الروح والسؤال القديم الحديث

الروح والسؤال القديم الحديث

أحمد وائل

كاتب
  • الروح لدى الفلاسفة
  • الروح، في البحث العلمي الحديث
  • تفاعل الجسد والروحِ

__________

ثمة تساؤل قديم، غير أنه لا يزال مطروحًا، إنه السؤال عن الروح، والذي لا يلبث أن يخطر ببال الإنسان، عالما مُتخصصًا أو شخصًا عاديًّا، في كل لحظة تكون فيها الحياة البيولوجية على المحك، أو في نوبات المقارنة بين الإنسان وما عداه من المخلوقات الحية، فإن السؤال عن الروح وكنهها وماهيتها لا يلبث أن يطفو فوق السطح. ومصطلح الروح شائع جداً لدى الجماعات الدينية، فالديانات الإبراهيمية وأديان وادي السند بل وأغلب الأديان القديمة تركز تركيزاً خاصاً على الروح، بوصفها كيانًا غير مادي يبقى على قيد الحياة بعد وفاة الفرد، وأنها أساس الحياة بعد الموت وتوفر المبادئ الأخلاقية للرقي الروحي. وهذا المقال تغريدة وسط السرب، حيث يعمَد الكاتب إلى جمع أقوال قديمة وحديثة بصدد الروح، رابطا إياها ومكتشفات العلم الحديث، مستفيدًا من مقال منشور في مجلة مقارنة الأديان تحت عنوان «العلم والروح، سر القوة الإلهية»(1)، والذي ننوه أيضا إلى الاطلاع عليه ما أمكن.

الروح لدى الفلاسفة

البحث في ماهية الروح قديم قدم التفكير كما أسلفنا، فقد اعتبر أفلاطون الروح أساسًا لكينونة الإنسان والمحرك الأساسي له واعتقد أن الروح كيان متألف من ثلاثة أجزاء متناغمة وهي العقل والنفس والرغبة، وكان أفلاطون يقصد بالنفس المتطلبات العاطفية أو الشعورية وكان يعني بالرغبة المتطلبات الجسدية وأعطى أفلاطون مثالًا لتوضيح وجهة نظره باستخدام عربة يقودها حصان، فللحصان قوتان محركتان وهما النفس والرغبة ويأتي العقل ليحفظ التوازن(2). بعد أفلاطون وضع أرسطو تعريفًا جديدًا للروح بوصفها محورًا رئيسيًّا للوجود، ولكنه لم يعتبر الروح وجودًا مستقلًا عن الجسد أو شيًئا غير ملموس يسكن الجسد، وإنما الروح في نظره مصطلح مرادف للكينونة، فلم يعتبرها كينونة خاصة تسكن الجسد. واستخدم أرسطو السكين لتوضح فكرته فقال إننا إذا افترضنا إن للسكين روحًا فإن عملية القطع هي الروح وعليه وحسب أرسطو فإن الغرض الرئيسي للكائن هو الروح، أو بتعبير آخر، الروح هي الوظيفة أو الغاية من وجود الكائن، وبذلك يمكن استنتاج أن أرسطو لم يعتبر الروح شيئًا خالدًا فمع فناء السكين تنعدم بالتبعية وظيفتها الممثلة في عملية القطع (3).

وفي القرن السابع عشر الميلادي حاول «رينيه ديكارت» وفي خطوة هامة إثبات أن الروح وتنظيم الاعتقاد بها يقعان في منطقة محددة في المخ(4) ثم جاء «إيـمانويل» في القرن الثامن عشر وفي خطوة أجرأ وأعقد ليقول بأن سبب اندفاع الإنسان لفهم ماهية الروح هو في الأساس محاولة من العقل للوصول إلى نظرة شاملة لطريقة تفكيره، أي بمعنى أن العقل الذي يحاول تفسير كل شيء على أساس عملي سوف يضطر إلى التساؤل عن الأشياء المجهولة غير الملموسة، وبذلك فتح الباب على مصراعيه لرعيل من علماء النفس ليفسروا الروح على أساس نفسي(5).

تناول حضرته الروح في أكثر من موضع، فتارة يتحدث عن مصدرها، وتارة يتحدث عن وظيفتها، والتي هي تتجاوز الوظيفة البيولوجية كما كان يُعتقد، وتارة ثالثة يتحدث حضرته عن تفاعل الروح والجسد، وهذه النقطة هي ما نحن بصددها حين نتحدث إلى العلماء الطبيعيين، والذين لا يعنيهم إلا بحث الظواهر الواضحة، أو على الأقل ذات الآثار الواضحة

الروح، في البحث العلمي الحديث

يسعى العلماء الطبيعيون لإيجاد تفسيرات واقعية وفقاً لما هو ملاحظ في العالم الطبيعي. يعرف هذا الموقف العقلي باسم الواقعية المنهجية.(6) إن الكثير من الدراسات العلمية المتعلقة بالروح قد شملت التحقيق في أمرها كشيء ذي خصوصية إنسانية، أو كمفهوم معنوي، بدلاً من كونها كائناً بحد ذاته.

