أكد ولا تأكد
  • متى نقول “من خلاله” ومتى نقول “من خلال”
  • فلنقل “فضلا على ذلك” وليس “علاوة على ذلك”
  • عدم إلحاق “على” إلى “أكد” ومِن بـ “تاكد”
  • معنى “على الرغم”

__

مـن خـلال

جاء في (المعجم الوسيط): «الخَلَلُ: مُنْفَرَجُ ما بين كل شيئين، والجمع خلال.»

وجاء في التنْزيل العزيز: الله الذي يُرسِل الرياحَ فتُثيرُ سحاباً فيبسُطُه في السماء كيف يشاء ويجعلُه كِسَفاً فترى الوَدْقَ يخرجُ من خلاله .

حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي حُصَيْنٌ وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ سَمِعَا سَالِمًا قَالَ سَمِعْتُ جَابِرًا قَالَ:  “أَصَابَنَا عَطَشٌ فَجَهَشْنَا إِلَى رَسُولِ الله قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ مَاءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَثُورُ مِنْ خِلَالِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهَا عُيُونٌ.” (مسند أحمد، كتاب باقي مسند المكثرين)

يقول المسيح الموعود : “وكانوا لا يحفظون فروجهم، ولا يتركون دَوْرَقَهم ودُروجهم، وكانوا على هجو الإسلام من المصرين. وكانوا يغضبون غضب السباع مع ظلمة المعاصي والظلم والإيقاع، كأنهم سحاب ركام فيه شغب الرعد والبرق والصاعقة، ولا يخرج قطرة وَدَقٍ من خلاله، فنعوذ بالله من شر المعتدين. وبينما هم كذلك إذ اصطفاني ربي لتجديد دينه…” (التبليغ)

وفي الأمثلة السابقة استعملت (من خلال) على الحقيقة، وقد تستخدم على المجاز كقولنا: “وإني ألمح من خلال كتابات المسيح الموعود  تأييدا ربانيا عجيبا…”

ومثال على استعمال (من خلال) جانَبَه التوفيق:

تقوم محطتنا الفضائية من خلال برنامج الحوار المباشر بتناول مواضيع حساسة من خلال اتصالها بالمشاهدين ومحاورتهم.

والصواب القول: تقوم محطتنا الفضائية في برنامجها… بتناول مواضيع حساسة باتصالها…

ولاجتناب هذا الخطأ الشائع يجب أن يُختار – عوضاً عن (من خلال) – ما يناسب المقام مما يلي:

بـ، في، من طريق، بواسطة، أثناء، باستعراض، انطلاقاً من، باستعمال، بممارسة، بفضل، بسبب، نتيجة لـِ، بالاستفادة من، وذلك أن، بإجراء، بالرجوع إلى، الخ…

الخطأ في استعمال: (علاوةً على ذلك)

يشيع استخدام تعبير “علاوةً على ذلك” خطأ في مواضع يقصد منها: إضافة إلى ذلك، أو زيادة على ذلك أو فضلا على ذلك التي تكون منصوبة على المصدرية (مفعول مطلق) ويكون التقدير: أضيف إضافةً على ذلك، وأزيد زيادةً على ذلك، وأُفْضِل فضلا على ذلك.

وقد جاء في (لسان العرب): «العِلاوة: أعلى الرأس، وقيل أعلى العُنُق… والعِلاوة: ما يُحمل على البعير وغيره، وهو ما وُضع بين العِدْلين… وقيل: علاوة كل شيء: ما زاد عليه…»

فنقول على الصواب: أُعطِيَ فلانٌ علاوةً على مرتّبه قدرها مئة ليرة (علاوة هنا مفعول به، وليست منصوبة على المصدرية، لأنها ليست مصدراً)؛  فالعِلاوة – كما نرى – ليست مصدراً، بخلاف المصادر الثلاثة المذكورة آنفاً (إضافة، زيادة، فضل)، فلا يصحُّ استعمالُها استعمالَ تلك المصادر.

ملحوظة:

* وبهذا المعنى لا نقول: (بالإضافة إلى ذلك…) لأن معنى هذا التركيب هو: بسبب الإضافة إلى ذلك: فنقول مثلا على الصواب: ثمة حالات يكتسب فيها الاسم تعريفاً، بالإضافة إلى اسمٍ معرفة. أي: بِعِلَّةِ/ بسببِ إضافته إلى اسمٍ معرفة.

* أما استعمال (فضلاً عن) في مثل قولهم: (فلانٌ لا يملك درهماً فضلاً عن دينار)، فمعناه: لا يملك درهماً ولا ديناراً. كأنه قيل: لا يملك درهماً فكيف يملك ديناراً؟

أكَّد وتأكَّد

جاء في (المعجم الوسيط): «أكَّد الشيءَ تأكيداً: وثَّقه وأحكمه وقرَّره فهو مؤكَّد. وتأكَّد: اشتد وتَوَثَّقَ.»

إذن: لا يقال: (أكَّد على الشيء)، وإنما يقال: (أكَّد الشيءَ! فتأكَّد الشيءُ).

وعلى هذا لا يصح أن نقول مثلاً: (يجب أن نتأكّد من حدوث كذا)، لأن الصواب هو: (يجب أن يتأكَّد لنا حدوث كذا) أو (يجب أن نتحقق حدوث كذا، أو نتيقَّن أو نستَيْقِنَ حدوثَ كذا، أو نَتَوثَّق من كذا أو نستوثق منه).

ولا يصح أن تقول: (هل أنت متأكّد؟)، لأن الصواب هو: (هل أنت متحقق؟ / متيقن؟ / مستيقن؟).

يقول الله تبارك وتعالى:

وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (النمل: 15)

يقول المسيح الموعود : “ولما بلغت أشد عمري وبلغت أربعين سنة، جاءتني نسيم الوحي بِرَيَّا عناياتِ ربي، ليزيد معرفتي ويقيني، ويرتفع حجبي وأكون من المستيقنين.” (التبليغ)

على الرغْم

جاء في (المعجم الوسيط): «الرَّغْم: الرَّغام (أي التراب). ويقال: فعله على رغمه، وعلى الرغم منه، وعلى رغم أنْفِهِ: على كُرْهٍ منه.»

يقال في العربية: (على رغم كذا، وعلى الرغم مِن كذا، وبرغم كذا، وبالرغم من كذا).

ويقال مثلاً: (ما كنت أحبّ أن أحضر، ولكني حضرتُ رغْماً).

ولا تستعمل كلمة (الرغم) في غير هذه التراكيب التي – لدى استعمالها – يكون معنى الكُرْهِ وعدم الرغبة أو القَسْرِ أو المُغالَبَة أو المعاناة ملحوظاً غالباً، نحو: (أخذ الأب طفله إلى المدرسة على الرغم منه…)

قَالَ رَسُولُ الله “رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ”. (سنن الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله)

وفيما يلي نموذجان من استعمالاتٍ جانَبَها التوفيق وتصويبهما:

على الرغم من أن مسألة رفع المسيح عيسى إلى السماء غير صحيحة إلا أن هناك من لا يزال يدافع عنها.

والصواب: مع أن مسألة رفع المسيح…

إن المشايخ على الرغم من فقدانهم الدليل والإثبات على نظرية رفع المسيح ينادون بها.

والصواب: وإن المشايخ على فقدانهم الدليل…

قال الشاعر:

ما سَلِمَ الظبيُ على حُسْنِه

كلاّ ولا البَدْرُ الذي يوصف

الظبْيُ  فيه خَنَسٌ  بَيِّنٌ

والبدر فيه كَلَفٌ يُعرف

Share via
تابعونا على الفايس بوك