ينابيع المحبة

شهادات ودلالات عظيمة عن الحب المنقطع النظير الذي أبداه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم لخير خلق الله سيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم ستبقى إلى الأبد شامخة وبارزة لكل من له عينان.

إحياءً لذكرى المولد الشريف اهدي إلى جميع قرائنا الأفاضل هذه الباقة من الأخلاق المحمدية السامية لعلها تجد مكانا في زاوية قلوبنا فتضيء ظلماتها وتنير حوالكها. محمد طاهر نديم

لقد نشأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وترعرع في قوم اتسم بالقسوة والهمجية، وبُعث في عصرٍ تلاشت فيه القيمُ الأخلاقية والإنسانية أو كادت، وفي بيئةٍ سادها انحلالٌ خلقي وانحطاطٌ روحاني. ومما لا يختلف فيه اثنان أن هداية هؤلاء الناس إلى الصراط المستقيم، وتسييرهم في الطريق السليم والنهج القويم، كان عملاً شاقاً ومهمةً صعبةً تقتضي أن يكون رُبَّان سفينتهم حاذقاً مغواراً لينقذهم من تياراتٍ عاتيةٍ من الانحراف، وأمواجٍ عارمةٍ من الغي والضلال حتى يوصلهم إلى بر الأمان. لذلك عندما أرسل الله سيدنا محمدا رسولا وهادياً إلى هؤلاء، زوّده_ إلى جانب من سمو الروح وسعة الآفاق وبُعد النظر وغيرها من شمائل كثيرة لا تُحصى_ بسلاح عظيم لإصلاح المفسَد وتقويمِ المعوج لقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وذلك لأن فقدان الأخلاق السامية هو الذي قد أدّى بهم إلى الحالة التي انتهوا إليها. إن أصحابه صلى الله عليه وسلم كانوا يذكرون أخلاقه العالية بالكلمات التالية: كان عليه الصلاة والسلام أصدقَ الناس لهجةً، وألينَهم عريكةً وأكرَمهم عشيرةً. من رآه بديهةً(أي مفاجأةً)هابَه، ومن خالطَه معرفةً أحبَّه. يقول ناعِتُه: لم أر قبله ولا بعده مثلَه صلى الله عليه وسلم.(1)

وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما: سألت أبي عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جلسائه فقال:” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائمَ البِشْر، سَهْلَ الخُلق، ليِّنَ الجانب. ليس بفَظٍّ ولا غليظ، ولا صخّابٍ ولا فحّاشٍ، ولا عيّابٍ، ولا مُشاحٍ (أي بخيل). يتغافل عما لا يشتهي، ولا يؤيَس منه راجيه ولا يخيب فيه، فقد ترك نفسَه مِن ثلاث: المراء، والإكثار، وما لا يعنيه. وترك الناسَ مِن ثلاث: كان لا يذُمّ أحداً، ولا يعيبه، ولا يطلب عورتَه، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابَه. وإذا تكلم أطرَقَ جلساؤه كأن على رؤوسهم الطيرَ، فإذا سكت تكلموا، لا يتنازعون عنده الحديثَ، ومن تكلَّم عنده أنصتوا له حتى يفرغ”.(2)

لقد كان لأخلاقه السامية وشمائله الجميلة وصفاته الطيبة، وقعٌ عظيمٌ وأثرٌ عميقٌ في نفوس الناس، حيث كانوا ينجذبون إليه انجذابا وكأن قلوبهم قد شدت إليه بحبال. هكذا فإنهم أصبحوا يلازمونه، ويفضِّلون صحبته على صحبة الأهل والأقارب ولو قرصهم الجوع والعطش، ولو ضاقت عليهم الحياة.

لقد اتّقدتْ في قلوبهم جذوةُ الإيمان، وأنارتْ دروبَهم شمسُ الإسلام، ومنّ الله عليهم بحب الدين وأعطاهم برد اليقين.

وهكذا فخلال فترة قصيرة من الزمن تحول الترابُ إلى التبر، والشوكُ إلى الزهر، والرمادُ إلى الجمر. ومكّن الله نبيّه الكريم من توطيد دعائم الأخلاق الفاضلة بينهم وزرع المودة والمحبة بينهم، تربطهم روابط الأخوّه والألفة والتكافل، فحوّلهم من عُبّاد الأوثان إلى حُرّاس العقيدة، ومن الأعداء الألدّاء إلى العشاق الصادقين له، وذلك كله كان بفضل الله ورحمته لقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ منْ اللَّه لنّتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَليظَ اَلقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حّوْلِكَ}

لقد بلغَ حبُّ الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم مبلغاً لا يتحملون فيه مفارقته، ويفدونه بالروح والدم. إن هذا الموضوع لبحر زاخر لا تُعلم شواطئه، وخضَمٌّ عميق لا تُعرف أغواره، وسأحاول أن أقدّم بعض النماذج من هذا الحب المتدفّق العظيم المنقطع النظير قي أصحاب أي نبي من الأنبياء عليهم السلام.

 

إنك لأحب إلي من نفسي…

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:” يا رسول الله، إنك لأحَبُّ إلّي من نفسي، وإنك لأحَبُّ إليّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك.”

وفي رواية: ” فلو لا أني أجيء فأنظر إليك ظننتُ أن نفسي تخرج.” (2)

ما أنبلَ هذا الشوق الذي لا شبع فيه، وما أشرف هذه اللوعة التي لا تهدأ، وما أروع هذا الغليل الذي لا شفاء منه.

 

تحول عجيب

وها هو إحدى الصحابيات رضوان الله عليهن تصف حالها قبل الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وحالها بعده.

” عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت هند بنت عتبة وقالت: يا رسول الله, ما كان على ظهر الأرض من أهلِ خباءٍ ( وهو الخيمة من الوبر أو الصوف على عمودين أو ثلاثة ويعبَّر به عن مسكن الرجل وداره) أحبَّ إلي أن يَذلوا، من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحبَّ إلي أن يعزّوا من أهل خبائك.” (4)

 

العدو ينقلب إلى عاشق ولهان

عن أبي هريرة قال:” بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلاً قَبِلَ نَجْدٍ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال. فربطوه بسارية من سواري المسجد. فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال عندي خير يا محمد، إنْ تقتُلْني تقتُل ذا دمٍ، وإنْ تُنْعِم على شاكر. وإن كنت تريد المالَ، فسَلْ منه ما شئتَ. فترك حتى كان الغد. ثم قال لَه: ماعندك يا ثمامة؟ فقال: عندي ما قلت لك. فَقال: أَطلِقوا ثمامة. فانطلقَ إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسلَ ثم دخلَ المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. يامحمد، والله، ماكان على وجه الأرض أَبْغَضَ إلي مِن وجهك، فقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه إلي. والله ما كان من دينٍ أبغضَ إلي مِن دينك، فاصبح دينُك أحبَّ الدين إلي، واللهِ ما كان من بلدٍ أبغضَ إليّ مِن بلدك، فأصبح بَلدك أحبَّ البلاد إلي.” (5)

هل لأي سيف من سيوف الدنيا أن تغيّر القلوب هكذا رأساً على عقب؟ وهل لأي سلاح في العالم أن يُحدِث مثل هذا التحول بحيث ينقلب العدو إلى عاشق، والمبغض إلى محب صادق؟ نعم إنه كان سيف أخلاق النبي السامية التي كانت تستميل القلوب وتستهويها، فيدخل فيها نور الإيمان، فيضيء ظلماتها، وينير حوالكها.

 

بل أختار محمداً

قَدِمَ حكيم بن حزام بن خويلد من الشام برقيق وفيهم زيد بن حارثة، فدخلتْ عليه عمّته خديجة بنت خويلد فقال لها: اختاري يا عمّة، أيَّ هؤلاء الغلمان شئتِ فهو لكِ، فاختارت زيداً فأخذتْه، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها، فاستوهبه منها، فوهبته له، فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبناه، وذلك قبل أن يوحى إليه.

ومن جانب آخر مضى حارثة (أبو زيد) يجوب الديار ويقطع الصحارى ويسأل القبائل والقوافل عن ولده وفلذة كبده وراح ينشد هذه الأبيات:

.

بكيتُ على زيد ولم أدْرِ ما فَعَل

أحيٌّ فيُرجى أم أتى دونَه الأَجَلْ

.

فو الله ما أدري وإني لسائل

أغَالَكَ بعدي السهلُ أم غالَكَ الجَبَلْ؟

.

تُذكِّرنِيْهِ الشمسُ عند طلوعها

وتَعرِض ذكراه إذا غَربَها أَفَلْ

.

وإنْ هبَّتِ الأرواحُ هَيَّجْنَ ذكرَهُ

فيا طولَ ما حزني عليه ويا وَجَل

.

حياتِيَ أو تأتي عليّ منيّتي

فكلُّ امرئ فانٍ وإنْ غرَّه الأَمَلْ (6)

.

وفي إحدى مواسم الحج التقى نفر من حيِّ حارثةَ بِزيدٍ في مكة، ونقلوا إليه لوعةَ والديه، وعندما رجعوا أخبروا أباه ووصفوا له موضعا. وما إن عَلِمَ والدهُ زيد مستقرَّ ولده حتى أَغَذَّ السيرَ إليه ومعه أَخوه. فقَدِمَا مكةَ فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقيلَ: هو في المسجد فدخلا عليه فقالا: يا بن عبد المطلب، يا بنَ سيّد قومه، أنتم أهل حرم الله. تفُكُّون العانيَ وتطمعون الأسيرَ، جئناك في ولدنا عبدِك فَأمْنُنْ علينا وأَحْسِنْ في فدائه. فقال صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟ قالا: زيد بن حارثة. فقال: أَوَ غير ذلك؟ اُدْعُوه، فَخَيِّروه، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء. فتهلَّلَ وجهُ حارثةَ الذي لم يكن يتوقّع كلّ هذا السماح، وقال: لقد أنصفتَنا وزِدتَنا على النَّصَفِ. ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى زيد ولما جاء سأله: هل تعرف هؤلاء؟ قال زيد: نعم، هذا أبي وهذا عمّي. فقال صلى الله عليه وسلم له: فأنا مَنْ قد عَلِمْتَ، وقد رأيتَ صحبتي لك فاختَرْني أو اخْتَرْهما. فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا. أنت مني بمكان الأب والعم. فقالا: ويحك يا زيد،أتختار العبودية على الحرية، وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟ قال: نعم، إني قد رأيتُ من هذا الرجل شيئاً ما أنا بالذي اختار عليه أحدا. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى فناء الكعبة فقال: اشْهدوا أن زيداً ابني يرثني وأرثه. فلمّا رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفساهما وانصرفا. فدُعيَ زيد ابنَ محمد، حتى جاء الله بالإسلام ونزل أمر الله: {ادْعوهُمْ لآبَائِهمْ}. (7)

ما الذي حدا يزيد يا تُرى أن يبدي مثل هذا الوفاء الذي ينر نظيره؟ لا شك أنه تعلّق تعلقاً عجيباً بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم متأثراً بأخلاقه العالية وسلوكه الحسن ومعاملته لطيبة، وكأنه وجد كنزاً جميلا لا يقدر على التخلي عنه مهما يكن من ثمنٍ يؤدّيه لقاء ذلك.

غيرة وحب منقطع النظير

“عن مالك بن عمير رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم   فقال: إني لقيتُ أبي فهيم. فسمعت لك منه مقالةً قبيحةً، فلم أصبر حتى طعنتُه، أو حتى قتلته.” (8)

هذا هو شأن الحب الإيماني الخالص عندما يبلغ أوجَه فيصغر أمامه كل حبّ، وتهون أمامه كل علاقة.

نحري دونَ نحرك

“عن أنس رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم  وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم  مجوِّبٌ عليه بجحفة له… ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم  ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تُشرِفْ، يُصِبْكَ سَهْمٌ مِن سهام القوم، نحري دونَ نَحرك.” (9)

 

رغبة سعد بن معاذ

قال سعد بن معاذ رضي الله عنه يوم بدر:

“يا نبي الله، ألا نبني لك عريشاً تكون فيه، ونعدّ عندك ركائبَك، ثم نلتقي عدوَّنا فإن أعزَّنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى جلستَ على ركائبك فلحقْتَ بمن وراءنا من قومنا، فَقد تخلَّف عنك أقوام ما نحن بأشدّ حبّا لك منهم. ولو ظنّوا أنك تلقى حرباً ما تخلفوا عنك… فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا، ودعا له بخير، ثم بُني له عريش كان فيه.” (10)

لاحظوا هنا حرص سعد وهو على وشك لقاء العدو، لا يعرف أيخرج منه حيَّا أم ميتاً، لكن الأمر الذي يقلقه في هذا الوقت، هو أن لا يصيب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أيُّ مكروه، وأن يعود سالماً إلى المسلمين بالمدينة.

لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم بدر بقوله:” أشيروا علي أيها الناس.” فقال سعد ابن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل، فقال سعد: … فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك. فو الذي بعثك بالحق لو استعرضتَ بنا هذا البحر فخُضتَه لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد… لعل الله يُريك منا ما تَقَرُّ به عينُك، فسرْ على بركة الله. فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد رضي الله عنه. (11)

إن هذه الكلمات كانت أصدق تعبيرٍ عن الحب والإخلاص والوفاء، كما أنها كانت لسان حال الجميع، وتعبيراً حقيقياً عمّا يدور بخَلَد كل واحد من الصحابة، إلا أن سعداً سبقهم في القول بها.

نقاتل عن يمينك وعن شمالك

نستعرض مثالا آخر للحب والوفاء من غزوة بدر ذاتها، وهو قول المقداد بن الأسود استجابةً لنداء رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“أشيروا علي أيها الناس”. فقال المقداد:”اِمْضِ لِما أراك الله، فنحن معك. والله، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}، ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك، ومن بين يديك ومن خلفك. فأشرَقَ وجهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.” (12)

إن هذه الكلمات لجديرة بأن تكتب بماء الذهب، وستبقى رمزاً للحب والوفاء أبد الدهر.

فقَبَّلَ بطنه

عدّل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صفوفَ أصحابه يوم بدر وفي يده قِدْحٌ (أي: سَهْمٌ) يعدّل به القوم. فمرّ بسواد بن غزيّة رضي الله عنه… فطعن في بطنه بالقِدْح وقال: اسْتَوِ يا سواد. فقالَ: ي رسول الله أوجعتَني، وقد بعثك الله بالحق والعدل، فأََقِدْني (أي مَكِّنِّي مِن أن أَقْتَصَّ منك). فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه فقال: استَقِدْ. فاعْتَنَقَّه فقبَّل بطنَه فقال: ما حَمَلَك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسول الله، حَضَرَ ما ترى. فأردتُ أن يكون آخرَ العهد بك أن يَمَسَّ جلدي جلدَك. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير. (13)

 

محمد الأعز…

في غزوة بني المصطلق تشاجر رجل من المهاجرين مع رجل من الأنصار، فدعا المهاجريُّ المهاجرين لنصرته والأنصاريُّ الأنصار. فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما بالُ دعوى الجاهلية؟ قالوا رجل من المهاجرين تشاجر مع رجل من الأنصار وضربه. فقال زسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها منتنة. (أي هذه الخصومات ذات طابع الجاهلية ما قبل الإسلام). فسمع ذلك عبد الله بن أبي بن سلول فقال: أَوَ قد فعلوا ذلك؟ والله لئن رجعنا إلى المدينة ليُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ منها الأَذَلَّ. فقال عمر: يا رسول الله، دَعْنِي أضرِبْ عنقَ هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دَعْه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابَه. (14)

وفي رواية: قال ابن هذا المنافق الكبير (وكان قد اعتنق الإسلام): يا رسول، والذي أكرمك لئن شئت لأتيتك برأس أبي؟ فقال: لا.

ولكن بِرَّ أباك وأَحْسِنْ صحبتَه. وفي رواية أخرى: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني المصطلق قال ابن هذا هذا المنافق الكبير فسلّ على أبيه السيف وقال: لله علي أن لا أغمده حتى تقول: محمد الأعَزُّ وأنا الأذَلُّ، قال: ويلك، محمد الأعَزُّ وأنا الأذَلُّ، قال: ويلك، محمد الأعز وأنا الأذلّ.

ما هذا بالنَّصَفة

شهد مالك بن قيس أُحداً والمشاهدَ كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتخلّف عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك عشرة أيام… ورجع بعد مسير رسول الله إلى تبوك أياماً، إلى أهله في يوم حار، فوجد امرأتين له في عريشين في حائط، قد رشَّتْ كل واحدة منهما عريشَها، وبرّدتْ له فيه ماءً، وهيّأتْ له فيه طعاما. فلما دخا قام على باب العريش، فنظر إلى امرأتَيه وما صنعتا له، فقال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الضِّحِّ (أي الشمس) والريحِ والحرِّ، وأبو خيثمةَ في ظلٍّ باردٍ وماءٍ باردٍ وطعامٍ مهنَّأ وامرأةٍ حسناء في ماله مقيم، ما هذا بلنصَفَة (أي: الإنصاف). واللهِ لا أدخل عريش واحدةٍ منكما حتى أَلْحَقَ برسول الله صلى الله عليه وسلم، فهَيَّئَا لي زاداً، ففَعَلَتَا، ثم خرج في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدركه بتبوك. (15)

ابتلاء كعب والوفاء العظيم

يروي كعب بن مالك الأحداثَ التي مرَّ بها عندما تخلف عن غزوة تبوك فيقول: … ونهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيَّها الثلاثة من بين مَن تخلَّف عته (وهم كعب بن مالك، ومرارة بن ربيعة، وهلال بن لأمية). فاجتَنَبَنَا الناسُ وتغيُّروا لتا حتى تنكرتْ في نفسي الأرضُ، فما هي التي أعرف. فلبِثْنا على ذلك خمسين ليلة… فكنت أخرج فأشهَدُ الصلاةَ مع المسلمين، وأطوف في الأسواق ، ولا يكلمني أحد. وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلّم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي: هل حرَّك شفتيه بردّ السلام عليَّ أم لا؟ ثم أصلي قريباً منه فأسارقه النظرَ، فإذا أقبلتُ على صلاتي أقبلَ إليّ، وإذا طال عليّ من جفوةِ الناس مشيتُ حتى تسوَّرْتُ جدارَ حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي وأحبُّ الناس إلي. فسلّمتُ عليه. فوالله، ما ردَّ عليَّ السلامَ. فقلت: يا أبا قتادة، أَنشُدُك بالله، هل تعلَمني أُحِبُّ اللهَ ورسولَه؟ فسكَتَ. فعدتُ له فنشدته فسكت، فعدت له فنشدتُه، فقال: الله ورسوله أعلم. ففاضت عيناي، وتولّيت حتى تسوّرتُ الجدار. فقال: فبينما أنا أمشي بسوق المدينة إذا نَبطيٌّ من أنباط أهل الشام يقول: مَن يدلُّني على كعب بن مالك؟ فطَفِقَ الناس يُشيرون له. حتى إذا جاءني دفع إليّ كتاباً من مَلِك غسّان فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغني أن صاحبَك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوانٍ ولا مَضيَعة. فَالْحَق بنا نُواسِك. فقلتُ لما قرأتها: وهذا أيضا من البلاء. فتيمّمتُ بها التنورَ فسجّرتُ بها. (16)

إن مثل هذا الابتلاء الذي يتنكر فيه المعارفُ، ويغادر فيه الأقاربُ، والأعزاء يتسلّلون لواذاَ، والأحبّاء يديرون ظهورهم، ولا يقوى المبتلى على مواجهة الأحداث إلا إذا كان على قدر كبير من الإخلاص و الوفاء، ولا سيّما إذا كان  يرى دروبَه مليئةَ بالأشواك وتتراءى له بمحاذاتها طرقٌ مفروشة بالورود، ويلقى الهَجر والبَين ويجد بإزائه صدوراً رحبةً وأذرعاً مفتوحةً للتعانق. وها هنا ذروة الحب والعشق، إذ يبقى العاشق الصادق صامداً غير متزلزل أمام كل هذه الإغراءات دون أن يميل إليها لطرفة عين، ودون أن تنال هذه المناصبُ الدنيوية من عزمه شيئا. هكذا كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كلهم مثلا عليا للعشق والإخلاص والوفاء، رضي الله عنهم أجمعين.

