الحزن عدو يأتينا في ثوب صديق، مستغلا حال ضعفنا وانكسارنا، فهلا قاومناه مستعينين بمن أمرنا بالاستعاذة منه؟! عندها فقط نتحرر من ربقته، ونعيش حياتنا كما ينبغي أن تُعاش.
لكل عصر أوثانه التي ينبغي على المرء تحطيمها، وأعتى هذه الأوثان وأبغضها ما يوجد في قلب الإنسان، ومنها قول الزور، والذي يُفهم على أنه سوء ظن بالله الحميد، فكم بالحري بالمرء تحطيم ذلك الوثن البغيض!
إن سوء الظن ، يُعد الشرارة الأولى التي أضرمت نيران الخصومات والنزاعات والاتهامات الباطلة والمظالم، بل ومعظم ما من شأنه تعكير صفو المجتمعات. ولا يبرح الظن السيئ حتى يضرم النار فيما حوله من العلاقات الإنسانية، مهما كانت وطيدة، وقد بلغت هذه الآفة من الخطورة مبلغا بحيث صارت منهجا منظما تنتهجه دول وأجهزة استخبارات ضد شعوب مستضعفة..
سوء الظن ليس كما يعتقد البعض من أنه مجرد عادة سيئة لا تطال أحدا بضرر، بل إنه منشأ الشرور كلها، وله من التأثيرات السيئة ما يضع المرء في عداد المرضى النفسيين، وقد يتخذ هذا الظن السيئ مظهرا ماديا محسوسا في شكل العدوان باليد أو اللسان، لهذا شغل علاجه مساحة يستحقها من التشريع الحكيم وتطبيقه المتمثل في السنة النبوية المطهرة..