حضرة ميرزا طاهر أحمد في جوار الله

حضرة ميرزا طاهر أحمد في جوار الله

عبد المجيد عامر

تقرير خاص ..

حضرة ميرزا طاهر أحمد في جوار الله

انتخاب الخليفة الخامس لسيدنا الإمام المهدي [AAS]

لا فرق بين الأيام من حيث تعداد ساعاتها الأربعة والعشرين، ولا يتميز يوم عن آخر إلا بما يحمله للدنيا من أحداث.

هكذا شاء قدر الله أن يذوق أبناء جماعتنا الحبيبة مرارةً وحلاوةً خلال فترة وجيزة من الشهر المنصرم، حيث فجعوا بخبر وفاة حضرة ميرزا طاهر أحمد الخليفة الرابع لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود يوم السبت 19 إبريل عام 2003 (17 صفر 1424هـ) الذي بلغهم عن طريق رسالة من الناظر الأعلى للجماعة قرأها السكرتير الخاص لحضرة أمير المؤمنين عبر القناة الفضائية الإسلامية. وإليكم نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم، نحمده ونصلي على رسوله الكريم وعلى عبده المسيح الموعود

كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ،

ببالغ الحزن والأسى والألم، نحيط جميعَ أبناء الجماعةِ الإسلاميةِ الأحمديةِ العالميةِ علمًا أن حضرة أميرِ المؤمنين سيدنا الخليفة الرابع للمسيح الموعود قد انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح اليوم 19 إبريل 2003 إثر نوبة قلبية. إنا لله وإنا إليه راجعون.

أن قلوبَنا لتتفطَّرُ ألمـًـا لهذا المصاب الجَلَلِ، ولكننا لا نقول إلا ما قال سيدُنا ومولانا محمدٌ :

“إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ لَمَحْزُونُونَ”.

ونبتهل إلى الله تعالى أن يوفّق الجماعةَ لتحمُّل هذا المـُصابِ الجَلَلِ بالصبر الجميل والثباتِ والعزيمةِ، وأن يتولى حمايةَ جماعته في هذه الساعةِ الحَرِجةِ والمرحلةِ الصعبة من حياتها، وأن يوفّقنا جميعًا لنسلُك مسالِكَ رضاه دائمًا، محقّقين كلَّ متطلباتِ الوفاء، وأن يُنجزَ لنا بفضلٍ منه ورحمةٍ وَعْدَه في قوله تعالى:

وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا . آمين.

وإننا على يقين تام، أن الله تعالى لن يخذُلَ جماعتَه أبدًا، كما يشهَد على ذلك تاريخُ الجماعة الممتدِّ إلى أكثر من مائة عام، وأن ذلك الإله نفسه سوف يتولى حمايتَنا ونصرتَنا الآنَ أيضًا، إن شاء الله العزيز.

مرزا مسرور أحمد الناظر الأعلى لمؤسسة “صدر أنجمن أحمدية” باكستان، ربوة 19 إبريل عام 2003

بعد تلقي خبر هذه الفاجعة مرت الجماعة بثلاثة أيام مؤلمة شديدة الحزن والأسى والخوف. وفي خضم هذه الظروف القاسية التي اجتمع فيها مشاعر الفقدان والحيرة وما سيحمله المستقبل القريب، تم بفضل الله وعونه يوم الثلاثاء 22 إبريل 2003 الموافق لـ 20صفر 1424هـ انتخابُ الخليفة الخامس لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود . وإليكم نص الرسالة التي قرأها سكرتير “مجلس انتخاب الخلافة” وسكرتير مجلس الشورى وإمام مسجد الفضل بلندن في هذه المناسبة.

الإعلان عن انتخاب الخليفة الخامس 

بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم وعلى عبده المسيح الموعود، نعلن لإفادة جميع أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية أنه قد انعقدت يوم الثلاثاء بتاريخ 22 إبريل/نيسان عام 2003، بعد صلاة المغرب والعشاء في مسجد “الفضل” بلندن برئاسة شودري حميد الله المحترم، جلسةُ مجلس انتخاب الخلافة الذي سبق وأن شكله سيدنا المصلح الموعود الخليفة الثاني لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود ، حيث حلف كلُّ واحد من أعضاء المجلس -حسب مقتضى القواعد- على ولائهم للخلافة الإسلامية الأحمدية. ثم انتخبوا سيدنا صاحبزاده ميرزا مسرور أحمد -سلَّمه ربُّه- كخليفة خامس للمسيح الموعود .

