وآثرنا الجمال على الجمال

بِمُطّـلِعٍ على  أسـرارِ  بـالي

بعـالِـمِ عَيبتي  في كلّ حالي

.

بوجـهٍ قد رأى أعشارَ  قلبـي

بمـستمعٍ لِصَرْخي  في  اللّيالي

.

لقد أُرسلتُ  مِن  ربٍّ  كـريمٍ

رحيمٍ عند  طوفان  الضّـلالِ

.

وقد أُعطيتُ  بـرهـانًا كرُمْحٍ

وثقَّـفْناه  تثـقيفَ العَـوالي

.

فلا تَقْفُ  الظُّـنونَ بـغير عِلمٍ

وخَفْ أخذَ المحاسِبِ ذي الجلالِ

.

ترى آياتِ  صدقي ثم  تنـسَى

لَحاك  اللهُ، ما لك لا  تُبالـي

.

تَعالَ إلى الهـدى ذُلاًّ  خضوعًا

إلى ما تكتسي ثوبَ  الـدَّلالِ

.

أبـالإيذاءِ  أتـرُك  أمـرَ ربّي

ومِثلي حين  يؤذَى  لا يبـالي

.

وكيف أخاف  تهـديدَ الخُناثى

وقد  أُعطيتُ حالاتِ  الرّجالِ

.

ألا إنـي أقاومُ كـلَّ  سـهمٍ

وأَقلي الاِكتـنانَ  عن النِّـبالِ

.

فإنْ حـربًا فحربٌ مثل  نـارٍ

وإنْ سلمًا فسِـلْمٌ  كالـزُّلالِ

.

وحربي  بِالـدّلائل لا  السِّهامِ

وقولي لَهْـذَمٌ  شاجُ  القُـذالِ

.

لنـا في نصرةِ  الـدِّينِ المـتينِ

مَساعٍ في  التـرقّي والـكمالِ

.

هداني  خالقي  نهجًا  قــويمًا

وربّانـي بـأنواعِ  النَّــوالِ

.

لقـد أُعـطيتُ أسرارَ السّرائرْ

فسَلْ إن شئت من نوعِ السؤالِ

.

وقـد غوَّصتُ في  بحر   الفَناءِ

فعُدتُ وفي يدي  أبهَى الـلآلي

.

رأيتُ بفضل ربّي  سُـبْلَ  ربّي

وإن كانت  أَدَقَّ من  الـهلالِ

.

وكَمْ  سـرٍّ  أراني  نـورُ ربّي

وآياتٍ  على  صـدق   المقالِ

.

وقـد أُشرِبتُ كأسًا بعد كأسٍ

إلى أن لاحَ  لي  نـورُ  الجمالِ

.

وقد أُعطيتُ  ذوقًا  بعد   ذوقٍ

ونَعْماءَ   المَحبّةِ    والــدَّلالِ

.

وجَـدتُ حياةَ قلبي  بعد موتي

وعادتْ  دولتي   بعدَ  الـزّوالِ

.

لُفاظاتُ  المَوائدِ  كان  أُكْـلِي

وصِرتُ اليومَ مِطْعـامَ  الأهالي

.

أزيد  بفضـله  يومًا   فيـومًا

وأُصلِي  قلبَ  منتظـرِ  الوبالِ

.

ألا يا حاسدي خَفْ  قهرَ  ربّي

وما  آلُوك  نُصحًا  في  المـقالِ

.

فلا تستكبِرَنَّ   بفَورِ  عُجْـبٍ

وكَمْ مِّن مُزدَهٍ  صـيدُ  النَّكالِ

.

أَلا يا خاطِبَ الدّنـيا  الدّنِيّـهْ

تَذكَّـرْ  يومَ   قُرْبِ   الْاِرتحالِ

.

حياتُك   بالتغافلِ   نوعُ   نومٍ

وأيامُ    المعـاصي   كاللّـيالي

.

ولستُ بطالبِ الدُّنيا  كَزعمِكْ

وقـد  طلَّـقتُـها   بِالاِعتزالِ

.

ترَكْنا هذه  الدّنيا  لــوجـهٍ

وآثَـرْنا  الجَمالَ  على  الجِمالِ

.

وإنكَ تزدرِي نُـطقي وقـولي

ولو صادَفـتَه  مـثلَ  الـلآلي

.

فلا تنظُـرْ إلى  زَحْفٍ  فإنـي

نظَـمتُ  قصيـدتي  بِالْاِرتجالِ

(مرآة كمالات الإسلام)

Share via
تابعونا على الفايس بوك