يلاش.. اسم من أسماء الله تعالى

يلاش.. اسم من أسماء الله تعالى

س. م. دويدار

  • هل نجد اسم “يلاش” في الآثار الإسلامية؟
  • ظاهرة النحت اللغوي
  • بحث في أمهات المعاجم العربية

__

«يَلَاش».. وماش خير من لاش

الاعتراض
من جملة الاعتراضات الموجهة إلى جماعة المؤمنين في كل عصر، تلك التي تتناول الوحي المقدس الذي تلقاه مؤسسها.
هذا الوضع باق على حاله لم يتغير قيد شعرة، فخصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية على درب أسلافهم ماضون، فنراهم يقولون مثلا: إن مؤسس جماعتكم دعا ربه بـ «يلاش»، وإننا لا نجد مثل هذا الأمر لا في حديث النبي، ولا أقوال الصحابة، أو ما تناقلته ألسنة العرب. فأنى له أن يبتدع هذا اللفظ؟! أوليست كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار؟!

ظاهرة النحت
هناك ظاهرة لغوية اشتهرت في كلام العرب، وعرفت باسم «ظاهرة النحت»، ومعناها تشكيل لفظة واحدة مختصرة للتعبير عن جملة طويلة متعددة الكلمات، نحو: لفظ «الحمدلة» المنحوت من جملة «الحمد لله»، ولفظ «الحوقلة» المنحوت من «لا حول ولا قوة إلا بالله»، ولفظ «البسملة» المنحوت من «بسم الله الرحمن الرحيم»، و«السبحلة» التي تعني «سبحان الله»، و«الهيللة» منحوتة من «لا إله إلا الله»، و«الحيعلة» أي «حي على الصلاة حي على الفلاح»، و«الطلبقة» التي تعني «أطال الله بقاءك»، و«الدمعزة» أي «أدام الله عزك»، و«الجعفدة» بمعنى «جعلني الله فداءك»، وغير تلك الأمثلة الكثير مما تعارف عليه العرب. فلفظ «يلاش» المذكور في كلام المسيح الموعود منحوت من جملة «يا من لا شريك له» التي هي إحدى صفات الله الحسنى والتي لا ينكرها موحِّد.

في أمهات المعاجم العربية
الفعل تلاشى من الأفعال المستعملة للدلالة على الفناء والاختفاء، وهو فعل نادر في معاجمنا القديمة. والجذر اللغوي لاش، لوش، فقير جدا في مادته، وإن كان موجودا باشتقاقاته المذكورة في المعاجم، كما تداولته الألسنة وما زالت.
جاء في اللسان لابن منظور في معرض حديثه عن لفظة «ماش»: «الماشُ هو القماش لا قيمة له. ومنه قولهم: الماش خير من «لاشَ»، أي القماش البالي المهترئ خير من لا شيء».
وقال الفيروزآبادي في القاموس المحيط: «إذن لاشَ مختصر من لا شيء، والفعل تلاشى منحوت من لا شيء، مثل «بسملَ» المنحوت من بسم الله، و«حَمْدلَ» المنحوت من الحمد لله».
ولدينا اليوم الفعل لاشاه ملاشاةً، وتلاشى تلاشياً. وفي المعجم الوسيط الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة، جاء في شرح الفعل «اضمحل»: «انحل شيئا فشيئا حتى تلاشى».
ربما يمكننا التماس العذر للخصوم هذه المرة حين يثيرون اعتراضا كهذا، إذ يجهلون أصل الموضـــــــــــــــوع ويضلُّون في مفــــــاوز اللغة العـــــــــــــــــربية التي لا يحيط بأســـــــــــــرارها إلا نبي، وليس على الجـــــــــــــــــــاهل في أغلب الأحـــــــــــــــيان حرج.

المُحدَّث مُعَلَّم
لقد أوحى الله تعالى إلى المسيح الموعود أن «يلاش» هو اسم من أسمائه تعالى ويعبر عن صفة من صفاته عز وجل، ويعني «يا من لا شريك له». وقد أخرج أحمد في مسنده عن عبد الله قال رسول الله : «ما أصاب أحدا قط هم وﻻ حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك. ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علّمته أحدًا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حزني وذهاب همي، إﻻ أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا».
فهذا اﻻسم (يلاش) هو مما علمه الله لأحد من خلقه وهو حضرة مرزا غلام أحمد .

Share via
تابعونا على الفايس بوك