وأخيرا طردت الحزن

وأخيرا طردت الحزن

عائشة أحمد

  • كيف يخدعنا الحزن كل مرة؟!
  • لماذا نُهينا عن الحزن؟!
  • هل بمقدورنا التخلص من ذلك الشعور؟!

__

طرق الحزنُ بابي فنهرته: ما لك يا حزن تتجول من بيت إلى بيت تتصنع أنك صديق صدوق؟! لقد رأيت منذ أيام ما صنعتَ بجارتي التي انخدعت فيك وظنت أنك ستواسيها ومن الهمِّ والغمِّ  ستُعفيها. لماذا أفسدت حالها؟ وسرقت كل أحلامها وأمانيها وأذبلتَ ورود خديها، ومسخت وجهها بطلائك الأصفر وامتد سوادك تحت عينيها. أطْرَق قليلًا ثم أجابني بنبرة مَن يدَّعِي الحكمة والوقار:

ولكنك إن قبِلت صداقتي ستبدين حيويةً ونشاطًا، نبلاً وعطاء.

استدركت عليه: ولكن يا حزن مريدوك هـِممُهم مُحبطة وعزائمهم واهنة  ولم أرَ فيهم أي إنسانية بل هم موتى  يمشون كالأشباح قواهم محطمة، بالكاد يجرون أقدامهم، توقفت كل تفاعلاتهم مع المحيط يَأْتِيهِ الْمَوْتُ

مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّت، وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ..…

سأقاومك بابتسامتي التي لن أتخلى عنها، فهي تجسد نبلـي وإنسانيتي وعطائي. سأهديها لمن طَمست سعادتهم وأمد لهم يد العون.

وإني والله لا أراك إلا عدوًّا  لكل عمل صالح. أما رأيت سيد الخلق كيف استعاذ منك وقال بعد كل صلاة:

“اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ…”، لو كان بك خير لما أمرنا بالتعوذ منك!!!

أولم تقرأ قوله تعالى :

بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 112).

فها أنا أتحداك وبأعلى صوتي أُعلن أنني أسلمت وجهي وأمري لله رب العالمين وأصبحت أمة من إمائه .

انتابني بعدها شعور بالتحرر من ربقة الحزن الذي أطلقت عليه اسمًا جديدًا .. سوء الظن بالله  .

Share via
تابعونا على الفايس بوك