مؤتمر اليوبيل المئوي للخلافة الأحمدية
  • تقرير عن الجلسة السنوية للجماعة في بريطانيا 2008
  • رسائل من المخلصين والمحبين وانطباعات الضيوف حول الجلسة
  • دور المتطوعين في المؤتمر السنوي

__

أصبح المؤتمر العالمي السنوي للجماعة الإسلامية الأحمدية في بريطانيا تقليدا سنويا. وخلال هذه السنة شارك فيه ممثلون من خمس وثمانين بلدا وحضره أكثر من أربعين ألف مشاركٍ على امتداد ثلاثة أيام حافلة بالنشاطات الثقافية الدينية لرفع المستوى الروحي لأفراد الجماعة.

في الخامس والعشرين من يوليو 2008  -أول يوم المؤتمر- وتحديدا بعد صلاة الجمعة افتتح حضرة مرزا مسرور أحمد الخليفة الخامس لسيدنا الإمام المهدي والمسيح  الموعود عليه السلام المؤتمر العالمي السنوي الثاني والأربعين للجماعة الإسلامية الأحمدية ببريطانيا  في “حديقة المهدي” برفع علم الجماعة وتلاه دعاء جماعي.

لقد كانت الخطابات التي ألقاها إمام الجماعة وخليفة الوقت مليئة بالمواعظ والحكم. كما ألقى علماء الجماعة كلمات هامة وذلك إلى جانب القصائد والأناشيد والأذكار. كلمات الضيوف الممثلين لبلدانهم من ساسة وكبار القوم كانت مملوءة بالشكر والامتنان، ولا يفوتنا ذكر الكلمات المفعمة التي ألقاها الملوك المحليون من القارة السوداء.

ولقد انتعش المشاركون في المؤتمر بتجديد عهد البيعة والولاء لحضرة أمير المؤمنين – أيده الله – حيث شكلوا صفوفا متوازية انتهت جميعها تحت يد حضرته حيث ردد عهدَ البيعة. وردّد خلفه عشرات الآلاف من الحاضرين بلغاتهم المتنوعة. واختتمت البيعة العالمية بدعاء جماعي. كما انضم إلى هذه التظاهرة الدينية أبناء الجماعة والمبايعون الجدد في جميع أنحاء المعمورة عبر البث المباشر التي قامت به الفضائية الإسلامية الأحمدية لجميع فعاليات المؤتمر.

ولقـد طغى على جـو المؤتمر التواضع النابع من التحديث بنعم الله الذي مكن الخلافة الأحمدية أن تخطو عتبة قرن من الزمن. وما كان لها أن تخطو هذه الخطوة العملاقة بمحض جهودها وتخطيطاتها ولكن هناك يدٌ خفيه.. يدُ مؤازرةِ ونصرةِ الله التي كتبت ظهور دين المصطفى على سائر الأديان، هي التي تدفع عجلة تقدمها ورقيها. ولقد عاين هذا الأمر معظم من شارك في المؤتمر من خلال لحمة وانسجام أبناء الجماعة وطاعتهم التامة للخليفة.

وفي خطبة الجمعة بتاريخ 1 أغسطس 2008 بمسجد بيت الفتوح، لندن تحدث حضرة أمير  المؤمنين مرزا مسرور أحمد – أيده الله – عن النجاح الذى منحه الله عز وجل للجماعة. ثم ذكر حضرته أن المؤتمر كان ناجحا وأنه تلقى فاكسات ورسائل تهنئة من أبناء الجماعة من جميع بقاع المعمورة. وإن رسائل التهنئة تراكمت منذ أن ترأس حضرته المؤتمر السنوي في غانا في إبريل من هذه السنة وخصوصا من باكستان مسقط رأس حضرته. وتأسف حضرته لأنه يعرف شخصيا شغف الكثير من المخلصين الذين ليس لهم قدرة مالية لحضور المؤتمر للانتعاش روحانيا ومقابلة خليفة الوقت. كما أن هنالك أعدادًا غفيرة لم تتمكن من المشاركة في المؤتمر لمشاكل عديدة ويستحيل التعبير عن مشاعرهم الجياشة لعدم تمكنهم من الحضور. ولكن وبفضل الله فإن الفضائية الإسلامية الأحمدية قد محت قيود المسافات بيننا وبين محبينا الذين خلقوا جوا عائليا وروحانيا في بيوتهم للانتعاش بفعاليات المؤتمر، إلى جانب طبخهم في البيوت نفس الأطعمة التي  تُحضر خلال المؤتمر وذلك لخلق جو مماثل للمؤتمر في بيوتهم حيث يجتمعون في جو ديني رائع.

وقد يشفي هذا الأمر غليل زمرة المحبين ولكن غليل حضرته لرؤيتهم والتحدث إليهم يُشفى فقط عن طريق عين قلبه. فبفضل الله أصبح ممكنا للأحمديين أينما كانوا الالتفاف حول إمامهم في مناسبات الفرح والترح.وأضاف حضرته أنه يجب على أبناء الجماعة في باكستان خاصة أن يحمدوا الله على هذه النعمة. ولقد اختصهم حضرته في كلمته حيث إنهم قد حُرموا من الاشتراك في المؤتمر الذي كان يُعقد في الماضي في بلدهم.ثم بيـَّن حضرة أمير المؤمنين أنه قد حضر المؤتمرَ العديدُ من الضيوف من داخل الجماعة وخارجها وقد ألقى بعضهم كلمات. والجميع بفضل الله قد أثنوا على ترتيبات المؤتمر ومدحوا الجماعة.

