مؤتمر القرن
  • الخلافة مستمرة
  • المحاولات البشرية الفاشلة لإقامتها
  • القرار الإلهي
  • الاحتفال المئوي الأول

__

تحتفل الجماعة الإسلامية الأحمدية باليوبيل المئوي على قيام نظام الخلافة فيها بأمر من الله تعالى في عام 1908 واستمرار هذا النظام الإسلامي مائة عام كاملة حتى العام 2008.

قبل أن نقدم الجماعة الإسلامية التي حظيت بهذا الفضل العظيم واحتفلت به، دعونا نتذكر بأن السلطان عبد الحميد تنازل في عام 1909 عن الخلافة التي كانت تمثلها الدولة العثمانية والتي كانت – كما لا يخفى على أحد – بعيدة كل البعد عن الخلافة الراشدة الحقة – وذلك بسبب ضغوط أعضاء حزب الاتحاد والترقي وتغلغل في أوصال الدولة التي أصبحت تسمى بالرجل المريض.

منذ ذاك التاريخ أفاق المسلمون على فقدان نظام أراد الله له الاستمرارية في ناحية أخرى من الكرة الأرضية ولدى أناس يراعنوه حق رعايته، في حين تسرب للذين فقدوه من ثقوب عيوبهم وأمراضهم تكالبهم على الدنيا الدنية.

ولم يدخر المسلمون جهدا إلى اليوم من خلال محاولات فاشلة لاسترجاع نظام الخلافة. والأمر الذى ينساه كل هؤلاء أن نظام الخلافة لا يتم إنشاؤه بأمر أرضي بل بمشيئة سماوية وتكليف إلهي حسب النص القرآني الصريح في سورة النور. ولقد أدى هذا اليأس الطويل المدى والفشل الذريع لقرن من الزمن إلى مستوى هزلي لا يصدق، حيث دعا شباب أطلقوا على أنفسهم “خلايا طلاب الإخوان الإلكترونية”، عبر شبكة الإنترنت نداء إلى المسلمين في كافة أنحاء العالم، إلى العمل على إرجاع الخلافة الإسلامية من جديد من خلال التفاعل مع 5 بنود أساسية في الحملة هي: تنظيم مسيرات في كل الأقطار الإسلامية نصرة للإسلام وقضايا الأمة، ونشر حديث الخلافة، أن تكون الخلافة محور خطاب جميع الخطباء حول العالم الإسلامي، ونشر لوحات إعلانية تذكّر المسلمين بخلافتهم الضائعة. نعم، هكذا أصبحت الخلافة هدفا يمكن أن يستعاد على موقع إلكتروني!!

لا شك أن الباحث الأمين والدارس اللبيب للمحاولات الفاشلة على مدى قرن من الزمن يشعر بمدى الأهمية التي تكتسبها مناسبة الاحتفال بمائة سنة من الخلافة الإسلامية لجماعة أسسها عبد مخلص جاء مصداقا للنبوءات القرآنية بأنه المسيح الموعود والمهدي المعهود في نهاية القرن التاسع عشر. وبعد أن توفي في العام 1908 لا تزال تستمر بفضل الله خلافته على مدى مائة عام عبر خمسة خلفاء على منهاج النبوة أشرفوا على جماعة أصبحت اليوم تعد بالملايين في مختلف أرجاء الكرة الأرضية. إنها وبكل فخر وتحديثا بأنعم الله خلافة الجماعة الإسلامية الأحمدية

يقول الله تعالى:

  وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (التوبة: 106).

لقد عمل المسلمون الأحمديون بإخلاص شديد بتعاليم القرآن الكريم عبر مائة السنة المنصرمة، ولم تسجل حادثة عنف واحدة في أي بلد تواجدوا فيه وكان ديدنهم رفع كلمة الإسلام وغرس شعار القدوة الحسنة حتى نالوا التقدير والاحترام في معظم الدول التي تواجدوا فيها.

إن إكمال مائة عام على الخلافة الإسلامية الصحيحة يشكل منعطفا هاما في تاريخ الجماعة الإسلامية الأحمدية لأن هذا الإنجاز يشكل برهانا جديدا على صدق هذه الجماعة أنها من الله. فقد نجحت في ما فشل فيه الآخرون وتضاعف أعداد أبنائها بشكل مذهل يصدق التأييد الإلهي للكلمات المباركة التي ألهمها الله تعالى لمؤسس هذه الجماعة حضرة ميرزا غلام أحمد القادياني :

“سأبلغ دعوتك إلى أقاصي الأرض.”

لقد مرت مائة عام وهذه النبوءة تتحقق بشكل غير اعتيادي واليوم يقف الخليفة الخامس لحضرة المسيح الموعود والمهدي المعهود جدارا صلبا أمام جميع المشككين مصداقا لنبوءة واضحة وردت في حقه في أحد إلهامات حضرة ميرزا غلام أحمد قبـل قرن من الزمـان وهي:

“إني معك يا مسرور.”

لقد عقدت الجماعة الإسلامية الأحمدية مؤتمرها العالمي في الشهر المنصرم أيام 25، 26 و27، في حديقة المهدي، بمقاطعة سري، المملكة المتحدة تحت شعار: “مائة عام من الخلافة”. وقد حقق المؤتمر نجاحا هاما لأنه شكل الدوحة الخضراء للخلافة في زمن القحط. والأحمديون يحمدون المولى تعالى على أن خصهم بهذا الشرف العظيم وسخرهم ليكونوا جسرا متصلا لخلافته على مر السنين.

إن خلافة الله لم ولن تنقطع وهي مستمرة وقد صانت وحصنت الملايين من المسلمين الأحمديين مائة عام من الخلافة تسطر بداية لنصر آت بإذن الله فهنيئا لكل من آمن بصدق إمام الزمان. ولنكثر من الصلاة والسلام على نبينا المصطفى الذي توهج نوره من خلال ظله وخادمه حضرة مرزا غلام أحمد .

Share via
تابعونا على الفايس بوك