كم من المحتقرين يعظمون.. وكم من العظماء سيحقرون

«لقد عَدّ القرآنُ الكريم قولَ الزور نجاسةً ورجسًا كما قال: اجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ . فانظروا قد ذكر الله هنا الزور مقابل الأوثان. والزور وثنٌ حقًّا، وإلاّ لما تَرك أحدٌ الصّدق ومال إلى غيره. وكما أنّ الوثن لا حقيقة له، كذلك لا يُجلّي قولُ الزور إلا بريقًا زائفًا. إنّ الذين يكذبون يفقدون مصداقيتهم إلى حد لو صدقوا ظن المرء أنّ هناك شيئًا من الكذب والزور في قولهم. وإذا ما أراد المعتادون على الكذب التخلّي عنه، لن يجدوا ذلك سهلًا؛ بل تلزمهم المجاهدة لزمن طويل حتى يعتادوا على قول الصدق.»   (الحكم، مجلد6، رقم31، عدد 31 أغسطس 1902م، ص2)

«فأقول صدقًا وحقًّا بأن الذي لا يبيع حياته وماله وشرفه في الحقيقة في هذا السبيل لا يدخل البيعة عند الله. بل أرى أن هناك كثيرًا ممن بايعوا ظاهريًا ولكن لم تكتمل فيهم عاطفة حُسن الظن، فيتعثّرون كطفل ضعيف عند كل ابتلاء. وهناك بعض من سيئي الحظ الذين يتأثرون بكلام الأشرار فورًا ويسعون إلى سوء الظن سعيَ الكلبِ إلى الجيفة. فأنّى لي أن أقول بأنهم داخلون في البيعة حقيقةً؟!

إنني أُعطَى بين حين وآخر علمًا بهؤلاء ولكن لا يؤذَن لي أن أخبرهم بذلك. كم من المحتقرين سيعظَّمون، وكم من العظماء سيُحقَّرون! فهذا مقام خوف وعبرة.»

(البراهين الأحمدية، الجزء الخامس)

Share via
تابعونا على الفايس بوك