قراءة في كتاب الهدى والتبصرة لمن يرى
  • ماذا تضمن كتاب “الهدى والتبصرة لمن يرى” من موضوعات؟
  • كيف اشتمل هذا الكتاب على وصفة إصلاح علماء آخر الزمان وساستهم وإعلامييهم؟
  • هل تضمن كتاب “الهدى والتبصرة…” نبوءات تحققت فعلا؟ وكيف؟

_____________

* ألّف سيدنا أحمد هذا الكتاب ردًّا على الشيخ محمد رشيد رضا صاحب جريدة المنار، حيث كان المسيح الموعود قد أرسل له كتابه: إعجاز المسيح، ولكن الشيخ رشيد رضا عاب الكتاب وقلّل من شأنه، فكتب المسيح الموعود   هذا الكتاب باللغة العربية الفصيحة متحديًّا إياه فصاحةً وبلاغةً وعلمًا، طالبًا منه كتابة مثلِه، ولكن الشيخ رشيد رضا قد عاش بعد هذا الكتاب ثلاثين سنة، ولا أعلن أنه قبِل التحدي، ولا ألف كتابًا قال أنه يضاهي هذا الكتاب فصاحة وبلاغة وعلمًا وحسن بيان، وبذلك تتحقق نبوءة سيدنا أحمد أنه لن يؤلف كتابًا مثله في قوله (سيُهزم فلا يُرى)، فقد هُزم بعدم قبوله التحدي، ولم يُرَ بعدم رؤية كتاب له يوازي كتاب المسيح الموعود رغم امتداد عمره من بعده ثلاثين سنة، و لكن الشيخ رشيد رضا في جريدته «المنار» لم ينكر ولم يستبعد هجرة المسيح الناصري إلى الهند وحياته وموته هناك، وصرح أن ذلك لا يُستبعد عقلًا ولا نقلًا، والعجيب أن المشايخ من تلاميذ الشيخ رشيد رضا لا يقولون بما قال في هجرة المسيح وموته في كشمير، ويخالفونه مخالفة صريحة رغم أنه شيخهم وهم تلامذته، وربما يجهل كثير منهم منهجه في هذه العقيدة بالرغم من مكانته عندهم، وهؤلاء هم السلفيون في عصرنا هذا، وهي نفسها الجماعة التي كان قد أسسها الشيخ محمد رشيد رضا تحت اسم: أنصار السنة المحمدية.

وقد ذكر المسيح الموعود في هذا الكتاب بعض طوائف هذا الزمان ورموزه، ووصفهم بأدق الأوصاف وأصدقها، وكشف عن مواطن أمراضهم، وأسبابها، ووصف طريق علاجها. وفي الأسطر التالية نتذوق بعض ثمرات هذا الكتاب:

* إذا أراد الله بقومٍ خيرا أقام بينهم رجلًا صالحًا على مقام الأنبياء.

* هوى محمد رشيد رضا من علياء المنار إلى أسافل الحضيض بعد رفضه وتهوينه من شأن كتاب إعجاز المسيح.

* الحق أن الشيخ رشيد رضا تعجّل في الحكم، ولم يعط نفسه فرصةً للفهم، ولم يستشهد على ما قال.

* قد يكون رد فعل الشيخ رشيد رضا نوعًا من الحقد والحسد، أو أنه تعوّد على ما يكتبه قومه، ويستهجن غيره ويستغربه.

* بدأ البعض يتأثرون بكلام رشيد رضا، ويتخذون موقفه، وكان لابد من الرد.

* الكثير من الفصحاء الذين يكتبون في الجرائد والمجلات هدفهم المال والثروة، أما تحري الحق ومعرفة الحقيقة فليست من أدنى اهتماماتهم، وهذه خيانة من الخيانات العظمى، إذ لكل مهنة ميثاق شرف، وميثاق شرف الصحفيين والعاملين في المجالات الإعلامية وإشاعة الأخبار التي من شأنها أن توجه الرأي العام حيث تشاء أن تتحرى الصدق ولو بشق الأنفس، وألا تشيع خبرًا إلا بعد أن تتيقن من حقيقته، وألا تكون يد عون لمروجي الفتن وبغاة الفساد، ثم إن  بينهم وبين علماء الدين الحقيقيين ما بين الأرض والسماء، لأن الفصيح البليغ في الكتابة في الأمور الدنيوية أدنى منزلةً من نظيره في أمور الدين، فشتان بين طالب الدنيا وطالب الآخرة.