عندما يتحدث علماء العصر الحديث عن الروح خارج هذا السياق الثقافي والنفسي، فإنهم يتعاملون مع «الروح» على أنها مرادف شعري لكلمة «العقل». وفي كتاب بعنوان”الفرضية المذهلة” لمؤلفه «فرنسيس كريك»، مثلاً، هناك عنوان فرعي هو «البحث العلمي عن الروح». كريك أخذ على عاتقه القول أنّ المرء يمكنه استكشاف كل شيء عن الروح البشرية والعقل، ومن ثم، قد يكون للعلوم العصبية صلة بفهم الإنسان لماهية الروح.

فعندما يتحدث العلماء الطبيعيون المعاصرون عن الروح، فإنهم يعنون بها العقل والوعي. ومن المقبول على نطاق واسع أن الكيان الإنساني مكون من جانبين، فيزيائي (الجسم) وعقلي أو نفسي (العقل أو الوعي). إن العلماء يفهمون جيداً آلية عمل الجسم المادي، ولكن أصل العقل وآلية عمله لا يزالان قيد البحث. ويعتقد أن كل شيء عن «الروح» يمكن فهمه من خلال دراسة تشريح الدماغ (7). وأن ثنائية العقل والجسد تشير إلى وجود الروح. إن كارل يونغ، وهو طبيب ومحلل نفسي مشهور، ربط مفهوم الروح بمفهوم اللاوعي. ويعتقد أن الروح ذات طبيعة إلهية وبالتالي خالدة؛ فهناك قوة متأصلة فيها تبني الجسم، وتحافظ على حياته، وتشفي علله. (8)

مع تطورات مجال علم الأعصاب، حظي مفهوم ثنائية العقل والجسم باهتمام كبير. وكتب الدكتور «بريستون» في موضوع علم الأعصاب والروح: يبدو أن العقل ينشأ من قوة غير مادية. ويعتبر مفهوم الروح تعبير هذه القوة الذي لا يمكن تفسيره. ويعتقد أن بحوث العلوم العصبية يمكن أن تفسر وجود الروح. إلا أنها رغم تمكنها من تفسير العمليات العقلية غير قادرة على شرح كيفية خلق النشاط الدماغي تجربة الظواهر العقلية. يمكن لهذه المسألة أن يكون لها بعض التداعيات أن تؤثر على الاعتقاد بالروح.(9)

لقد طور عالمان مشهوران عالمياً، عالم النفس الدكتور «ستيوارت هامروف» والحائز على جائزة نوبل للفيزياء، والسير «روجر بنروز»، نظرية الوعي الكمي. يدعيان أن أرواحنا موجودة داخل هياكل تسمى بالأنيبيبات الدقيقة في خلايا الدماغ. ويعتقدان أن تجارب وعينا هي نتيجة لآثار الجاذبية الكمية داخل هذه الأنيبيبات الدقيقة. عند الوفاة، تفقد الأنيبيبات الدقيقة حالتها الكمومية، ولكن المعلومات الموجودة بداخلها لا يتم تدميرها، إذ لا يمكن تدميرها، بل تتناثر وتتبدد في الكون. وبهذه الطريقة، فإن الروح تكون مستقلة عن الجسم المادي بعد الموت وتبقى هذه المعلومات الكمية موجودة خارج الجسم إلى أجل غير مسمى – كروح» (10). إلا أن هذه النظرية لم تحظ بقبول عالمي من قبل مجموعة أوسع من العلماء وعلماء النفس، الذين يعتقدون أن مفهوم الروح هو مجرد استقراء نقوم به على أساس الازدواجية التي نختبرها بين الجسم والوعي. (11)

رغم أن اهتمام العلماء بمفهوم الروح دام عدة قرون، إلا أنهم لم يثبتوا وجودها، ولم يفهموا ظاهرتها فهماً جيداً. إلا أن التطورات الأخيرة في مجال علم الأعصاب وعلم النفس شجعت العلماء الذين يعتمدون على حدسهم لمواصلة بحثهم من أجل فهم الروح.

