- اللغة العربية شخصية الأمة
- تصويب لبعض الاستخدامات الخاطئة لبعض التراكب اللغوية
__
مَن كان للرحمن كان مكرماً
لا زالَ أهلَ المجدِ والآلاءِ
يقول الأستاذ محمد المبارك في كُتيِّبه “عبقرية اللغة العربية”:
«وإن في دراسة العربية وتفهّمها تفهّمًا عميقًا، كشفًا عن شخصيتنا وترسيخًا لعروبتنا، بل لإنسانيتنا، لأننا من خلال ألفاظها وقوالبها عرفنا أنفسنا وعرفنا الإنسانية، بل عرفنا الكون والله.»
نتابع موضوع الأخطاء الشائعة وتصحيحها مع ضرب أمثلة من أفصح الكلام ومن بيـان المسيح الموعود .
ولمّا كان…(لا: وبما أن)
من أوجه استعمال (لما) أن تكون ظرفا يتضمن معنى الشرط، والشرط وجوابه فعلان ماضيان، وإن كان الجواب جملة اسمية وجب اقترانها بالفاء:
فلا تقل:
بما أن دعوة الأحمدية هي الإسلام الحق وجب بذل النفس لنشرها.
وقل:
لما كانت دعوة الأحمدية هي الإسلام الحق وجب بذل النفس لنشرها.
أو لما كانت دعوة الأحمدية هي الإسلام الحق فعلينا بذل النفس والنفيس لنشرها.
وإن التركيب (بما أن…) هو تركيب دخيل على العربية وهو ركيك جدا ولا مسوغ له.
يقول الله :
وكذلك يقول الله تعالى:
ويقول المسيح الموعود :
ويقول أيضًا:
حَسَبَ، بِحَسَبِ، على حَسَبِ، حَسَبَ ما:
مّما جاء في (المعجم الوسيط): «حَسَبُ الشيءِ: قَدْرُه وعددُه. يقال: الأجرُ بحَسَبِ العمل.»
وجاء في (أساس البلاغة): «الأجرُ على حَسَبِ المصيبة.»
وجاء في (محيط المحيط): «حَسَبَ ما ذُكر: أي على قدْرِه وعلى وَفْقِه.»
وجاء أيضًا: «ليكن عملك بحَسَبِ ذلك: أي على وفاقه وعدده.»
ويغفِلُ الكثيرون حرفي الجر (على) و(الباء) في كلامهم أو كتاباتهم فيقولون:
الأجر حَسَبَ العمل.
وكثيرا ما تستخدم (حسب) في غير محلها المناسب في الكتابات المعاصرة والأصْوَب أن يوضع بدلاً منها ما يناسب السياق مما يلي:
تبعًا لـ، طبقًا لـِ، وفقًا لـِ، بمقتضى، بموجب، بناءً على، استنادًا إلى، عملاً بـ،…
يقول المسيح الموعود في تفسيره المعجز لسورة الفاتحة:
ويقول في الكسوف والخسوف:
ويقول في سياق كلامه عن الرفع وربط معناه بمعنى آية ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِـيَةً مَرْضِيَّةً (الفجر 29):
ما زال – لا يزال
* تذكر دائمًا أن (لا) النافية لا تدخل على الفعل الماضي لتفيد النفي.
تدخل (ما) النافية على الفعلين الماضي والمضارع، نحو: ما خرجت، ما كلّمته، ما أريد، ما أدري. وعلى هذا يقال على الصواب:
ما زال، ما يزال، فيُدَلُّ بهما على الإثبات وعلى الاستمرار، نحو:
ما زال الهواء باردًا. ما يزال الهواء باردًا.
يقول المسيح الموعود في من يرسله الله لتجديد أمر الدين:
“…ويشرح صدور الأتقياء لقبوله ويجعل الرّجس على الذين لا يتّقون، ففريق من الناس يؤمنون به ويُصدّقون، وفريق آخر يكفرون به ويُكذّبون، ويقعدون بكل صراطٍ ويُؤذون، ويمنعون كل من دخل عليه ولا يُخلّصُوْن، فتهيج غيرة الله لإعدامهم، ليُنجى عبده من اجْلِخْمامهم، فما زال بالكافرين يُهْلِك هذا ويدفع ذاك حتى تصير الأرض خالية من تلك الهوام، ويحصل الأمن للأبرار الكرام…”(اجلخمّ: استكبر) (الهدى والتبصرة لمن يرى)
* تدخل (لا) النافية على المضارع، نحو: لا أريد، لا أدري، لا يزال. ولا تدخل على الماضي لإفادة النفي.
فلا يقال: (لا جاء فلان) بل: (ما جاء فلان). ولا يقال: (لا زال الهواء باردًا) وهذا خطأ شائع جدًا، والصواب: لا يزال الهواء باردًا، أو ما زال الهواء باردًا.
وتستعمل (لا) مع الماضي في الحالات التالية:
- لتكرار النفي، نحو: فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (القيامة: 32)
- لتفيد الدعاء، لا النفي، نحو قول المسيح الموعود شعرًا:
إنا توكلنا على خلاقنا
معطي الجزيل وواهب النعماء
.
من كان للرحمن كان مكرمًا
لا زال أهل المجد والآلاء
.
وقولنا: لا سمح الله، لا قدر الله، لا عدِمتُك..
وفيما يلي بعض الأمثلة من القرآن الكريم:
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِين (هود: 118)