لا تستبدلوا تبر السماء بتراب الأرض!

لا تستبدلوا تبر السماء بتراب الأرض!

التحرير

أحباءنا تعالوا نذكر قول ربنا في كتابه الكريم:

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (الكهف: 104-105)

وتعالوا نسأل أنفسنا كيف يمكننا التحقق من أننا لا نضيع أعمالنا ونخسرها -والعياذ بالله- ونحن نظن أننا نحسن صنعًا لأنفسنا وغيرنا.

تعلمون عظمة النعمة التي هدانا الله إليها.. وشروق النور المقدس الذي أنار الله به عقولنا. وما ذلك إلا بهداية الله لنا إلى دعوة عبده الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام خادم دين خير خلق الله سيدنا محمد المصطفى .

قد كنا في غفلة وظلمات يركم بعضها بعضًا.. نخبط في الأرض خبط عشواء.. نترنح كالسكارى الحيارى، ونحن نظن أننا نسير على هدى قويم وصراط مستقيم. ولكن ربنا العظيم، بفضله ورحمته، لم يشأ أن يتركنا في ضلالنا، فمد إلينا يد عفوه وفضله ورحمته، وجعل لنا نورًا نهتدي بعلمه، وعلمًا نستنير بنوره، وفتح لنا أبواب فضله ورحمته لندخل جناتها الحانية، ونرتع في رياضها البهيجة، ونقطف من ثمارها الدانية.

ألا فاسعوا ما استطعتم ألّا تُهلكّم الدنيا بانشغالاتها، وألّا تُضللكم بسرابها فتشغلكم باستخدامها لكم عن أن تنشروا دين الله الحق من خلال نشر دعوة عبده المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام.

ذلك هو الإيمان الذي هدانا الله إليه. ولقد زادنا من فضله ورحمته بأنه قد حبب إلينا أن ندعو الناس إلى هذا النور المقدس، وأن نجذبهم إلى تلك الجنات السماوية، وقد وعدنا الله بالعون الخاص منه حين قال في وحيه لعبده الإمام المهدي والمسيح الموعود :

“إني معين من أراد إعانتك، وإني مهين من أراد إهانتك”.

ألا ما أحلاه من وعد رباني عظيم يحفز المؤمنين ليتخلوا عن كل انشغال فارغ، ويهبوا إلى العون في نشر دعوة دين خاتم النبيين وأشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

فمن منكم أيها المؤمنون الأحمديون ليس بحاجة ماسة إلى عون الله تعالى في كل أمر؟

إذن لكم البشرى..

ها قد أعلن الله ربنا عونه المطلق لكم في كل أمر إذا ما بذلتم أنتم العون من أنفسكم لنشر دينه ونور دعوته كما بينها لنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام.

أنتم في شؤون دينكم ودنياكم أمام أمرين اثنين: إما أن تسعوا بضعفكم وأخطائكم لأن تكونوا عونًا لأنفسكم مثقلين بأعبائكم، مرهقين بانشغالاتكم؛ تتعثرون كثيرًا، وتخيبون كثيًرا مهما كان حظكم من نجاح هزيل بين حين وآخر.

وأما الأمر الثاني، فهو أن تتمسكوا بعون الله الموعود الذي إن وفقكم إليه فلن تُغلبوا في أمر ولن تُبددكم حاجة أو انشغال، ولن تخنقكم ضائقة، بل ستتحول حياتكم بأجمعها إلى نجاح وفلاح مستمرين بفضل الله تعالى ورحمته وبركاته. ولن يسبغ الله حلل عونه وإنعامه وأفضاله عليكم وحدكم فحسب بل ستمتد يده الرحيمة لترعى أهلكم وأولادكم وذرياتكم، وسيحميكم الرحمن الرحيم الذي الأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه.

إنني أدعوكم يا إخوتي إلى ألا تتعبوا ولا تهنوا ولا تفشلوا، بل قد جاءكم وعد الله بعونكم لكي تنجحوا وتنعموا وتفلحوا وتفوزوا بكل خير.

ألا فاسعوا ما استطعتم ألّا تُهلكّم الدنيا بانشغالاتها، وألّا تُضللكم بسرابها فتشغلكم باستخدامها لكم عن أن تنشروا دين الله الحق من خلال نشر دعوة عبده المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام.

ألا فاحذروا أيها الأحبة.. وإياكم ثم إياكم: أن تستبدلوا تبر السماء بتراب الأرض!

كان الله في عونكم.. ووفقكم لأن تكونوا عونًا دائمًا لدعوة عبده الإمام الموعود، حتى يكون هو عونًا دائمًا لكم:  في كل أمر. وكل حين..  اللهم آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك