آمن شعره وكفر قلبه
  • الرؤية الصادقة لا تدل بالضرورة على الكُمل
  • قد يرى الرؤيا الصالحة الفاسدين أيضًا
  • وصف حال من يرون رؤى صادقة دون علاقة منهم بالله

__

إنني أهدف من هذا البيان إلى أن رؤيةَ أحدٍ رؤى صالحة أو تلقّيه بعض الإلهامات الصادقة لا تدل على كماله ما لم تصحبها العلامات الأخرى التي سنذكرها في الباب الثالث بإذن الله القدير، بل تكون نتيجة بُنيته الدماغية. لذا لا يُشتَرَط في ذلك كون صاحبها صالحا وتقيا، كما ليس ضروريا أن يكون مؤمنا ومسلما. وكما يرى بعض الناس رؤى أو يعلمون شيئا بواسطة إلهامات بسبب بُنيتهم الدماغية فقط، كذلك تناسب بعضَ الطبائع الحقائقُ والمعارف بناء على بُنيتها الدماغية، فتخطر ببال أصحابها أمور لطيفة. والحق أنه ينطبق عليهم الحديث: “آمن شِعره وكفر قلبه”، لذا فإن معرفة الصادق ليس بوسع كل شخص بسيط.

ترجمة بيت فارسي: هناك أبالسة كثُر في صورة آدم، فيجب ألا تُعطَى اليدُ (البيعة) في يد كل واحد منهم.

وإلى جانب ذلك لا بد من الانتباه أيضا إلى أن الرؤى والإلهامات لأناس بهذا المستوى تكون في ظلمة شديدة، ولا يلاحظ فيها بريق الصدق إلا ما شذ وندر، ولا تصحبها علامات حب الله وقبوله . وإن وُجد فيه شيء من الغيب كان مشترَكا بين ملايين الناس؛ ولكلٍ أن يقوم بالبحث والتحقيق -إذا شاء- فإن الفساق والفجار والكفار والملحدين حتى الزانيات أيضا يشتركن في هذا النوع من الرؤى والإلهامات. فالذين يفرحون بها ويتبجحون ليسوا من العقلاء. ومخدوعٌ مَن يعتبر نفسه شيئا بوجود شيء من قبيل هذه الرؤى والإلهامات لديه. بل لا بد من التذكُّر أن مَثل الحائز على هذه الدرجة كمثل شخص يرى في ليلة مظلمة دخانا من بعيد ولا يرى ضوء النار ولا يقدر على أن يتخلص من برده وكآبته بحرارتها. لذا فإن هؤلاء الناس لا ينالون نصيبا من بركات الله الخاصة ونِعَمه ولا تتولّد فيهم أمارات القبول، وليس لهم أدنى علاقة مع الله تعالى، ولا تحترق شوائبهم البشرية بشعلة النور. وبما أنهم لا يكونون على صلة إخلاص مع الله تعالى فيكون الشيطان قرينهم لعدم كونهم محظوظين بقرب رحمانية الله، ويظل حديث النفس غالبا عليهم. وكما يُحجب معظم الشمس بسبب كثرة الغيوم ويظهر جزء منها بين حين وآخر.. كذلك تبقى حالتهم في معظم الأحيان في حجب الظلام ويكون في رؤاهم وإلهاماتهم تأثير كبير للشيطان.  (حقيقة الوحي، الترجمة العربية)

Share via
تابعونا على الفايس بوك