طَوَتْ فراشَ الرسول صلى الله عليه وسلم دون أبيها المشرك

قدم أبو سفيان المدينة ، فدخل على ابنته أمّ حبيبةَ زوج الرسول صلى الله عليه وسلم. فلما ذهب ليجلسَ على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوتْه دونه. فقال: يا بُنيّة، أرَغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراشُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت امرؤٌ نجِسٌ مشركٌ. (17)

ضيافة أبي أيوب الأنصاري

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: بأبي أنت وأمي، إني أكره أن أكون فوقك وتكون أسفل مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ أرفق بنا أن نكون في السفل لما يغشانا من الناس… فلقد رأيتُ جرة لنا انكسرت فأهريق ماؤها، فقمت انا وأم أيوب بقطيفة لنا، ما لنا لحاف غيرها ننشف بها الماء خوفا من أن يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منها شيء يؤذيه. وكنا نصنع طعاما فإذا ردّ ما بقي منه تيمّمنا موضع أصابعه فأكلنا منها نريد بذلك البركة. (18)

لقد استنار بيتُ أبي أيوب الأنصاري بوجود النبي فيه. فلم يدخر وسعاً في تأمين راحته صلى الله عليه وسلم وحسن ضيافته. فكان يقوم بكل هذا والسرور والبهجة يغمرانه وكأنه يقول: لو أن روحي بيدي ووَهَبْتها لمبشّري يقدومكم لم أُنصِفِ

الحب العديم النظير

طلبتْ قبيلتنا عَضَلٌ والقارَة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل معهم مَنْ يبشِّر في قومهم بالإسلام ويقوم بتربية من يعتنق الإسلام. فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من صحابته. وبينما كانوا في الطريق إذ عرفوا غدْرَ هاتين القبيلتين، فقُتل عدد من الصحابة وأُسر زيد بن الدثنة وخُبيب رضي الله عنهما. أما زيد بن الدثنة فلما أَخْرَجوه ليقتلوه. قال له أبو سفيان: أَنْشُدك بالله يا زيد أتحب محمداً الآن مكانَك نضرب عنقَه وأنك في أهلك. فرد عليه زيد قائلا: والله ما أحبّ أنّ محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تُصيبه شوكةٌ تؤذيه وأني جالس في أهلي. فقال أبو سفيان: “ما رأيتُ من الناس أحداً يحبّ أحداً كَحُبّ أصحاب محمدٍ محمداً. (19)

” هذا هو الحب الحقيقي الذي يدفع الإنسان إلى أن يصافح المنايا مبتسما، ويخوض المهالك غير مبال بالمخاطر الأهوال، ويكون هدفه الوحيد وراء كل هذا ألا يصيب حبيبه أي مكروه.  “

 

وأنّى لأبي سفيان أن يجد نظيراً لهذا الحب والعشق والفداء إذ أنه لا يتأتّى إلا عن إيمان صادق ووفاء خالص ويقين ثابت، وكل هذا كان مفقوداً عندهم، وجاء الإسلام ليحي هذه القِيَم المنسية.

أما خبيب فلما حملوه على الخشبة ليُقتَل، ناشدوه أتحب أن محمداً مكانك؟ قال: لا والله العظيم! ما أحب أن يفديني بشوكة يُشاكها في قدمه. (20)

هذا هو الحب الحقيقي الذي يدفع الإنسان إلى أن يصافح المنايا مبتسما، ويخوض المهالك غير مبال بالمخاطر الأهوال، ويكون هدفه الوحيد وراء كل هذا ألا يصيب حبيبه أيُّ مكروه.

