رعاية عمر الفاروق رضي الله عنه للشباب وللدواب وللآداب

رعاية عمر الفاروق رضي الله عنه للشباب وللدواب وللآداب

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

الخليفة الخامس للمسيح الموعود (عليه السلام)
  • فما مظاهر رعاية الفاروق للشباب؟
  • وما مظاهر حيطته وحذره على المال العام؟
  • وكيف قدم الأسوة في احترام حق المواطنة بغض النظر عن الانتماء الديني؟
  • ألا يتوازى هذا مع ترسيخ مبدأ الحرية الدينية؟

__

رعاية الشباب

كان للعلماء ولاسيما لعلماء القرآن الكريم حظوة ومكانة عالية في بلاط عمر سواء كانوا شبابًا أو أطفالًا أو كبارًا. هناك رواية في البخاري:

عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ ِعَنْهُمَا، قَالَ: «قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الحُرِّ بْنِ قَيْسٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وَكَانَ القُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ، كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا»، فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ: يَا ابْنَ أَخِي، هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ، فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ، قَالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «فَاسْتَأْذَنَ الحُرُّ لِعُيَيْنَةَ فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ»، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: هِيْ يَا ابْنَ الخَطَّابِ، فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الجَزْلَ وَلاَ تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ الحُرُّ: يَا أَمِيرَ المـُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ : خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ[، وَإِنَّ هَذَا (أي عيينة) مِنَ الجَاهِلِينَ، «وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاَهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّه.» (البخاري)

كيف كان عمر يقوم بتربية الأطفال؟ هناك رواية بهذا الخصوص كما يلي:

عن یوسف بن یعقوب قال: قال لي ابن شهاب ولأخ لي وابن عم لي ونحن صبیان أحداث: لا تحقروا أنفسکم لحداثة سنِّکم فإن عمر بن الخطاب کان إذا نزل به الأمر دعا الصبیان، فاستشارهم یبتغي حدة عقولهم.

الغيرة للحق

في غزوة أُحد لما تغير الوضع بشكل فجائي وتعرض المسلمون لخسارة كبيرة ظهرت غِيرة عمر حين نادى أبو سفيان ثلاثًا: أفيكم محمد؟ ولكن النبي منع المسلمين من الرد عليه. ثم قال ثلاثًا: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ ثم سأل ثلاث مرات: أفي القوم ابن الخطاب؟ ثم أقبل أبو سفيان على أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قُتلوا، فما ملك عمر نفسه أن قال: كذبت والله يا عدو الله! إن الذين عددتهم لأحياءٌ كلهم، وقد بقي لك ما يسوؤك. قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر والحرب سجال، مرة ينتصر فريق وأخرى فريق آخر.

الحيطة والحذر على المال العام

ثم كيف كان سيدنا عمر حذرًا بخصوص الحفاظ على أموال بيت المال؟ يتضح ذلك من خلال رواية:

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّهُ قَالَ: شَرِبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لَبَنًا أعطاه أحد في الكأس فَأَعْجَبَهُ فَسَأَلَ الَّذِي سَقَاهُ مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ؟ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ وَرَدَ عَلَى مَاءٍ قَدْ سَمَّاهُ فَإِذَا نَعَمٌ مِنْ نَعَم الصَّدَقَةِ وَهُمْ يَسْقُونَ، فَحَلَبُوا لِي مِنْ أَلْبَانِهَا فَجَعَلْتُهُ فِي سِقَائِي فَهُوَ هَذَا فَأَدْخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَدَهُ فَاسْتَقَاءَهُ، لأنه من أموال الزكاة فلن يشربه.عَنِ ابْنٍ لِلْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ يَوْمًا حَتَّى أَتَى الْمِنْبَرَ. وَقَدْ كَانَ اشْتَكَى شَكْوَى لَهُ فَنُعِتَ لَهُ الْعَسَلُ وَفِي بَيْتِ الْمَالِ عُكَّةٌ فَقَالَ: إِنْ أَذِنْتُمْ لِي فِيهَا أَخَذْتُهَا وَإِلا فَإِنَّهَا عَلَيَّ حَرَامٌ. فَأَذِنُوا له فيها.