ولقد بايع جميعُ أعضاء المجلس حضرتَه -نصره الله- على الفور، ثم أُذن لبقية الأخوة أن يدخلوا المسجدَ.

فبايع حضرتَه -نصره الله- كلَّ الإخوة المجتمعين حول المسجد الذين كان عددهم يتراوح بين عشرة آلاف وأحد عشر ألف شخص. تقبَّل الله هذا الانتخاب وبارَكَ فيه بركات كثيرة، آمين.

يا إلهنا الرحمن الرحيم، ويا ربنا الكريم الودود، إننا نشكرك على أنك غمرتنا بفضلك وبدَّلت حالة خوفنا أمنًا مرة أخرى. يا إلهنا القادر والقيوم، إننا نشهد بأن نبوءة مسيحك ومهديك المذكورة في كتاب “الوصية” قد تحققت مرة أخرى بكل قوة وجلاء، ولله الحمد!

العبد المتواضع: عطاء المجيب راشد، سكرتير مجلس الشورى بتاريخ 22 إبريل نيسان 2003

أول خطاب للخليفة الخامس 

-أيده الله تعالى بنصره العزيز- قبل أول بيعة عامة تمت حوالي الساعة الثانية عشرة في منتصف الليل ألقى حضرة مرزا مسرور أحمد -أيده الله- الخليفةُ الخامس لسيدنا الإمام المهدي أول كلمة له بُثَّت مباشرة إلى جميع أنحاء المعمورة عبر القناة الإسلامية الأحمدية. وإليكم نص هذا الخطاب:

“أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (آمين).

“أتوجه إلى أبناء الجماعة برجاء واحد فقط وهو: في هذه الأيام، ركزوا على الدعاء، ركزوا على الدعاء، ركزوا على الدعاء. أُدعوا الله تعالى كثيرا، أُدعوا الله تعالى كثيرا، أُدعوا الله تعالى كثيرا، كي يرزقنا الله تعالى تأييده ونصرته وتبقى مسيرة الأحمدية مستمرة إلى تقدمها وازدهارها المعهودَين، آمين”.

وهكذا شهدت الدنيا بأسرها رحيلاً وقدرةً إلهية ثانية. رحيلَ بطلٍ من أبطال الإسلام خَدَمَ الدين والملة بكل إخلاص، وضحى بكل غال ونفيس في سبيل الله، حضرة مرزا طاهر أحمد رحمه الله، وظهور القدرة الثانية من الله الكريم حيث تم انتخاب الخليفة الخامس في جو روحاني عظيم. فحين أُعلن هذا الخبر السارّ غمرت الطمأنينةُ والسكينة الحشودَ الغفيرة المتواجدة في ضواحي المسجد وكذلك الملايينَ الآخرين الذين كانوا يشاهدون أحداث الانتخاب عبر القناة الإسلامية الأحمدية بفارغ الصبر وقلوبهم تبتهل إلى الله في خشية وخشوع لا يوصفان. ولأول مرة في تاريخ الإسلام يصل خبر انتخاب الخليفة الراشد إلى جميع أنحاء المعمورة مباشرة خلال بضع دقائق عبر الفضائية الإسلامية الأحمدية. فهذه الإنجازات العظيمة التي نفخر بها اليوم ما هي الا تحديثًا بأنعم الله على الجماعة التي غرسها بنفسه. وها نحن اليوم نعاين بأم أعيننا نوار تحقق نبوءات انتشار الإسلام وانتصاره.

بشارة عن القدرة الثانية

لقد بشّر سيدنا الإمام المهدي جماعته بظهور “القدرة الثانية” أي الخلافة الإسلامية الراشدة بعد وفاته وقال: “من الضروري أن يأتيكم يومُ فراقي ليأتي بعده ذلك اليوم الذي هو يوم الوعد الدائم. إن إلهنا إلهٌ صادق الوعد، وفيّ صدّوق، وسيُحقق لكم كل ما وعدكم به. وبالرغم أن هذه الأيام هي الأيام الأخيرة من الدنيا، وهناك كثير من البلايا والمصائب التي آن وقوعها، ولكن لابد أن تظل الدنيا قائمة إلى أن تتحقق تلك الأنباء التي أنبأ الله تعالى بها. لقد بُعثت من الله تعالى كمظهر لقدرته ، فأنا قدرة إلهية متجسدة. وسيأتي بعدي آخرون، سيكونون مظاهر قدرة الله الثانية. لذلك كونوا منتظرين لقدرة الله الثانية داعين لمجيئها مجتمعين. ولتجتمع كل جماعة من الصالحين في كل قطر وليدعوا حتى تنزل القدرة الثانية من السماء، وتُريَكم أن إلهكم إله قادر لهذه الدرجة. أيقنوا أن الموت قريب. لا تعلمون متى ستحل تلك الساعة!

