سيرة المهدي - الجزء 1 الحلقة 27
  • استخدام المسيح الموعود للساعة
  • شرح لطيف من المسيح الموعود عن الآيات الصعبة
  • رأي حضرته عن بعض العادات والتقاليد
  • ما كان يحب من الأطعمة والأشربة
  • علاقته بميان عبد الله السنوري وأكثر كلماته

__

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان عبد الله السنوري وقال: أُهدي إلى حضرته ساعة جيب. لم يكن حضرته يربطها بسلسلة بل كان يلفها في منديل ويضعها في الجيب. وكلما أراد معرفة الوقت أخرج الساعة وبدأ بعدِّ الأعداد واضعًا إصبعه على كل عدد منها ومردّدًا بصوت مسموع أيضا. لم يكن حضرته يستطيع معرفة الوقت بالنظر السريع إلى الساعة.

يقول ميان عبد الله: كنت أحبّ طريقة حضرته في إخراج الساعة من الجيب وعدِّه الساعات.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان عبد الله السنوري فقال: قال لي حضرته مرة: إن الآيات القرآنية التي تبدو في الظاهر صعبة الفهم وتَرِد عليها الاعتراضات الكثيرة توجد تحتها خزائن كبيرة من المعارف والحقائق في حقيقة الأمر. ثم قدم مثالا فقال: مثل هذه الآيات كمثل خزينة عليها حراسة شديدة، توضع مثل هذه الخزينة في غرفة متينة البناء جدرانها سميكة وأبوابها ضخمة ومسلحة بالحديد وعليها أقفال غليظة وقوية، وتوضع في مثل هذه الغرفة صناديق حديدية صلبة محتوية على الخزينة، وتوضع مثل هذه الصناديق في غرف مظلمة تحت الأرض، ولأجل ذلك لا يقدر كل من هب ودبّ على الوصول إليها والاطلاع عليها. أما الأماكن المعدة للجلوس فهي غرف واسعة وأبوابها أيضا من الزجاج مما يتيح لمن هو في الخارج إلقاء النظرة إلى الداخل، ومن السهل- لمن أراد – الدخول إليها.
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتي ميان عبد الله السنوري وقال: كان حضرته كلما ذهب إلى المسجد الكبير في أيام الصيف طلب استخراج الماء من البئر وشرب من الدلو مباشرة. كان حضرته يحب أن يشرب في إناء فخاري أو من الجرة الفخارية.

حدثني ميان عبد الله فقال: كان حضرته يحب الـ “بِكَوْرَه”1 المقلية جيدًا المخلوطة بالبهارات الحارة، وكان أحيانًا يرسلني لجلبها. كان حضرته يأكلها أثناء التمشي في المسجد.

كان يحب أكل الدجاج المقلي أيضا، فلقد أخذنا دجاجًا مقليًا معنا أثناء سفرنا إلى “هوشيار بور”.

كان يحب أكل صلصلة الفجل، واللحم بالخضرة المسمّى “مونغرى” (وهي فاصولياء خضراء رفيعة – المترجم)، كما كان يحب اللحم المشوي شواء جيدًا. كان يحب الخبز المخبوز جيدًا بحيث يكون قاسيا نوعًا ما. كان يحب مرق اللحم الذي طُبخَ مدة طويلة حتى نضج فيه اللحم جيدًا.

وكان يحب عصير الليمون وكان ميان جان محمد يحضّر له هذا العصير.

وحدثني ميان عبد الله أيضا أن حضرته قال مرة: ينبغي عدم الإكثار من تناول اللحم. من واصل أكل اللحم لأربعين يومًا بكثرة اسودّ قلبه، فينبغي استبدال اللحم بالمجروش والخضار أيضا. لم يكن حضرته يحب لحم الشاة، وكان يحب الرز المطبوخ بالسكر البلدي. كان حضرته في البداية يستخدم السكر البلدي في الشاي. كان يقول عن مرق الطبيخ: لا يعجبنا المرق الثخين كالوحل، بل ينبغي أن يكون سائلا بحيث لو طبخ اللحم بقيمة “آنة” (جزء من ستة عشر جزء من الروبية- المترجم) واحدة أكله ثمانية أشخاص. كانت الآنة الواحدة في تلك الأيام تكفي لشراء كيلوغراما من اللحم.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان عبد الله السنوري وقال: جاء أحد إلى حضرته بمسبحة هديةً، فأعطانيها حضرته قائلا: خذها واقرأ عليها الصلاة على النبي . وكانت تلك المسبحة جميلة جدًّا.

أقول: لم يكن المسيح الموعود يحب استخدام المسبحة عمومًا.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان عبد الله السنوري وقال: كان حضرته يقول: سيمثل شخص أمام الله يوم القيامة فيسأله هل عملتَ أي عمل صالح؟ فلن يستطع أن يردّ عليه بشيء، فيقول له الله: هل التقيت بأحد الصلحاء في حياتك؟ فيردّ عليه بـ لا. فيقول له الله: فكّر جيدًّا ثم أجبْ، فيقول هذا الشخص: كنت مارًّا من أحد الأزقة فمرّ بي شخص يدعوه الناس صالحًا، فيقول الله تعالى: اذهب فقد غفرت لك بسببه.

يقول ميان عبد الله: قال حضرته مرة: من يصلي وراء شخص كامل، تُغفر له ذنوبه قبل أن يرفع رأسه من السجدة.

أقول: ليس ذلك من قبيل السحر والشعوذة بل الإخلاص وصحة النية شرطان لازمان في مثل هذه الصلاة. (انظر لمزيد من التفاصيل الرواية رقم 425 في الجزء الثاني من هذا الكتاب)

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان عبد الله السنوري وقال: جاء مرة شخص إلى حضرته وسأله: هل أنت المسيح والمهدي حقًّا؟ فقال حضرته: نعم أنا المسيح والمهدي الحق. ولقد قالها حضرته بثقة متناهية وبطريقة تأثر بها هذا الشخص أيما تأثر ودخل في بيعته فورًا. لقد تأثر قلبي أيضا تأثرا عظيما لرد حضرته.
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان عبد الله السنوري وقال: قال حضرته مرة: من يتزوج من اثنتين يصبح درويشا.

أقول: لو راعى أحد الشروط التي أوجبها الإسلام لمن يُعدِّد فلا يمكن أن يتحول الزواج من اثنتين أو أكثر ذريعة للتمتع بالملذات، بل يكون تضحية يضطر المرء للقيام بها في ظروف خاصة.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان عبد الله السنوري وقال: ذُكر مرة أن هناك عادة لدى بعض المقلدين أنهم يوزعون الطعام في اليوم الأربعين بعد وفاة أحدهم، أما غير المقلدين فيخالفونهم في ذلك جدًّا ويقولون إذا كنتم تريدون إطعام الطعام فيمكنكم ذلك في أي يوم آخر، فقال حضرته: الحكمة وراء إطعام الفقراء الطعام في اليوم الأربعين هي أنه يوم وداع نهائي لروح الميت، فكما أنه يوزع شيء عند توديع البنت كذلك يوزع الطعام على الفقراء لدى وداع روح الميت من أجل إيصال الثواب إليه. وإن علاقة الروح مع هذه الدنيا تنقطع نهائيا بعد أربعين يوما.

أقول: لقد ذكر الحكمة من وراء هذا التقليد، وإلا فلم يكن حضرته مهتمًّا بمثل هذه التقاليد والعادات.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان عبد الله السنوري وقال: في السنة التي عقدت فيها الجلسة السنوية الأولى وخطب فيها حضرته تكلم فيها عني قبل خطابه: ميان عبد الله السنوري صديق لنا منذ زمنِ خمولي، وذكرتُه لكم لكي تتعرفوا عليه، ثم بدأ حضرته بإلقاء خطابه.

(أقول: عقدت الجلسة الأولى في عام 1891م)

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان عبد الله السنوري وقال: كثيرًا ما كان حضرته يقول:

خدا داري جه غم داري

أي: إذا كان الله معك فأي حزن تعانيه؟!

Share via
تابعونا على الفايس بوك