والعلم أزين ثوب أنت لابسه

والعلم أزين ثوب أنت لابسه

عبد الله بن أبي زيد القيرواني

____

إِنِّي لَأَمْنَحُ نُصْحِي ثُمَّ أَبْذُلُهُ

لِمَنْ بَغَى نَفْعَهُ عَنِّي وَيَقْبَلُهُ

.

يَا مَنْ يَرُوحُ وَيَغْدُو فِي مَطَالِبِهِ

فَمَطْلَبٌ فَائِتٌ، لَوْ أَنْتَ نَائِلُهُ

.

الْعُمْرُ يَذْهَبُ وَالْآمَالُ قَائِمَةٌ

فَانْظُرْ لِعَزْمِكَ فِيمَا أَنْتَ شَاغِلُهُ

.

تَسْعَى لِأَمْرٍ وَلَمْ تُؤْمَرْ بِمَطْلَبِهِ

جَهْلًا، وَتَتْرُكُ مَفْرُوضًا وَتُهْمِلُهُ

.

اَلْمَالُ يَفْنَى وَلَذَّاتُ النُّفُوسِ مَعًا

وَالْعِلْمُ يُعْقِبُ خَيْرًا لَا نَفَادَ لَهُ

.

وَالْعِلْمُ أَشْرَفُ مَكْسُوبٍ فَخَرْتَ بَهِ

وَالْجَهْلُ أَشْــأَمُ مَصْحُوبٍ تُوَاصِلُهُ

.

لَوْ نَالَ ذُو الْجَهْلِ مُلْكًا كَانَ ذَا ضَعَةٍ

وَذُو الْعُلُومِ مَعَ الْإِقْتَارِ يَفْضُلُهُ

.

وَرُبَّ ذِي هَيْئَةٍ فِي النَّاسِ تَحْقِرُهُ

إِنْ كَانَ يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ فَيَجْهَلُهُ

.

وَالْعِلْمُ أَزْيَنُ ثَوْبٍ أَنْتَ لَابِسُهُ

وَالْعِلْمُ أَفْضَلُ مَحْمُولٍ تَحَمَّلُهُ

.

وَالْجَهْلُ يُزْرِي بِذِي لُبٍّ وَذِي حَسَبٍ

وَالْعِلْمُ يَرْفَعُ بَيْتًا لَا عِمَادَ لَهُ

.

لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ التَّعْلِيمِ مَنْزِلَةً

وَلَا تَكُنْ أنِفًا عَمَّنْ تُسَائِلُهُ

.

يَا طَالِبَ الْعِلْمِ ! أَبْشِرْ فَي تَعَلُّمِهِ

إِنْ كُنْتَ لِلَّهِ تَبْغِيهِ وَتَأْمُلُهُ

.

قَدْ يَنْفَعُ الْعِلْمُ مَنْ لِلَّهِ يَطْلُبُهُ

لَوْ كَانَ يَطْلُبُ حَرْفًا أَوْ يُحَاوِلُهُ

.

وَخَابَ حَظُّ الَّذِي لِلْخَلْقِ يَطْلُبُهُ

لَوْ كَانَ جَامِعَهُ أَوْ كَانَ حَامِلَهُ

.

وَرُبَّ ذِي طَلَبٍ لِلْعِلْمِ لَيْسَ لَهُ

وَزْنٌ، وَلَوْ كان فَلْسًا لا يُعَادِلُهُ

.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِقْرَارًا بِنِعْمَتِهِ

عَنْ كُلِّ نَعْمَائِهِ حَمْدًا يَحِقُّ لَهُ

.

هَذَا يُوَفِّقُهُ عَدْلًا وَيُجْزِلُهُ

وَذَاكَ يَحْرِمُهُ عَدْلًا وَيَخْذُلُهُ

.

فَارْغَبْ ـ أُخَيَّ! إِلَى ذِي الْمُلْكِ مُفْتَقِرًا

فَعَلَّهُ وَاهِبٌ مَا أَنْتَ سَائِلُهُ

Share via
تابعونا على الفايس بوك