الفتنة وتشخيص أصل الداء
  • تشريح الفتنة
  • الجميع عرضة للمرض
  • مكمن خطورة المرض
  • ماذا يتوجب علينا إزاء هذا التشخيص؟!

__

تعلمنا من الأسلوب القرآني وتطبيقه النبوي، فإن الله تعالى إنما يُنَبِّئ خليفته بالآفات حتى قبل حلولها، استعدادًا لها وتحصينا لضعاف المستوى الروحاني، الأمر المعهود لدى كافة المؤسسات والكيانات الدنيوية التي تطلق النفير أو تعلن حالة الطوارئ والتأهب لمواجهة خطر ما، طبيعيا كان كإعصار مثلا، أو بشريا كهجوم عسكري أو ما شابه. ولكن أكثر الأمثلة توضيحا لأمر الفتنة هو ما نتعامل معها على أنها مرض يحيق بجسد الأمة وكيانها الروحاني، بحيث يستنفر كافة القوى المتاحة لعلاجه. وأولى مراحل العلاج هي التشخيص وتحليل الوضع، وهو ما سنفرد له سطور هذه الحلقة في سلسلة من جزئين، نهدف خلالها إلى تشريح الفتنة، علَّنا بهذا السعي المتواضع نسهم في بيان منشئها..

تشريح الفتنة

الناظر في القرآن الكريم يرى أن الله تعالى شبَّه المؤمنين بزرع يهيج ويخضرّ ويثمر، وكما هو معروف فإن بعض الآفات من حشرات وغيرها تصيب الزروع والأشجار فتمرض وتذبل، ثم تيبس وتموت، ونعرف أيضا أن بعض النباتات الطفيلية تضر بالمزروعات نفسها التي تعيش عليها، ولكن الفلاح الماهر اليقظ يكافح تلك الآفات والطفيليات، فإما أنه يكافحها بالمبيدات، أو ينزعها ويجتثها من جذورها حفاظًا على مزروعاته. وكذلك يحدث في النظام الروحاني أيضا، فإن الفتن الداخلية والخارجية تهاجم شجرة الإيمان التي غرسها الله بيده، والحق أن بعض أجزاء تلك الشجرة تتأثر حتما وهي التي تكون محرومة من حب الله ونوره، ولكن الله يحفظ تلك الشجرة من الهلاك في نهاية المطاف حتما.

القتل جريمة تصيب شخصا واحدا أو عددا محددا من الأشخاص، أما الفتنة فإنها تلوث أفكار الناس ومعتقداتهم وتوجهاتهم، وتثير الشكوك والشبهات في قلوبهم حتى تغتال روحانياتهم تمامًا، فتجعل منهم موتى يمشون على الأرض، بل يتطور الأمر إلى أن يقوم هؤلاء المُفْتَتَنون أنفسهم بدس سموم الفتنة لغيرهم من الأبرياء، ويسقطونهم في ذات المستنقع الذي سقطوا هم فيه من قبل.

إن مَثلَ الفتنة كمَثَل الدُّمل تماما، فإنه يبدو منتفخا وقاسيا ظاهريا، وتكمن في داخله البكتريا والصديد، وهناك أنواع من الدمامل تبدو في ظاهرها بسيطة، ولكن يكمن فيها مرضٌ خبيث كالسرطان، لذا فإنه من الواجب ألا يتدخل في تلك الحالات إلا طبيب ماهر، من أجل التخلص من تلك الدمامل القاتلة، لأن الطبيب خبير بتحديد نوع هذا الدمل وكيفية التخلص منه باستئصاله أو علاجه. وكذلك في العالم الروحاني أيضا، فلو تصدّى لعلاج الفتنة التي هي بمثابة الدمل كلُّ من هبَّ ودبَّ دون دراية ولا خبرة لَلطّخ نفسه روحانيا بالمواد الفاسدة، فيؤذي نفسه، وقد يتحول هذا الدمل إلى سرطان. وفي هذه الحال فإنه سيضر المريض أكثر من أن ينفعه.

قال الله :

الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ (1)،

لأن القتل جريمة تصيب شخصا واحدا أو عددا محددا من الأشخاص، أما الفتنة فإنها تلوث أفكار الناس ومعتقداتهم وتوجهاتهم، وتثير الشكوك والشبهات في قلوبهم حتى تغتال روحانياتهم تماما، فتجعل منهم موتى يمشون على الأرض، بل يتطور الأمر إلى أن يقوم هؤلاء المُفْتَتَنون أنفسهم بدس سموم الفتنة لغيرهم من الأبرياء، ويسقطونهم في ذات المستنقع الذي سقطوا هم فيه من قبل.

الجميع عرضة للمرض

لا يغيبن عن البال ما حدث من الفتن في زمن رسول الله ، وقد وقع بعض الصحابة فيها بسبب بعض التقصيرات أيضا كما حدث في غزوة أحد إذ عاد أولئك الأشخاص الثلاثمائة قبيل الغزوة إلى المدينة المنورة بعد الفتنة التي زرعها في قلوبهم عبد الله بن أُبيّ بن سلول زعيم المنافقين وقد كانوا يُعَدون من «الصحابة» لأنهم كانوا قد بايعوا على يد رسول الله . كما كان لكلام المنافقين ومكايدهم بعض التأثير الذي أسقط البعض في الفتنة في مناسبات أخرى مختلفة دون أن يدركوا، وقد كان في ذلك حكمة كبيرة، وضحها قولُه تعالى:

لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (2).

فلنتذكر جيدا أن من يسقطون فريسة للفتنة ليس شرطا أن يكونوا من الأراذل أو ضعفاء الإيمان، ولكن قد يحدث أن يسقط في مهاوي الفتن من هم من صفوة الناس أيضا، ويحتلون أحيانا مقاماتٍ مرموقةً في المجتمع، لذا نرى الصحابي حسان بن ثابت الذي كبا كبوةً شديدة حيث تورط في فتنة حادث الإفك، وهو معروف باسم شاعر الرسول، وقد قال في حقه رسول الله «اهْجُ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّ جِبْرِيلَ مَعَكَ»(3)، ولكن علو مقامه لم يحُل دون سقوطه في براثن فتنة من أشنع الفتن، فنسأل الله تعالى السلامة! وفي أواخر زمن حياة رسول الله نجد أن فتنا متعددة قد ظهرت بقوة، وتأثر بها عدد كبير ممن بايع على يد رسول الله أي ادَّعى طليحة بن خويلد وأمثاله النبوة، فضلّوا وأَضلّوا. وأوضَح هذه الأمثلة ما قاله أصحاب الفتن في عصر الخليفة عثمان إذ أثاروا الضجة في كافة أنحاء البلاد هاتفين أن عثمان يولي أهل قرابته، الذين بدورهم يظلمون الشعب. ويعجز اللسان عن وصف الفتن التي أثيرت في زمن الخليفة علي ، حيث وقع عدد من كبار الصحابة فريسة لها وإن كانوا من قبل يظنون أنفسهم على الحق، فأحدهم وهو الزبير بن العوام أحد العشرة المبشرين بالجنة وقد تذكر فجأة ما قاله رسول الله :

«إنك تقاتله وأنت له ظالم»(4)

مكمن خطورة المرض

بعض الأمراض توصف بالخبيثة، نظرا إلى نشوئها وتفاقم وضعها في طور الخفاء، ودون أن يشعر المصاب بها ولا حتّى يتصور إصابته، اللهم إلا بعد أن يستفحل أمرها ويكون الشفاء منها في كثير من الأحيان في حكم المستحيل. والفتنة ينطبق عليها الوصف ذاته للمرض الخبيث، إذ تكمن خطورتها في أن الواقع فيها كالمصاب بالمرض الخبيث في أول أمره، يرى نفسه سليما معافى، ويشعر بعنفوانه، والواقع في الفتنة كذلك يرى أنه على الحق، فيخاصم «رجلَ الله» وجماعته، فيهلك على هذه الحال، وفي أغلب الأحيان يُهلك غيره أيضا. فالسؤال هنا هو كيف نستطيع أن نفرق بين الفتنة والحق؟ إذ إن الأمر يلتبس في كثيرٍ من الأحيان على الناس.وفي كتابه عظيم النفع، والمعنون بـ «بداية الخلافات في الإسلام» شخَّص الخليفة الثاني أسباب الفتن ولخصها في أربعة وجوه، نعرضها بشيء من التصرف والتمثيل..

(1) أولها ميل طبائع الناس بشكل عام إلى الجاه والمال، إلا الذين صفّى الله قلوبهم على الخصوص. وبالنظر إلى ما متع الله به الصحابة الكرام ذوي المراتب السامية من الرقي والحكمة، فقد بدأ المسلمون الجدد –الذين لم يكونوا كاملي الإيمان- والذين لم يكونوا يعرفون قدرهم على الوجه الذي يليق بهم يحسدونهم..

(2) ثاني وجوه الفتنة يكمن في التعارض الناشئ بين ما شرعه الله تعالى لمصلحة عباده، وما يراه الناس بنظرتهم القاصرة في مصلحتهم، فطالما يحكم النبيون والخلفاء الراشدون بما أنزل الله، ولكن بعض قصار النظر يقيسون الأمر بنظرهم القاصر هذا، حتى أن منهم من توقَّح في حضرة النبي ( ) بحسب الرواية المشهورة، التي لا نجد بدا من إيرادها هنا على طولها، وقد جاء فيها:

«بَعَثَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ بِذُهَيْبَةٍ فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْأَرْبَعَةِ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ ثُمَّ الْمُجَاشِعِيِّ وَعُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ وَزَيْدٍ الطَّائِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ قَالُوا يُعْطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا قَالَ إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ نَاتِئُ الْجَبِينِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقٌ فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ مَنْ يُطِعْ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُ أَيَأْمَنُنِي اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَلَا تَأْمَنُونِي فَسَأَلَهُ رَجُلٌ قَتْلَهُ أَحْسِبُهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَمَنَعَهُ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا أَوْ فِي عَقِبِ هَذَا قَوْمًا يَقْرأونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ»(5).

إن هذا الأعرابي الوقح تعامل مع المقام الروحاني لرجل الله كتعامل الشعوب مع النظم الدنيوية، فلا تجد تلك الشعوب حرجًا في انتقاد حكوماتها بشتى الوسائل المشروعة، بل وغير المشروعة أحيانا. وانتقاد الشعوب للحكومات بالأسلوب المشروع والمتفق عليه أمر طبيعي لا نرى غضاضة فيه، لا سيما وأن حكومات الدنيا إنما تستمد قوتها من شعوبها، ولكن الأمر يبدو على النقيض من ذلك في الحكومة الروحانية، فهي لا تستمد قوتها من رعيتها، وإنما من قوة الشريعة التي تقوم عليها، والالتزام بالقانون المشروع فيها أصلٌ يفوق جميع الأصول، ولا يجوز لأحد أن يتدخل فيه بأفكاره الشخصية؛ اللهم إلا في بعض فروعه التي سكتت عنها الشريعة، والأمر الآخر أن السلسلة الإلهية تستمد السلطة من الله تعالى، ويجب على الذين يديرونها ألا يَدَعوا الناس ينحرفون عن الصراط في الأمور الدينية، فيجب عليهم أن يصوغوا أفكار الناس في قالب هيأه الله تعالى بمقتضى متطلبات زمنهم بدلا من أن يترجموا أفكار شعوبهم.

والفتنة ينطبق عليها الوصف ذاته للمرض الخبيث، إذ تكمن خطورتها في أن الواقع فيها كالمصاب بالمرض الخبيث في أول أمره، يرى نفسه سليما معافى، ويشعر بعنفوانه، والواقع في الفتنة كذلك يرى أنه على الحق، فيخاصم «رجلَ الله» وجماعته، فيهلك على هذه الحال،.

(3) ليس إطعام نفر من الناس كمثل إطعام جمع غفير، والطهو لإطعام الجموع الغفيرة أمر يستلزم مهارة ما لا تتوفر لكل طاهٍ. هذا نموذج لقاعدة روحانية تقول بأن ازدياد عدد المنضمين إلى أية مؤسسة اجتماعية تربوية أمر يتناسب طرديًا مع عِظم مسؤولية تربيتهم وتنشئتهم، وإلى هذا السر تشير آيات سورة النصر، فتقول:

إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (6)،

بمعنى أن عدد المسلمين الجدد كان قد ازداد بشكل ملحوظ مع حركة الفتوحات المبكرة في زمن الخلافة الراشدة، حيث لم يكن هناك أية طريقة كافية لتعليمهم وتربيتهم، وتزامن هذا مع استشهاد كثيرين من الصحابة المتربين على يدي النبي ( )، فكان أن دخلت جموع جائعة على طعام قليل، فلنا أن نتوقع النتيجة! ومع قلة الحماس البدائي لدى هؤلاء الذين لم ينالوا التربية الروحانية الكافية بدأوا يستثقلون أحكام الإسلام، ومن ثم أخذوا يمرقون من الدين.

ازدياد عدد المنضمين إلى أية مؤسسة اجتماعية تربوية أمر يتناسب طرديًا مع عِظم مسؤولية تربيتهم وتنشئتهم، وإلى هذا السر تشير آيات سورة النصر

(4) ساورت فكرة الانتقام أولئك اللَذين رأوا في الإسلام ورجاله غزاة جاؤوا لمحو مجد الشعوب المفتوحة الغابر، وظلت هذه الفكرة السوداء كامنة تنتظر الفرصة السانحة، فبعض الأشقياء –الذين أسلموا في الظاهر فقط- أسلموا مستهدفين هلاك الإسلام. ولأنه ليس بوسع الذئب أن يهجم على القطيع وينال منه صيدا في وجود الراعي، كذلك فإن سلامة الإسلام والمسلمين ورقيَّهم مرهونة ببقاء الخلافة لذا فقد اقتُرِح أن تُمحى الخلافة، ويُقطعَ السلك الذي به يرتبط المسلمون، ليُحرم المسلمون من بركة الاتحاد، وتتخذ الأديان الباطلة منهجها في عدم وجود الراعي، ولا يبقى أي خطر يهدد خروج الدجالين.ماذا يتوجب علينا إزاء هذا التشخيص؟!بناء على جميع ما سبق، ألا يتوجب علينا التعامل مع الفتن بنفس الأسلوب والحيطة الذين نتعامل بهما مع الأمراض الخبيثة والأوبئة الفتاكة؟! بلى، يتوجب علينا اتخاذ التدابير والاحتياطات ذاتها، وأول ما علينا فعله هو التمييز بين الفتنة والحق، وكما أن الشجرة تعرف بثمارها، كذلك هي شجرة الإيمان وجماعة الحق. يقول الله تعالى فيها:

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (7)

فإننا حين نحلل الأحداث السابقة في تاريخ الإسلام، نرى أن الفتن قد تلاشت مع مرور الزمن -وإن تركت آثارها السلبية المهلكة على المجتمع- وبقي الحق قائما على أصوله، فلا نجد أدنى أثر لدعوة مسيلمة الكذاب ولا لطليحة ولا لسجاح، بل نرى الإسلام قد ازدهر وبلغ أوج كماله؛ وهنا نستطيع أن نقول مطمئنين بأن مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ حتما، وأن المبدأ القائل: «الشجرة تعرف بثمارها» قد تحقق بكل جلاء.

– الهوامش –
1. (البقرة: 218)
2 (التوبة: 47)
3. (صحيح البخاري، كتاب المغازي)
4. (رواه الحاكم في المستدرك)
5. (صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء)
6. (النصر: 2-4)
7. (إبراهيم: 24-27)
Share via
تابعونا على الفايس بوك