تأثير الشمس و القمر و النجوم في نمو عقول الإنسان
  • ضرورة ماء السماء لإعطاء الحياة لكل شأن
  • البيان القرآن في ذكر أنواع الغذاء
  • التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للأجرام السماوية
  • المنفعة المحضة للبشرية من خلق وتسخير الله الأشياء لها.
__
يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (12)

التفسـير:

كان الحديث في الآية السابقة عن الماء، فقال الله تعالى: إن هذا الماء يشربه الإنسان. وتنبت به تلك الأشجار التي تعيش عليها الحيوانات التي بدورها تنفع الإنسان، أما في هذه الآية فبيّن الله أن هذا الماء يُنبت أيضًا تلك الأغذية النباتية التي يأكلها الإنسان مباشرة. ومن هذه الأغذية النباتية زروع تُنتج الغلال، ومنها ثمار يجنيها الإنسان من بعض الأشجار، مثل الزيتون والنخيل والأعناب وغيرها. فالله تعالى ينبّه الإنسان أن يفكّر أن هذه النباتات والأشجار أيضًا مسخَّرة لخدمته مثل الحيوانات؟

وفي هذه الآية إشارة أيضًا إلى أن الأرض مهما كانت مزودة بقدرة الإنبات إلا أنها لا تقدر على أن تنبت شيئًا بدون ماء السماء، كذلك هو حال فطرة الإنسان، فمهما بلغ العقل الإنساني من الجودة والكمال فإنه محتاج إلى ماء السماء لكشف قواه الكامنة، ولا يمكن أن يكتمل من دونه. فالذي يعتمد على عقله وحده لكسب الرقي الروحاني مثله كمثل الذي يحاول أن يُنبت الزرع بدون الماء. مما لا شك فيه أن النبات قد يخرج بفضل التربة الندية، ولكنه لن ينبت نباتًا حسنًا مكتملاً بدون ماء السماء.

ومن الناس من يقول: ما هو الجديد الذي يأتي به الأنبياء؟ إنهم لا يقولون إلا ما هو موجود مسبقًا في الفطرة الإنسانية نفسها! وهذه الآية تمثل دحضًا لمزاعم هؤلاء أيضًا، إذ تبيّن بمثال الماء أن كون الشيء موجودًا أمر، وتنميته وكشفه للعيان أمر مختلف تمامًا. لا شك أن كل ما يأتي به الأنبياء يتفق مع الفطرة الإنسانية، ولكن من المستحيل نماء هذه القوى الفطرية بدون الوحي.. مثل قدرة الأرض على الإنبات التي لا تنكشف للعيان بدون الماء. هل يمكن لأحد أن يقول: ما دام البذر موجودًا وما دامت الأرض قادرةً على الإنبات فأي حاجة للماء؟ إن الماء لا يأتي بالبذر كما لا يزيد في قدرة الأرض، ولكن الجميع يعرف أنه يساعدها على كشف قدرتها على الإنبات، إذ لا تستطيع الأرض بدون الماء كشف قواها الكامنة أو لا تستطيع كشفها كما ينبغي. هذا هو مثال الوحي، فإنه لا يخلق في الإنسان فطرة جديدة، ولكنه يوقظ القوى الراقدة في فطرته.

هذا، ومما يدل على روعة البيان القرآني أنه قد ذكر منافع الحيوانات بترتيب طبيعيّ تمامًا، حيث ذكر منها أولاً أهمَّها وهو الغذاء لكونه ضروريًّا جدًّا لبقاء الإنسان، لأن المنافع الحيوانية الأخرى من كساء وركوب أقل أهمية من الغذاء وإن كانت سببًا في شرف الإنسان ومنـزلته. ثم لدى الحديث عن المنافع النباتية قدّم ذكر الزروع على غيرها، لأنها مصدر أساسي وعام لغذاء الناس. ثم ذكر الزيتونَ الذي يُستخدم مع الخبز كإدام؛ ثم النخيل، لأن التمر غذاء وفاكهة أيضًا؛ وأخيرًا ذكَر العنب وغيره من الثمار، فإنها وإن لم تكن ضرورية مثل الغذاء، لكنها تحـافظ على صـحة الإنسان وتنـمي قواه العقـلية.