مات وخذه على قدم الرسول صلى الله عليه وسلم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غَشيَه القومُ يوم أحد: من رجل يشري لنا نفسَه؟ فقام زياد بن السكن في نفرٍ خمسةٍ من الأنصار. فقاتلوا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقُتلوا دونه، حتى كان آخرهم زياد. فقاتل حتى أعْيَتْه الجروح البالغة… فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أدْنُوه مني، فأدْنَوه منه، فوَسّدَه قدمَه، فمات وخَدَّه على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم. (21)

ياله من حظ جميل لمن كان آخر عهده برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلفظ أنفاسه وهو متوسّد قدَم النبي صلى الله عليه وسلم. هل باستطاعة أحد أن يقدّر الطمأنينة التي كانت تعلو وجهَ هذا الصحابي الجليل وقت وفاته، والسعادة التي كانت تغمره رغم الجروح البالغة؟ ما أحلى هذه الذكرى الأخيرة التي حملها سيدنا زياد كَزَادٍ له في سفره إلى الآخرة.

لا أبالي إذا سلِمْتَ من عطب

روى الحافظ الطبراني قصة امرأة أنصارية حين سمعت خبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فخرجت هذه المرأة تسأل عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاستقبلت بأبيها وابنها وزجها وأخيها وقيل لهما أنهم قُتلوا، إلا أنها ما انتبهت إليهم، وما بكت عليهم، كان همّها الوحيد هو رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم والاطمئنان على صحته وعافيته، فمضت مُردّدة قولها: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ حتى وصلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذتْ بناحية ثوبه، ثم قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أبالي إذا سلِمْتَ من عطبٍ. (22)       هذه هي الصورة العملية لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين.

حالة الصحابة لدى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقبل أبو بكر فَدخل المسجد.. فتيمّمم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكشف عن وجهه ثم أكبّ عليه فقبّله وبكى. ثم قال: بأبي أنت وأمي ، والله لا يجمع الله عليك موتتين. أما الموتة التي كتبت عليك فقد مِتّها.

خرج أبو بكر، وعمر بن الخطاب يكلّم الناس قائلاً: والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم… وليبعثه الله … فجاء أبو بكر فقال: أيها الحالف على رِسْلِكَ، ثمّ توجّه إلى الناس فقال: فمن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. ثم قرأ

(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).

قال سعيد بن المسيب إن عمر قال: والله ما هو إلا أن سمعتُ أبا بكر تلاها فعُقِرتُ حتى ما تُقِلّني رجلاي، وحتى أهوَيْتُ إلى الأرض. حين سمعتُه تلاها علمتُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات. (23) هذا هو حال المحبين مع محبوبهم. لا يتصوّرون فراقه من شدة حبهم له، وهذا كان حال الصحابة عند فراق أعز محبوب لهم تحت أديم السماء.

ذكريات تفيض بالمودة

رأى بلال رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وهو يقول: ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك أن تزورنا؟ فانتبه حزيناً، فركب إلى المدينة فأتى قبرَ النبي صلى الله عليه وسلم وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه، فأقبل الحسنُ والحسين، فجعل يقبّلهما ويضمّهما، فقالا له: نشتهي أن نسمع آذانك الذي كنت تؤذّن به لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ السَّحْرَ، فعَلا سطحَ المسجد، فأذّن فخرج الناس من بيوتهم وقالوا: أبُعثَ رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ فتذكّروا أياماً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها حياً موجوداً بين ظهرانيهم. فما رُئيَ يومٌ أكثرَ باكياَ وباكيةَ بالمدينة من ذلك اليوم. (24)

وهذا هو بلال الذي حين حضرته الوفاة قال:

.

غداً نلتقي الأحبَّةْ

محمداً وحِزْبَهْ

.

وكانت امرأته تقول: واويلاه، وكان هو يقول: وافرحاه. (25)

الفضل ما شهدت به الأعداء

أرسلت قريشٌ عروة بن مسعود رسولاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، فجاءه وكلَّمَه، ثم رجع إلى أصحابه فقال: أي قوم، والله، لقد وَفَدْتُ على الملوك، على كسرى وقيصر والنجاشي. والله ما رأيتُ ملكاً يعظّمه أصحابُه ما يعظّم أصحابُ محمدٍ محمداً. والله، ما تنَخَّمَ نُخامةً إلا وقعتْ في كفِّ رجلٍ منهم، فذَلِكَ بها وجهَه وجِلْده، وإذا أمَرَهم ابْتَدَرُوا أمرَه، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلّم خفّضوا أصواتهم عنده. وما يحدّون إليه النظرَ تعظيماً له. وقد عرَض عليكم خطةَ رشدٍ فَقْبَلوها. (26)

هذه باقةٌ من حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وفدائهم العظيم وإخلاصهم الكبير. نرجو أن يجعلنا الله من أولئك الذين يحبّون النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يملأ قلوبنا بحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يملأ قلوبنا بحب النبي بحيث يصير هو أحبَّ إلينا من آبائنا وأمهاتنا وأولادنا ومن كل قريب وعزيز وحبيب لنا. آمين.

المـــــــصــــــــادر

  1. الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية لمحمد بن عيسى الترمذي، باب ما جاء في خَلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث 7، ص33، مؤسسة الكتب الثقافية بيروت، ط. أولى 1992م.
  2. المرجع السابق باب ما جاء في خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث 352، ص290،291.
  3. حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني ج4ص240 دار الكتاب العربي بيروت طبعة 1985م.
  4. صحيح البخاري كتاب فصائل الصحابة باب ذكر هند بنت عتبة رصي الله عنها.
  5. صحيح البخاري كتاب المغازي باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال.
  6. السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص 264، 265 ، دار القلم بيروت طبعة 1980م.
  7. الإصابة لابن حجر العسقلاني ج2، ص599، دار الكتب العلمية بيروت، ط. أولى 1995م.
  8. كتاب السنن الكبرى لأحمد بن الحسين البيهقي ج 9 ص 27 دار المعرفة بيروت.
  9. صحيح البخاري كتاب المغازي باب إذْ همّتْ طائفتان منْكُم…
  10. السيرة النبوية لابن هشام ج2 ص 272، 273 ، دار القلم بيروت، ط1980م
  11. المرجع السابق ص267
  12. الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر،ج4،ص1482 دار الجيل بيروت، ط. أولى 1992. وانظر تهذيب الكمال لجمال الدين المزي ج7، ص 214 مؤسسة الرسالة بيروت، ط. أولى 1998 م.
  13. البداية والنهاية لابن كثير ج3 ص 213 دار الكتب العلمية بيروت ط. أولى 1994م.
  14. سنن الترمذي كتاب تفسير القرآن. وانظر البداية والنهاية لابن كثير ج4 ص 127 دار الكتب العلمية بيروت ط. أولى 1994م.
  15. أسد الغابة لابن الأثير الجزري ج5، ص41 ، 42 دار الكتب العلمية بيروت ط. أولى 1994م.
  16. صحيح البخاري كتاب المغازي باب حديث كعب بن مالك.
  17. الإصابة لابن حجر العسقلاني ج7 ص 142
  18. المستدرك للحاكم النيسابوري ج3 ص 460 ، 461 دار المعرفة بيروت.
  19. السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص 181
  20. المعجم الكبير للطبراني ج5 ص 261 دار إحياء التراث العربي، طبعة 1984م.
  21. السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص 86
  22. المعجم الأوسط للطبراني ج8، ص244 مكتبة المعارف برياض ط. أولى 1995م.
  23. صحيح البخاري كتاب المغازي مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته. وانظر، صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة باب فضل أبي بكر رضي الله عنه.
  24. أسد الغابة لابن الأثير الجزري ج1، ص417. وانظر مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ج5، ص 265 دار الفكر بيروت ط. أولى 1984م
  25. مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ج5، ص267
  26. زاد المعاد لابن القيّم الجوزية ج3، ص 261، مؤسسة الرسالة بيروت، ط. ثالثة 1998م.
Share via
تابعونا على الفايس بوك