حضرة المولوي الحكيم نور الدين البهيروي
  • جوانب من حياته قبل الخلافة
  • عهد خلافته الميمون
  • وفاته رضي الله عنه 

__

حَضْرَةُ المَوْلَوِيِّ الحَكِيمِ نُورِ الدِّينِ البهيرَوِيِّ

لقطات مِنْ حَيَاتِهِ وخِلافَتِهِ حَتَّى وَفَاتِهِ

حَضْرَةُ المَوْلَوِيِّ الحَكِيمِ نُورِ الدِّينِ البِهِيرَوِيِّ ، المولود عام 1841م في بلدة بهيرة التابعة لمحافظة سرجودها الواقعة الآن في باكستان. كما يعلم الكثيرون هو أول من شرفه الله تعالى بمدِّ يد البيعة لسيدنا المسيح الموعود ، وكان فيما مضى من المشهود لهم بالعلم والفضل، وكان رجلاً ذائع الصيت في مجال العلوم الدينية والدنيوية على حد سواء، ففي مجال العلوم الدينية عُدَّ حضرته من رجال أهل الحديث، كما كان يقدم دروسًا في تفسير القرآن الكريم وصحيح البخاري، وله مؤلفات عديدة، منها: «فصل الخطاب لمقدمة أهل الكتاب»، و«تصديق البراهين الأحمدية»، و«إبطال ألوهية المسيح»، و «نور الدين»، والآن جميع مؤلفاته مجموعة تحت عنوان «كتب الخيفة الأول»، فهذا جانب من سيرته في طلب العلم الديني وتعليمه. أما في مجال العلوم الدنيوية، فقد تبوأ حضرته مناصب رفيعة خلال فترة اشتغاله بالطب قبل أن يلبي دعوة سيدنا المسيح الموعود للهجرة إلى قاديان، فكان الطبيب الخاص لمهراجا ولاية جامون.حظي بشرف حج بيت الله الحرام أول مرة عام 1865م. وقد وفَّقه الله تعالى لِحجِّ البيت 13 مرة.

حين وقع بين يديه كتاب «البراهين الأحمدية» أدرك أن هذا الكتاب لا يكتبه إنسان عادي دون تأييد خاص من الله ، فعزم على قصد قاديان للقاء سيدنا المسيح الموعود ، وتشرَّف بأول لقاء بينهما في عام 1885م، وبقي في صحبة سيدنا المسيح الموعود ، ساكنًا قاديان، فعينه المسيح الموعود كأول رئيس لمؤسسة صدر أنجمن أحمدية في 29/1/1906م.

انتخب بإجماع صحابة سيدنا المسيح الموعود لحمل مسؤولية الخلافة في 27/5/1908م، وذلك بعد انتقال حضرته إلى الرفيق الأعلى في السادس والعشرين من مايو 1908م، وكانت سنه إذّاك 67 عاما، وكانت حضرة أم المؤمنين السيدة نصرة جهان بيغم رضي الله عنها أول من بايع حضرته ، تبعها أفراد بيت سيدنا المسيح الموعود ومن ثم سائر أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية.تحقق في عهده المبارك إلهام للمسيح الموعود عليه السلام في حق المولوي محمد حسين البطالوي الذي كان ألد أعداء سيدنا المسيح الموعود وجماعته، وكان نص الإلهام: «هذا الرجل يؤْمن بإسلامي قبل موته»، وتجلى تحققه حين أقدم الشيخ محمد حسين البطالوي على تسجيل أبنائه في مدرسة قاديان، كذلك في محكمة غوجرانواله قام بسحب فتوى تكفير سيدنا المسيح الموعود ، حيث أقرَّ قائلاً: «إن هذه الفرقة (الأحمدية) هي الأخرى تؤمن بالقرآن والحديث أيضًا، ونحن لا نكفِّرها».

من إنجازات حضرته خلال عهده المبارك

تم خلال عهده خلافته المباركة تعيين المبشرين بشكل منظم ورسمي، وكان أول مبشر رسمي؛ الأستاذ تشودري فتح محمد سيَال رحمه الله، مبعوثًا إلى أوروبا. كما تم تأسيس عدة مؤسسات تنظيمية وإدارية، منها بيت المال، وبيت الضيافة بصورة رسمية. وأسس حضرته كذلك عدة مؤسسات علمية وتعليمية، منها المدرسة الأحمدية، والمكتبة العامة في قاديان. وأُصدرت في عهده جريدتان تبشيريتان، هما: جريدة «نور» لتبشير السيخ، وجريدة «الحق» لتبشير الهندوس بالإسلام.قبل أقل من عام من وفاته بدأ إصدار جريدة «الفضل»، وكان أول رئيس تحرير لها حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد ، حيث بدء صدورها في 18/6/1913م.

وفاته

تعرض حضرته لحادث سقوط من على صهوة جواده في 18/9/1910م، وأصيب بحروح بالغة، تركت أثرا على صحته إلى وفاته ، ففي يوم 2/2/1914م شعر بضُعف شديد إثر الوعكة الصحية التي ألـمَّتْ به بعد سقوطه من على ظهر الفرس، وبسبب ذلك كان يلقي الدروس جالسًا في تلك الأيام، وفي حال ضعفه هذه كتب يومًا وصيةً في حق أولاده قال فيها «لا تجمعوا لأولادي التبرعات أبدًا، ولا تصنفوهم في زمرة المساكين، ولا تعدّوهم في عِداد اليتامى؛ إن الله سيرزقهم أيضًا بقدرته كما رزقني طول الحياة». ووافى حضرتَه الأجل، ليلحق بحبيبه ومطاعه في يوم 13/3/1914 وأمَّ صلاة الجنازة على روحه الطاهرة سيدَنا مرزا بشير الدين محمود أحمد ، الذي أُُنتُخب فيما بعد خليفةً ثانيًا لسيدنا المسيح الموعود والإمام المهدي . ودُفِن سيدنا نور الدين بجوار ضريح مُطاعه وحبيبه سيدنا المسيح الموعود في بهشتي مقبرة بقاديان. لقد حظي حضرته بشرف عظيم حيث أثنى عليه سيدنا المسيح الموعود في كتابه «التبليغ» باللغة العربية بقوله:كصفاته النورانية نور الدين، هو بهيروي مولدًا، وقرشي فاروقي نسبًا، من سادة الإسلام ومن ذرية النجيبين الطيبين، فوصلت بوصوله إلى الجذل المفروق، واستبشرت به كاستبشار السيد بالفاروق، ولقد أنسيت أحزاني مذ جاءني ولقَّاني، ووجدته في سبل نصرة الدين من السابقين، وما نفعني مال أحدٍ كماله الذي آتاه لوجه الله، ويؤتي من سنين، قد سبق الأقران في البراعة والتبرع والجدوى، ومع ذلك حلمه أرسخ من رضوى. نبذ العُلق لله تعالى، وجعل كل اهتشاشه في كلام رب العالمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك