رحلتي إلى قاديان

نتشرف بتقديم هذه الانطباعات للإخوة المحظوظين الذين تشرفوا بالحضور في الاجتماع السنوي المئوي التاريخي للجماعة المنعقد في قاديان في 26 إلى 28

ديسمبر 1991، والذي ترأسه إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة مرزا طاهر أحمد. وهذا الاجتماع السنوي كان متميزًا في تاريخ الأحمدية لأنه أول اجتماع في قاديان حضره إمام الجماعة بعد انقطاع دام 44 عامًا.

عندما أعلن البشير أن إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية، أيده الله تعالى بنصره العزيز، سوف يؤم الحفل السنوي المئوي في قاديان “دار الأمان”.. عمت فرحة قلوبَ المسلمين الأحمديين في أركان الأرض.

لقد غادرتِ الخلافة الإسلامية الأحمدية قاديان بعد تقسيم القارة الهندية إلى باكستان والهند عام 1947، ولم تكتحل عين الخلافة بمرأى البلدة المباركة منذ ذلك التاريخ حتى شهر ديسمبر من عام 1991، أي ما ينوف على نصف قرن من الزمان. وها أذنت مشيئة الله تعالى أن إمامنا إلى مشرق أنوار الأحمدية، ومبعث الإمام المهدي والمسيح الموعود ، وأرض مولده ونشأته وجهاده في سبيل الإسلام. فيا له من خبر سعيد، وبشرى طيبة باقتراب النصر وازدهار الإسلام.

تُعرف المدن والبلدان عادةً بموقعها الجغرافي، أو بكونها عاصمة الدولة ومقر الحكومة، أو بمؤسساتها العلمية والصناعية، أو بمتاحفها وملاهيها، أو بآثارها التاريخية العريقة ومنشآتها العمرانية الفخمة؛ ولكن قاديان قرية صغيرة تقع في قسم “جورداسبور”، على بعد ساعة بالسيارة من مدينة “أمرتسار” عاصمة مقاطعة بنجاب في شمال الهند. وقد اكتسبت قاديان مكانتها العظيمة لكونها محل ميلاد مجدد هذه العصر.. الإمام المهدي والمسيح الموعود  الذي ظهر طبقا لإشارات القرآن الكريم ونبوءات سيدنا محمد المصطفى رسول الله وخاتم النبيين . ولذلك تبوأت هذه القرية الصغيرة منزلةً رفيعة في قلوب أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية في مشارق الأرض ومغاربها.

في عام 1947 هاجر الأحمديون مع سائر المسلمين من الهند إلى باكستان، ولم يبق في قاديان من الأحمديين سوى 313 رجلا (كعدة أهل بدر من صحابة المصطفى ).. لحمايتها وصيانتها والذود عن تراث الأحمدية فيها. وكتب الله تعالى السلامة لمن بقي فيها من الدراويش، ومكنهم بفضله من الحفاظة على الحي الأحمدي.. أي المباني والمقدسات التي تحيط بدار المسيح ومسجديه المبارك والأقصى، وكذلك المقابر الشهيرة “بهشتى مقبرة”. أما سائر البلدة فقد استولى عليه السيخ بعد ذلك عوضا عن مساكنهم التي تركوها في باكستان. ولا يزال حيا من هؤلاء الدراويش العظام 85 فردا، كما تزايد عدد سكان البلدة من الأحمديين حتى وصلوا اليوم إلى 1600 نسمة.

كانت هجرة الأحمديين بقيادة سيدنا الخليفة الثاني y تجربة قاسية من الناحيتين النفسية والعملية؛ وتمت في ظروف لا تكاد تكرر.. تحيط بهم فتنة عمياء، سالت فيها الدماء أنهارا، وأُهدرت آدمية بشر، ووقعت فظائع تقشعر لها الأبدان، ويخزى لها ضمير الإنسانية، وفي وسط هذه الظلمات والأهوال خرج الأحمديون مع خليفتهم وقلوبهم مطمئنة إذ يذكرون من إلهام المسيح الموعود ما معناه:

أنت وأصحابك سوف تمرون بوقت عصيب، وقد تضطرون إلى مغادرة قاديان لفترة قصيرة. والله الذي أقامك لخدمة الإسلام سيردك إلى قاديان. لسوف أعينك بملائكتي بطريقة لا مثيل لها. أنا الرحمان ذو الجلال والإكرام.

خرجوا من قاديان وهم مطمئنون إلى نصر الله تعالى.. كما خرج من قبلُ سيدهم ومولاهم محمد وصحابته (رضوان الله عليهم)، وهم واثقون من أن الله تعالى الذي أنزل القرآن سوف يردهم إلى معاد. وكما صدق الله وعده مع مؤسس الأمة المحمدية محمد المصطفى ، فلسوف يصدق وعده مع خادمه ومهديه الموعود لهذه الأمة.

عندما بلغني هذا الخبر الميمون، واطمأن قلبي بأن إمامنا المحبوب سوف يكون في قاديان، يؤمنا في الصلوات، ويقودنا في الدعاء، ويرأس الاجتماعات، ويتصدر في اللقاءات، ونستمع إليه يتلو آيات القرآن الكريم، ويقف مصليًّا في المحراب الذي وقف فيه سيدنا المهدي والمسيح الموعود من قبل.. عند ذلك سرح بي الخيال، ورأيت نفسي أحضر هذه المشاهد، وأنعم بهذه البركات، وأدخل في زمرة السعداء الذين كتب لهم اللحاق بالسابقين الأولين.

كانت لي تجربة سابقة في قاديان، فقد تشرفت بزيارتها قبل عشر سنوات عندما دعاني بعض إخواني للسفر إلى الهند ولقائهم في قاديان لحضور الحفل السنوي الذي يُعقد في قاديان في ديسمبر في كل عام. لقد ذهبت ورأيت هناك بعيني بلدة أحمدية ومجتمعا أحمديا. رأيت البساطة والنظافة، وعاينت الأخوّة والمحبة. نعم، قرية صغيرة فقيرة قليلة الموارد متواضعة المباني ضيقة الطرقات، ولكن البساطة والنظافة تضفي عليها خفة روح، فتحسب نفسك في أجمل المدن. وهناك الترحيب والضيافة الإسلامية الحقة التي تجعلك بين أهلك وعشيرتك. وهناك الطهارة والمحبة والمودة التي تحسب معها أنك في أرض الجنة. وهناك الذكر والعبادة وجو القدسية التي تشعر معها بأن ملائكة الله تعالى تصحبك في كل مكان، وتحضر كل مجلس، وتشارك في كل عمل. هناك السلام والطمأنينة والهدوء. نعم، صدق من قال: قاديان دار الأمان. إن هذه المقولة صادقة في مضمونها الروحي وواقعها الفعلي. فالقادمون إلى قاديان تلبيةً لدعوة الإمام المهدي والمسيح الموعود، الذين استجابوا لوصية سيدنا المصطفى ، وبادروا إلى اللحاق بركب سيدنا أحمد القادياني ، وفهموا تعاليمه وعملوا بها.. دخلوا قاديان وفازوا بالأمان.. وأولئك لهم الأمن حقا. والقادمون إلى قاديان.. يجدون مجتمعا إسلاميا حقيقا.. يستمتعون فيه بالسلام الروحي ويكفل لهم الأمان.

وفي تلك الزيارة لقيت صاحب زاده مرزا وسيم أحمد، الذي أكرم وفادتنا كعادته مع كل الزائرين، وأدخلنا دار المسيح الموعود ، وأطمعنا في بيته، وشرفنا بالدخول في هذا المكان المبارك.. الذي ولد فيه المهدي والمسيح الموعود، وألهمه الله تعالى: “إني أحافظ كل من في الدار”. وهناك بالقرب من دار الإمام المهدي والمسيح الموعود يقع المسجد “المبارك” الذي بُني عام 1883م، وجاء في الإلهام عنه: “من دخله كان آمنا.. مبارَك ومبارِك وكل أمر مبارَك يُجعل فيه”. واتخذ سيدنا المهدي والمسيح الموعود حُجرةً كان يكتب ويحرر فيها، سُميت في الإلهام “دار الفكر”. واتخذ حجرة أخرى لينفرد فيها بالصلاة والدعاء وسماها “بيت الدعاء”. ثم هناك حجرة النقط الحمراء التي وقعت فيها آية القلم الإلهي ونقاط الحبر الحمراء يوم الجمعة 27 رمضان الموافق 10 يوليو 1885م.

