سأكتبُ عنك...

__

بسم الله الحيّ الّذي لا يموت

مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا

في وداع شيخنا، وأستاذنا، ومعلّمنا،

 أبي خالد مصطفى ثابت،

الّذي فاضت روحه الزّكيّة، مطمئنّة راضية مرضيّة،

 إلى باريها، مساء الخميس المبارك، الخامس من آب 2010

الموافق الثالث والعشرين من شعبان 1421 هـ

هكذا هو فعل الموت، إذًا، ولو كان مُنتظَرًا أو متوقّعًا، مباغت أبدًا، على حين غِرّة من النّاس يأتي، فيتركهم حيارى، يُقلّبون بأعينهم صفحات السّماء، علّهم يجدون الجواب لسؤال عن حبيب غاب!

هذه المرّة، أيضًا، تفاءلنا بالخير، علّنا نجده، فأنت الّذي حدّق بك الموت مرارًا وحدّقت به تَكرارًا، فاستحى وغاب.. وما غبت أنت، قلنا إنّك ستُفيق من سكرة الموت هذه، هذه المرّة أيضًا، وتعود، كما عوّدتنا، أمضى نشاطًا وأغزر حيويّة، فما كنّا نعلم أنّ السّماء قد قضت أمرها، واتّخذت قرارها، أن تحتضنك في قرارها، في أعلى علّيّين.

أبا خالد! كانت وصيّتك الأخيرة أن نطلب العفو لك، ما أروعك! متواضعًا في حياتك، متواضعًا في مماتك، لكن لا غروَ في ذلك، فلكأنّي مع المصطفى يا مصطفى! يُناجي ربّه فيقول: “لك العُتبى حتّى ترضى”.. فوالله فعلنا.. ووالله سنفعل..!

مسيرة اجتهاديّة، جهاديّة، فكريّة فريدة، لمُجتهدٍ من الطّراز الأوّل، ومفكّرٍ عالمٍ فذّ، في أمور الدّين والحياة، امتدّت لعقود ماضية، وستمتدّ لعقود آتية، بحول الله، سطّرتها أحرفًا من نور، ناطقًا وكاتبًا، فلله درّك، وهنيئًا لكِ يا جنان الخلد هذا الفارس المغوار.

سنظلّ نذكرك.. جميلاً، أنيقًا، كيّسًا، رفيعًا مترفّعًا، سخيًّا عطيًّا، نبيلاً كريما.. وإنّا لنرجو أن يظلّ في كلّ واحد منّا شيء منك.. وسأكتب عنك…

Share via
تابعونا على الفايس بوك