ردة فعل الجذب السماوي
  • كيف يمكننا الاستفادة من هذا الصراع بين قوتى الجذب السماوي والأرضي في ترقينا الروحي؟

__

هناك معركة شرسة حامية الوطيس في هذه الأيام بين ظلمة الأرض ونور السماء. لقد أشار أنبياء الله المقدسون جميعا منذ زمن آدم حتى نبينا الأكرم إلى هذه المعركة. ولقد سمِّي قادتها باسمين مختلفَين. أحدهما يخفي الحقائق والآخر مُظهِرها. وقيل بتعبير آخر أن النازل من السماء بصحبة الملائكة النورانيين سيكون مَظهَر ميكائيل، والخارج من الأرض مع كافة الظلمات الشيطانية سيكون مَظهر إبليس.

… من عادة الملكوت السماوي أنه لا يحب الضجيج والغوغاء، بل يقوم بإجراءات كثيرة في الخفاء دون أن يعرفها الناس. عندها تظهر في السماء آية، وتظهر على الأرض منارة منيرة وبيضاء شديدة البياض ثم ينـزل ذلك النور السماوي على المنارة فتنوِّر المنارةُ العالمَ كله… مع أن سلسلة الله الروحانية تماثل السلسلة المادية تماما ولكن من بعض النواحي توجد فيها خواص عجيبة لا يمكن أن تلاحَظ بصورة بيّنة في السلسلة المادية؛ فمن جملتها خاصية أنه عندما يبدأ الجذب السفلي عمله فمع أنه معارض تماما للجذب السماوي ولكن يبدأ الجذب السماوي بالنشوء نتيجة المتطلبات الطبيعية لذلك الجذب. فمن المعقول تماما أن تحدث المعركة بينهما في وقت يكون فيه هذان الجذبان في منتهى قوتهما، وذلك الوقت هو الزمن الأخير من الدنيا لأن انتصار أحدهما يقتضي القضاء على الفريق الآخر. فكلما تساوى الفريقان في القوة والشوكة فلا بد أن تنشب الحرب بينهما لأن كلا منهما قد تم بيانه في صحف أنبياء الله كنبوءة.كذلك يرى العقل أيضا هذا الأمر ضروريا، لأنه عندما يصطدم جذبان متعاكسان وقويان فلا بد أن يدمِّر أحدهما الآخر أو يفنى كلاهما. ولقد ذُكرت هذه الحرب في كتب الأنبياء، بأنه عندما مضى على بعثة المسيح ألف عام كان الشيطان قد صُفِّد خلالها بحسب نبوءات الأنبياء ثم بدأ الجذب السفلي يستتب على الأرض. كان هذا هو الزمن الذي تعرّض فيه الإسلام للانحطاط من حيث مبادئه المقدسة وتوقّف تقدُّمه الروحاني، وانتهت انتصاراته الظاهرية أيضا…  فكما كان عصر أسر الشيطان ممتدا إلى ألف عام والتي شهدت لها الأحداث الخارجية، كذلك امتد زمن فكّ أسره أيضا نحو ألف عام بحسب نبوءات الأنبياء وانتهى على رأس القرن الرابع عشر الهجري. ولكن هذه الألفية محسوبة بحسب حساب الله تعالى أي بحسب التقويم القمري. وهذا هو التقويم الذي علّمه اللهُ اليهودَ والمسلمين لمعرفة مواعيد الأنباء، والتقويم الشمسي بدعة ابتدعها الناس وتنافي مقتضى الصحف المقدسة. (كيف يمكن التخلص من الإثم  ص 48 و49)

Share via
تابعونا على الفايس بوك