فالمؤتمر لم يُلَبِّ حاجات الجماعة الروحية فحسب بل كان مناسبة مواتية لتبليغ رسالة الإسلام. وقد أدلى عالم نيجيرى بتصريح قال فيه إنه بعد أن تعرف عن الجماعة كان لديه بعض الشكوك ولكنه بعد أن حضر المؤتمر أقَرَّ أن الجماعة تعمل حسب تعاليم الإسلام الأمر الذي أزال شكوكه. كما حضر المؤتمر وفد من بلغاريا، البلد الأروبي الوحيد الذي تَلقى فيه الجماعة معارضة. على أيه حال، اعترف الوفد بأن ما رأوه وسمعوه خلال المؤتمر هو من صميم تعاليم الإسلام.

ثم ذكر حضرته أن أحد الإخوة كتب إليه مشيرا إلى البهجة والسرور على وجوه الأطفال الصغار وهم يوزعون الـماء للشرب على الحضور وكيف كانوا يكادون يطيرون من الفرحة لـمَّا يلقى عرضهُمُ بتقديم الماء لأحد الضيوف القبول. ولم يقتصر الأمر على الأطفال بل إنني على يقين أن كل فرد من أبناء الجماعة والأسر أيضا يخدمون ضيوف حضرة المسيح الموعود بنفس هذا التفاني والإخلاص. ويجب أن أهنئ الأمهات اللاتي أنجبن أطفالا يفخرون بخدمة ضيوفه.

وأعرب أحد الضيوف عن تعجبه من طاعة أفراد الجماعة للخليفة. كانت هنالك شعارات كثيرة تُرفع فما أن أمر حضرته بالتوقف عن ذلك خيم السكوت التام على الخيمة. وقال إنه لم ير مشهدا مماثلا لهذا من قبل قط. وعلق حضرته أن ما رآه الضيف ليس من ثمرة صنع إنسان بل ببركة تأليف الله قلوب المؤمنين الذين يبدون الطاعة التامة لخليفة الوقت، ممثل حضرة الإمام المهدي عليه السلام.

ثم ذكر حضرته نقطة هامة جلبت اهتمام وسائل الإعلام في بريطانيا تتمثل في حضور مائة راكب دراجة هوائية من ألمانيا إلى مقر المؤتمر ببريطانيا. وهذا الحدث ذكرّنا بقدوم المئات من الأحمديين من بوركينا فاسو إلى المؤتمر السنوي في غانا على دراجاتهم تحت الحر الشديد وقلة الطعام.وقد شجع حضرته الأحمديين على ركوب الدراجات الهوائية في ظل ارتفاع أسعار الوقود وانتشار السمنة.

وأكد حضرته على الحفاظ على هذه المبادرة لأنها تفتـح أيـضا أبواب التعريـف برسالة الإسـلام.

كما لفت الأنظار إلى وجود المتطوعين من مشروع (وقف نو) والذين اشتركوا في ترتيبات الترجمة الفورية لوقائع المؤتمر إلى لغات عديدة. ولقد بلغ عدد المتطوعين في المؤتمر إلى أكثر من 1800 فتاة و 3500 شاب قدموا خدماتهم بكل حبور وجدية. كذلك كان هناك أكثر من 110 متطوع  لمساندة قناة التلفاز الأحمدي (أم تي أي)، وقد دعا أمير المؤمنين لهؤلاء بأن يجزيهم الله أحسن الجزاء في الدنيا والعقبى.

كما بيَّن حضرته أن المشرفين على المؤتمر عاملين ومنظمين، رجالا ونساء – من المتطوعين وأن إدارة المؤتمر تحتوى على أربعين قسما. وأثنى حضرته على قسم الترجمة الذي ينقل فعاليات المؤتمر بكل جد وإخلاص وذلك من خلال التراجم الفورية لخطب المؤتمر بلغات عديدة.

ولقد تميز هذا المؤتمر باعتباره المؤتمر الرسمي العالمي للجماعة بمناسبة الاحتفال باليوبيل المئوي للخلافة الراشدة في الجماعة الإسلامية الأحمدية. ويُعد هذا الحدث من أهم الأحداث في تاريخ الجماعة، وتحديثا بأنعم الله يجب علينا أن نشكر الله عز وجل على هذه المنة الخاصة والأفضال التي لا تُعد ولا تحصى والتي أمطرها سبحانه وتعالى على جماعتنا. فها هي تحتفل بمرور قرن من الزمان على قيام الخلافة الراشدة فيها ونسأل الله عز وجل أن يبارك في دوحة الأحمدية ويجعل في أجيالها المقبلة البركة الروحـانية والمادية في ظل الخلافة الراشـدة وأن تمتد هذه الخـلافة لتظل دائما سقـفًا تنـمو في ظله شـجرة الإسـلام، اللهم آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك