كلام من القلب إلى شبابنا: إصنع نجاحك بأظافرك

كلام من القلب إلى شبابنا: إصنع نجاحك بأظافرك

خالد صالح

تعج شوارع المدن الغربية الكبيرة بالآلآف من الشباب أصحاب البشرة السمراء، تلتقط أذنك سريعًا كلمات عربية في لهجات مختلفة مصرية لبنانية عراقية ومغربية، تجمعهم سمات مشتركة: هجرة إلى الغرب بحثًا عن المال، بعضا عن الحرية ومستقبل أفضل تفترسهم سموم الغربة أزمات الهوية والزواج المختلط، المجتمع الغربي الذي يلفظهم، ويرفض أن يعطيهم مساحة للنمو الوظيفي فيظلون مهمشين في أعمال حقيرة ذات مداخيل محدودة تمتص قواهم الجسدية والنفسية، وما يتبع ذلك من انخراط البعض في نشاطات غير شرعية لتكوين ثروة صغيرة يعود بها للوطن الأم، وأن ينساق تحت الضغوط النفسية وفقد السند الروحي إلى المخدرات أو الخمور أو إحدى التجمعات المشوهة.

وهناك فريق آخر يبدو أصغر حجمًا وأقل شهرة اختار أن يقبل تحدي إثبات الذات في مجتمع الغربة القاسي، وصنع لنفسه طريق النجاح، ولأنه يُسعد قلبنا أن ينجح شبابنا في غربته في بناء حياته، ليس مجرد النجاح المادي بل أيضا النجاح الإنساني، فإنني في هذا المقال نسعى أن نشاطر شبابنا في بعض الأفكار التي قد تكون زادًا له في طريق النجاح.

الخطوة الأولى

بداية طريق التقدم أن يعرف الإنسان ذاته، إمكانياته وقدراته ثم تمكنه من توظيف هذه القدرات والإمكانيات بطرق صحيح، ليصنع النجاح الموجود.. – إعرف نفسك .. من أنت؟؟ أي نوعية من الشخصيات؟ ما هي إمكانياتك؟ ملكاتك، قدراتك؟ هل أنت شخصية تميل إلى الأمور التقنية؟ أم أنت رجل أرقام؟

هل تسعد بتقديم خدمة ما للناس؟ ألديك حاسة تجارية! أم تتمتع بمواهب قيادية، ربما لديك مزيج من كل أو بعض هذه القدرات؟ هل تستطيع الآن أن تقول أنني أنعم بهذه القدرات. حسنًا نأتي للخطوة التالية:

كيفية إبراز هذه القدرات واستثمارها؟

إبراز القدرات يحتاج إلى التعليم والممارسة وهذا ما يُكسب المرء الخبرة.

مثال أنت تريد أن تصبح محاسبًا فالأرقام تستهويك ولديك حاسة لا تخيب في الأمور المالية، وترغب في التقدم إلى حد ما ولكن الظروف لا تسمح لك بالذهاب للجامعة أو للدراسة المنتظمة، يمكنك اللجوء إلى بديل آخر، دورة دراسية مسائية أو دورة تنعقد في عطلات آخر الأسبوع، تُقدم شهادة معترف بها. عادة يمكن أن تجد إرشادات حول هذا سواء في المكتبات العامة، أو مكاتب العمل، أو المعاهد الدراسية.

الدراسة تقدم لك القاعدة النظرية ولكن الممارسة مسألة هامة جدا، يمكن أن تتحصل عليها من خلال تقديم خدمات بسيطة لأصدقاء أو معارف بحاجة لمن ينسق لهم حساباتهم، خطوة بعد خطوة تتحول الممارسة إلى خبرة.

احتفظ بروح مثابرة

في طريقك للنجاح يجب أن تُكون روح مثابرة مقاتلة ترى الهدف أمام عينيها وتسعى له بكل الطاقة، الروح المثابرة قضية بناء في الشخصية.. قضية هدف محدد أمام العينين. فاعمل بكل ما لديك من طاقة على بناء شخصية قوية غنية مثابرة. بناء الشخصية يرتكز على عاملين أساسيين:

  • البناء الروحي.
  • البناء الجسدي.

البناء الروحي

تجد جذوره  في التعاليم الدينية والروحية المتسامحة، التي تروج للتسامح والتفهم، وتوسع من مفاهيم الأخوة الإنسانية، تعطي لكل ذي حق حقه، لا تتعالى ولا تُوصي بتعالي أمة عرقية على أمة أخرى، تُوصي البشر بالعدل والرحمة وتنهى عن العدوان، تنهى عن النفاق الأخلاقي والروحي، وتُعلي الوصايا الرحمانية.

البناء الروحي يشمل أيضا الإلمام بما يجري حولنا، متابعة الأخبار والتعليقات الرصينة، التطورات الفكرية والعلمية، الكتب المتخصصة في المجالات الوظيفية، كن على وعي بما يحدث من تطور في مجال تخصصك المهني.

المحادثات البناءة مع شخصيات رصينة وواعية مفيدة جدا في مجال نمونا الروحي، قلل من المعارف والصداقات التافهمة التي تهدر الوقت هدرًا، وانصرف عن سفاسف الأمور.

احتفظ دائما بنمط تفكير إيجابي مهما كانت الأحداث والصدمات فأنت لا تعلم بالضبط ماذا قدره الله؟ وكما يقول الأثر: “يخفي لطفه في عذابه ورحمته في نعمته” . والتفكير الإيجابي يأتي من الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى ما قدر لعبده إلا ماهو خير لهم. فالأمور تفض في النهاية إلى الخير بالشكل الذي خططه المولى .

البناء الجسدي

البناء الجسدي هام فكما يقول المثل “العقل السليم في الجسم السليم”، هذا يعني المحافظة على سلامتك الجسدية.

الغذاء مسألة هامة في قضية الصحة، هل تحافظ على نمط غذائي متزن؟ هل أنت تتعاطى التدخين وتتبع العادات الغذائية السلبية؟ تشكل الرياضة احتياجًا حيويًا للجسد. ماهي رياضتك الجسدية؟ هل لك نصيب من المشي اليومي؟ هل تذهب إلى مكان خلوي للمشي للترويح عن النفس بالاندماج مع الطبيعة الخلابة التي خلقها الله، كلها أشياء بسيطة لكنها تساهم في صحة الجسد الذي بدوره يؤثر في صحة الروح.

إن الطريق إلى النجاح ليس بالأمر السهل، إنه يحتاج إلى انضباط ووعي وكما قلت يبتدأ الطريق بأن يعرف الإنسان قدراته وإمكانياته ثم يبحث عن أفضل طريقة لاستثمار هذه القدرات والإمكانيات وهذا يُكلل بالتوفيق من خلال المحافظة على النمو الروحي والجسدي.

يبدو الكلام سهلا لكنه ليس كلاما، إنه عصارة خبرة الناجحين الذين صنعوا طريقهم بأظفارهم، فلعلنا نكون أذكياء ونتعلم من نجاحهم.

Share via
تابعونا على الفايس بوك