وينبغي لصلحاء الجماعة ذوي النفوس الطاهرة أن يأخذوا البيعة من الناس باسمي من بعدي. فالله يريد أن ينجذب إلى التوحيد جميع الأرواح ذوي الفطرة الصالحة من مختلف أقطار المعمورة، سواء كانوا من أوروبا أو آسيا، هذه هي غاية الله التي أُرسلت من أجلها إلى الدنيا. لذلك اجعلوا هذا المقصد نصب أعينكم، ولكن باللطف وحسن الخلق وكثرة الدعاء. فإلى أن يقوم أحدٌ مؤيَّدا بروح القدس من عند الله، ثابروا جميعا على العمل بعدي متكاتفين.” (الوصية، الخزائن الروحانية ج 20 ص 306-307)

الله تعالى بنفسه يعيِّن الخليفة

وقال سيدنا الحافظ ميرزا ناصر أحمد -رحمه الله تعالى- الخليفة الثالث لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود : “نحن نؤمن أن الله تعالى هو الذي يختار الخليفة. ولو تُرك هذا الأمرُ على الناس لاختاروا مَن كان الأفضل منهم في رأيهم خليفةً لهم. ولكن الله تعالى بنفسه يصطفي الخليفة، ولا نقيصة في اصطفائه إطلاقًا. إنه يصطفي عبده الضعيف الذي يعتبره الناس حقيرًا مهينًا. ثم بعد اصطفائه إياه يتجلى الله عليه بعظمته وجلاله، فلا يُبقي من نفسه ولا مما له شيئا، فيلبس الخليفةُ لباس التفاني التام والانحماء الكامل أمام عظمة الله تعالى وجلاله.” (الجريدة اليومية ” الفضل” 17 مارس 1967)

لا خطر على الخلافة الأحمدية في المستقبل أبدا

وقال سيدنا مرزا طاهر أحمد -رحمه الله تعالى- الخليفة الرابع للإمام المهدي والمسيح الموعود مبشرًا الجماعة الإسلامية الأحمدية:

“منذ الآن فصاعدًا لا خطر على الخلافة الإسلامية الأحمدية إطلاقًا. لقد بلغت الجماعة في نظر الله تعالى سنَّ النضوج والبلوغ بحيث لا تقدر عينٌ معادية، ولا قلبٌ معارض ولا سعيٌ مخالف على أن يُلحق بهذه الجماعة أيَّ ضرر. ولسوف تظل الخلافةُ الإسلامية الأحمدية تنمو وتزدهر بإذن الله تعالى حسبما وعد المسيحَ الموعود . ولسوف تبقى هذه الجماعة حيَّة إلى ألف سنة على الأقل. فادعوا الله تعالى كثيرًا، وتغنَّوا بمحامده ، وجدِّوا مرة أخرى وعودَكم التي وعدتم بها.” (جريدة “الفضل” اليومية عدد 28 حزيران/يونيو 1982)

صيغة المبايعة

أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أبايع اليوم على يد مسرور أحمد، وأنضم إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية. إنني أؤمن إيمانا كاملا بأن سيدنا ونبينا محمد هو خاتم النبيين. كما أؤمن بأن سيدنا ميرزا غلام أحمد القادياني عليه الصلاة والسلام هو ذلك الإمام المهدي والمسيح الموعود الذي بشر به سيدنا محمد رسول الله . وأتعهد بأنني سوف أسعى جاهدا للعمل بالشروط العشرة التي وضعها سيدنا المسيح الموعود والإمام المهدي عليه الصلاة والسلام على كل مبايع. وسوف أؤثر الدين على الدنيا، وسأبقى على الدوام وفيًّا بالخلافة الإسلامية الأحمدية، وأطيعكم بصفتكم خليفةً للمسيح الموعود في كل أمر تأمرونني به من معروف.

أستغفر الله ربي من كل ذنب وأتوب إليه.

أستغفر الله ربي من كل ذنب وأتوب إليه.

أستغفر الله ربي من كل ذنب وأتوب إليه.

رب إني ظلمتُ نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك