خصام مع الكمبيوتر في عيد الأم

خصام مع الكمبيوتر في عيد الأم

في عصر المعلومات الرقمية يمكنك أن تقف في أي ساحة في لندن ومعك الكاميرا الرقمية (الديجيتال) وإلى جانبك هاتفك النقال وبهذا العتاد الفريد يمكنك أن تستعيض عن إرسال بطاقة >> البوستال << البريدية المعهودة لوالدتك المشتاقة لك بكارت من نوع آخر ينفرد بأنه من تصميمك الشخصي ويتضمن صورتك وأنت تقف في وسط الساحة ملوحا. هذه الصورة التي ستنقلها الكاميرا الرقمية لهاتفك النقال المزود بكمبيوتر موصول بشبكة الإنترنت سوف تُدهش والدتك بعد لحظات فقط وهي تشاهد صورتك المرسلة لها عبر البريد الإلكتروني على الجانب الآخر من الكرة الأرضية. فلنودع معا بطاقات البوستال البريدية ولنودع خطوط أقلامنا المتعرجة ولنستقبل عصرا يريد أن يحتل كل عاداتنا القديمة الجميلة ويسرق منها رونقها وطقوسها.

لا أعتقد أن أمي ستفرح ببطاقتي الإلكترونية لأنه من الصعب عليها أن تحضنها وهي في الفراش تفكّر فيّ وتدعو لسلامتي . كما أنني أستبعد أن ننسى رائحة الصمغ على أطراف مغلفات البريد وخفقة القلب وهي تفتح أطراف المغلف.     ورغم أنني أعيش فضاء إلكترونيا في عملي منذ الصباح حتى المساء إلا أنني أحبذ أن لا تزول طقوس كتابة الرسائل البريدية وحوار الأنامل على مساحات الورق.

أمي أعدك ببطاقة من الورق المقوى أرسم عليها نهر حنانك وحبك وعطفك وأزين أطرافها بفواصل حبك الأبدي و لْيُطِق الكومبيوتر فأزراره لا تجاري أناملي وبرامجه لا تملك قلبي.

Share via
تابعونا على الفايس بوك