رسالة خاصة من سيدنا أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز

رسالة خاصة من سيدنا أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز

حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

الخليفة الرابع للمسيح الموعود (عليه السلام)

 

شهدت أوساط الجماعة الإسلامية الأحمدية قلقاً متزايداً على الصعيد العالمي في الفترة الأخيرة، وذلك من جرّاء انحراف الحالة الصحية لإمامنا الهمام سيدنا أمير المؤمنين نصَره الله تعالى نصراً مؤزَّراً. ولقد وصل القلق ذروتَه خلال الأيام التي خضع فيها حضرته للعملية الجراحية. فبالرغم من التغطية الشاملة التي قامت بها الفضائية الإسلامية الأحمدية بتقديم التقارير حول صحة حضرته على مدى الأيام المتتالية، إلا أنَّ أبناء الجماعة وأصدقاءها مازالوا يتصلون ليل نهار للاطمئنان على صحة حضرته، حيث انهالت الرسائل والفاكسات والمكالمات الهاتفية من شتّى الأقطار، والناس ما زالوا يبتهلون ويبكون في قيامهم وسجودهم ويُخرجون الصدقات حتى يدفع الله هذا الحزن الذي دهمهم، ويشفي إمامهم شفاءً كاملاً عاجلاً.

هذا، وقد بعث أمير المؤمنين – نصره الله – إثر عودته من المستشفى رسالة شكر لجميع المخلصين، بُثَّت عبر الفضائية الإسلامية الأحمدية، وهذا نصُّها:

بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونُصلي على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

إخوتي وأحبائي.. الفروع الخضراء في شجرة الأحمدية!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أوجّه إليكم جميعاً، رجالاً ونساءً وأطفالاً، بجزيل الشكر لمواظبتكم على التضرُّع والابتهال إلى الله من أعماق قلوبكم كي يمُنَّ عليَّ بالشفاء من مرضي، ولِما أبديتم من القلق البالغ للاطمئنان على صحّتي عبر المكالمات الهاتفية والفاكسات والرسائل المتكرّرة، فأشكركم جميعاً على ذلك الشكر الجزيل.

إنّه لفضلٌ عظيمٌ من الله أنّه زرع في قلوب أبناء الجماعة هذا الحبّ العجيب للخلافة بحيث تَراهم يتملّكهم جميعاً القلق والاضطراب حيال أي مكروه يتعرَّض له خليفتهم، وينصرفون إلى الدعاء له ناسين جميع همومهم وأحزانهم وآلامهم.

لذا فإنني أدعو لكل من تضرَّع لله من أجلي أن يُغدق عليهم فضله ورحمته، ويظلّهم وأحباءهم دوماً بظلال رحمته، ويحميهم من كل مكروه وأذى، ويرزقهم كل سعادة وهناء، آمين يا أرحَمَ الراحمين.

واليوم، ونحن في مستهل شهر رمضان الفضيل.. شهرِ استجابة الدعوات، فَادْعُوا الله تعالى ربي وربَّكم كثيراً في هذا الشهر المبارك أن يهدينا لسبل رضائه، وأن يوفِّقنا للقيام بجميع المهام التي كلّفنا بها ولأداء كافة الواجبات التي وكّل إلينا، بكل جدٍّ وإخلاص وتضحية.

أدعو الله تعالى أن يتقبَّل مجهوداتنا وتضحياتنا المتواضعة، ويحقِّق في حياتنا جميع الوعود المتعلّقة بغلبة الإسلام التي أعطاها سيدَنا المسيحَ الموعود ، ويهدي البشريةَ التائهة إلى الظلال الآمنة لسيدنا ومولانا محمد المصطفى ، آمين.

ولا يفوتني في هذا المقام أن أشكر أولئك الإخوة الذين ليسوا من جماعتنا، ولكنهم ظلُّوا يدعون لشفائي ويستفسرون عن صحتي، إنني جدُّ ممنون لهم جميعاً، وأُقدِّر صنيعهم هذا من الأعماق، فجزاهم الله تعالى أحسن الجزاء، وأزال أحزانهم، ومتَّعهم بأفضاله الخاصة، آمين. كما أرجوكم ألا تنسوهم في دعائكم الخاص أيضاً. كان الله معكم دوماً ولينظر إليكم دائماً نظرةَ حبٍّ ورحمةٍ ورِضى، ويشملكم على الدوام بحفظه ورعايته، وألا يُريني فيكم مكروهاً. آمين ثم آمين.

مرزا طاهر أحمد 9 نوفمبر 2002

كانت صحة حضرته قد انحرفت بشكل ملحوظ منذ أكثر من سنتين، ثم تدهورت دفعةً واحدة قبل بضعة أشهر. ومن أهم الأعراض التي ظهرت على حضرته الضعف الشديد خاصةً في رجليه، وكذلك ضعف الذاكرة. وبالرغم من هذا كان حضرته يَؤُمّ الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، ويسجّل برامجه المعتادة للفضائية الإسلامية الأحمدية، ويقوم بنشاطاته اليومية كالمعتاد، متناسياَ كل ما يعانيه من ضعفٍ وألمٍ شديدين. وتبيَّن خلالَ هذه الفترة أنّه مصاب بالسكري الذي تسبّب في الضعف الشديد، ولكن الأطباء لم ينجحوا في تشخيص المرض بدقة مما أدّى إلى تدهور صحته أكثر فأكثر وبشكلٍ سريع. إلا أنه في الفترة الأخيرة تبيَّن بعد الفحوص الدقيقة على يد أخصّائيين كبار أنَّ بعض أوعية القلب كانت شبه مسدودة، وأنَّ بعض الشرايين التي تُوصل الدم إلى المخ عبر العنق كانت هي الأخرى لا تعمل بشكل صحيح. فاستدعى الأمر إجراءَ عملية جراحية أولاً تَمَّ من خلالها توسيع أوعية القلب. ثم قاموا بعد حوالي أسبوعين من ذلك بعملية جراحية دقيقة في عنقه لفتح الشريان الموصل للدم إلى المخ.

مكث حضرته بعدها في المستشفى بضعةَ أيام، ثم رجع إلى محل إقامته بالمبنى المجاور لمسجد فضل بلندن حيث يقضي فترة النقاهة. وصحته، والحمد لله، في تحسّن مستمر بطيء، وما زال حضرته يشعر بالضعف العام.

لذا نلتمس الإخوة المخلصين أن يستمروا في الدعاء والابتهال والصدقات والنوافل خاصةً في أيام وليالي هذا الشهر المبارك الفضيل، كي يرحمنا الله تعالى فيرزق أمير المؤمنين شفاءً عاجلاً لا يغادر سقماً، ويُبارك لنا في عمره وأمره وصحته بركاتٍ كثيرة، ويجعلنا سفراء الإسلام والسلام تحت قيادته الحكيمة الرشيدة، آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك