إمامنا الحالي

 

مولده وتعليمه

ولد حضرته في 18 ديسمبر 1928، في قاديان، بالهند. اجتاز الامتحانات التأهيلية Matric لدخول الجامعة في سنة 1944.. على الرغم من وفاة والدته حضرة السيدة مريم بيجوم خلال أيام امتحاناته. التحق بعد ذلك بالكلية الحكومية في مدينة لاهور عاصمة الإقليم للحصول على درجة البكالوريوس في العلوم B. Sc.  ثم أمضى حضرته خمس سنوات في جامعة الدعاة ، بقادیان ، حيث اكتسب معرفة عميقة بالقرآن الكريم وعلوم الإسلام، وازدهرت فيه الموهبة العلمية، ثم التحق بجامعة لندن.

مناصبه في الجماعة

في عهد الخليفتين الثاني والثالث (رضي الله عنهما) لسيدنا المهدي والمسيح الموعود .. خدم حضرته الجماعةَ بإخلاص شديد. ولما تولى في الستينيات منصب رئيس اللجنة المركزية لـ (خدام الأحمدية).. بذل جهودًا كبيرة لزيارة كل جماعات باكستان تقریبًا؛ حيث ألقى خطابات مفيدة، وترأس مباحثات ومناقشات مثمرة. وإبان اجتماعات المجلس الوطني الباكستاني عام 1974، ضمه الخليفة الثالث إلى الوفد الخماسي لتمثيل الجماعة والدفاع عن موقفها أمام المجلس.

كما خدم الجماعة في منصب رئيس لجنة (أنصار الله) المركزية، وفي موقع ناظم (الوقف الجديد). وقد احتفظ بهذين المنصبين حتی تبوأ مقام الخلافة لسيدنا المهدي والمسيح الموعود في 10 يونيو ۱۹۸۲.

نشاطاته وهواياته

حضرة أمير المؤمنين خبير في Homeopathy، (وهو نوع من العلاج يعتمد على جرعات صغيرة، تُحدث ذات التأثير المرضي، فهي تساعد الجسم على مقاومة المرض بنفسه. أو كما قيل: دَاوِني بالتي كانت هي الداء). ويفد إليه الناس من كل الأنحاء يسألونه الدواء لأمراضهم وآلامهم. وحضرته يلبي كل حاجاتهم دون مقابل مادي.

حضرة الخليفة الرابع يحظى دائمًا بالمحبة والتبجيل بسبب بساطة عاداته. وحضرته مشهود له بالعطف على الفقير، وطبيعته المتسمة بالبهجة والسعادة. يروي عنه زملاؤه في الدراسة أنه نادرًا ما شوهدت عليه علامات التعاسة.. وأنهم كانوا إذا اجتمعوا وجلسوا غير مبالين.. دخل عليهم حضرته، فأدخل التهلل والانشراح على الجميع. وفي صباه كان حضرته محبًا للرياضة، وشارك في كل الألعاب.. منها كرة القدم والطائرة والهوكي والبادنتون التي كان متفوقًا فيها. ولا يزال يحتفظ باهتماماته الرياضية حتى اليوم. ولما كان محبًا لرحلات الصيد والسير لمسافات طويلة في الريف فهو مغرم بالحياة الحكوية. وخلال بعض رحلاته إلى أوروبا وأمريكا كان يطوف بأرجائها بحقيبة الرحلات على ظهره، ويتوقف في المخيمات الخلوية في طريقه. ولقد سعِدتُ مع كثير من شباب (اسلام آباد)، تلفورد، ببريطانيا، بلعب مباريات في كرة الطاولة مع حضرته.. وهو يلعب بروح شابة.. مرحة.. تزيل الكلفة.. وتبعث على المزيد من حبه وتقديره، أبقاه الله لنا.

إن شخصية إمامنا الحالي، أطال الله عمره، وأيده بنصره العزيز، مدعمة بالرفيع من السجايا، والعظيم من الأخلاق. كل من حظي بلقاء هذا الرجل الرائع لا يتوقف عن الحديث عن فطرته الطيبة العطوفة، وميوله الودية المتعاطفة، وحسن لقائه، وسخاوة نفسه المضيافة. يقولون إن داره لا تخلو أبدًا من الزائرين.. أحمديين وغير أحمديين.

كان ولاؤه، حفظه الله، لإمام الوقت ولاء يضرب به المثل. يحكون أنه كان ذات مرة في مكتبه يشتغل في بعض الأمور العاجلة، وخارج الحجرة يجلس عشرون أو أكثر من المرضى ينتظرون مقابلته .. دخل عليه رسول من لدى (الخليفة الثالث رحمه الله) يقول إن حضرته يريد لقاءه. وفي التوّ واللحظة.. ترك إمامنا كل ما في يده، وقفز على دراجته وذهب للقاء (حضرته).

هناك أحداث كثيرة يمكن سردها حول صفات إمامنا. يتحاكى القوم عن شغفه بالأطفال. وكم شوهد وهو يتحدث إليهم في الطريق. وآخرون يروون حسن جواره، وكيف يوزع أطايب طعامه على جيرانه. (ولطالما تفضل عليَّ حضرته بنصيب من كل ما يتناوله من طعام أو حلو أو فاكهة.. يأمر بها لتكون في طعامی ببیت ضيافته، ويطمئن حضرته بنفسه مع مشاغله الأسطورية، على راحة كل ضيوفه).

إن إمامنا، في جوهره، رجل ذو حظوظ كثيرة. فحضرته عالم على دراية واسعة بالأمور العلمية والشؤون الدولية. وهو صیاد ورياضي.. لكنه إداري وشاعر وخطيب كذلك.

أما بلاغته اللغوية فهي وراثة في الأسرة.. شهد بها الجميع. وحضرته متمكن من اللغة الإنجليزية والعربية، وإن كان لا يتحدث بالعربية بطلاقة. أحاديثه ومساجلاته مشهورة معروفة. لا ريب أن الله تعالى قد بارك وأنعم على الجماعة الإسلامية الأحمدية بهذا القائد العظيم ذي الغنى الواسع والثراء العريض في المعارف الروحانية والدنيوية. لقد كان اختيار الله تعالى له خليفة للوقت.. فرصة فريدة تبشر بمستقبل باهر للإسلام والأحمدية بإذن الله.

اللهم بارك إمامنا، وامنحه المزيد من القوة على أداء المهام الثقيلة لمنصبه السامي.. وأَعِنْه يا ربنا، على تحقيق وعدك كاملاً للمسيح الموعود والإمام المهدي بأن تحمل رسالته إلى أركان الأرض الأربعة. اللهم بارك لنا في عمره بالتأييد والفلاح والنصرة.. لخدمة بني نوع الإنسان. آمین.

Share via
تابعونا على الفايس بوك