ويوافق «روبرت لانزا»، وهو عالم رائد في الطب العصبي، على أن الحياة لا تنتهي عندما يموت الجسد. ويشير إلى أن ظاهرة معقدة مثل الأحلام أو الخيال والذاكرة تشير إلى قوة حيوية مستقلة عن الجسد. يقول إن الأبحاث تشير إلى أن جزءا من العقل – الروح – خالد وموجود خارج إطار المكان والزمان(12). يدعي «لانزا» أن المكان والزمان ليسا أشياء، بل أدوات لفهمنا الحيواني. وأننا نحمل المكان والزمان معنا مثلما تحمل السلاحف درقتها مما يعني أنه عندما تُنزع الدرقة عنها (المكان والزمان)، فإننا لا نزال موجودين».(13)

وفي القرن السابع عشر الميلادي حاول «رينيه ديكارت» وفي خطوة هامة إثبات أن الروح وتنظيم الاعتقاد بها يقعان في منطقة محددة في المخ(4) ثم جاء «إيـمانويل» في القرن الثامن عشر وفي خطوة أجرأ وأعقد ليقول بأن سبب اندفاع الإنسان لفهم ماهية الروح هو في الأساس محاولة من العقل للوصول إلى نظرة شاملة لطريقة تفكيره

قول نطمئن له

وقد قال الخليفة الرابع حضرة ميرزا طاهر أحمد (رحمه الله) موضحاً محدودية فهم العلماء لمفهوم الروح رغم التقدم الذي أحرزوه في هذا المجال، أن الروح تطورت عند البشر حتى أصبحت كياناً مستقلاً في حد ذاته، شكلاً روحيّاً يمكن أن يعيش بعد انفصاله (عن الجسد). ما هي طبيعة هذا الكيان؟ نحن لا نعرف الكثير عنه، ولكن هذا القدر القليل اكتشفه العلماء وهو أن الطاقة يمكنها البقاء على شكل حزم. في السابق، كانوا يدحضون الإيمان بوجود الروح، لكنهم يعترفون الآن بأن ما اكتشفوه يقودنا إلى إمكانية وجود نوع من الطاقة البشرية التي تعيش بشكل منظم ومنفصل عن الوجود المادي للإنسان. وهذا ما سيحدث في المقام الأول سيكون للروح وعي من نوع ما. (14)

كما يوضح حضرة ميرزا طاهر أحمد رحمه الله أنه: «وفقاً للإسلام، صحيح أنه في حالة الحيوانات عندما يموت الجسد، تنتهي الحياة، أما في حالة البشر، عندما تنتهي الحياة يموت الجسد لا الروح. فالروح مذكورة فقط بشأن البشر لا بشأن الحيوانات…إذ لا وجود للنُبل أو الشر وعواقبه في مملكة الحيوان. لقد طور الله الإنسان على وجه التحديد لدرجة تقوم فيها أفعاله بخلق روح فيه وخلق جنته الخاصة وجهنمه من أعماله. (15)

ورداً على سؤال في لقاء أجرته مجلة مقارنة الأديان، شرح الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد (نصره الله) مفهوم الروحانية لدى الإنسان وما إذا كانت موجودة لدى الحيوان كذلك، فقال: «لقد أعطيت الحيوانات غرائز ذات صلة باحتياجاتها وما عليها القيام به. في بعض الأحيان أعطيت الحيوانات حواس حادة. فحاسة الشم حادة عند الكلاب مثلاً. فتستخدم لاصطياد الفرائس وكذلك للكشف عن المخدرات. تمتلك الحيوانات الأخرى أنواعًا أخرى من الصفات والخصائص لتلبية احتياجاتها… وهكذا، منح الله الحيوانات الغرائز لأداء أدوارها. أما الإنسان فأعطي بالإضافة إلى ذلك العقل. فمن حيث الشكل الخارجي أعطيت جميع الحيوانات بما في ذلك الإنسان دوراً، وأعطي الإنسان كذلك القدرة على العبادة والفكر. يتحدد دور الحيوانات بالوظائف التي يمكن أن تقوم بها أجسامها، في حين أن البشر بالإضافة إلى دورهم الأساسي، قد أعطوا هدفاً إضافياً، يشار إليه في القرآن الكريم:

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون

لذا، فإن البشر والجن لديهم هدف محدد غير ذلك المحدد للمخلوقات الأخرى. (والجن المعنيون هنا مظهر من مظاهر الحياة العاقلة، يكتنفهم نوع من الخفاء أو الاحتجاب أو العزلة). فللبشر هدف أسمى، وبالتالي بطبيعة الحال سوف تحظى الروح بالمزيد من التواصل مع الله نتيجة لذلك. يخص التقدم الروحي ومفهوم الجنة والنار فقط النفس البشرية لأنها أعطيت غرضاً في الحياة، في حين أن الحيوانات لها وظيفة محددة في حياتها وضمن طبيعتها، فهي تعيش حسب ما أعطيت، ولا يمكنها أن تحيد عنه أو أن تقوم بأي شيء خارج هذا المجال’. (16)

