
قصيدة في مدح خاتم النبيين للمسيح الموعود
يـا عينَ فيضِ الله والعـرفانِ
يَسعَى إليكَ الخَلقُ كالظَّمآنِ
.
يا بحرَ فضـلِ المـنعِم المـنّانِ
تَهوِي إليك الزُّمْـرُ بالكِيزانِ
.
يا شمسَ مُلكِ الحـسن والإحسانِ
نـوَّرتَ وجهَ البَرِّ والعُمْرانِ
.
قومٌ رأَوك وأمّـة قـد أُخبرتْ
مِن ذلك البدرِ الذي أصباني
.
يـبكُون من ذِكر الجمال صبابةً
وتألّمًا من لوعـة الهِـجرانِ
.
يا من غـدا في نـوره وضِيائهِ
كالنّـيّـرَين ونـوَّر المَلَوانِ[1]
.
يا بـدرَنا يـا آيةَ الرحمنِ
أَهدَى الهُداةِ وأشجَعَ الشُّجعانِ
.
إنـي أرَى في وجهكَ الْمتهلِّلِ
شأنًا يفوقُ شمائـلَ الإنسانِ
.
فـاق الـورَى بكمالِه وجمالهِ
وجلالِه وجَنانِـه الرَّيّــانِ
.
لا شكّ أنّ محمّدًا خيرُ الـوَرى
رَيْـقُ الكرامِ ونخبةُ الأعيـانِ
.
تـمّتْ عليه صفاتُ كلِّ مَـزِيّةٍ
خُـتِمتْ به نَعْماءُ كلِّ زمانِ
.
واللهِ إن محـمـدًا كـرَدافـةٍ
وبهِ الوصولُ بِسُدّة السّلطانِ
.
هو فخرُ كلِّ مطهَّرٍ ومـقـدَّسٍ
وبه يُباهي العسكرُ الرّوحاني
.
هو خيرُ كلِّ مقـرَّبٍ متقـدِّمٍ
والفضلُ بالخيرات لا بزمانِ
.
والـطَّلُّ قد يبدو أَمامَ الـوابِلِ
فالطَّلُّ طَلٌّ ليـس كالـتَّهْتانِ
.
بطلٌ وحيدٌ لا تَطيشُ سِهامُــهُ
ذو مصمِياتٍ مُوبِقُ الشّيطانِ
.
إني لقد أُحيِيتُ مِـن إحـيائه
واهًا لإعجازٍ فما أَحْـياني!
.
يا رَبِّ صَلِّ على نبـيّك دائـمًا
في هذه الـدنيا وبعثٍ ثـانِ
.
يا سيِّدي قد جئتُ بابَك لاهِفًا
والقومُ بالإِكفـارِ قد آذاني
.
يَفرِي سهامُك قلبَ كلِّ محاربٍ
ويشُـجُّ عَزْمُكَ هامةَ الثّعبانِ
.
للهِ دَرُّك يا إمـامَ العـالَـمِ
أنت السَّبوقُ وسيّدُ الشّجعانِ
.
اُنظُرْ إليَّ برحمـةٍ وتحــنُّـنٍ
يا سيّدي أنا أحقَـرُ الغلمانِ
.
يا حِبِّ إنك قد دخَلتَ محبّـةً
في مُهْجَتي ومَدارِكي وجَناني
.
مِن ذِكرِ وجهِك يا حديقةَ بَهجتي
لَمْ أَخْلُ في لحـظٍ ولا في آنِ
.
جسمي يطيرُ إليك مِن شوقٍ عَلا
يا ليتَ كانت قوّةُ الطَّـيَرانِ