كان عمر شديد الحفاظ على أموال بيت المال، ولقد ذكرت هذه الواقعة الدالة على ذلك من قبل أيضًا وأذكرها هنا باختصار، كان عمر يسوق بِكرين (من الإبل) إلى الحمى في ظهيرة شديدة الحر حتى لا يضلا، فرآه عثمان فقال: هلم إلى الظل ونكفيك. فقال عمر: عد إلى ظلك، فهذا عملي ويجب أن أقوم به. (معرفة السنن والآثار باب الحمى)

ولقد ذكر المصلح الموعود هذه الواقعة فقال:

لقد أعطى الله المسلمين المال والعز حسب وعده، ومع ذلك لم يغفلوا عن الإسلام. (وهنا يوجّه حضرته أفراد الجماعة بألا يغفلوا عن دينهم وعن تعاليم الإسلام وعن أداء مسؤولياتهم) فيقول: فقد رُوي عن عثمان أنه كان جالسًا في قبته ذات يوم، وقد أنهكه الحر الشديد بحيث لم يقدر على فتح بابها. فقال خادمه أُنظر إلى شخص يسير في الحر الشديد. فلم تمض برهة إلا وقد اقترب من قبتي فعرفت أنه عمر ، فقلقت وقلت له: ماذا تفعل في هذا الحرّ يا أمير المؤمنين؟ قال: أبحث عن بعير فُقد من بيت المال.

يقول المصلح الموعود: أخبر الله تعالى بقوله عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ أن هؤلاء سيراقبون مهماتهم دائمًا رغم جلوسهم على الأرائك، فلن يجعلهم رخاء الدنيا ونعمها كسالى. ولن يدفعهم جلوسهم على الأرائك إلى النوم والكسل، بل سيكونون فيها يقظين حذرين يراقبون حقوق الناس ويؤدون واجباتهم أحسن أداء.

حق المواطنة بغض النظر عن الانتماء الديني

وهناك رواية عن إقامة عمر مبدأ المساواة وهي

عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اخْتَصَمَ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ وَيَهُودِيٌّ فَرَأَى عُمَرُ أَنَّ الْحَقَّ لِلْيَهُودِيِّ فَقَضَى لَهُ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ وَاللَّهِ لَقَدْ قَضَيْتَ بِالْحَقِّ.

 عن أنس أن رجلًا من أهل مصر أتى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين! عائذ بك من الظلم، قال: عذت معاذًا، قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط ويقول: أنا ابن الأكرمين فكيف تجرؤ على أن تسبقني، فكتب عمر إلى عمرو بن العاص يأمره بالقدوم ويحضر ابنه معه، فقدم، فقال عمر: أين المصري؟ خذ السوط فاضرب، فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر: اضرب ابن الأكرمين.

قال أنس، فضرب، فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر للمصري: ضع السوط على صلعة عمرو، فقال: يا أمير المؤمنين! إنما ابنه الذي ضربني وقد استقدت منه، فقال عمر لعمرو: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟ قال: يا أمير المؤمنين! لم أعلم ولم يأتني هذا المصري.

مرة جاء عمر مالٌ فجعل يقسمه بين الناس، فازدحموا عليه، فأقبل سعد بن أبي وقاص يزاحم الناس، حتى خلص إليه، فعلاه بالدِّرة وقال إنك أقبلت لا تهاب سلطان الله في الأرض، فأحببت أن أعلمك أن سلطان الله لن يهابك.

وخطب سيدنا عمر في الناس فقال: أعينوني على نفسي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحضاري النصيحة. ثم قال في موضع: رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي.

ويروى قول سيدنا عمر : إني أخاف أن أخطئ فلا يردني أحد منكم تهيّبًا مني.

ذات يوم جاءه رجل فقال له على رؤوس الأشهاد: اتق الله يا عمر: فغضب بعض الحاضرين من قوله وأرادوا أن يسكتوه عن الكلام، فقال لهم عمر: لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نسمعها.

ذات يوم وقف عمر يخطب في الناس فما كاد يقول: (أيها الناس اسمعوا وأطيعوا) حتى قاطعه أحدهم قائلاً: لا سمع ولا طاعة يا عمر، فقال عمر بهدوء: لم يا عبد الله؟ قال: لأن كلاً منا أصابه قميص واحد من القماش لستر عورته. فقال له عمر: مكانك، ثم نادى ولده عبد الله بن عمر، فشرح عبد الله أنه قد أعطى أباه نصيبه من القماش ليكمل به ثوبه، فاقتنع الناس كلهم وقال الرجل: الآن السمع والطاعة يا أمير المؤمنين. فكان هناك بعض الجهلة من هذا القبيل، لكنكم لن تسمعوا أبدًا مثل هذه الأقوال من لسان كبار صحابة النبي الذين تلقوا منه تربية جيدة. بل كان يتكلم هكذا أولئك الذين أسلموا متأخرين، أو الذين كانوا جهلة وغير متعلمين تماما، أما كبار الصحابة فلن تسمعوا من فمهم مثل هذا الكلام، بل كانوا مطيعين طاعة كاملة.

يقول المصلح الموعود: أخبر الله تعالى بقوله عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ أن هؤلاء سيراقبون مهماتهم دائمًا رغم جلوسهم على الأرائك، فلن يجعلهم رخاء الدنيا ونعمها كسالى. ولن يدفعهم جلوسهم على الأرائك إلى النوم والكسل، بل سيكونون فيها يقظين حذرين يراقبون حقوق الناس ويؤدون واجباتهم أحسن أداء.

ترسيخ مبدأ الحرية الدينية

إن الإسلام يمنح الحرية في الأمور الدينية فماذا كان عمل سيدنا عمر عن ذلك، فهناك رواية عن ذلك أنه بعد فتح الإسكندرية كتب حاكمُها إلى عمرو بن العاص: إني قد كنت أخرج الجزية إلى من هو أبغض إلي منكم معشر العرب أي فارس والروم، فإن أحببت أن أعطيك الجزية على أن ترد علي ما أصبتم من سبايا أرضي فعلت.

فكتب عمرو بن العاص إلى بلاط الخلافة كل الأوضاع فردَّ علیه قائلًا: اعرض على حاكم الإسكندرية أن يعطيك الجزية. أما الأسرى الذين هم عند المسلمين فينبغي أن يُخيَّروا في أن يقبلوا الإسلام أو يبقوا على دين قومهم. فمن اختار منهم الإسلام فهو مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَهُ مَا لَهُمْ وعليه مَا عليهم، ومن اختار دين قومه، وضع عليه من الجزية ما يوضع على أهل دينه.

فجمع عمرو الأسرى وقرأ علیهم أمرَ عمر بن الخطاب فأسلم الكثیر منهم.

كم كان محتاطًا وحذرًا في الحرية الدينية، فمما يروى بهذا الصدد أن عجوزًا نصرانية  جاءت إلى سيدنا عمر ذات يوم، وكانت لها حاجة عنده فقال لها: أسلمي تسلمي؛ إن الله بعث محمدًا بالحق، فقالت: أنا امرأة عجوز والموت إليَّ أقرب، فقضى حاجتها، ولكنه خشي أن يكون في مسلكه هذا ما ينطوي على استغلال حاجتها لمحاولة إكراهها على الإسلام، فاستغفر الله مما فعل وقال: اللهم إني أرشدت ولم أكره. فكان حذرًا جدًّا.

ثم هناك واقعة، أنه كان لعمر عبد نصراني اسمه (أشق) قال: كنت عبدًا نصرانيًّا لعمر، فقال أسلِم حتى نستعين بك على بعض أمور المسلمين، لأنه لا ينبغي لنا أن نستعين على أمور المسلمين بمن ليس منهم، فأبيتُ فقال: (لا إكراه في الدين). فلما حضرتْه الوفاة أعتقني وقال: اذهب حيث شئت.

من مشاهد رفقه بالحيوانات

قال الأحنف بن قیس: وفدنا علی عمر بفتح عظیم، فقال: أین نزلتم؟ فقلت: فی مکان کذا وکذا، فقام معي حتی انتهینا الی مناخ رکائبنا، فجعل یتخللها ببصره ویقول: ألا اتقیتم الله في رکائبکم هذه؟  أما علمتم أن لها علیکم حقًّا؟ ألا خلیتم عنها فأکلت من نبت الأرض؟

وعن سالم بن عبد الله قال: رأى سيدنا عمر بن الخطاب بعيرًا ظهرت عليه آثار المرض والعجز فوضع يَدَهُ عند جرح على ظهره وقال: إِنِّي لَخَائِفٌ أَنْ أُسْأَلَ عَمَّا بِكَ.

وهناك رواية عن أسلم قال: قال عمر  لقد خطر على قلبي شهوة السمك الطري، فرحل يرفأ راحلته وسار أربعًا مُقبلًا ومُدبرًا واشترى مِكتلا، فجاء به وعمد إلى الراحلة فغسلها فأتى عمر، فقال: انطلق حتى أنظر إلى الراحلة، فنظر وقال: نسيت أن تغسل هذا العرق الذي تحت أذنها، عذبت بهيمة في شهوة عمر، لا والله! لا يذوق عمر مِكتلك.

قدِم على عمر بن الخطاب وفدٌ من العراق في يوم صائف شديد الحر وفيه الأحنف بن قيس أيضًا وكان عمر متحجزًا  بعباءة يهنأ بعيرًا من إبل الصدقة (أي يطليه بالقطران) فقال: يا أحنف ضع ثيابك وهلمَّ وأعِنْ أميرَ المؤمنين على هذا البعير فإنه من إبل الصدقة فيه حق اليتيم والأرملة والمسكين.

ومما يروى أيضًا عن سيرته عن طَارِقِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا قَالَ أَيُّ آيَةٍ قَالَ

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا .

قَالَ عُمَرُ قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ.

يقول سيدنا المصلح الموعود عن ذلك أن يهوديًّا قال لسيدنا عمر : آيةٌ في كتابكم تقرَأونها لو علينا معشرَ اليهود نزلتْ لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا! قال: أي آية؟ قال الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ . فقال لليهودي: كان لنا في ذلك اليوم عيدان: عيدُ يوم عرفة وعيدُ الجمعة.

عن الأشعث، قال: سمعت الإمام الشعبي يقول: إذا اختلف الناس في شيء فانظر كيف صنع عمر، فإن عمر لم يكن يصنع شيئًا حتى يشاور.

وعن الشعبي قال: سمعت قبيصة بن جابر يقول: صحبت عمر بن الخطاب فما رأيت أقرأ لكتاب الله ولا أفقه في دين الله، ولا أحسن مدارسة منه.

وقال الحسن البصري إذا أردتم أن يطيب المجلس فأفيضوا في ذكر عمر.

وعن مجاهد قال کنا نتحدث أن الشیاطین كانت مصفدة فی زمن عمر فلما قُتل وثبت في الأرض.

وقد ورد أن سيدنا عمر كان ذواقًا للشعر، ولم يكن ينظمه بنفسه لكن كان يستمع له ويعجب به.

فعن ابن عباس قال خرجتُ مع عمر في بعض أسفاره فإنا لنسير ليلة وقد دنوت منه إذ ضرب مقدم رحله بسوطه وقال:

كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللّهِ، يُقْتَلُ أَحْمَدُ

وَلَمَّا نُطَاعِنْ دُونَهُ وَنُنَاضِلِ

>

وَنُسْلِمُهُ حَتّٰى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ

وَنَذْهَلَ عَنْ أَبْنَائِنَا وَالْحَلائِلِ

ثم أنشد:

وَمَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ رَحْلِهَا

أَبَرَّ وَأَوْفى ذِمَّةً مِنْ مُحَمَّدِ

يقول المؤرخ الدكتور علي محمد الصلابي في كتابه عن سيدنا عمر وأعماله وذوقه الشعري:

كان عمر أكثر الخلفاء الراشدين ميلاً لسماع الشعر وتقويمه كما كان أكثرهم تمثلاً به حتى قيل: كان عمر بن الخطاب لا يكاد يعرض له أمر إلا أنشد فيه بيتًا من الشعر. وقيل أنه خرج ذات يوم في لباس جديد فبدأ الناس يرنون إليه فأنشد لهم أبياتًا:

لَمْ تُغْنِ عَنْ هُرْمُزٍ يَوْمًا خَزَائِنُه

وَالْخُلْدُ قَدْ حَاوَلَتْ عَادٌ فَمَا خَلَدُوْا

>

أيْنَ الْمُلُوكُ الَّتِي كَانَتْ لِعِزَّتِهَا

مِنْ كُلِّ أَوْبٍ إلَيْهَا رَاکِبٌ يَفِدُ؟!