وعلى مقربة من دار المسيح هناك المسجد “الأقصى” الذي بناه مرزا غلام مرتضى والد سيدنا المهدي والمسيح الموعود، ليكون جامعا كبيرا وسط القرية. ولقد دُفن مرزا غلام مرتضى في ساحته حسب وصيته. تقام الصلوات اليومية وصلاة الجمعة في هذا المسجد، وفيه ألهم سيدنا المهدي والمسيح الموعود “الخطبة الإلهامية” باللغة العربية يوم 11 أبريل 1900. وهذه الخطبة كانت آية عجيبة من الله تعالى، إذ أُلهم حضرته ليلة عيد الأضحى بأن يلقي خطبة العيد ارتجالاً باللغة العربية وأن الله تعالى سوف يعينه على ذلك. فقال لبعض أصحابه قبل الخطبة بأن يأخذوا الأقلام ويكتبوا الخطبة وقت إلقائها، لأنه لم يُعدّها وإنما سوف يلقيها بإذن الله وعونه ارتجالاً. حتى قال لهم بأنهم إذا لم فهموا شيئا فليوقفوه أثناء الخطبة ويسألوه وإلا فلن يستطيع أن يخبرهم شيئا. فكانت الخطبة كلها إلهامًا بلغة عربية فصحى تبين فلسفة الضحايا التي تقدم لله تعالى أيام عيد الأضحى. وفي غرب هذا المسجد تقع “منارة المسيح” التي وضع حضرته أساسها يوم الجمعة 13 مارس 1903م لتكون رمزا عاديا على نزوله. وقد استكملت وغطيت بالرخام في عام زيارتي الأولى أي 1981م. أما دار الضيافة التي كانت تشتمل على عدة حجرات لمبيت الزوار.. فهي بسيطة البناء، متواضعة الأثاث، ولكنها بفضل الله تعالى مريحة ودافئة. وأمامها يقع المطبخ والمطعم حيث يطهى الطعام لآلاف من الضيوف. والطعام على بساطته شهي ممتع ببركة من الله تعالى.

ثم هناك إلى الجنوب من القرية تقع المقبرة التي دفن فيها سيدنا المهدي والمسيح الموعود وخليفته الأول وصحابته والدعاة الكبار والموصون من أبناء الجماعة ومن أدى منها للإسلام خدمات جليلة.. تلك المقبرة التي أقامها المسيح الموعود بتوجيه إلهي لتكون مأوى الأبرار الأتقياء من جماعته وسماها “بهشتى مقبرة”، ووعد الله تعالى بأنه سينزل عليها الرحمات والبركات من السماء. ولما زرتها شعرت بنفحات الجنة تفوح من النسيم الذي يهز أشجارها. ورأيت كيف تكون المقابر.. مقابر المسلمين..  بساطة تذكر الإنسان بنهاية كل حي، وتواضع يبين أن الإنسان تراب مصيره إلى التراب. لا تستطيع أن تفرق بين قبر وآخر إلا إذا قرأت اسم الميت على شاهد صغير. القبور جميعها يغطيها التراب ولا تعلو إلا بضع سنتيميترات عن سطح الأرض. ولقد بارك الله تعالى في أشجار المقبرة وشجيراتها، فكانت بهجة للناظرين.. وإشارة إلى ما ينعم به ساكنوها في جنات النعيم.

