السبِيل إلى الإستقامة الحقة في جعلِ الوحوشِ أُناسا ربانيِين
  • تعليم كتاب الله منقسم على 3 أقسام.
  • إلى هذه المرتبة تنتهي مطايا الرياضات.
  • مرتبة الأخلاق الفاضلة يخاف عليها صول الأمارة.

__

فالغرض أن تعليم كتاب الله الأحكمَ ورسولِ الله ، كان منقسما على ثلاثة أقسام: الأول.. أن يجعل الوحوش أناسا، ويعلّمهم آداب الإنسانية ويهب لهم مدارك وحواسّا، والثاني.. أن يجعلهم بعد الإنسانية أكمل الناس في محاسن الأخلاق، والثالث.. أن يرفعهم من مقام الأخلاق إلى ذُرى مرتبةِ حُبِّ الخلاّق، ويوصل إلى منـزل القرب والرضاء والمَعِيّة والفناء والذوبان والمحويّة، أعني إلى مقام ينعدم فيه أثرُ الوجود والاختيار، ويبقى الله وحده كما هو يبقى بعد فناء هذا العالم بذاته القهّار. فهذه آخر المقامات للسالكين والسالكات، وإليه تنتهي مطايا الرياضات، وفيه يختتم سلوك الولايات، وهو المراد من الاستقامة في دعاء سورة الفاتحة. وكلُّ ما يتضرّم مِن أهواء النفس الأمّارة فتذوب في هذا المقام بحُكم الله ذي الجبروت والعزّة، فتُفتح البلدة كلها ولا تبقى الضوضاة لعامة الأهواء، ويُقال لِمنِ المُلْكُ اليوم.. للهِ ذي المجد والكبرياء. وأما مرتبة الأخلاق الفاضلة والخصال الحسنة المحمودة، فلا أمْنَ فيها من الأعداء عند الغفلة، فإن لأهل الأخلاق تبقى حصون يتعذّر عليهم فتحُها، ويُخاف عليهم صولُ الأمّارة إذا ضَرِمَ لَتْحُها، ولا تصفو أيام أهلها من النقع الثائر، ولا يؤمَّنون من السهم العائر. (نجم الهدى، الخزائن الروحانية مجلد 14 ص 34 -35)

Share via
تابعونا على الفايس بوك