ولعل أحدًا يعترض هنا ويقول: ليس الغذاء الحيواني هو الغذاء الرئيسي للعالم، فإن هناك طبقة من الناس يعيشون على الأغذية النباتية فقط؟ هذا الزعم ناشئ عن قلة التدبر، لأن هؤلاء الذين يدّعون أنهم يتناولون الغذاء النباتي فقط ولا يأكلون لحم الحيوان، لا يدركون أن غذاءهم الرئيسي أيضًا غذاء حيواني. فمثلاً كل المواليد يتربون على لبن أمهاتهم؛ بل إن المولود الذي لا يرضَع أُمَّه أيضًا يتغذى على لبن الحيوانات الداجنة. أليست ألبان الأمهات وهذه الحيوانات غذاء حيوانيًّا؟ وهؤلاء الذين يزعمون أنهم لا يتناولون الغذاء الحيواني بتاتًا يستخدمون أيضًا منتجات حيوانية من لبن وزبدة. فثبت أن الغذاء الحيواني هو الغذاء الرئيسيّ للجميع، والذين يدّعون أنهم لا يتناولون غذاء حيوانيًّا على الإطلاق فإنهم منخدعون أو مخادعون. يمكنهم أن يقولوا إنهم لا يأكلون اللحم، ولكن من الخطأ أن يقولوا إنهم لا يتناولون أي غذاء حيواني.

وقد ختم الله الحديث عن الأغذية بقوله إن في ذلك لآيةً لقوم يتفكرون ليشير إلى أمرين: أحدهما: أن العقل المادي كما ينمو بالغذاء المادي كذلك ينمو العقل الروحاني بالغذاء الروحاني؛ وثانيهما: لا شك أن القوى الفكرية موجودة في فطرة كل إنسان، ولكن انكشافها يتطلب تناولَ غذاء ملائمٍ، كذلك فإن القوى الفكرية الروحانية موجودة في فطرة كل إنسان، ولكن ظهورها يقتضي تناولَ غذاء روحاني مناسب. الناس سواسية، ومع ذلك ليسوا سواسية فيما يتعلق بالقوى الفكرية، فهذا يملك قوى فكرية خارقة، وذلك محروم منها. ما السر في ذلك؟ إنما السر أن هذا الأخير محروم من الغذاء المناسب. هذا هو الحال في المجال الروحاني، فكل البشر مطبوعون على حب الله ، ولكن هذا يتناول الغذاء الروحاني المناسب الذي يجلو قواه الروحانية، فيكتسب النور، أما الآخر الذي لا يتناول الأغذية الروحانية الملائمة فيظل محرومًا من هذا النور.

وفي هذه الآية إشارة أيضًا إلى أن الأرض مهما كانت مزودة بقدرة الإنبات إلا أنها لا تقدر على أن تنبت شيئًا بدون ماء السماء، كذلك هو حال فطرة الإنسان، فمهما بلغ العقل الإنساني من الجودة والكمال فإنه محتاج إلى ماء السماء لكشف قواه الكامنة، ولا يمكن أن يكتمل من دونه. فالذي يعتمد على عقله وحده لكسب الرقي الروحاني مثله كمثل الذي يحاول أن يُنبت الزرع بدون الماء.

وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيـْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْـسَ وَالْقَمـَرَ وَالنُّجُـومُ مُسَـخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (13)

شرح الكلمات:

سخّر: سخَّره: كلّفه عملاً بلا أجرةٍ؛ ذلَّلـه. وكل مقهور لا يملك لنفسه ما يخلّصه من القهر فذلك مسخَّر (الأقرب).

يعقلون: عقَل الغلامُ يعقِل عقْلاً: أدرك. وعقَل الشيءَ عقلاً: فهِمه وتدبَّره. وعقَل البعيرَ: ثنى وظيفَه مع ذراعه فشدَّهما معًا بحبل هو العِقال (الأقرب).

التفسـير:

لقد أخذ الله تعالى الآن يعدّد نعمَه التي تتعلق بالجمادات. وبما أنه يركّز هنا على ما ينمّي قوى الإنسان العقلية فقد اختار مِن بين هذه النعم تلك التي لها تأثير خاص في تنمية العقل الإنساني، مثل نعمة الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم. لا جرم أن الحديد والخشب والذهب والفضة والنحاس وغيرها من المعادن أيضًا نافعة للإنسان، ولكن ليس لها أي تأثير مباشر في العقل الإنساني، وإنما تنفعه عمومًا في مرافق الحياة من بناء أو إناء أو سلاح، ولذلك لم يذكرها الله هنا.

قد يقال هنا: إن ظاهرة الليل والنهار ليست من الجمادات فلماذا ذُكرت مع الجمادات؟

هذا صحيح، ولكن لا يمكن لأحد أن ينكر أن منافع الليل والنهار منوطة بتأثير الشمس والقمر والنجوم، لأن هذه الأجرام إنما تكشف تأثيراتها عبر ظاهرة الليل والنهار.. أي بوصول أشعتها إلينا أو انقطاعها عنا. فثبت أن ظاهرة الليل والنهار أيضًا تقع ضمن دائرة التأثيرات الجمادية.

