التقوى منكم وإليكم

التقوى منكم وإليكم

الإنترنت تساعد أساتذة الجامعات على كشف سرقة الأبحاث الدراسية

استعان طلبة الجامعات في السابق بشبكة إنترنت، لشراء وبيع وتوزيع ونسخ أوراق الأبحاث المطلوبة منهم كواجبات دراسية. أما الآن، فيستخدم أساتذة الجامعات الإنترنت لكشف الأبحاث المسروقة.

كانت ورقة بحث عن بيل جيتس، أعدها أحد الطلبة، بمثابة جرس الإنذار الذي نبه لهذه الممارسات. حدث ذلك عندما لاحظ جورج دايسون، أستاذ تاريخ التقنية في جامعة ويسترن واشنطن، أن اللغة المستخدمة في إعداد تلك الورقة، كانت معقدة جدا بالنسبة لمستوى ذلك الطالب، كما لاحظ أن عمْرَ جيتس، الذي ذكره الطالب، كان أقل عامين من عمره الحقيقي.

أدخل الأستاذ دايسون أحد المقاطع الواردة في الورقة البحثية، ضمن أحد محركات البحث في الإنترنت، فوجد أن الورقة التي قدمها الطالب هي ورقة بحثية، قدمت قبل عامين، في أحد المسابقات الدراسية حول علوم الكمبيوتر في جامعة ميتشجان. وقال دايسون: “لم يكن من الصعب اكتشاف أن الورقة التي قدمها الطالب كانت منتحلة، إذ لم يكلف نفسه عناء تغيير الكلمات، على الأقل!”. ويقول جس كرافاس، نائب مدير شؤون الطلاب في جامعة ولاية واشنطن: “عندما يصبح فضاء الإنترنت ملك يديك، ومعلوماته الغزيرة أمام ناظريك، تصبح الفرص المهيأة للغش كثيرة”.

ومن الواضح أن من الصعب تحديد المدى الذي يمكن أن يصل إليه الغش. اكتشفت جامعة واشنطن ثمان حالات غش عام 1998، وعشر حالات عام 1997، وسبع حالات عام 1996. ومن بين هذه الحالات استخدمت مصادر الإنترنت في الغش ثلاث مرات عام 1998، ومرة واحدة عام 1997، وأربع مرات عام 1996.

لأن معظم حالات الانتحال والغش يتم التعامل معها بواسطة العميد أو أستاذ المادة، بدون اتخاذ إجراءات تأديبية رسمية بحق الطلبة “الغشاشين”، فإن عدد حالات الغش التي يتم فيها استخدام الإنترنت لا بد وأن يكون كبيرًا، نظرًا لعدم شمول تلك الحالات في الإحصائيات، حسب قول إيرنست موريس، نائب مدير الجامعة لشؤون الطلاب. ويقول فريد دي كاي، العميد المشارك في مدرسة ألبرت للأعمال والاقتصاد: “حالات الغش وتلفيق الأبحاث نادرة الحدوث في كليتنا، إلا أنها عندما تحدث فإن استخدام الإنترنت يكون وثيق الصلة. فقد ضبط أحد الطلبة العام الماضي وهو يسرق مقالات من الإنترنت، وينسبها لنفسه”.

ويستخدم أعضاء هيئة التدريس في الكليات مواقع ويب المخصصة للندوات، والبريد الإلكتروني، ومنتديات النقاش، والمكتبات، للحصول على ملاحظات حول وسائل اكتشاف الغشاشين. وينشر بعض أعضاء هيئة التدريس، قوائم بمواقع ويب التي توفر أوراق بحث مجانية. ويستخدم بعضهم برامج تجارية للتحقق من غش الطلبة.

فالبرنامج الذي تبيعه شركة Glatt Plagiarism Services  في شيكاغو، يعمل على إزالة الكلمات المهمة من المقالات، ثم يطلب من كاتبي هذه المقالات ملء الفراغات. ويمكن بذلك الكشف عن الطلبة الذين قاموا بالغش، حيث يحصلون على نتائج متدنية، حسب ما قالت باربرا جلات، صاحبة الشركة. ومما يسهل مهمة كشف الغش على الأساتذة، استخدام التشفير الإلكتروني في الوثائق، والصور الموجودة في بعض مواقع الإنترنت. ويقول عدد من الأساتذة أن بالإمكان اكتشاف حالات الغش من خلال الانتباه الزائد، وباستخدام المنطق السليم.

أما كيفن لافيرتي، الأستاذ المساعد في كلية التجارة جامعة واشنطن، فيقول: “بامكاني اكتشاف الغش في الأوراق البحثية خلال 15 دقيقة، وهو الوقت الذي يستغرقه الطلبة في تلفيق هذه الأوراق. ويمكنني اكتشاف ذلك إن لاحظت أن الكتابة ذات أسلوب صحفي، وليس أكاديميًّا”.

اقتراح آخر لكشف الغش، يقدمه الأستاذ روبرت هاريس، أستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة ساذرن كاليفورنيا، وهو اختبار قدرة الطالب على قراءة البحث الذي أعده، بدون لعثمة وتردد. وتقول ليزا هينكليف، أمينة المكتبة في جامعة إلينويز، إن بعض الطلبة يطبعون أوراق الأبحاث المطلوبة من مواقع ويب مباشرة. ويمكن ملاحظة ذلك من عنوان الموقع الموجود أعلى أو أسفل الصفحة، أو ملاحظة الحروف الرمادية في البحث المقدم.

وأخيرًا، يقول رون جونسون، نائب رئيس قسم الحوسبة والاتصالات في جامعة واشنطن: “إن اقتباس فقرات من مصادر متنوعة لن يفيد الطلبة الغشاشين، فحين يقوم أحدهم بقص ولصق فقرات مختلفة، فسيكون البحث المنتج غير سلس. فقد ينجحون في إخفاء غشهم، إلا أنهم لن يحصلوا على معدلات عالية، لأن البحث ذاته غير متقن”.

تتعقد مسألة اكتشاف الغش، بالنسبة للأوراق البحثية المكتوبة باللغة العربية. لأن ترجمتها من الإنجليزية إلى العربية، يجعل البحث عن الورقة الأصلية في إنترنت أكثر صعوبة واستهلاكًا للوقت. ويفضل أن تنطلق عملية البحث عن الغش، من المصطلحات الإنجليزية الواردة ضمن الوثيقة، أو من جمل قصيرة، وبسيطة التركيب، يسهل إعادتها إلى أصلها الإنجليزي.

مساهمة الأخت: لينا خربطلي (سوريا)

Share via
تابعونا على الفايس بوك