ثلاثة من صحابة المسيح الموعود الكرام
  • حضرة المولوي سيّد سَرْوَر شاه
  • حضرة مولانا غلام رسول
  • حضرة الحافظ روشن علي

__

8- حضرة المولوي سيّد سَرْوَر شاه(1885-1947)  

هو من أجلَّة علماء الجماعة؛ إذ كان أول من تقلد منصب المفتي للجماعة الإسلامية الأحمدية، ثم عميد الجامعة الأحمدية أيضا، له تفسير مختصر للقرآن الكريم يعرف باسم تفسير سَرْوَري، كان يتقاضى راتبا شهريا – كبيرا نسبيًّا- قدره 180 روبية، وذلك في كلية اِدْوَرد في مدينة بيشاور بالهند، لكنه فضّل أرض سيدنا المسيح الموعود ، وهاجر إلى قاديان، حيث توظف بخمس عشرة روبية شهريًّا، وعند التقاعد – بعد 37 عامًا- كان راتبه قد ارتفع إلى 150 روبية شهريا، وحصل على 47 روبية راتبا تقاعديّا شهريا.
كان إمام الصلاة في المسجد، ومما يدل على اهتمامه بأداء الصلاة مع الجماعة أنه ذات يوم استأذن المصلين في العودة إلى البيت مستعجلا بعد أداء الصلاة، لأنه ترك ابنته تُحتضر وتلفظ أنفاسها الأخيرة، فقال للمصلين: لقد تركتُ ابنتي تحتضر، وأغلب ظني أنها قد فارقَت الحياةَ، وعلي أن أدبّر لها الكفن والدفن.
كان كثير الانهماك والخشوع في الصلاة؛ حتى أنه ذات يوم تأخر عن صلاة الفجر، ولم يستطع أداء ركعتي السنة قبل الصلاة، وحين بدأ يصلي هاتين الركعتين أطالهما جدا، وبعد أمدٍ قال له أحد الأشخاص بأن الشمس قد طلعت، فقال: ومن يدري أن الشمس قد طلعت، فلو كنت هنا – في هذا العالم- لأدركتُ ذلك، لكنني لم أكن هنا.
حاز على شرفِ تعيينه من قبل سيدنا المسيح الموعود ممثلاً له في الحوار مع الشيخ ثناء الله الأمرتسري الذي عُقد بأرض قرية «مُدّ» شرقي مدينة أمرتسار، وهذه الأبيات الجميلة؛ تبقى على الدوام تحث القراء على الدعاء له، حيث يقول باللغة العربية في وصف حضرة المولوي محمد سرور شاه :
وكان ثناء الله مقبـول قومهِ
ومنا تصدّى للتخاصُم سَــرْوَرُ
كأنّ مقام البحث كان كأجمةٍ
به الذئب يعـوي والغضنفر يزأرُ

9- حضرة مولانا غلام رسول الراجيكي (1877-1963م)  
هو من كبار صحابة سيدنا المسيح الموعود ، ويعد من الأولياء المستجاب لهم، إذ كان أفراد الجماعة كلما ألمَّتْ بأحدهم مشكلةٌ هُرِع إليه يطلب منه الدعاء، كما كان الطلاب أيام الامتحانات وبعدها يتوجهون إليه طالبين منه الدعاء للنجاح، وكان أحيانا كثيرة يرفع أكف الضراعة لربه الرءوف للدعاء فورا، وكان كثيرا ما يزفّ إلى طالب الدعاء بشارة، حتى كان الخلفاء أحيانا يطلبون منه الدعاء في الأمور المهمة. وقد ظهرت على يديه معجزات وخوارق عديدة، ولقد تنبأ كثيرا وتحققت نبوءاته، كان تواقا شغوفا بالتبشير بأن المسيح الموعود والإمام المهدي قد جاء ونشْر رسالته، دون أن يقيم أي وزن للأخطار التي قد يلقاها في سبيل ذلك، فقد تعرض مرة لمحاولة قتل، لكن الله نجّاه وأعطاه بشارة بعواقب وخيمة لأعدائه؛ فذات مرة دخل قرية وبلّغ أهلَها رسالة المسيح الموعود والإمام المهدي ثم قفل راجعا، وحين علم بذلك مختارُ القرية أرسل أشخاصا لملاحقته، لكنه كان سريع المشي فنَجا بفضل الله، إلا أنه تنبأ بأن المختار سيكون في القبر في اليوم الحادي عشر بعد ذلك اليوم، وحقق الله ما تنبأ به – رغم كون المختار يتمتع بصحة جيدة- إذ مرِض المختار في اليوم العاشر، ولفظ أنفاسه في اليوم الحادي عشر تماما ودخل القبر كما ورد في النبوءة.
لقد بايع سيدنا المسيح الموعود في عام 1897م بعد قراءة كتابه الجليل «مرآة كمالات الإسلام» الذي يضم قصائد تطفح بعشق سيدنا أحمد لسيده المصطفى باللغة العربية والفارسية. ومنها القصيدة المشهورة «يا عين فيض الله والعرفان يسعى إليك الخلق كالظمآن».
كانت تربطه علاقات وطيدة من الحب المتبادل مع سيدنا المسيح الموعود ، وكان شاعرا باللغة العربية والأردية والبنجابية، وقد كتب سيرته الذاتية وأورد فيها أحوال حياته والآيات التي ظهرت على يديه تأييدا من الله.
كان البروفيسور الدكتور محمد عبد السلام – العالم الفيزيائي الشهير الحائز على جائزة نوبل للفيزياء وأحد أبناء الجماعة الأحمدية الأبرار – بطيئا في الكلام في صغره، فخاف عليه والدُه المرضَ، فأحضره ذات يوم إليه وقال: يا شيخ، إن ابني هذا لا يتكلم. فوجّه الخطاب إلى الولد وقال له: يا ولد! لِمَ لا تتكلم؟ ثم قال للوالد: لا داعي للقلق والهَمّ فسيتكلم ويستمع له العالَم. ولا يخفى على أحد كيف تحققت هذه النبوءة!

10- حضرة الحافظ روشن علي (1883-1929م) 
بايع في عام 1900م على يد الإمام المهدي ، وتعلّم القرآن من سيدنا نور الدين – الخليفة الأول – وكان زميلا لسيدنا المصلح الموعود . ومن تلامذته البارعين؛ مولانا الأستاذ جلال الدين شم، والأستاذ أبو العطاء الجالندهري رحمهما الله، ولكليهما خدمات جليلة في ميدان التبشير في البلاد العربية.
دوّن الفقهَ الإسلامي الأحمدي، وعند وفاته لقبه سيدنا المصلح الموعود بعبد الكريم الثاني.

Share via
تابعونا على الفايس بوك