تفاعل الجسد والروحِ

إذا كنا إلى غاية الآن شبه عاجزين عن استكناه ماهية الروح بكل وضوح، فلم لا نسلك مسلكًا آخر، وهو البدء بتتبع تأثيراتها، من منطلق أن أول خطوة في دراسة أية ظاهرة هي البحث في آثارها، ولحسن الحظ، فإن للروح أثرًا واضحًا نشهده جميعًا من خلال تفاعلها مع الجسد، وهو ما ذكر عنه المسيح الموعود في معرض تناوله قضية تفاعل الجسد والروح، ومن ثم خلص إلى ماهية الروح أثناء خطابه في مؤتمر الأديان الأعظم بلاهور عام 1896، هذا الخطاب الجليل الذي نُشر لاحقًا ككتاب مستقل بعنوان «فلسفة تعاليم الإسلام»، فيه تناول حضرته الروح في أكثر من موضع، فتارة يتحدث عن مصدرها، وتارة يتحدث عن وظيفتها، والتي هي تتجاوز الوظيفة البيولوجية كما كان يُعتقد، وتارة ثالثة يتحدث حضرته عن تفاعل الروح والجسد، وهذه النقطة هي ما نحن بصددها حين نتحدث إلى العلماء الطبيعيين، والذين لا يعنيهم إلا بحث الظواهر الواضحة، أو على الأقل ذات الآثار الواضحة، من هنا كان باب تفاعل الروح والجسد مدخلًا هامًا للبحث في ماهية الروح بشكل علمي. وبهذا الخصوص كتب حضرة المسيح الموعود : «وإذا أمعنَّا النظر تبين لنا أن الفلسفة الصحيحة الصائبة للغاية هي أن للأوضاع الجسمانية تأثيرًا قويًا في الروح.. فإننا نرى أن أفعالنا الطبعية، وإِن كانت جسمانية، يكون لها في حالاتنا الروحانية أثر محسوس يقينًا. فالعين مثلًا إِذا أخذتْ في البكاء ولو تصنُّعًا.. فلا بد أن تنبعث من الدموع لوعة تسري إِلى القلب، يَخضع لها ويكتئب. وكذلك لو ضحكنا ـ وإِن يكن تكلُّفًا ـ اكتسب الفؤاد فرحًا وانبساطًا. وكذلك نرى أن السجود الجسماني يولّد في نفس الساجد حالة من التضرع والخشوع. كما نشاهد بالعكس أنه لو مشى الإِنسان رافعًا رأسه مبرزًا صدره، فمشيته هذه تولد فيه كِبرًا وغطرسة. ومن هذه الأمثلة يتبين تمامًا أن للأوضاع الجسمانية أثرًا في الحالات الروحانية من دون ريب» (17)

في الختام، يهتم العلماء بمسألة وجود الروح منذ قرون طويلة ولكنهم لم يتوصلوا بعد إلى فهم واضح. إن عجائب التجربة الإنسانية ونظرية ثنائية العقل والجسد تعني وجود الروح. وهذا غير مفاجئ، في ضوء التعاليم الإسلامية، ولقد أوضح مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية ومسيح الزمان حضرة ميرزا غلام أحمد القادياني بشكل جميل في كتابه ينبوع المعرفة، «إنها فقط قوة وحكمة الله التي تخرج الروح إلى الوجود من المادة. ولهذا السبب عندما سئل النبي عن الروح، أمره الله بالرد التالي:

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا » (الإسراء: 86 ) (18)

الهوامش:

1. مجلة مقارنة الأديان، العلم والروح، سر ال القوة الإلهية.

2. مبادئ الفيلسوف بلاتو

3. لمحات حول الفيلسوف أرسطو

4. حياة وأعمال ديكارت

5. نقد كانط للميتافيزيقا

6. مقارنة الطبيعية المنهجية بالفلسفة الوجودية

7. هل الروح موجودة؟ الأدلة تقول نعم، روبرت لنزا.

8. كارل جنغ الإقتباس السابع

9. علم الأعصاب والروح، التفسير المتنافس للتجربة البشرية.

10 العلماء يقدمون نظرية الكَمْ لإثبات وجود الروح

11. وأخيرا العلم يفسر وجود الروح

12. هل الروح موجودة؟ الأدلة تقول نعم، روبرت لنزا.

13. نظرية الكم تثبت أن الروح تنتقل إلى عالم آخر بعد الموت.

14. مرزا طاهر أحمد، الحياة بعد الموت.

15. مرزا طاهر أحمد، الحياة بعد الموت.

16. إطلاق مشروع وجود الله، مقابلة خاصة مع إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية.

17. مرزا غلام أحمد، فلسفة تعاليم الإسلام.

18. مجلة مقارنة الأديان، العلم والروح، سر القوة الإلهية.

Share via
تابعونا على الفايس بوك