الحجاب الإلكتروني
  • ما متطلبات حجاب المرأة المسلمة في عصر الإنترنت؟
  • وما طبيعة ذلك الحجاب؟
  • وماذا عن متطلبات الحجاب الأخرى من عدم المخالطة وما شابه؟

__

حجاب إلكتروني؟ أأشتريه أم هو شيءٌ خاص بالإنترنت؟

لا، ليس حجابًا نبتاعه عن طريق الإنترنت، ولا إطارا نضعه حول حساباتنا على مواقع التواصل فيفهم الناسُ منه أنكِ محجبة.. ما هو إذن؟ هو مجموع سلوكاتٍ عليكِ أن تحرصي عليها لتحافظي على حجابك في عالم الإنترنت الإلكتروني، تمامًا كما تصونين حجابك في الحياة الواقعية.

كيف تكون صورتي بالحجاب الإلكتروني؟

فكما أن المسلمة الأحمدية لباسها لا يكشف ولا يصف ولا يشفّ، وهو صورتها، كذلك على الإنترنت ينبـــــــــــغي ألاّ تضع صورتها بل ولا تضع أي صورة تعريفية تكون موحيةً بما ينافي حياءها الذي تحافظ عليه دومًا.

ولعل باب الحديث في الدين والنقاش حوله أو التبليغ، هو من الأبواب التي تُستدرج فيه النساء للخطأ. فعلى المرأة المسلمة الأحمدية ألا تسعى لتبليغ الرجال…. إن صادفت رجلا مهتما أن تحوله إلى رجل أو رجال من الجماعة ليبلغوه، وهذا ما شدد عليه الخليفة نصره الله وما شدد عليه الخلفاء دوما.

ماذا عن نواحي الحجاب الأخرى، من الكلام والاختلاط؟

المسلمة الأحمدية الملتزمة، لا ترفعُ صوتها بما لا يليق وتقواها، ولا تخالط الرجالَ إلا قولًا معروفًا سديدًا، وفي أضيق الحدود. كذلك على الإنترنت لا تخالطُ الأحمدية الرجال إلا في حدود القول السديد، ولا تتواجد إلا حيث يليق بها التواجد. نعم، قد تتابعين طاهيا مشهورًا، أو صفحةً رياضيةً أجنبية، أو تهتمين بموقع علميّ، أو تطالعين صفحة أزياء، أو تنضمين لمجموعة نساءٍ من منطقةٍ معينة لتبادل الخبرات الحياتية، أو من قبيل الترويح البريء عن النفس، ولا ضرر في ذلك.. لكن، تذكري أنّ نفسكِ عليكِ رقيبة، وأنّ حجابكِ أمانة بين يديك. وتذكري أنّ القرآن الكريم قد قال:

.. فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ.. ،

أي إنّ المرض والطمع غرائز قلبية عند بعض الرجال قد لا تتنبهين لها في قلوبهم، وقد لا تظهر مباشرة، وقد يثيرها خضوعك بالقول أي لطفكِ وترقيقكِ الكلام.. ولأنّ المجتمعات تختلف حتى داخل البلد الواحد، ولأنّ ما يُعدّ في مجـتمعٍ ما أو طبقةٍ ما «مذوقة/ذوق» قد يُعدّ غزلا وتلطفًا في مجتمع آخر، لذلك وجب التنبه عند التعامل بالذات مع الجنس الآخر.

هل تقع المسئولية على المرأة وحدها؟!

عزيزتي.. ليس العبء كلّه علينا، والرجل بريءٌ مسكين، بل إنّ الحياء سمة لازمة للمؤمن ذكرًا كان أم أنثى، ولكنّ الحجاب تاجك أنتِ وأنتِ أَوْلى به، لذلك كان تذكيري لنفسي ولبناتي ولكِ. وعليهم -أي الرجال- التزام حدود الأدب والوقار والحياء، لأنّ اللهَ يعلمُ السرّ والنيةَ في كل عمل.

نعم، لا نستطيع عزل نفوسنا بالكامل..نعم، لسنا مسئولاتٍ عن مرض الآخرين..نعم، لدينا الحرية الواعية للتعبير عمّا أحزنناوأعجبنا وأغضبنا وأضحكنا..

لكن تذكري! أنتِ سفيرةٌ لجماعتكِ أينما حَلَلْتِ، في الواقع وعلى الإنترنت، وهي مسئولية جسيمة لا أقدرُ أنا ولا أنتِ عليها بغيرِ معونةِ ربانية، لذلك علينا التوجه إليه دائما أن يسترنا ويعصمنا ويطهر سرنا وظاهرنا. بالضبط كما إنّ كلّ رجل صغيرا كان أم كبيرا، هو سفيرٌ لجماعته ومبلِّغ بسلوكه ولسانه عنها.

