دور الأسوة الحسنة في توطيد المجتمع
  • التحذير من مؤآلفة الظالمين
  • الاستعانة بتعاليم الله لتجنب الشقاق
  • واجب رعاية المجتمع على المؤمنين
  • الخلق مورد لرحمة الله عاجلة وآجلة
  • القصص القرآني أنباء للمستقبل أيضًا

__

وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (هود: 114).

شرح الكلمـات:

لا تركنوا: ركنَ إليه يركن وركُن يركنُ ركونًا: مال إليه وسكن (الأقرب).

التفسـير:

لقد بيّن هنا مبدأً هامًا ألا وهو أن مَن كان على صلة بالظالم يشمله أيضًا العقاب الذي يحل بالظالم.

وأما علاقة هذه الآية بالتي قبلها فهي أن هذه تنبه على ضرورة مراقبة المؤمنين الآخرين وتفقد حالاتهم لكي يبقوا ثابتين على الإيمان. ذلك أنكم إذا تهاونتم في أداء هذا الواجب تجاه إخوانكم فإنهم سوف ينحرفون عن جادة الاستقامة ويصبحون في عداد الظالمين ويستوجبون العقاب، وحيث إن الأشياء المتواصلة المترابطة يتأثر بعضها ببعض، فلا بد أن تسري إليكم عيوب إخوانكم الظالمين ما دمتم على صلة بهم، وهكذا يصبح فسادهم بمثابة فسادكم أنتم. وكأن الله تعالى يحذّرنا أن قـطع الصلة عن الإخوان والأحباب موت، كما أن الإبقاء على الصلة مع الأقارب الظالمين أيضًا موت، والطريق السليم إنما هو الطريق الوسط: أن تهتموا دائمًا بمراقبتهم وإصلاحهم ولا تدَعوهم يفسدون، كيلا تضطروا لقطع الصلة بهم وكيلا تفسدوا أنتم باستمرار الصلة بهم.

كما أن للآية معنى آخر أيضًا وهو أنه قال من قبل لا تَطْغَوا أي عليكم بالكف عن الظلم بأيديكم، والآن يقول: ليس هذا فقط هو المطلوب منكم بل يجب أن تدركوا أن صحبة الظالم ومساعدته بأي شكل من الأشكال أيضًا ظلم يستوجب العقاب. إن كثيرًا من الناس لا يظلمون بأيديهم، ولكنهم يرتكبون الظلم بإخفاء ما يرتكبه أصدقاؤهم من ظلم وعدوان، ويسـعون لإنقاذهـم من العقاب الذي اسـتوجبوه على جرائـمهم، فيجب أن يرتدعـوا بهذا الإنـذار الربّاني عمّا يفـعلون.

وأشار بقوله ولا تركنوا أنه إذا ذهب أحد إلى الظالم لسدّ حاجة أو تصريف عمل مشروع فليس هذا مما يعاقَب عليه، وإنما يستوجب العقابَ إذا ارتاح وسكن إلى ما يرتكبه الظالم من أعمال عدوانية ولم يعرب عن كراهيته لها وبراءته منها.

وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (هود: 115).

شرح الكلمات:

طَرَفي النهار: الطَرَف: حرفُ الشيء ونهايته؛ الناحيةُ؛ طائفةُ من الشيء (الأقرب) والمراد من (طرفي النهار) هو الصبح والمساء.

زُلفًا: جمع زلفةٍ، وهي: القُربة؛ المنـزلةُ؛ الطائفةُ من أول الليل؛ وقيل: الساعاتُ التي يلتقي بهما الليل والنهار (الأقرب) وقيل لمنازل الليل زُلف (المفردات).

التفسـير:

تعلّمنا هذه الآية طرقًا يتحقق بها صلاح القوم، وعلاقتها بما قبلها من الآيات هي أن الله تعالى قد ذكر من قبل المسؤوليات التي تقع على النبي وعلى أتباعه ، وبما أن القيام بتلك المسؤوليات الضخمة يفوق قدرة الإنسان فلذا علّمنا هنا طرقًا تسهل علينا إنجاز هذه المهمة الشاقة. وإليكم بيان هذه الطرق:

أولا: عليكم بالعبادة والابتهال إلى الله تعالى، لأن عونه وحده هو الذي سوف يساعدكم على أداء هذا الواجب العظيم تجاه الإصلاح القومي.

وثانيا: اغزوا قلوب القوم بالقدوة الحسنة، لأن الكلمات وحدها لا تستطيع قلع الشرور وقمع السيئات من المجتمع، وإنما هي الحسنات التي تقوم باستئصالها. فبقوله وأَقِمِ الصلوة طَرَفَي النهار وزُلَفًا من الليل يعلّمنا الطريق الذي نستدرّ به رحمة الله تعالى القادرة على تغيير القدر الإلهي لصالحنا، وبقوله إن الحسنات يُذهبن السيئاتِ يَدُلّنا على التدابير التي يتم بها القضاء على المساوئ.

ومن هذه التدابير والوسائل:

  1. يجب أن تكون أعمالكم حسنة، لأن الناس سوف يقتدون بأسوتكم الحسنة، وهكذا سوف تنمحي السيئات من بينكم تلقائيًا.

والحق أننا إذا أمعنا النظر أدركنا أن قليلا مَن هم الذين يُعملون الفكر والتدبر لاتخاذ مسلك معين في أمور الدين، اللهم إلا من كانوا في زمن بعثة الأنبياء وصاروا من أتباعهم، فهؤلاء يختارون سبيلهم بعد تفكير وروية. أما الناس في العصور الأخرى فإنهم يقلّدون الآخرين عمومًا في دينهم، وهكذا تلعب الأسوة الحسنة دورًا بارزًا في توطيد الخير بين المجتمع، لأن الذين حولك سوف يقلدون أسوتك الحسنة حتمًا، وبالتالي سوف ينجو قطاع كبير من القوم من المساوئ والشرور تلقائيًا.

  1. والوسيلة الثانية لاستئصال الشر هي أن تقوموا بوعظ القوم ونصحهم بالخير، وفي هذه الصورة تؤخذ كلمة (الحسنات) بمعنى النصائح الحسنة.
  2. والوسيلة الثالثة أن تعاشروا الناس بالحسنى، فهذا أيضا يساعد على قمع الشر، لأنكم إذا عاملتموهم بإحسان أحبوكم، وبالتالي قبلوا نصيحتكم.

كما أن الآية تعلمنا اثنين من أسرار الرقي الفردي:

أولهما: أن الإنسان إذا تعوّد على الحسنات تخلّص من العادات السيئة تلقائيًا. فمن أراد إصلاح نفسه فليعمل من الحسنات ما يتعارض مع ما يوجد فيه من القبائح، وسيرى أنه سيتحرر دون صعوبة من تلك المساوئ.

وثانيهما: أنه من أراد تفادي عواقب الذنوب التي ارتكبها في الماضي فليفعل الخيرات أكثر فأكثر، فكلما ازداد خيرًا وصلاحًا حمى نفسه من عواقب ما تقدّم من ذنبه.

وَاصْبِرْ فَإِنَّ الله لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (هود: 116)

التفسـير:

أي أن المثابرة على الخير شرط أساسي. فما دام الله يرتب النتائج على الأعمال السيئة فلماذا لا يأتي بنتائج الأعمال الحسنة. ولكن الشرط أن لا يُبدي الإنسان قلقًا ولا يترك السعي مللاً.

فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (هود: 117)

شرح الكلمات:

أولواْ بقية: البقية: مَثل في الجودة والفضل، يقال: فلان بقية القوم، أي من خيارهم. و “أولوا بقية” أي من الرأي والعقل، أو أولو فضل (الأقرب).

أُترِفوا: أَترَفَته النعمةُ: نعَّمته؛ أطغته وأبطرته (الأقرب)

التفسـير:

أي ما دام القانون الجاري منذ القِدم هو أن الفساد يتطرق إلى القوم إذا ما أُهملوا ولم يتفقّد أحد حالهم فمن واجب أصحاب العقل والرأي منهم أن لا يتغافلوا عن أداء واجبهم تجاه توعية الآخرين حتى يقضوا على الشر من بدايته، كيلا تنمو بذرته ولا تزدهر، فينجو القوم من الهلاك. ولكن الأسف أنهم لم ينتبهوا إلى واجبهم القومي، إلا قليلاً منهم، وبدلاً من أن يتدبروا في أسباب هلاك الأمم الغابرة ويُنقذوا شعوبهم منه، شرعوا في جمع ما خلفَته الشعوب الهالكة قبلهم من متع الدنيا، وهكذا أصبحوا هم أنفسهم ظالمين وحُرموا من قرب الله سبحانه وتعالى.