ولو قيل: ما دام الليل والنهار دليلاً على وجود الشمس والقمر وغيرهما من الأجرام ومنافعها فما الحاجة لذكر هذه الأجرام على حدة؟ والجواب: لا شك أن ظاهرة الليل والنهار تكشف لنا تأثيرات هذه الأجرام، ولكن تأثيراتها على العالم لا تنحصر فقط فيما يظهر لنا من أشعتها التي تراها أعيننا عبر ظاهرة الليل والنهار، بل إن للشمس والقمر والنجوم تأثيرات أخرى أيضًا كطاقاتها الكهربائية والمغناطيسية وغيرها مما يكتشفه العلماء كل يوم جديد، وما لن يستطيعوا اكتشافَه أبدًا (The Heavens V.1 P.82). (فللإشارة إلى تأثيراتها الأخرى التي تنفع عقل الإنسان باستمرار لزم ذكر هذه الأجرام أيضًا إلى جانب الليل والنهار.

ورب قائل يقول على ذلك: فما الداعي إذن لذكر الليل والنهار؟ فقد كان حريًّا بالقرآن أن يكتفي هنا بذكر الأجرام فقط.

والجواب أن العرب ما كانوا يعرفون حينذاك من تأثيرات الأجرام إلا ما كان باديًا بواسطة الليل والنهار، بل حتى اليوم لا يعلم تأثيراتها الأخرى إلا العلماء المتخصصون، وأما عامة الناس فلا علم لهم بها؛ فكان لزامًا على القرآن الكريم- بيانًا لتأثيراتها الكثيرة وتقريبًا للمعنى إلى عقول المخاطَبين الأوائل – أن يذكر الليل والنهار أيضًا مع ذكر هذه الأجرام.

مع العلم أن العلماء قد أكدوا من خلال تحليل الطَّيف الشمسي وجودَ معادن معينة على أجرام معينة (الموسوعة البريطانية تحت Spectroscopy)؛ وهذا يعني أن الأجرام السماوية لا تؤثر علينا بضوئها فقط بل أيضًا من خلال تأثيرات المعادن الموجودة فيها، لأن تأثيرات هذه المعادن أيضًا تنـزل إلى الأرض وتعمل عملها على قوى الناس وعقولهم.

أما القمر فإن تأثيراته تنكشف بعدة طرق. فمثلاً هناك اعتقاد شائع في بلادنا أن الخسوف القمري الكامل يؤثر سلبيًّا على الحوامل، لذلك لا يخرجن من حجراتهن أثناء الكسوف. ويُعتبر هذا الاعتقاد على العموم ضربًا من الوهم، ولكني قد فحصت الأمر بكل دقة، ووجدت أنه بعد الكسوف القمري الكامل تضع الحوامل حملهن بآلام قاسية وبصعوبة بالغة حتى إن عديدًا منهن يتعرضن للموت. إنني لا أستطيع الجزم ما إذا كن يقاسين هذه الآلام بسبب نظرهن إلى القمر المنخسف أم بدونه، بيدَ أنني قد اختبرت هذا بنفسي مرارًا كما أخبرتُ الآخرين، فصدّقوني بعد أن شهدوا الأمر بأنفسهم. ولكن لا يمكن الجزم ما إذا كان هذا التأثير قَمريًّا محضًا وملاحَظًا في كل مرة، أم أنه يحصل بتأثير القمر والأجرام الأخرى معًا حين يكون القمر منها على زاوية أو مسافة معينة. طبعًا إن فحص هذه الظاهرة وتحديد أسبابها على أسس علمية عملٌ يخص علماء هذا المجال من رجال الفلك والنجوم؛ أما أنا فإنما أسجل هنا ما لاحظته شخصيًّا من خلال تحرياتي عن هذه الأوهام الشائعة عند العامة.

وخلاصة القول إن هذه الجمادات أيضًا تُحدِث بأضوائها وأشعتها وقوتها المغناطيسية تأثيرات كبيرة على نماء قوى الإنسان، وبعض هذه التأثيرات واضح وبعضها خفي، ومنها ما هو مباشر ومنها ما هو غير مباشر. وأقصد بتأثيراتها غير المباشرة ما يقع على النباتات والحيوانات التي يستهلكها الإنسان كغذاء.

ومن تأثيرات الشمس والقمر الملموسة على صحة الإنسان أن ضوء الشمس وقت النهار يقضي على أمراض كثيرة ويزيد البدن صحة ونشاطًا (The Vitamins p. 96). (ولذلك نجد الذين يعيشون قابعين ليل نهار في الأماكن المظلمة تتدهور صحتهم. كما نجد أن ظلام الليل يؤثر على الأعصاب تأثيرًا مريحًا مسكّنًا، ومن أجل ذلك يكون النوم بالليل أجلب للراحة منه أثناء النهار وبالأخص عند الظهيرة، فإن النوم عندها لا يكون غير مريح فقط بل يسبب في بعض الأحيان أمراضًا كالرشح وما شاكله. وبالاختصار إن النهار ملائم للعمل والليلَ ملائم للنوم. هذا، ويؤثر ضوء الشمس على بعض الخضار تأثيرًا مباركًا جدًّا، بينما يترك نور القمر والنجوم في الليل على بعض الخضار الأخرى تأثيرًا قويًّا. فمثلاً الخيار تنمو بالليل بسرعة مذهلة، بحيث لو جلست بجانب حقل من الخيار لسمعت أصواتًا لها وكأنها تشق طريقها بين الأوراق. كما أن هناك أزهارًا تتفتح في الليالي المقمرة وأخرى تتفتح في الليالي المظلمة.

فكل هذه الأمور إن دلت على شيء فإنما تدل على أن الليل والنهار وهذه الأجرام السماوية تترك تأثيرًا خاصًّا في نماء أهل الأرض ورقيهم، وأنها لا تهيئ للأعين النورَ فقط، أو لا تريح بظلمتها الأعصابَ فحسب، بل لها تأثيرات واسعة أخرى. ولا بد لمن سنحت له الفرصة للتنـزه في ليلة مقمرة أن يكون قد اختبر بنفسه كيف يحدث في ذلك الوقت هيـجان غريـب في الأفكـار، وتصاب القوة الفكرية بإعصار شديـد.

هذا، وتساعد هذه الأجرام والليل والنهار على معرفة الطرق؛ فإذا كان ضوء الشمس يُبدد الظلام بإضاءة كل الجو مبيّنًا معالم الجهات الأربع ليهتدي المسافرون، فإن القمر أيضًا ينفع بنوره في الليل مثل الشمس بالنهار، كما أن النجوم أيضًا تهدي السائرين بالليل حيث إن منازلها تساعد البحّارة خاصة في تعيين اتجاه سفنهم.

والخلاصة أن الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم كلها تلعب دورًا هامًّا في تنمية قوى عقل الإنسان وتيسير أمور حياته. ورغم أن هذه الأجرام جمادات، وأن صِلتَها بالإنسان صلة بعيدة، وأن قوة نمائها الذاتي خفية بحيث يستحيل تقديرها بعيون ظاهرة، بيدَ أنها تترك أثرًا كبيرًا على نماء النباتات والحيوانات، كما تؤثر على نماء الإنسان تأثيرًا هامًّا مباشرًا، وكذلك تأثيرًا غير مباشر من خلال النباتات والحيوانات. ومن أجل ذلك ذكَرَ الله بعد الغذاء الحيواني والنباتي هذا الغذاءَ الخفي الذي نستمده من الجمادات ولا سيما من هذه الجمادات الكبيرة المتواجدة في جو السماء.

فكل البشر مطبوعون على حب الله ، ولكن هذا يتناول الغذاء الروحاني المناسب الذي يجلو قواه الروحانية، فيكتسب النور، أما الآخر الذي لا يتناول الأغذية الروحانية الملائمة فيظل محرومًا من هذا النور.

وهناك أمر لطيف آخر جدير بالملاحظة وهو أنه عند الحديث عن الأنعام والنبات استخدم القرآن الكريم فِعل (خَلَقَ)، وعند الحديث عن الليل والنهار والأجرام استعمل فِعل (سخَّر)! ذلك أن الإنسان يظن أنه بقوته وقدرته يجلب هذه المنافع من الحيوانات، ولا شك أن ظنه هذا باطل، فلولا أن الله تعالى خلق هذه الأشياء لما انتفع بها الإنسان؛ إلا أنه استخدم فعل (خلق) تماشيًا مع ظن الإنسان هذا وتصرُّفِه في هذه الأشياء. ولكن بما أنه لا تصرُّف للإنسان في المنافع التي تتيسر له من الليل والنهار والأجرام فقال الله (سخّر)، ليبين للناس أن لا مناص لهم من الاعتراف بأن هذه الأشياء لا تسدي لهم خدماتها ومرافقها إلا بأمر الله ، إذ لا تصرف ولا سلطان لهم عليها بتاتًا.لقد قال الله تعالى في ختام الآيات الماضية إن في ذلك لآيةً لقوم يتفكرون ، بينما ختم هذه الآية بقوله إن في ذلك لآياتٍ لقوم يعقلون ! ذلك أن القوة الفكرية تساعد على معرفة حقيقة الشيء القريب، وأما القوة العقلية فإنها تعين على إدراك الأمر البعيد، وبما أن الآيات السابقة كانت تتحدث عن المأكولات التي يدرك الإنسان تأثيرها في نفسه لذلك قال عندها لقوم يتفكرون ، أما الأشياء المذكورة في هذه الآية فتأثيرها خارجي بعيد، والاستفادة منها تتوقف على استخـدام العقل، لذلك قال هنـا: لقوم يعقلون .

Share via
تابعونا على الفايس بوك