غير أن الشيء المؤكد هو أن عادة شرب القهوة قد نشأت أول ما نشأت في بلاد العرب منذ زمن طويل جدا، وأنها انتقلت إلى أوروبا (إنجلترا على نحو خاص) خلال القرن السابع عشر، وافتُتح أول مقهى في أوكسفورد عام 1650، وسرعان ما توالى افتتاح المقاهي في فرنسا و سويسرا وغيرها من البلاد.

ماذا عن التواصل بنية الزواج مثلا؟ أو للتبليغ أو الدراسة؟

المسلمة الملتزمة لا تتّخذ الأخدان؛ ومن معاني ذلك أنها لا تقيمُ علاقة «حصرية» مع رجل، حتى لو وعدها بالارتباط؛ لأنها تعرف تماما أن طالب الحلال يدخل من الباب حصرًا، ولا يستعمل الحيل والألاعيب ولا ما يتورط فيه الكثير من الفتيات والنساء في عالم منصات التواصل الاجتماعي. إنّ أيَّ حيلةٍ يلجأُ إليها الذكور، من نوع دعينا نتواصل بشكلٍ أكبر لأفهمكِ أكثر، أو أي خروج عن حدود الأدب، هي رسالةٌ قويةٌ واضحة مفادها: عدم الاحترام. والشاب أو الرجل الذي لا يحترم الفتاة أو المرأة، لن يرتبط بها ولا يهتم بأمرها. لذلك كان النهي القرآني من البداية عن الاستئناس بالحديث، أي إطالته في غير ضرورة حقيقية.

ولعل باب الحديث في الدين والنقاش حوله أو التبليغ، هو من الأبواب التي تُستدرج فيه النساء للخطأ. فعلى المرأة المسلمة الأحمدية ألا تسعى لتبليغ الرجال، لأنّ التبليغ يتطلب الكثير من الحوار والمتابعة والتواصل المباشر ويتضمن أيضًا بناء نوع من الصداقة مع الـمُبَلَّغ، بل يجب عليها إن صادفت رجلا مهتما أن تحوله إلى رجل أو رجال من الجماعة ليبلغوه، وهذا ما شدد عليه الخليفة نصره الله وما شدد عليه الخلفاء دوما. ومن الأبواب الأخرى، الاستشارات التعليمية كالمناهج الدراسية وتعلم اللغات، وفي هذه الحالة احرصي أن يكون التواصل عاما، حتى لا تتقوقعي في الجهل وتستفيدي ولكن في الوقت نفسه تحفظين حياءك.

كيف يحمينا نظام الجماعة الإسلامية الأحمدية؟

في جماعتنا، لدينا نظام محكم بفضل الله تعالى الذي جعلنا تحت ظل الخلافة الراشدة، ولدينا نظام جماعة يحتوي سكرتارية للزواج، ولدينا منظماتٌ مساعدةٌ فرعية (كالأنصار والخدام وإماء الله). فإذا كان الهدف من التواصل هو الزواج فطريقه معروف وواضح. كما أن النشاط في الجماعة المحلية وفي المنظمات الفرعية المحلية سيجعل المرأة والرجل منشغلين فيما هو مفيد ومثمر. من خلال ما شهدناه بالتجربة، كلّما كان انخراط الفتاة أو الشاب في جماعتهم المحلية كبيرًا كلّما ابتعدوا -بفضل الله- عن هذه الأجواء الجارفة، والتي لا عاصم منها اليوم إلا حرم الله الآمن وجماعة المؤمنين.

وكما نعلم فإن مفتاح العلم السؤال ولا يمكن قذف السائل بسوء الظن بل يجب أن يشكر على سعيه للتبين والتأكد وسؤاله دليل على ظنه الحسن.

ماذا لو أنني لم أكن أعرف وأريد التغيير؟

الحجاب وقايةٌ دائمة للأنثى، فإن «انزلق» حجابك قليلا لا سمح الله.. لم يفُتْ الوقتُ بعد، لأنكِ ما زلتِ قيدَ الحياة وتقرئين هذه السطور. فتوجهي إلى الله تعالى الستار وعاهدي النفس على الصلاح وعاهدي الله على التوبة، واطلبي منه سبُلَ الستر والعفاف والتُّقى في العالم الحقيقي والإلكتروني، وبفضل الله تعالى المحض، ومنّته الخالصة سيُيَسِّــر لكِ الطرق اللازمة لإصلاحك وحجابكِ وحياتكِ لأنّ حجابكِ هو سترك. ولا أَحَبَّ من الستر على قلوبنا نحن النساء.

كلمة أخيرة

خلاصةُ القول، حبذا لو راقبنا كلامنا على مواقع التواصل والذين نخالط، وأن نراعي حجابنا لأنه تاجنا نحن، وندعو الله لذلك. ولا ننسى مراسلة الخليفة-نصره الله نصرا عزيزا- الذي يدعو لنا في كل ردّ علينا؛ بالعفاف والتّقى.

لا حرمَنا اللهُ العلم النافع والسّتر والتقوى.

Share via
تابعونا على الفايس بوك