اغزوا قلوب القوم بالقدوة الحسنة، لأن الكلمات وحدها لا تستطيع قلع الشرور وقمع السيئات من المجتمع، وإنما هي الحسنات التي تقوم باستئصالها

وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِـكَ الْقُرَى بِظُلْـمٍ وَأَهْلُهـَا مُصْلِحُـونَ (هود: 118)

شرح الكلمات:

مصلحون: أصلَحَه: ضد أفسَدَه. أصلح الأمر بعد فساده: أقامه. أصلح بين القوم: وَفَّق. أصلح إليه: أحَسنَ إليه (الأقرب)

التفسـير:

تعلن الآية أن إنزال العذاب بقوم دونما جريمة منهم ولا ظلم، وأن الله أسمى من أن يكون ظالما. ولكن الغريب أن مسلمي اليوم يتعرضون لعذاب تلو العذاب، ومع ذلك يزعمون أنهم بخير وسائرون على المنهج الصحيح! وكأنهم يعلنون أن الله – والعياذ به – ظالم إذ يعذبهم رغم كونهم صلحاء.. لا تصدر عنهم جريمة ولا يأتون السوء!

وفي الآية درسان لمن يريد أن يستفيد منهما؛ الأول: أن العذاب لا ينـزل بأحد دونما جريمة وفساد، فإذا رأيتم آثار العذاب فعليكم بأخذ الحيطة بمحاسبة أنفسكم.

والثاني: أن السبيل لدفع العذاب هو أن ينسى القوم ما يوجد بينهم من خلافات ويعقدوا صلحًا فيما بينهم، ويبدأوا في النصح بالخير.. أي أن يتحدوا ويسعوا لإزالة ما في مجتمعهم من عيوب. هذا هو العلاج الحقيقي الناجع؛  ذلك أنه لا يُحدث في أي قوم الانحطاط والتردي إلا سببان اثنان فقط: الأول: الفُرقة والتشتت. والثاني: تَسَرُّب العيوب والمساوئ إليهم. فإذا أزالوا من بينهم أسباب الانحطاط هذه نهضوا من جديد وازدهروا لا محالة.

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلَأَنَّ جَهَـنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَـعِينَ (هود: 119 – 120)

التفسـير:

يتضح بالتدبر في معنى هذه الآية والتي قبلها معًا أن الإنسان كلما تقدم في مجال الخير والصلاح ازداد صبرًا وثباتًا، وكلما ازداد صبرًا شملته الرحمة الإلهية أكثر فأكثر.

وأما قوله تعالى ولذلك خلقهم فيعني إنما خلقناهم ليصبحوا موردًا لرحمتنا، وليس المراد منه أنه خلقهم من أجل الاختلاف، لأنه تعالى قد صرّح في مكان آخر من القرآن الكريم وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليعبدونِ (الذاريات: 57)، وأيضًا قال: ورحمتي وسعت كلَّ شيء (الأعراف: 157).

والمراد من قوله تعالى وتمتْ كلمةُ ربك لأملأنَّ جهنم من الجِنة والناس أجمعين أنني سأملؤها ممن يتبعون الشيطان، وليس أنني أملؤها من الناس عمومًا. ذلك أن الله تعالى قد ذكر هنا إتمام كلمةٍ له وهي وعد من لدنه تعالى، وهذا الوعد نجده مذكورًا في قوله تعالى للشيطان عندما سأل الله مُهلةً: لَمَن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين (الأعراف: 19).. أي لك أن تغوي الناس، ولكن تذكّر جيدًا أنني سوف أملأ جهنم منك وممن تبعك أجمعين. فلا شك أن هذه الآية إشارة إلى نفس هذا الوعد المذكور في سورة الأعراف، إذ لا نجد في القرآن أي أثر لأي وعد آخر كهذا. فالمراد أنه تعالى سوف يملأ جهنم ممن يتبعون الشيطان، لا أنه يلقي فيها المؤمنين أيضا دونما جرم أو ذنب.