يتابع الدكتور علي محمد الصلابي ما معناه: كان عمر يحب أبياتًا تترشح منها أسوة الحياة الإسلامية، ولا تخالف معانيها ومفاهيمها تعليم الإسلام ومبادئه. كان يحض المسلمين على حفظ الأشعار الحسنة، ويقول: تعلموا الشعر، فإن فيه محاسن تبتغى، ومساوئ تتقى، وحكمة للحكماء، ويدل على مكارم الأخلاق. وما كان يكتفي بذلك فقط بشأن فضائل الشعر بل كان يحسبه مفتاح القلوب ودافعًا لإثارة عواطف حسنة لدى الإنسان. فقد وصف فضل الشعر وأهميته بالقول بأن أحسن فنّ الإنسان هو نظم بعض الأشعار التي يقدمها في حوائجه وبها يليّن قلب كريم وجوّاد ويميل إلى نفسه قلب اللئيم.

فالحق أن الصدّيق والفاروق، كانا من أكابر الصحابة وما أَلَتَا الحقوق، واتخذا التقوى شرعة، والعدل نُجْعة، وكانا ينقّبان عن الأخبار ويفتّشان من أصل الأسرار، وما أرادا أن يُلْفِيا من الدنيا بُغْية، وبذلا النفوس لله طاعةً. وإني لم ألقَ كالشيخَين في غزارة فيوضهم وتأييد دين نبي الثقلَين. كانا أَسْرعَ من القمر في اتّباع شمس الأمم والزمر،

كان يحفظ الشعر الجاهلي أيضًا برغبة وشوق، لأن له علاقة قوية مع فهم كتاب الله وتفهيمه. وقال أيضًا ما مفاده: أيها الناس، عليكم بديوانكم لا يضل. قالوا: وما ديواننا؟ قال: شعر الجاهلية، فإن فيه تفسيرًا لكتابكم.. إن قوله هذا ينسجم مع موقف تلميذه ترجمان القرآن، عبد الله بن عباس أيضًا حيث قال: إذا أعيتكم العربية في القرآن فالتمسوها في الشعر، فإنه ديوان العرب.

يقول العلامة شبلي نعماني -وهو كاتب السيرة المعروف في القارة الهندية- في كتابه «الفاروق» عن ذوق سيدنا عمر الشعري:

مع أن شهرته كشاعر كانت قليلة بوجه عام، ولا شك في أنه كان نادرًا ما ينظم الشعر إلا أنه كان ذواقًا له ولا يمكن أن يهمل هذا الجانب من تاريخ حياته. فقد حفظ كثيرًا من أشعار شعراء العرب المعروفين، وكانت له آراء خاصة في شعر جميع الشعراء ويعترف مؤرخو الأدب عمومًا أنه لم يكن في عصره ناقد للشعر أفضل منه.

وقد كتب الجاحظ في كتابه البيان والتبيين: كان عمر بن الخطاب أعلم الناس بالشعر.

وقد بلغ تذوقه الشعري درجة أنه كان يستمع الشعر ثم كان يتذوقه جيدًا وكان ينشده مرارًا.

مع أن عمر كان بسبب انشغاله في أمور الخلافة الهامة لا يجد فرصة للاهتمام بمثل هذه الموضوعات إلا أنه كان يحفظ مئات الأبيات. والتذوق الشعري كان من طبعه. ويذكر مؤرخو الأدب أن مدى حفظه للشعر قد بلغ حدًّا أنه عندما كان يحكم في أي قضية ينشد بيتًا من الشعر.

كان عمر يفضل الأشعار التي تتضمن معاني الإباء والحرية وشرف النفس والحمية والغيرة. وبناء على هذا أرسل الأوامر إلى أمراء الأجناد وعمال البلدان ليهتم الناس بحفظ الشعر. وأرسل هذا الأمر إلى أبي موسى الأشعري: مُر من قبلك يتعلم الشعر فإنه يدل على معاني الأخلاق وصواب الرأي ومعرفة الأنساب.

كانت هذه كلماته التي أرسلها إلى جميع الأقاليم:

«علّموا أولادكم العوم والفروسية وارووا لهم ما سار من المثل وحَسُنَ من الشعر.» فقد كان من عادة العرب آنذاك أن الشعراء كانوا يشببون بالنساء المحصنات في أشعارهم ويصرحون فيها بعواطفهم تجاههن. فقضى عمر على هذه العادة تمامًا وقرر لها عقابًا صارمًا كما قرر عقوبة للهجاء، كما وسجن الحطيئة شاعر الهجاء المشهور بهذا الذنب.

يتابع العلامة شبلي نعماني قائلًا: إن أكبر شاعر في ذلك الزمن كان متمم بن نُويرة الذي قتل خالد أخاه خطأ في عهد أبي بكر . فقد أحزن ذلك أخاه كثيرًا فكان يبكي دائمًا ويرثي له. وذات مرة جاء إلى عمر فقال له: أنشدني بعض ما قلت فيه. فأنشده مرثيته، فقال له عمر : لو كنت أقول الشعر لرثيت أخي زيدا. فقال متمم: ولا سواء يا أمير المؤمنين، لو كان أخي صرع مصرع أخيك لما بكيته. فقال عمر: ما عزاني أحد بأحسن مما عزيتني به.»

عمر مصداق نبوءات نبوية

يقول سيدنا المسيح الموعود في ذكر فضائل عمر ومناقبه:

«تظهر بمضي الوقت مصاديق النبوءات المتشابهة وكان المأمول ظهورُها دفعة واحدة، أو تظهر عن طريق شخص آخر؛ مثل نبوءة نبينا بأن مفاتيح كنوز قيصر وكسرى وضعت في يده، مع أنه من البيِّن أنه توفي قبل تحقق هذه النبوءة، ولم يشاهد كنوز قيصر وكسرى ولا مفاتيحها، فلما كان من المقدر أن يفوز بهذه المفاتيح عمر إذ كانت شخصية عمر هي نفسها شخصية النبي على نحو ظلي، لهذا قد وُصفت يد عمر في عالم الوحي بيد النبي

ويقول في مكان آخر: من الواجب الاعتقاد أن سيدنا الصديق الأكبر وحضرة عمر الفاروق وحضرة ذي النورين وحضرة علي المرتضى رضي الله عنهم  كانوا كلهم أمناء الدين المتين حقًّا. لو لم يكن أبو بكر الذي كان آدم ثانيًا للإسلام وكذلك عمر الفاروق وعثمان أمناء صادقين للإسلام لتعذر علينا اليوم أن نحسب آية من آيات القرآن الكريم من الله تعالى.

وقال أيضًا ما نصه:

«عُلّمتُ من ربي في أمر الخلافة على وجه التحقيق، وبلغتُ عمق الحقيقة كأهل التدقيق، وأظهر عليّ ربي أن الصِدّيق والفاروق وعثمان، كانوا من أهل الصلاح والإيمان، وكانوا من الذين آثرهم الله وخُصّوا بمواهب الرحمن، وشهد على مزاياهم كثير من ذوي العرفان. تركوا الأوطان لمرضاة حضرة الكبرياء، ودخلوا وطيس كل حرب وما بالَوا حَرَّ ظهيرة الصيف وبرد ليل الشتاء، بل ماسوا في سبل الدين كفتية مترعرعين، وما مالوا إلى قريب ولا غريب، وتركوا الكل لله ربّ العالمين. وإن لهم نشرًا في أعمالهم، ونفحات في أفعالهم، وكلها ترشد إلى روضات درجاتهم وجنات حسناتهم. ونسيمهم يُخبر عن سرّهم بفوحاتها، وأنوارهم تظهر علينا بإناراتها. فاستدِلُّوا بتأرُّجِ عَرفهم على تبلُّج عُرفهم، ولا تتبِعوا الظنون مستعجلين. ولا تتكئوا على بعض الأخبار، إذ فيها سمّ كثير وغلوّ كبير لا يليق بالاعتبار، وكم منها يشابه ريحًا قُلّبًا، أو برقًا خُلّبًا، فاتّقِ الله ولا تكن من متّبعيها.» (سر الخلافة)

وقال أيضًا ما نصه:

