متى وُلد المسيح عيسى عليه السلام؟

متى وُلد المسيح عيسى عليه السلام؟

بشير أحمد أورشارد

بشير أحمد أورشارد

المسيح هو ركيزة وروح اللاهوت المسيحي، ودون الاعتقاد عن مولده، فكل التسميات والتعريفات التي يضعها علماء اللاهوت تغير أساس المسيحية. خلال الألفي سنة الأخيرة، نجد أن ملايين المسيحيين وجدوا الدعم في اعتقادهم بحياة المسيح .. فصفة المعجزات التي ترتبط بمولده، والقصص عن المعجزات التي قام بها، واصطدامه بالرومانيين والإسرائيلين وغيرهم، ثم أخيرا صلبه .. كل هذا أرسى اللبنات الأولى والتي ما زالت تغذي هذه الديانة الرائدة في العالم الغربي إلى اليوم، ومنذ قرون مضت. مع هذا فإنه يبدو غريبًا أن معظم الأحداث المهمة في حياته بقيت لغزًا وراء الحجاب. هل ولد من أم بكر؟ متى وُلد؟ لماذا اكتنف الغموض حياته منذ طفولته وحتى إعلانه النبوة؟ كم دامت رسالته؟ من هم المسئولون حقيقة ً عن محاولة صلبه؟ قادة اليهود المعادون، أم الحكام الرومان؟ هل مات بعد قليل من صلبه، أم كان مغشيًا عليه عندما أخذ من على الصليب؟ إذا كان قد بُعث، فمن هم شهود العيان، إن كان هناك؟ ما هي أهمية بقع الدم على قطعة القماش التي كفن بها والتي توجد الآن بكاتدرال تورين، بإيطاليا. هل غادر فلسطين إلى الضفة الغربية لينجز ما قاله بأنه أتى من أجل القبائل الإسرائيلية المفقودة؟ هذه وكثير من مثل هذه الموضوعات عن حياة المسيح كانت ولا تزال تشغل وتتحدى طموحات الكثير من العلماء المسيحيين وغيرهم.

للتوضيح، دعنا نعلق على موضوع واحد فقط عن مولده، حيث ظل العالم المسيحي ومنذ القرن الثاني الميلادي يحتفل بمولد المسيح يوم 25 ديسمبر. فالتقويم المسيحي يجعلنا نعتقد بأن المسيح وُلد في ذلك اليوم قبل حوالي 1990 سنة ومن ناحية أخرى، فالعلماء المسيحيون لم يُجمعوا بالضبط على السنة التي وُلد فيها، ولا حتى على التاريخ الذي وُلد فيه.

ديفيد. إي. أندرسون David . E. Anderson ، الكاتب الديني يعلق: (يقول العلماء بأنه ليس هناك حادث ثابت أو واضح يحدد ميلاد المسيح بدقة، مع أن معظم خبراء الكتاب المقدس يجعلون مولد المسيح حوالي 6 سنوات قبل الميلاد)

(أخبار اليوم NEWSDAY  ، 22 ديسمير 1983)

معظم علماء الكتاب المقدس اليوم لا يقررون فقط أن المسيح وُلد بست سنوات قبل التاريخ المعروف للناس، بل يرفضون الزعم بأن المسيح وُلد في يوم 25 ديسمبر. كما أوضح ديفد إندرسون، من أن طقوس الاحتفال بعيد الميلاد جاءت كرد فعل لما كان يمارسه الرومان باحتفالهم بعيد الحصاد، والذي يعني نهاية فصل الشتاء وعودة الشمس والدفء، للزحل إله الحصاد، وبمعنى آخر، أصبح عيد الميلاد (يفهم كبديل لعبادة الشمس، بعبادة الابن)

ويضيف قائلا : (في العام 529 م، بعد أن أصبحت المسيحية دين الدولة للأمبراطورية الرومانية، جعل الأمبراطور جستيان من عيد الميلاد عطلة مدنية منع فيها جميع الأعمال في ذلك اليوم)

منذ ذلك الحين أصبح الاعتقاد بعيد الميلاد راسخًا، وبالرغم من أن البرلمان الإنجليزي حرم تلك العطلة في 3 يونيو 1647، إلا أن هذا البرلمان أُجبر لإلغاء ذلك القانون، وعاد الاحتفال بذلك العيد نتيجة ضغط الجمهور. مما لا شك فيه أن الاعتقاد بسنة وتاريخ ميلاد المسيح خاطئ تمامًا ومعاكسًا تمامًا لما وجده المؤرخون والعلماء وخبراء المسيحية.

ويبقى السؤال: إذا كانت قصة البعث محاطةً بمثل هذه الخرافات والخزعبيلات، ألا يمكن أن تكون هذه ضربة قاضية على ركائز اللاهوت المسيحي، مثل الكفارة والتصديق بالمسيح كمنقذ؟

Share via
تابعونا على الفايس بوك