وهنا ينشأ سؤال: لماذا تحدث الله عن هذا الوعد هنا خاصة؟ والجواب:

أولاً: لقد أعلن من قبل أننا إنما خلقنا  الناس لرحمتنا، ولكنه عندما تحدث عن العذاب نشأ سؤال طبيعي هو: ما دام قد خلقهم لرحمته فلماذا يعذبهم إذن؟ فقال دفعًا  لهذا الإشكال: لا شك أننا خلقناهم لرحمتنا، ولكنا كنا أعلنّا أيضًا أن من يتبعون منهم الشيطان لن يتحقق لهم وعد الرحمة منا فورًا، بل سوف يُلقَون أولاً في النار التي تتلاءم مع المزاج الناري للشيطان الذي اتبعوه، ليدركوا كيف أن الإنسان إذا أعرض عن الكائن النوراني – أي النبي – هوى إلى مكان سحيق.

وثانيًا: لقد أعلن الله بقوله ولذلك خَلَقهم أننا إنما خلقنا الناس لرحمتنا وسوف نشملهم بها، فنشأ عن ذلك الإعلان سؤال يقول: فأين إذن قولك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ، فرد عليه قائلا: لقد تم هذا الوعد بإبقائهم في جهنم كل هذه الفترة، فالآن نحقق لهم وعد الرحمة وندخلهم الجنة. وكأن هذا السؤال سينشأ عندما يُخرج الله أهل النار من الجحيم ويدخلهم الجنة.

وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (هود: 121)

التفسـير:

يتضح من هذه الآية جليًا أن القرآن الكريم لم يهدف بسرد أخبار أنبياء الله السابقين إلى بيان التاريخ، وإنما نبّأ بها بأن النبي أيضًا سوف يمر بأحوال مشابهة لها، وإلا كيف يكون سردها تثبيتًا لقلب النبي ومدعاةً لطمأنينته. لا شك أننا إذا اعتبرناها أنباءً عما سيحدث معه في المستقبل فإنها تصبح عندئذ مجلبةً للسكينة والطمأنينة له، لأنه عرف بها مسبقًا مكائدَ قومه التي سيلجأون إليها ضده، ومصيرَهم الذي سيؤولون إليه. بل الحق أنه كان لزامًا عليه أن يمر بأحداث مماثلة لأحوال الأنبياء السابقين لكونه بروزًا لهم جميعًا.

وكلمة (هذه) في قوله تعالى وجاءك في هذه الحق.. إشارة إلى هذه السورة، والمراد أن ما ذكرناه فيها من أخبار فإنها ليست قصصًا من الماضي فحسب، بل إنها أنباء سوف تتحقـق حتمًـا، ومـوعظة للـنـاس، وتذكـير للمؤمنـين بواجـباتهم.

وبدلاً من أن يتدبروا في أسباب هلاك الأمم الغابرة ويُنقذوا شعوبهم منه، شرعوا في جمع ما خلفَته الشعوب الهالكة قبلهم من متع الدنيا، وهكذا أصبحوا هم أنفسهم ظالمين وحُرموا من قرب الله سبحانه وتعالى.

وَقُلْ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُون (هود: 122)

التفسـير:

أي قُل: لا حاجة بنا لِلّجوء إلى الشجار وبذر الفتنة والفساد، لأن أعمالنا مختلفة عن أعمالكم، ولأن كل واحد من الفريقين مسؤول عن أعماله هو، وسوف تُظهر النتائج بنفسها أيُّ الفريقين كان على الحق.

وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (هود: 123)

التفسـير:

أي لماذا نفذ صبركم على تأخر النتائج، في حين كنا نحن أدعَى لأن نفقد الصبر لأننا عرضة لعدوانكم. ولكنا لا نزال متمسكين بأهداب الصبر وأنتم لا تصبرون!

وَلله غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (هود:  124)

التفسـير:

أي.. مما لا شك فيه أن تحقق الأنباء المذكورة يبدو اليوم أمرًا مستحيلاً في بادئ النظر، ولكن النتائج في يد الله عز وجل، فلا بد أن تتحقق أنباؤه ووعوده في مواعيدها وإن بدت اليوم مستحيلة الوقوع.

كما تنبه الآية المؤمنين أنه مما لا شك فيه أن الله تعالى هو الذي زفّ لكم هذه البشارات وقطع لكم هذه الوعود، ولكن يجب أن تتذكروا أنه غني عن العالمين، ويمكن أن يؤجل الوفاء بها لتقصير منكم، فعليكم أن تظلوا عاكفين على عبادته، متوكلين عليه، لكي تستدرّوا رحمته، فينفّذ قراره في موعده ولا يؤخره عليكم أبدًا.

Share via
تابعونا على الفايس بوك