغلوب. وكان كاملا في كل خير وفي طرق البلاغة والفصاحة، ومن أنكر كماله فقد سلك مسلك الوقاحة. وكان يندب إلى مواساة المضطرّ، ويأمر بإطعام القانع والمعترّ، وكان من عباد الله المقربين.

فالمؤمنون هم الذين تشهد أعمالهم على إيمانهم، ويُكتب الإيمان في قلوبهم، ويؤثرون ربَّهم ورضاه على كل شيء، ويختارون أدقّ سبل التقوى وأضيقها للفوز برضاه عز وجل…

ومع ذلك كان من السابقين في ارتضاع كأس الفرقان، وأُعطي له فهم عجيب لإدراك دقائق القرآن. وإني رأيته وأنا يقظان لا في المنام، فأعطاني تفسير كتاب الله العلام، وقال: هذا تفسيري، والآن أُولِيتَ فَهُنّيتَ بما أُوتِيتَ. فبسّطتُ يدي وأخذت التفسير، وشكرت الله المعطي القدير. ووجدتُه ذا خَلْقٍ قويم وخُلقٍ صميم، ومتواضعا منكسرا ومتهلّلاً منوّرا. وأقول حلفًا إنه لاقاني حُبًّا وأُلْفًا، …وأظهر المحبة كالمصافين الصادقين. وكان معه الحسين بل الحسنينِ وسيد الرسل خاتم النبيين، وكانت معهم فتاة جميلة صالحة جليلة مباركة مطهّرة معظّمة مُوَقرة باهرة السفور ظاهرة النور، ووجدتها ممتلئة من الحزن ولكن كانت كاتمة، وأُلقي في روعي أنها الزهراء فاطمة. فجاءتني وأنا مضطجع فقعدت ووضعت رأسي على فخذها وتلطفت، ورأيتُ أنها لبعض أحزاني تحزن وتضجر وتتحنن وتقلق كأمّهات عند مصائب البنين. فعُلّمتُ أني نزلتُ منها بمنـزلة الابن في عُلَق الدين، وخطر في قلبي أن حزنها إشارة إلى ما سأرى ظلما من القوم وأهل الوطن المعادين. ثم جاءني الحسنان، وكانا يبديان المحبة كالإخوان، ووافياني كالمواسين. وكان هذا كشفًا من كشوف اليقظة، وقد مضت عليه بُرْهة من سنين.

ولي مناسبة لطيفة بعليّ والحسين، ولا يعلم سرّها إلا رب المشرقين والمغربين. وإني أحبّ عليا وابناه، وأعادي من عاداه.” (سر الخلافة، الخزائن الروحانية، ج 8، ص 358-359)

كان علي نُجعةَ الرُوّاد

“ولا شك أن عليّا كان نُجعةَ الرُوّاد وقدوة الأجواد، وحجة الله على العباد، وخيرَ الناس من أهل الزمان، ونورَ الله لإنارة البلدان… والحق أن الحق كان مع المرتضى، ومَن قاتَلَه في وقته فبغى وطغى.” (سر الخلافة، الخزائن الروحانية، ج 8، ص 352-353)

كان علي جامع الفضائل

“إنه (أي علي )كان حاز من الفضائل مغنما، وكان بقوى الإيمان تَوْأمًا، فما اختار نفاقًا أينما انبعث، وما نافق في كل ما فعل ونفث، وما كان من المرائين.”  (حجة الله، الخزائن الروحانية، ج 12، ص182)

الحسنان رضي الله عنهما من أئمة الهدى

“كان الإمام الحسين والإمام الحسن رضي الله عنهما من أصفياء الله ومن أصحاب الكمال والعفة والعصمة ومن أئمة الهدى، وكانا من آلِ النبي بكِلا المعنيين (يعني الانتماء بالنسب والروحاني) دون أدنى شك.”  (ترياق القلوب، الخزائن الروحانية، ج15، ص364- 365 الهامش)

نثني على الحسنين كليهما رضي الله عنهما

“أرى أن الإمام الحسن قد أحسن عملا إذ تخلى عن الخلافة لأن دماء الألوف كانت قد أريقت سابقًا فلم يرض أن تُراق أكثر، لذلك رضي بالمعاش الذي حدّده له معاوية. وبما أن فعل الحسن هذا هو صدمة للشيعة لذلك فإنهم لا يرضون به كليًّا. أما نحن فنثني على كليهما (أي الحسن والحسين). والحقيقة أن كل واحد يتميز بقوى مختلفة. لم يرض الإمام الحسن أن تزداد الحرب الأهلية بين المسلمين بل راعى جانب الأمن، أما الإمام الحسين فلم يقبل أن يبايع على يد الفاسق والفاجر لأن ذلك يؤدي إلى الفساد في الدين، وكانت نية كليهما صالحة، وإنما الأعمال بالنيات.”  (الملفوظات، ج4، ص579- 580)

كان الإمام الحسين من سادة أهل الجنة

لقد أُخبِر المسيح الموعود أن أحدا من الأحمديين قد قال كلاما غير لائق عن مكانة الإمام الحسين فقال:

“لقد علمتً أن بعضًا من قليلي الفهم الذين ينسبون أنفسهم إلى جماعتي يقولون عن الإمام الحسين – رضي الله عنه – إنه كان متمردًا إذ لم يبايع الخليفةَ، أي يزيدَ، وأن “يزيد” كان على الحق. فأقول: لعنة الله على الكاذبين. ولا أتوقع أن تخرج مثل هذه الكلمات الخبيثة من فم شخص صادق من جماعتي.

وها أنا أُخبِر جماعتي عبر هذا الإعلان بأننا نعتقد أن “يزيد” كان سيئ الطوية، ودودة الدنيا وظالمًا، لم تتوفر فيه الصفات التي تجعل المرءَ مؤمنا. وليس سهلاً أن يصبح المرء مؤمنا، يقول الله تعالى:

قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا (الحجرات: 15).

فالمؤمنون هم الذين تشهد أعمالهم على إيمانهم، ويُكتب الإيمان في قلوبهم، ويؤثرون ربَّهم ورضاه على كل شيء، ويختارون أدقّ سبل التقوى وأضيقها للفوز برضاه عز وجل، ويتفانون في حبه، ويبتعدون عن كل ما يحول دون وصولهم إلى الله تعالى من سوء الأخلاق وأعمال الفسق والغفلة والكسل. وكان “يزيد” الشقي محرومًا من هذه الصفات كلها، وقد أعماه حب الدنيا. أما الحسين – رضي الله عنه – فكان بلا شك طاهرًا مطهَّرًا، ومن الأصفياء الذين يزكِّيهم الله تعالى بيده ويملأهم بحبه. إنه من سادة أهل الجنة بلا ريب، وإن مثقال ذرة من البغضاء تجاهه يسلب الإيمان. إن تقوى هذا الإمام وحبه لله وصبره واستقامته وزهده وعبادته أسوة حسنة لنا. لقد هلك القلب الذي يعاديه، وقد فاز القلب الذي يُعبر عن حبه له عمليًا، ويعكس في نفسه نقوش إيمانه وأخلاقه وشجاعته وتقواه واستقامته وحبه لله تعالى باتباعه الكامل، كما تعكس المرآة النقية صورة شخص وسيم. إن هؤلاء الناس مخفيون عن أعين الناس. مَن يستطيع أن يقدِّرهم إلا الذي هو منهم؟ إن عين الدنيا لا تعرفهم لأنهم بعيدون عنها جدا. فهذا كان السبب وراء استشهاد الحسين، إذ لم يدرك أهل الدنيا مكانته. أيُّ طاهرٍ أحبَّه أهل الدنيا مِن قبل حتى يحبّوا الحسين ؟

فباختصار، إن الإساءة إلى الحسين شقاوة وإلحاد من الدرجة القصوى. والذي يسيء إلى الحسين أو أيٍّ من الأئمة المطهَّرين أو يتفوه بحقهم بكلمة استخفاف إنما يضيع إيمانه لأن الله تعالى يعادي مَن عادى أصـفياءه وأحباءه.”  (مجمـوعة الإعـلانات، المجلد2، ص653- 654)

استشهاد الإمام الحسين

“انظروا إلى الإمام الحسين الذي نزلت عليه مصائب متنوعة. والابتلاء الذي تعرض له في آخر وقته كان مخيفًا للغاية بحيث نُقِلَ أنه كان يبلغ 57 من عمره وكان معه عدد قليل من الناس. فلما استشهد 16 أو 17 منهم، وبات القلق والاضطراب سيد الموقف فقد مُنع عنهم الماء أيضا، ومورس عليهم ظلم شنيع لدرجة استهداف النساء والولدان أيضا حتى صرخ بعض الناس قائلين بأنه لم يبق الآن شيء من حمية العرب وغيرتهم. لاحظوا الآن، كيف قُتِل نساؤه وأولاده أيضـا، وتعرض لكل هذا الابتـلاء من أجل أن يُعـطى درجة عليا.”  (الملفوظات، ج 5، ص 336)

حبّه المنقطع النظير للإمام الحسين

يروي مرزا بشير أحمد نجل المسيح الموعود فيقول:

“كان المسيح الموعود مستلقيًا ذات مرة على سرير في حديقته، فنادى أختنا السيدة مباركة بيغم –سلمها الله- وأخانا المرحوم مبارك أحمد اللذَين كانا يصغران جميع الإخوة وقال: تعالوا أروي لكما قصة المحرّم. ثم روى أحداث استشهاد الإمام الحسين بأسلوب ملؤه الألم. كان يسرد هذه الأحداث وعيناه تذرفان الدموع، فكان يمسحهما بأنامله. وعند نهاية هذه القصة المؤلمة قال بكرب شديد:

لقد مارس يزيد النجس هذا الظلم على حفيد نبينا ، فأخذ الله تعالى هؤلاء الظالمين الغاشمين بعذابه عاجلا.

فباختصار، إن الإساءة إلى الحسين شقاوة وإلحاد من الدرجة القصوى. والذي يسيء إلى الحسين أو أيًّا من الأئمة المطهَّرين أو يتفوه بحقهم بكلمة استخفاف إنما يضيع إيمانه لأن الله تعالى يعادي مَن عادى أصفياءه وأحباءه.

لقد كانت حالته في ذلك الوقت عجيبة، وكان قلبه يضطرب بتصور استشهاد فلذة كبد مولاه .” (السيرة الطيبة، تأليف مرزا بشير أحمد ، ص 36-37)

يقول مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية في بيت شعر باللغة الفارسية:

جان ودلم فداءى جمال محمد است

خاكم  نثارِ كوچهء  آلِ  محمد است

أي:

إن روحي وقلبي فداء لجمال محمد

وإن تراب جسدي فداء

 زقاق آل محمد

Share via
تابعونا على الفايس بوك