«وأَيمُ الله إنه تعالى قد جعل الشيخَين والثالثَ الذي هو ذو النُّورَين، كأبواب للإسلام وطلائع فوج خير الأنام، فمن أنكر شأنهم وحقّر برهانهم، وما تأدّب معهم بل أهانهم، وتصدى للسب وتطاوُل اللسان، فأخاف عليه من سوء الخاتمة وسلب الإيمان. والذين آذوهم ولعنوهم ورموهم بالبهتان، فكان آخر أمرهم قساوة القلب وغضب الرحمن. وإني جربتُ مرارًا وأظهرتها إظهارًا، أن بغض هؤلاء السادات من أكبر القواطع عن الله مظهرِ البركات، ومن عاداهم فتُغلَق عليه سُدَدُ الرحمة والحنان، ولا تُفتح له أبواب العلم والعرفان، ويتركه الله في جذبات الدنيا وشهواتها، ويسقط في وهاد النفس وهوّاتها، ويجعله من المبعدين المحجوبين. وإنهم (أي الخلفاء الراشدون) أُوذوا كما أُوذي النبيون، ولُعنوا كما لُعن المرسلون، فحقّق بذلك ميراثهم للرسل، وتحقّقَ جزاؤهم كأئمة النِحل والملل في يوم الدين. فإن مؤمنًا إذا لُعن وكُفر من غير ذنب، ودُعي بهجو وسبّ من غير سبب، فقد شابهَ الأنبياء وضاهى الأصفياء، فسيُجزى كما يُجزى النبيون، ويرى الجزاء كالمرسلين. ولا شك أن هؤلاء كانوا على قدم عظيم في اتباع خير الأنبياء، وكانوا أُمّةً وسطًا كما مدحهم ذو العزّ والعلاء، وأيدهم بروح منه كما أيَّد كل أهل الاصطفاء. وقد ظهرت أنوار صدقهم وآثار طهارتهم كأجلى الضياء، وتبين أنهم كانوا من الصادقين. ورضي الله عنهم ورضوا عنه، وأعطاهم ما لم يُعطَ أحد من العالمين.» (سر الخلافة)

ثم قال ردًّا على اعتراض للشيعة:

«ومن تظنى من الشيعة أن الصدّيق أو الفاروق غصَب الحقوق، وظلم المرتضى أو الزهراء، فترَك الإنصاف وأحبَّ الاعتساف، وسلَك مسلك الظالمين. إن الذين تركوا أوطانهم وخلانهم وأموالهم وأثقالهم لله ورسوله، وأُوذوا من الكفار وأُخرِجوا من أيدي الأشرار، فصبروا كالأخيار والأبرار، واستُخلِفوا فما أترعوا بيوتهم من الفضة والعَين، وما جعلوا أبناءهم وبناتهم ورثاءَ الذهب واللُّجَين، بل ردوا كل ما حصل إلى بيت المال، وما جعلوا أبناءهم خلفاءهم كأبناء الدنيا وأهل الضلال، وعاشوا في هذه الدنيا في لباس الفقر والخصاصة، وما مالوا إلى التنعم كذوي الإمرة والرياسة. أيُظَنّ فيهم أنهم كانوا ينهبون أموال الناس بالتطاولات ويميلون إلى الغصب والنهب والغارات؟ أكان هذا أثر صحبة رسول الله خيرِ الكائنات، وقد حمدهم الله وأثنى عليهم رب المخلوقات؟ كلا، بل إنه زكّى نفوسهم وطهّر قلوبهم، ونوّر شموسهم، وجعلهم سابقين للطيبين الآتين. ولا نجد احتمالًا ضعيفًا ولا وهمًا طفيفًا يُخبر عن فساد نياتهم، أو يشير إلى أدنى سيئاتهم، فضلًا عن جزم النفس على نسبة الظلم إلى ذواتهم، ووالله إنّهم كانوا قومًا مقسطين. ولو أنهم أُعطوا واديًا من مال من غير حلال فما تَفَلوا عليه وما مالوا كأهل الهوى، ولو كان ذهبًا كأمثال الرُبى، أو كمقدار الأرضين. ولو وجدوا حلالًا من المال لأنفقوه في سبل ذي الجلال ومهمات الدين. فكيف نظن أنهم أغضبوا الزهراء لأشجار، وآذوا فلذة النبي كأشرار، بل للأحرار نيّات، ولهم على الحق ثبات، وعليهم من الله صلوات، والله يعلم ضمائر المتقين.» (سر الخلافة)

ثم قال :

«فالحق أن الصدّيق والفاروق، كانا من أكابر الصحابة وما أَلَتَا الحقوق، واتخذا التقوى شرعة، والعدل نُجْعة، وكانا ينقّبان عن الأخبار ويفتّشان من أصل الأسرار، وما أرادا أن يُلْفِيا من الدنيا بُغْية، وبذلا النفوس لله طاعةً. وإني لم ألقَ كالشيخَين في غزارة فيوضهم وتأييد دين نبي الثقلَين. كانا أَسْرعَ من القمر في اتّباع شمس الأمم والزمر، وكانا في حُبّه من الفانين. واستعذبا كل عذاب لتحصيل صواب، ورضوا بكل هوان للنبي الذي ليس له ثان، وظهرا كالأسود عند تَلقِّي القوافل والجنود من ذوي الكفر والصدود، حتى غلب الإسلام وانهزم الجمع، وانزوى الشرك وانقمع، وأشرقت شمس الملّة والدّين. وكانت خاتمة أمرهما جِوار خير المسلمين، مع خدمات مرضية في الدين، وإحسانات ومنن على أعناق المسلمين. وهذا فضل من الله الذي لا تخفى عليه الأتقياءُ، وإن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، من اعتلق بذيله مع كمال ميله، فإن الله لن يُضيعه ولو عاداه كل ما في العالمين، ولا يرى طالبه خسرًا ولا عسرًا ولا يذَر الله الصادقين. الله أكبر! ما أعظمَ شأنَ سرِّهما وصدقهما! دُفنوا في مدفن لو كان موسى وعيسى حيَّين لتمنياها غبطة، ولكن لا يحصل هذا المقام بالمنية، ولا يعطى بالبغية، بل هي رحمة أزلية من حضرة العزة، ولا تتوجه إلا إلى الذين توجّهت العناية إليهم من الأزل، وحفّتْ بهم ملاحف الفضل.» (سر الخلافة)

ثم قال :

إن التقدم الذي أحرزه الإسلام فإنما كان في زمن الصحابة الثلاثة، صحيح أن ما أنجزه سيدنا عمر هو عظيم لكن بإنجازاته لا تقل درجةُ سيدنا أبي بكر مطلقًا لأن أبا بكر الصديق هو الذي كان قد وضع الأساس لتلك النجاحات، وهو الذي قمع الفتنة الهائلة، فالمصاعب التي واجهها سيدنا أبو بكر الصديق في عصره لم يواجهها سيدنا عمر قط فكان الصديق قد مهد الطريق وبالسلوك عليه فتح عمر باب الفتوح. (الملفوظات ج6)

واتصالًا بمناقب حضرة عمر ثمة فقرة كتبها المولوي عبد الكريم ذكر فيها مقدار حب المسيح الموعود واحترامه لرسول الله وللشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، جاء فيها:

ذات مرة قال للمسيح الموعود أحدُ الإخوة المبايعين المتفانين في حبه:

«لماذا لا نعدُّك أفضل من الشيخين (يعني أبا بكر وعمر ) ونعتبرك أقرب إلى النبيّ درجةً؟» الله الله، فقد امتقع وجهُ المسيح الموعود بسماع قوله واستولى عليه اضطراب وقلق بشكل غريب، وأقسمُ بالله الغيور القُدوس أنني ازددتُ في تلك الساعة إيمانًا بالمسيح الموعود . لقد ألقى كلمةً استمرت ست ساعات كاملة، وكنتُ نظرتُ في الساعة عندما بدأ خطابه ثم نظرت فيها عندما أنهاه، فكان الخطاب قد استغرق ست ساعات كاملة تمامًا، لم تنقص دقيقة واحدة. وإنّ بيان موضوع ما متواصلًا من دون انقطاع إلى هذه المدة كلها لأمر خارق. في هذا الموضوع كله قد بين المسيح الموعود محامد وفضائل الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليمات، وتحدث أن نسبته إلى النبي هو نسبة أحقر الخدام إلى سيده. وظلّ يتحدث عن فضائل الشيخين عليهما السلام. وقال: يكفيني فخرًا أنْ أُثني عليهما وأنني تراب أقدامهما. فالفضل الجزئي الذي قد منحهما الله تعالى لا يمكن أن يناله أحدٌ إلى يوم القيامة. فمتى يولد محمد رسول الله في الدنيا ثانيةً حتى يتاح لأحد فرصة خدمته التي أُتيحت للشيخين عليهما السلام؟ (الملفوظات ج1)
Share via
تابعونا على الفايس بوك