مرة أخرى.. في قاديان

مرت بذاكرتي كل هذه الصور التي كنت شاهدتها في رحلتي لقاديان، وأملت أن أنعم برؤيتها مرة أخرى.. وأكون بالقرب من خليفة الوقت وإمام الجماعة.. وعزمت على السفر. ولقد يسر الله تعالى لي الأمر.. وسافرت هذه المرة إلى دلهي خوفا من أن يتعذر علي عبور الحدود من باكستان بسبب ما تبديه حكومتها من اضطهاد الأحمديين. ومن دلهي أخذت الحافلة إلى بلدة “باجورا” وهناك قابلت شابين أحمديين من كشمير، تعرفا عليَّ من هيئتي، وصحباني، وقاما على مساعدتي ورعايتي طوال الرحلة إلى مدينة “بطالا”. جاءت الحافلة الأخيرة عند الغروب، وصعد إليها ثلاثة جنود مسلحين لحماية الركاب في المرحلة الأخيرة إلى “بطالا” نظرا لأعمال العنف التي تجري في المنطقة بين الهندوس والسيخ. وعند بطالا غادرنا الحافلة للتوجه إلى قاديان. كانت دوريات الشرطة تذرع الطريق حماية للمسافرين وتحسبا للمخاطر. لم نتمكن من الحصول على سيارة أجرة أو نقل حتى التاسعة مساء، حين وصل أخ أحمدي من جنوب أفريقيا قادما من دلهي في تاكسي، فاصطحبني معه، وقطعنا الطريق في نصف ساعة إلى قاديان.. والحمد لله.

لا تزال البلدة على نظافتها وبساطتها وطهارتها. كانت الأنوار واللافتات والشعارات تدل على أن هناك مناسبة رائعة. والأحباب يلتقون ويتعانقون ويتهللون سعادة ورضى. حدثت بعض التغييرات هنا وهناك.. فقد شيدت “بيوت الحمد” لدراويش قاديان الذين زاد عددهم، وشيدت دار أخرى للضيافة للرجال والسيدات.

كانت القرية مزدحمة بالزائرين الذين وفدوا إليها من الهند وباكستان بصفة أساسية بعد أن حُرموا سنوات طويلة من وجود الخلافة على رأس الاحتفال السنوي في قاديان أو في ربوة. امتلأت بيوت الضيافة ومساكن أهل البلدة على آخرها. كما أُقيمت مخيمات في أرض فسيحة لينزل بها مئات الزائرين. ومضى الجميع يلتقون في الطرقات، ويجتمعون في المسجد عند كل صلاة، حتى كان بعض المصلين يسجدون على ظهور الصف الذي أمامهم. وكانوا يتسابقون في الذهاب إلى الصلاة قبل الموعد بزمن طويل حتى يفوزوا بمكان في صفوف الصلاة الأمامية. وكان الخليفة يأتي لإقامة الصلاة فتشرع الرقاب إلى أعلى متلهفةً على نظرة منه أو نظرة إليه، وكان حضرته يحييهم بتحية الإسلام فيردونها بشوق حب. وما أن تُقضى الصلاة وينصرف حضرته إلى جدول لقاءاته المزدحم حتى يسارع المصلون لمصافحته أو معانقته، مما اضطر المشرفين على الأمن إلى زيادة عدد الحراس والمنظمين. ولقد فاضت المشاعر ذات مرة واندفع الناس نحو إمام الجماعة، ووقع بعضهم على بعض، ولذلك تقدمت بسؤال في إحدى مجالس العرفان أستفسر مولانا الخليفةَ عن “الطريقة المثلى بحسب آداب الإسلام لجماهير المؤمنين للتعبير عن محبتهم وتبجيلهم لأمير المؤمنين”.. أريد بذلك الإشارة إلى أن التعبير عن مشاعر المحبة والشوق لا اعتراض عليها.. بل هي مطلوبة ومرغوبة بشرط ألا تتجاوز مقتضيات النظام والأمن والاحترام الواجب للإمام. على أية حال.. فإن هذه الواقعة لم تتكرر، وظل النظام سائدا في كل اللقاءات.

الحفل المئوي التاريخي

بدأت جلسات الحفل السنوي يوم الخميس 26 ديسمبر 1991، وانتهت يوم السبت، ثم كان مجلس الشورى لمدة يومين آخرين. كانت هناك ترجمة فورية للخطب والكلمات. منها ترجمة عربية قام بها الأخ عبد المؤمن طاهر، ولم أشارك فيها كثيرا لرغبتي في المتابعة والاستمتاع بما أسمع. ولسوف تطلعون على خطب إمام الجماعة في المجلة أو التسجيلات، ولكن أشد ما أعجبني منها خطابه للسيدات، التي شرح فيه قوله تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ . فعَرَّفهن أن هذا السباق الإلهي معقود بين الرجال والسيدات جميعا، وعليهن أن يقمن بدورهن فيه ويسابقن الرجال في الدعوة إلى الله تعالى بكل سبيل. وعرَّفهن بمسئوليتهنَّ نحو نشر الإسلام في القارة الهندية بين الأُسر والمعارف والأبناء. وكذلك خطبة حضرته الختامية التي وجّهها إلى الحاضرين غير المسلمين بصفةٍ خاصة، وبيّن لهم أنّ الأديان تفقد قيمتها والغرض منها إذا لم تكن عاملاً أساسيًا في نشر المحبة والسلام بين جميع الناس مهما اختلفت عقائدهم وألوانهم وأجناسهم، وأبلغهم بأنّ الإسلام يكفل هذين المطلبين، ولابدّ أنّ الديانات الأخرى تحضُّ عليها.

ومما هو جديرٌ بالملاحظة أنّ الجو أيام الجلسة كان باردًا ممطرًا.. ولكنه بفضل الله تعالى انقطع المطر خمسة أيام بلياليها، وأشرقت الشمس بأشعتها الدافئة. وهكذا جلس الآلاف في العراء.. يستمعون إلى الخطب في سكينةٍ واطمئنان. إنها آيةٌ من آيات اللطف الإلهي.. بعباده الطيبين الذين ضربوا في الأرض في سبيله تعالى.

عندما جاء موعد سفري وتوديع مولانا الخليفة والاستئذان منه.. رأيت أن وقته مشحونٌ بآلاف المقابلات، وليس من اللائق أن أحرم أحد الأخوة من هذه اللحظات الغالية، لذلك دبّر رجال الأمن لقائي مع حضرته عند انصرافه من صلاة الفجر لأحظى بكلمةٍ منه.

غادرت قاديان دار الأمان، عائدًا إلى وطني وفي قلبي زادٌ روحاني، بعد أن زرتُ تلك الأماكن، وقطعتُ تلك الطرقات التي سار فيها سيدنا المهدي والمسيح الموعود “جَرِيُّ الله في حُلَلِ الأنبياء”، وانطلق صوته السماوي يُحيي أموات القلوب، ويزرع الأمل في نفوسٍ طالما تشوّقت إلى أن يُظهر الله الإسلام على الدين كله. عدتُ إلى وطني سعيدًا، فقد بدت واحدة أخرى من تباشير النصر، وتحقّقت نبوءة أخرى من نبوءات الإمام المهدي.

ولا يسعني إلا أن أسجد لله تعالى شاكرًا على أن جعلنا ممن يشهدون آيات مجده وجلاله وصدق وعوده ونُصرته لرسله والذين آمنوا معهم؛ وأن أُهنّئ إمامنا خليفة المسيح الموعود والإمام المهدي.. بدخوله مركز الجماعة وأرض مولده ظافرًا غانمًا، كما أُهنئ الجماعة الإسلامية الأحمدية بما أفاء الله عليها من انتصارات.. على الرغم من كيد أعداء الحق وجهودهم في حرب الجماعة.

وأسأل الله تعالى ان يُعيد الخلافة إلى مستقرها في قاديان، وينصر دينه الحق ويُظهره عل  الدين كله؛ وتملأ أنواره جنبات الهند وسائر بلاد العالم؛ وأن يوفّق الجماعة للوفاء الكامل بمسئولياتها العظيمة التي ورثتها عن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود في أمة الآخرين من أتباع سيدنا محمد المصطفى ؛ آمين!

Share via
تابعونا على الفايس بوك