نموذج للحب الصادق لوجه الله تعالى

نموذج للحب الصادق لوجه الله تعالى

التحرير

بفضل الله ورحمته ، بدأت صحة مولانا أمير المؤمنين – أيده الله تعالى بنصره العزيز – بالتحسن . ونأمل من الله تعالى ونتضرع إليه أن ينعم عليه بالشفاء الكامل العاجل الذي لا يغادر سقما ، إنه سميع عليم . آمين .

ولقد شاء الله تعالى أن تبرز في هذه المرحلة الصعبة التي مرت على الجماعة نصاعة جوهر هذه الجماعة وأفرادها المخلصين . فهذا هو حال المؤمن كما وصفه المصطفى صل الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له . ( مسلم، كتاب الزهد ) . فكانت هذه الأزمة بصعوبتها تحمل الخير للمؤمنين بفضل الله ، وتكرم الله تعالى بأن أذهب عن الجماعة الكرب والحزن ، وبدأت مرحلة الشفاء والحمد لله رب العالمين .

وقد يتساءل بعض الذين عايشوا التغطية الإعلامية التي قامت بها الفضائية الإسلامية الأحمدية والتي كان الغرض منها إحاطة أبناء الجماعة وأصدقائها بآخر تطورات الحالة الصحية لحضرته ، عن سر الحب الفريد من نوعه الذي يحظى به حضرته لدى أبناء الجماعة . ومما لا شك فيه أن ظاهرة من هذا القبيل يستحيل أن تنسجها القوى المادية من مساع انسانية أو تأثيرات مادية، ولكن يحس من له عينان أن هناك قوة خفية زرعت في قلوب أبناء الجماعة المخلصين حب من اختاره الله عز وجل ليكون خليفة لسيدنا الإمام المهدي عليه السلام . فتجد الأبيض والأسود والأحمر في القارات الخمس انكبوا على مصلاتهم يدعون لحضرته في بكاء وابتهال ليلا ونهارا ، قياما وقعودا وعلى جنوبهم ، يبتغون فضلا من الله وشفاء لإمامهم المفدى. ورأت الدنيا نموذجا حيا من الحب الصادق الخالص لوجه الله تعالى الذي أتى به سيد الخلق كافة سيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم .

وكيف لا يحبون إمامهم هذا الحب النادر وهو بالنسبة لهم استمرار سلسلة الخلافة الراشدة التي بدأت بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم وكان منها الصديق والفاروق والغني والمرتضى رضوان الله عليهم أجمعين . وكيف لا وهو ظل الإمام المهدي عليه السلام وإمام جماعته التي استظلوا بظلالها ونعموا برغد العيش تحت قطوفها الروحانية الدانية التي يأكلون منها في كل حين . وكيف لا والخليفة بمثابة الأب الروحاني لكل فرد من أفراد الجماعة ، يشاركونه في همومهم وأزماتهم ، ويطلبون منه الدعاء ، كما يستذكرونه عند أفراحهم ويتمنون مشاركته لهم فكل أفراد الجماعة على كثرة عددهم –والحمد لله – يشعرون أن الخليفة واحد من أهل بيتهم وهم من أهل بيته ، وهو والدهم وجدهم . هو ليس مجرد زعيم ديني بل هو الخليفة الراشد على منهاج النبوة بعد أن ظن الناس أن الخلافة الراشدة ماهي إلا تاريخ وأقاصيص تروى . هو الذي يتحاكمون عنده ويرضون بحكمه. وهو الذي يأمرهم

” فتجد الأبيض والأسود والأحمر في القارات الخمس انكبوا على مصلاتهن يدعون لحضرته في بكاء وابتهال ليلا ونهارا ، قياما وقعودا وعلى جنوبهم يبتغون فضلا من الله وشفاء لإمامهم المفدى. ورأت الدنيا نموذجا حيا من الحب الصادق الخالص لوجه الله تعالى الذي أتى به سيد الخلق كافة سيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم .”

 

 

بالمعروف ولا يردون أمره. وهو الذي إذا قضى لهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضى ويسلمون تسليما .

كل هذا وكثير غيره يجعلهم يرفعون أكف التضرع إلى الله تعالى أن يرفع عن حضرته هذا البلاء، وأن يعيده لهم كما كان وكما عهدوه . فتراهم منهمكين في الدعاء والبكاء والابتهال ، ويقبلون على أداء النوافل ويتصدقون كي يستجيب الله دعاءهم

وما أن هل رمضان الكريم حتى هلت معه بفضل الله بشائر استجابة تضرعات الملايين لأجل إمامهم . فانقضت المراحل الصعبة ، وهو الأن في مراحل النقاهة وعودة العافية بفضل الله . فاستبشر المسلمون الأحمديون وحمدوا الله كثيرا على هذا الفضل والمنة، ودخلوا رمضان مستبشرين بفضل من الله ورضوانه . فكانت هذه الأزمة بمثابة النار التي أزالت الخبث عن كثير منهم ، وأظهرت معدنهم الطيب النقي الذي غطته مشاغل الحياة وتشعباتها . وهكذا كان الخليفة نصره الله سببا في ارتقائهم الروحاني وتطور علاقتهم بالله ، فأدى دوره على أكمل وجه من خلال مروره في هذه الأزمة، كما كان دائما هو سبب في تطورهم وهو في كامل صحته من خلال نصحه وإرشاده لهم ، ومن خلال كونه قدوة وأسوة لهم . فدخلوا رمضان الكريم وقد لين الدعاء والابتهال قلوبهم فأصبحوا مؤهلين لمزيد من التقدم في المدارج الروحانية . وكانت هذه الأزمة سببا لالتفافهم حول الجماعة أكثر فأكثر . وأصبحوا أكثر حرصا على أن يؤدوا أدوارهم في هذه المرحلة على أكمل وجه كي لا يلحق بنظام الجماعة أي أذى . فهم جميعا حريصون على هذا النظام لأنهم نعموا به وعرفوا مقدار ما من الله به عليهم من خلاله .

والجماعة وإن كان الخليفة هو رأسها المطلق وصاحب الكلمة النهائية فيها ، فهي مبنية من مؤسسات منظمة تنظيما عاليا . وعملها هو عمل مؤسسي منظم . فهي بذلك تعمل من خلال هذه المؤسسات التي يراقبها الخليفة ويأمر ببعض التغييرات هنا وهناك كما يراه مناسبا .فمي ليست نظاما مبنيا على شخص واحد مع أهمية موقع الخليفة فيها والذي لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال ، فهو صمام الأمان والرئيس المطلق الذي يوجه هذه المؤسسات التي تعمل في سبيل نشر الاسلام في جميع أرجاء الأرض ، وتعمل في خدمة البشرية دون أن ترتجي من الناس جزاء ولا شكورا . فكل فرد في الجماعة يعرف موقعه الذي يجب أن يعمل فيه ، وكل فرد يدرك أنه يجب أن يكون كمن هو على ثغرة من ثغور الإسلام فلن يسمح للأعداء أن يمروا من جهته . فيلتزم الأفراد وينتظمون ضمن هذه الجماعة ، ويعملون ما هو مطلوب منهم على أكمل وجه بكل حب وإخلاص .فهم يدركون أنهم يساهمون بذلك في تقريب الوعد بظهور الإسلام وإعلاء كلمته في العالم أجمع ، إن شاء الله تعالى.

Share via
تابعونا على الفايس بوك