* الكُتاب والمؤرخون لهم أهمية قصوى وهي أنهم ينقلون لنا أخبار وتجارب الآخرين، غير أن أصحاب الجرائد بدلوا أخلاقًا كانت لأسلافهم، وأصبح المال همهم، واللغو سبيلهم، ومعاداة الناس لأتفه الأسباب هدفهم، وأصبح الاهتمام بنصرة الدين ونشره والدفاع عنه آخر اهتماماتهم، فكيف تُرتجى منهم نُصرة ؟

*  القرآن الكريم أعظم وحي الله على الإطلاق، حتى وإن كان الله يوحي من بعده لأحد من الناس، أين الثرى من الثريا؟!

* فهم الشيخ رشيد رضا خطأً أن تحدي المسيح الموعود بكتاباته لمن يأتي بمثل كلامه يجعل كلامه قرآنًا آخر، ومن هذه الناحية يقول المسيح الموعود أنه يعذره إن كانت ردة فعله هذه ناشئة من غيرته على القرآن الكريم.

* ظهر الفساد في المسلمين لتركهم أصول الملة وشرائع الدين، وعاقبهم الله بتركهم لشرعه أن سلط عليهم الظالمين.

* مال أكثر ملوك المسلمين إلى الدنيا وزينتها والشهوات النفسانية، وكذلك شبوا منذ صغرهم، لأن مؤدبيهم علموهم على ذلك، ونشأوا نشأتهم الأولى على حب المظاهر والموسيقى والرقص، وهم لا يعلمون شيئًا عن السياسة وأمور الرعية.

* اتصفوا بكل الخبائث والمحرمات، وكانوا بعيدين عن مكارم الأخلاق وحسن الصفات، يطمعون في أموال الدولة ويعتبرونها إرثًا لهم، ومن كان هكذا فكيف لله أن ينصره ؟!

* وجود حكام كهؤلاء يسمون مسلمين هي أكبر مصيبة على الإسلام، ووجودهم من أهم أسباب غضب الله على المسلمين.

* من أهم خواص الملوك الصالحين أن الكفرة والفجرة يهابونهم ويُرعَبون من سيرتهم.

* الله يؤيد الكفرة على الفجرة، ولو كان الفجرة مسلمين، فهو الذي يهزمهم ويُخزيهم وليس أعداءهم، ذلك لفجورهم رغم توافر كل مقومات التقوى عندهم.

* إن شر الدواب قوم فسقوا بعد إيمانهم، فسلط الله عليهم أعداءهم

* من أهم أسباب فساد السلاطين وزراؤهم الذين هم ربما يكونون جهلاء,أو يكونون عالمين، لكنهم يتعمدون إيقاع ملوكهم في المفاسد ويزينون لهم أعمالهم،  ويكلفون المشايخ بإصدار الفتاوى التي تتماشى مع انحرافاتهم وغواياتهم.

* بناء على هذه الصفات أجمع أهل الغرب أن دولة تلك الملوك زائلة.

* ما جرأ القساوسة المنصرون إلا ما رأوا من نساء الملوك وبعدهم عن الدين، وإن هؤلاء الملوك يتحملون وزر من تنصروا من بلادهم لأنهم هم ولاة أمورهم.

* يقلب الله حياة هؤلاء الملوك خسارة وخراباً بما سمحوا من انقلاب وارتداد في دين الله.

* يطلب منهم ألا يسبوا ملوك النصارى لأنهم غير ملومين، واللوم واقعٌ عليهم هم.

* من سنة الله مع الناس أنه يُصلح لهم الملوك إن كانوا هم صالحين.

* هناك علاقة وثيقة بين الراعي والرعية، فإنْ تسمَّمَ فكر الراعي فكيف ينجو فكر الرعية؟ وإن تسمم قلب الراعي ودينه، فكيف تنجو الرعية بقلبها ودينها؟ فالراعي كالمعدات، والرعية كالآلات، ويجب التعاون على البر والتقوى وليس النفاق.

