الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

أيها القارئ الكريم،  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

“مسألة أدوارِ” كلمة ربما تتذكر أن الإمام الحالي للجماعة الإسلامية الأحمدية قالها في إحدى خطباته أيام اندلاع كارثة الخليج، والتي نُشرت في أحد أعداد مجلتك “التقوى” حيث كان يحذر قادة الدول الإسلامية من الغرب ومؤامراته ضد الإسلام. لقد قال بأن الغرب الذي يتعاطف مع الكويت اليوم لكاذب في ادعائه بأنه جاء لمساعدة دولة إسلامية من منطلق مساعدة الحق، وإنما الواقع أنه يخدع بذلك المسلمين الذين يتربص بهم الدوائر دائمًا وأبدًا، والتاريخ خير شاهد على ذلك. فتارة إنه يحاول إضعافهم بإثارة مشاكل داخلية في البلاد الإسلامية، وذلك عن طريق من باع له من الأشقياء ضمائرهم بثمن بخس، وتارةً أخرى يحدث صِدامًا بين دولة إسلامية وأختها، كما حصل بين إيران والعراق، وتارةً ثالثة يؤلب عليهم أعداءهم من الخارج من الجيران وغيرهم.

كما نصحهم هذا الناصح الأمين بألا يتحاكموا إلى الطاغوت في قضاياهم التي تخصم، والتي يستطيعون يقينًا حلها في ضوء التعليم القرآني. وحثهم على نبذ خلافاتهم والحذر من عدوهم المشترك الذي يستعد لقطع رقابهم واحدًا واحدًا، والذي لا قبل لهم به، إلا إذا اتحدت كلمتهم على التعاون على البر والتقوى. لقد حذرهم بكلمات صريحة بأن المسألة هي مسألة أدوار فقط. فإذا كان العراق اليوم هدفا لمؤامرة العدو، فغدًا يأتي لا محالة دور دولة إسلامية أخرى، وبعد غد دولة ثالثة وهلم جرًّا. كما نبههم بأن هذه الهيئة المسماة بهيئة الأمم المتحدة قد صارت عقيمة الجدوى للبلاد الفقيرة بعد أن استولى على زمام الأمور فيها البلاد القوية مثل أمريكا وغيرها.

وها نحن نرى بأم أعيننا صدق هذا القول، وها قد جاء دور ليبيا. لقد اتخذوا نفس الأمم المتحدة سلاحًا لذبح ليبيا. ولا ندري كيف سيكون مصيرها، وكم ستطول معاناة أهلها، كما لا ندري من الذي عليه أن ينتظر دوره بعدها. إننا لا نملك إلا النصح الصادق النابع من القلب، والابتهال إلى الله ليرحم أمة المصطفى ، حتى ترجع إلى أهل الأمر منها أحلامهم، لان الوقت ينفلت من أيديهم بسرعة، والأعداء مستمرون في إلحاق الضرر بالمسلمين، وما تخفي صدورهم أكبر لو كانوا يعلمون.

(التحرير)

Share via
تابعونا على الفايس بوك