ابن الزمان

من نظم الأستاذ موسى أسعد عودة

ألقاها في أحد احتفالات الشباب المسلم الأحمدي

21 نيسان 1995

وقفتُ أسائل التاريخ يوما

أنا، من ذا أكون أنا، تراني؟

.

أنا إبن الحجاز فتى قريش

حليف المجد، والسيف اليماني

.

أنا إبنٌ لمكةَ في علاها

مَحطّ الوحي والسبع المثاني

.

أنا إبن المدينة يومَ قامت

تلاقي المصطفى شمسَ الزمانِ

.

أنا ابن الكوفة السمراء حسنًا

وبغداد المحجلة المباني

.

أنا ابن الشام إبنك يا دمشقٌ

أنا ابن القدس وابن القيروان

.

كذا التاريخَ أنجبناه طفلا

وأرضعناه تِرياق اللِبان

.

فتحنا للحضارة كل باب

ففاضت من قرائحنا المعاني

.

و عمّرنا الدنا آياتِ مجدٍ

وأنبتنا العلوم لكل جانِ

.

فآبائي فلاسفة عظامٌ

وجدي كان أستاذ البيان

.

وظلت أمة الإسلام ترقى

ويرقى في ربى وطني كياني

.

إلى أن عضّني دهرٌ عنيدٌ

وبالسهم المصوَّب قد رماني

.

فبت فريسةً لسباع غابٍ

نهش مفاصل البدن المهانِ

.

أنا ابن القاديان، ونعم أرضٌ

ألا بوركت أرض القاديان

.

تنفس في حناياها نبي

إمام غالب ذو صولجان

.

هرعت أعانق الإسلام فيه

فيا سعدي به لمـّا أتاني

.

أنست به ودمعي ملء عيني

كما أنس المشرَّد بالأمان

.

ورحت أجول في قسمات وجهٍ

إلهيّ السمات عليَّ حانِ

.

بنفسي أنتَ، بل بأبي وأمي

لأنت المرتَضى بحر الحنان

.

أتى المهديُّ فاهنأ يا زماني

وحطّمْ كل قيد قد شجاني

.

ونبعث من سحيق الدهر

مجدًا يشع بنوره في كل آن

.

له جِنحان- أخلاق وعلم

ومنشأة المحبة والتفاني

.

وخدامُ الإمام صقورُ غابٍ

وشيخهم الغضنفرُ في القرآنِ

.

لكم مني التحية كل عام

أقدمها لهذا المهرجان

 

 

Share via
تابعونا على الفايس بوك