* عندما انقطعت علاقة الملوك بربهم، مسخهم وهوّنهم في أعين شعوبهم وأعدائهم.

* لا يقول المسيح الموعود للناس أن يخرجوا على ملوكهم، ولكن يبصرونهم بعيوبهم ويطلبون لهم الصلاح، ويبعدونهم عن مواطن الزلة والطلاح، وهذا هو التناصح وكلمة الحق عند السلطان الجائر.

* حاول الملوك المسلمون تقليد ملوك الغرب فما استطاعوا، وأعرضوا عن ثقافتهم وأهملوها لتغيير هويتهم، فأصبحوا لا من هؤلاء ولا من هؤلاء، لا يُعرف لهم وصف ولا ملة.

* كان ينبغي على الحكام المسلمين أن يحموا حرمات الدين والحَرَم، لكن الحرم هو الذي يحميهم بادعائهم دين الإسلام، والحرم المقصود هو حرم الله وحرم الرسول، والحفاظ على حرم الله يكون بطاعة أوامره واتباع شرعه والتزام منهجه، والحفاظ على حرم الرسول يكون باتباع أسوته والتمسك بقدوته والسير على آثار أقدامه.

* لم يبق ذنب ولا جهالة إلا وتوجد في المسلمين.

* آية الطاعون من الآيات العظمى التي رأى الناس من خلالها قريتنا وجماعتنا آمنةً مطمئنة، ويؤخذ الناس بالموت ويُتخطَّفون من حولها.

* تغيّر حال الإسلام في زمانهم فأصبح ذابلًا بعد نضارة، حتى أمسى  الإسلام كدارٍ خرِبة مات صاحبها فخيَّم عليها الحزن وغشيها الأنين.

* هؤلاء الملوك لا يستطيعون تقويم المعوج من أمر الرعية لأنهم هم أنفسهم معوجّون.

* ومن عيوب الملوك والسلاطين المسلمين أنهم تركوا اللغة العربية، وما أشاعوها وما نشروها وما علّموها، ونشروا بدلا منها لغاتٍ أخرى هي أقل منها فصاحة وبلاغة وجمالاً.

* يقول حضرته أن هذه الصفات التي وصف بها الملوك لا يصف بها جميع سلاطين وملوك المسلمين، ولكن بعضهم صالحون ويؤدون الحقوق بلا شك، وإنما أراد أن يقول أن منصب الخلافة كبير عسير على كل سلطان أو ملِك.

* قد يقول قائلٌ أن فساد الملوك تسبب في فساد العلماء، ولكنَّ العلماء كانوا أسوأ حالًا من الملوك في الحقيقة.

* باع العلماء الدين لأجل الدنيا، ويفتون الفتاوى الباطلة طلباً للمال ورضا السلطان، ملأهم الجهل والكبر والعُجب والخُيلاء، ولولا المال ما عبدوا ربًّا ولا دخلوا مسجدًا ولا علّموا علمًا، وإن وجودهم هو أكبر مصيبةٍ على الإسلام.

* كل ما يقوم به هؤلاء العلماء هو عونهم للنصارى في أباطيلهم وعقائدهم الفاسدة التي جاء الإسلام ليهدمها.

* ما كان الله ليعذب أمة قبل أن يُفهّمها الإيمان الحق بالأدلة والبراهين.

* تهافت هؤلاء العلماء أمام نقاش القساوسة وولّوا أمامهم مدبرين.

* إن هذه الشبهات التي يدّعيها النصارى تحتاج رجالا مطهّرين من المخلَصين

* إن منصب «العالم» أمر خطير، ينبغي لمن حاذوه أو يطلبونه أن يكونوا ذوي فطنة وذكاء وحجة، وعذوبة بيان وبرهان وقدرة على الإفحام.

* عندما يتكلم عن الإسلام أناسٌ كهؤلاء الذين يسميهم الناس ويسمون أنفسهم علماء فإنهم يجعلون الإسلام عرضةً للسهام، ولو سكتوا لكان خيرًا عميمًا للجميع.

* ليس في هؤلاء العلماء إلا اللحى الطويلة والجلابيب القصيرة والجهل والعبوس والبذاءة.

* هذه المهمة العظيمة التي يحتاجها الإسلام لا يصلح لها إلا من أوتي علم النبيين.

* كشف المسيح الموعود للعلماء أدلة صدقه فما رأوها، وكذبوه، ومنعهم التعصب

* لا يعبأ العلماء بما في المسلمين من ارتداد، ولا بالهجمات الضارية من القساوسة على الإسلام.

* يتوجه العلماء إلى تكفير المؤمنين وإخراجهم من الدين بدلا من أن يتوجهوا إلى درء شبهات المخالفين والمنصرين، وضم الشاردين إلى حظيرة الدين.

* كل ما يفعله هؤلاء العلماء هو تقليد أعمى لما كان عليه علماء بني إسرائيل.

* يحرّض العلماءُ الناسَ على قتل من خالفهم ومن عارضهم ومن ناقشهم بزعم أن هذا هو الجهاد، رغم أن هؤلاء العلماء هم الأحق أن يجاهدهم الناس، لأنهم هم الذين أفسدوا الدين، وفتحوا عليه أبوابًا للمخالفين المعادين، فهم أصل كل معيبة، وأساس كل ردة.

* يُشبِّه حضرته هؤلاء العلماء بمن يتاجرون في العملات المغشوشة المزورة.

* ينبغي ألا توجد آراء مع وجود الحَكَم، كما أن الصيد لا يحلّ  في الحرم، فكلاهما حرام.

* لم يظهر الدجال ويبدأ العمل بجد ونشاط إلا بعد القرون الثلاثة الأولى للإسلام، فإذا حسبت المدة التالية لها كانت تسعمائة عام، بمعنى أنه تسع مئات من السنين، وهذه التسعة تساوي التسعة أشهر التي يلبثها الجنين في بطن أمه حتى يولد وينزل للحياة، ومعنى ذلك أنه بعد انقضاء القرون الثلاث للصالحين، مرت تسعة قرون يتكون فيها الدجال، حتى خرج واستوى في القرن العاشر أي بعد ألف سنة من هذه القرون الثلاث، وهذا ما قد حدث على أرض الواقع بالتحديد.

* حتى هؤلاء الفلاسفة مع ما لهم من حسن الكلام، وسلامة المنطق ونصوع الحجة، إلا أنهم لم يفيدوا الإسلام بشيء، وما تعلّم منهم النشءُ إلا ما يضرهم.

* لا شك في وجود طائفة من الصلحاء في هذه الأمة، لكن أكثرهم مراؤون.

* لما فاض عليهم المال لادعائهم التديّن والانقطاع إلى الله مالت قلوبهم إلى الملذات والشهوات القبيحات فراحوا منها ينهلون، وتركوا حرمات الدين.

* الكثير منهم تركوا الدعوة إلى الإسلام وأمور الدين واختاروا لأنفسهم مهنا امتهنوها سعيًا إلى جنْي الأموال وكنزها.

* يتخذون الدين صوراً ورسومات ومظاهر فارغة ليس فيها أثر من تقوى ولا إيمان.

* تركوا جوهر الدين ونحتوا لأنفسهم أورادا وبدعاتٍ وظلوا عليها عاكفين.

* أرادوا من الناس أن يجعلوهم أولياء، وإليهم يسعون، ومنهم يلتمسون الأدعية والبركات.

*  من أشد الأمور المحزنة توافر كل نقيصةٍ في المسلمين، وكل ما ينهاهم عنه دينهم فهم منه يقتربون، وكأنهم ما نهاهم ناهٍ ولا عصمهم عاصم، ولم يكن لهم وازع من أي دين.

* إن أكبر تلك الفتن هي فتنة الارتداد التي انتشرت كالجراد.

* ثبت مما سبق أن تلك الفرق التي ذكرناها جميعاً ليس ممن يصلح للإصلاح لأنهم هم أنفسهم ليسوا صالحين، بل الفساد محيط بهم من كل جهة، ومن أجل علاج تلك الفتن فلا يُطلب إصلاح المسلمين والعالم من القوم أبداً، وإنما يجب أن يطلب من الله ببعث الإمام، لأن كل نفس ذهبت إلي أهوائها، وزعمت أن الخير في اتباعها.

Share via
تابعونا على الفايس بوك