وأرسلني ربي لتأييد دينه
  • ما مظاهر تأييد الدين التي قام بها المسيح الموعود عليه السلام

___

وواللهِ   هذا  كله  من  محمدص

ويعلم  ربي   أنه   كان  مرشدا

.

وفي مُهْجتي فورٌ وجيشٌ لأمدحا

سُلالةَ   أنوار   الكريم  محمداص

.

كريم السجايا أكملُ العلم والنهى

شفيع البرايا منبع الفضل والهدى

.

تبصَّرْ خصيمي هل ترى مِن مشاكهٍ

بتلك الصفات الصالحات  بأحمدا

.

بشير   نذير   آمرٌ   مانع   معًا

حكيم  بحكمته  الجليلة  يُقتدى

.

هدى الهائمين إلى صراطٍ  مقوَّم

ونوّر    أفكار   العقول   وأيّدا

.

له  طلعةٌ  يجلو  الظلامَ  شعاعُها

ذُكاءٌ منير  بُرجُه  كان   بُرْجُدا

.

له درجات  ليس  فيها  مشارِكٌ

شفيع  يزكّينا   ويدني    المبَعَّدا

.

وما هو إلا نائب الله في  الورى

وفاق    جميعا   رحمةً   وتودُّدا

.

تخيَّرَه   الرحمن  مِن  بين  خلقه

وأعطاه ما لم يُعْطَ أحد من الندى

.

وقد كان وجه الأرض وجهًا مسوَّدا

فصار  به   نورًا  منيرا   وأغيَدا

.

وأرسله  الباري   بآيات  فضله

إلى حزبِ قوم كان لُدًّا ومفسِدا

.

ومُلْكٍ  تأبَّطَ  كلَّ   شرٍّ   قومُه

وكلٌّ  تلا  بغيًا  إذا راح أو غدا

.

بِلُوبَةِ مكةَ ذاتِ  حِقْفٍ  عَقَنْقَلٍ

بلادٌ ترى فيها  صفيحا مُصَمَّدا

.

وما كان فيها من زروع ودوحة

تُرى كالظليم  ثراه  أزعَر أربَدا

.

تكنَّفَ  عَقْوةَ  داره   ذاتَ  ليلة

جماعةُ  قوم  كان  لُدًّا  ومفسدا

.

فأدركه  تأييدُ   ربٍّ    مهيمن

ونجّاه عونُ الله  من صولة  العدا

.

تذكرتُ يوما فيه أُخرِجَ سيدي

ففاضت دموع العين مني بمنتدى

.

إلى  الآن   أنوارٌ  ببُرقَةِ   يثرِب

نشاهد  فيها كل   يوم   تجدُّدا

.

فوجهُ  المدينة  صار  منه  منوّرا

وباركَ حُرَّ الرمل  وَطِئًا  وقَردَدا

.

حِفافَي جناني  نُوِّرا  مِن  ضيائه

فأصبحتُ ذا فهم سليم وذا الهدى

.

وأرسلني   ربي    لتأييد    دينه

فجئتُ لهذا  القرن  عبدا  مجدِّدا

(كرامات الصادقين ص 35)

Share via
تابعونا على الفايس بوك