مجدد من طراز خاص

مجدد من طراز خاص

التحرير

  • ما أجواء تلك النبوءة المبشرة بمجيء المصلح الموعود رض؟
  • لماذا نوقن بأنه المعني بكل كلمة من كلمات تلك النبوءة المباركة؟

___

النبوءات الإلهية تبيِّن ملامح مستقبل الأفراد والجماعات، وعلى هذه الدعوى ثمة العديد من الأدلة النقلية والإثباتات العقلية، ولأن النبوءة دليل حي على حياة الدين المتضمن لها، فقد اكتست برونق الجمال، وبفضلها اهتدى، بعد ضلال، كل ذي فطرة سعيدة إلى حظيرة ذي الجلال.

ويُعطَى للنبوءة من العظمة بقدر ما يَثْبُتُ من صدقها كل يوم. والنبوءة العظيمة ليست مجرد إخبار بأمر غيبي، وإنما تحمل في طياتها بشارة للمُلهَم وجماعته ودينه.

وفي عصرنا الذي تسارعت فيه خُطى التطور على كافة الأصعدة، كان لا بد أن يواكب ذلك التطور المادي تجديدٌ روحاني بدعم إلهي خاص، ومنذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي أناط الله تعالى مهام التجديد في هذا العصر بجماعة المؤمنين التي أثبتت مجريات الأمور أنها هي الجماعة الربانية بحق، لا سيما إذا دققنا النظر أكثر لنلحظ أنها محور دوران الأحداث العالمية. وعلى أية حال، فهنا ليس مقام إثبات وجهة نظرنا المعلنة هذه، فأرشيف مجلة «التقوى» على موقعها يحوي بين دفتيه كمًّا هائلاً من المواضيع في هذا السياق.

ولا شك أن كل خليفة يُقيمه الله تعالى هو مُصلحُ وقته، غير أن الخليفة الثاني للمسيح الموعود ، حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد حاز لقب «المصلح الموعود» فصار علمًا عليه. ولقد ألبسه الله تعالى قميص الخلافة في 1914، وفي ذلك الوقت كان كثير من أبناء الجماعة وعلمائها يرون فيه تحقُّقَ جميع ما ورد في النبوءة التي تلقاها المسيح الموعود  عن الابن الموعود. وإن تاريخ الأحمدية شاهد على أن جميع جزئيات هذه النبوءة تحققت حرفيًّا في عهد حضرته الممتد على اثنين وخمسين عامًا. وهذه النبوءة وحدها تكفي دليلًا لإثبات صدق المسيح الموعود لأي منصف وذي بصيرة.

ما من شك في أن مهمة إحياء الدين قد بدأت سلفًا ببعث المسيح الموعود وإنها لمستمرة باستمرار سلسلة خلفائه الراشدين بإذن الله تعالى، فما الخليفة إلا ظل النبي والقائم مقامه، وفي البشارة بمولد المصلح الموعود نلمح إشارات عديدة يُفهَم منها اتصاف ذلك الابن الموعود بصفة الإحياء على وجه الظلية، بل وإن ذلك الإحياء الروحاني المبارك ليفوق في عظمته إحياء فرد واحد أو بضعة أفراد. وحين تُذكر البركات التي قيضها الله تعالى للإسلام الحق المتمثل في الجماعة الإسلامية الأحمدية، فحدِّث ولا حرج، لاسيما حين يتعلق الأمر ببركات العهد المبارك للخليفة الثاني للجماعة الإسلامية الأحمدية، سيدنا مرزا بشير الدين محمود أحمد التي يضيق عن عدِّها نطاق الحصر، ويتجاوز أثرها الإيجابي العصر. ومن النُّبَذ من مصاديق نبوءة

«يُبَارَكُ مِنْهُ أَقْوَامٌ»

(1) أن حضرة المصلح الموعود وضع نظامًا محكما كان من نتائجه فيما بعد أن تم نشر تعليم الإسلام داخل وخارج شبه القارة الهندية، وأبدى حضرته رغبته في وجود دعاة يتقنون لغات متعددة، تيسيرًا لنشر الإسلام، ولذلك الهدف أسس هيئة الدعوة والتبليغ عام 1919م ومن خلالها سعى لإرسال الدعاة مما أدى إلى افتتاح مراكز تبشيرية في ستة وأربعين بلدًا إسلاميًا في ذلك الوقت.

ما من شك في أن مهمة إحياء الدين قد بدأت سلفًا ببعث المسيح الموعود وإنها لمستمرة باستمرار سلسلة خلفائه الراشدين بإذن الله تعالى، فما الخليفة إلا ظل النبي والقائم مقامه، وفي البشارة بمولد المصلح الموعود نلمح إشارات عديدة يُفهَم منها اتصاف ذلك الابن الموعود بصفة الإحياء على وجه الظلية، بل وإن ذلك الإحياء الروحاني المبارك ليفوق في عظمته إحياء فرد واحد أو بضعة أفراد.

وفي عدد مجلة التقوى لشهر فبراير 2023م نحتفي سويًّا بيوم المصلح الموعود والذي واكب العشرين منه عام 1886م، وهو عام تلقي النبوءة المباركة عن المصلح الموعود ، وليس عام مولده كما يتوهم البعض، لذا سيكون احتفالنا على صفحات هذا العدد بتلك المناسبة العطرة، ففي خطبة العدد التي تخيرناها من أرشيف خطب حضرة أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) يعرض حضرته لشيء من سوانح حضرة المُصْلِح المَوْعُود ، بحيث لن يسع القارئ المتفرس إلا الإقرار بأن المصلح الموعود رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهُ، ثم نُتبِعُ خطبة أمير المؤمنين المتخيَّرة بباقة من المقالات المحتفية بكتابات سيدنا المصلح الموعود الإصلاحية والتنويرية، إذ يُسهم الكتاب بمراجعات لمؤلفات المصلح الموعود والتي يُرزق قارئُها حتما حلولا شافية لمعضلات حياتية أو عقائدية، هذا علاوة على مواد مقالية ثقافية أخرى. فندعو الله تعالى أن تنفع محتويات هذا العدد، وكل عدد، أعزاءنا القراء، وأن يوفقنا  لتقديم المزيد مما ينفع الناس فيمكث في الأرض، آمين.

الهوامش:

حضرة مرزا غلام أحمد القادياني، التبليغ ص 136، الطبعة الثانية، الشركة الإسلامية المحدودة، لندن، 2014

Share via
تابعونا على الفايس بوك