من فرق بيني وبين المصطفى فما عرفني وما رأى
  • لكل عصر آدمه، وإن آدم آخر الزمان هو محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم
  • النسبة بين محمد وأحمد كالنسبة بين من علم وتعلم

__

وإنّ آدمَ آخرِ الزمانِ حقيقةً هو نبيّنا ، والنسبةُ بيني وبينه كنسبة مَن علّم وتعلَّمَ، وإليه أشار سبحانه في قوله وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ، ففَكِّرْ في قوله آخَرِينَ . وأنزل الله عليَّ فيض هذا الرسول فأتمَّه وأكملَه، وجذَب إليَّ لطفه وجُودَه، حتى صار وجودي وجودَه، فمَن دخل في جماعتي دخل في صحابة سيدي خير المرسلين. وهذا هو معنى وَآخَرِينَ مِنْهُمْ كما لا يخفى على المتدبّرين. ومَن فرّق بيني وبين المصطفى، فما عرفني وما رأى. وإن نبيّنا كان آدمَ خاتمةِ الدنيا ومنتهى الأيام، وخُلِق كآدم بعدما خُلق على الأرض كلّ نوع من الدواب وكلّ صنف من السباع والأنعام، ولمّا خلَق الله هذه الخليقة من أنواع النَّعَم والسباع والدود على الأرضين؛ أعني كلَّ حزب من الفاجرين والكافرين، والذين آثروا الدنيا على الدين، وخلَق في السماء نجومها وأقمارها وشموسها.. أعني النفوس المستعدّة من الطاهرين المنوّرين، خلَق بعد هذا آدمَ الذي اسمه محمد وأحمد، وهو سيدُ ولْدِ آدمَ وأتقى وأسعدُ، وإمامُ الخليقة.. وإليه أشار الله في قوله إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ في الأَرْضِ خَلِيفَةً . وبعزة الله وجلاله إنّ لفظ إِذْ يدلّ بدلالة قطعية على هذا المقصود، ويدل عليه سياق الآية وسباقها إن كنتَ لست كاليهود، فلا شك أنه آدمُ آخرِ الزمان، والأُمّةُ كالذُرّية لهذا النبي المحمود، وإليه أشار في قوله إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ . فأمعِنْ فيه وتَفكّرْ، ولا تكن من الغافلين. (كتاب الخطبة الإلهامية)

Share via
تابعونا على الفايس بوك